الحياة مجرد خطوة من ألف خطوة في طريقك نحو الخلاص لايمكن الإنحدار من طريقها إلا بواسطة شيئان أساسيان الموت او تحقيق غاياتك الدنيوية ...
الموت شيء بسيط لأنك ستموت بالرغم من أنك لاتريد الموت مثل منتج لديه تاريخ صلاحية أما التحقيق الغايات فهو أمر تحفو خطاه كل حياة وهو مايجعل للحياة طعما ...
رحلة المبادرة في قتال يدوي الوجود ويضغط كل شيء لأجل غايات كل شخص لأجل مصالح كلى الطرفين يستمر قتال مدوي وهمجي في إنتزاع الطبيعة من ملكوتها ليدافع كل منهما عن مايراه مناسبا له ...
بيترا ليست بذلك الغباء لتقاتل شخصا بهذه القوة مثلما كانت تفعل مع الجد وريو اللذان لم يظهرا مالديهما أمامها فدفعو ما جنوه بثمن باهظ
والذي أودى بحياة الجد للجحيم والموت واودى بريو بإصابات بليغة ولو لم يتدخل هذا الشخص الذي يجابه بيترا حاليا لكان كل شيء قد إنتهى منذ زمن قليل وأخذت بيترا آنا وذهبت وتركت المكان في فوضى مدمرة لكن لا، وجود هذا الشخص قد منحهم فرصة أخرى للنهوض مجددا والقتال لأجل حياة لابد ان تكون ..
أهداف قد تناسيت عبر وقت قد كان برفقة أشخاص لم يعلم انه سيكون رفقتهم ...إنقاذ حياة من تهتم لأمرهم كان مصيرا لابد أن يتبعه لكنه إختار طريق الإعتماد على الأخرين بدل الإعتماد على نفسه، إنقاذ هينامي .. إيلينا من مستقبل القتل في الحديقة كان لابد أن يكون هدفا مصمما بين عينيه فقط ولابد ان يحققه بدلا من الهروب والتسكع رفقة أشخاص لم ولن يكونو معه في مستقبله الحفيف بما سيكون مقابلا له بعد عامين أو ثلاثة ...
ربما لن يكون هناك خط زمني أخر يساعده في الاخذ بعائلته لبر الامان ...هدف مثل هذا قد تناساه ريو بعد الإختلاط بالأخرين وهاهو قد حيا مجددا بعد رؤيته لآنا وهي تبكي الأن بينما قوتها قد تلاشت من الوجود ... والذي قد أشبهه ببكاء إبنته هينامي أثناء رؤية والدها وهو يقطر دما بسبب ماحدث له ... وأما رؤيته لشيسا الان وهي عاجزة عن الحركة وساقطة أرضا بدون ادنى قوة للوقوف اودى بقلبه بذكرى زوجته وهي تحاول الإقتراب منه في اخر لحظات من حياتها وهي عاجزة تماما عن الحركة لتقول له تلك الكلمات المترهلة النابعة من أعماق قلبها و التي نساها عبر اوقات قد اودت به للنسيان الا وهي"أحبك...في كل زمان انا أحبك"
في تلك اللحظة تدارك ريو نفسه رجع لوعيه وادرك أن عليه التحرك والقضاء على بيترا مرة وللأبد ...
نظر أمامه لم يجد سوى آنا جافية على ركبتيها وهي تبكي بشدة بينما شيسا مستلقية على الأرض تناظر آنا بعجز مثير للشفقة...
...أدار وجهه للوراء فوجد شخص غريبا كانه الظلام نفسه به عديد الجروح القديمة على جسده يجابه بيترا في قتال تسخيني عبثي المشهد ...
إستغل ريو ذلك الوضع وكسر الحراشف المصلبة لعضلات قدميه بصعوبة كبيرة وإتجه ناحية شيسا وحملها من هناك لتتفاجئ بقدومه نحوها بسرعة ... ومن ثم إقترب من آنا وقال بهدوء مع إبتسامة فيها دماؤه ليقول:"آنا ... أسف لأني أقحمتك في هذه الفوضى..."
نظرت آنا إليه بحزن والدموع لاتزال في عينيها ليمد لها يده وقال:"تعالي معي سأخرجك من هذا المكان الأن ولن يؤذيك أي شخص بعد هذا ..."
لامست يد آنا يدي ريو لتصرخ فيهم بيترا بقوة وتقول لريو:"لااااااعه أنت هناك لن أدعك تلمس عزيزتي الصغيرة ... اااااعه أبعد يداك القذرة عنها ..."
لم يأبه ريو لها وقال لآنا:"لاتقلقي يا آنا سأخلصك من هذا ..."
حمل ريو كل من شيسا وآنا بين ذراعيه ومشى بهما في وسط قتال بين الشخص الحاضر وبيترا ولم يأبه لهما واستمر في طريقه حتى إبتعد عنهما قليلا ووضع شيسا وآنا في مكان يستطيع رؤيتهما منه ثم قال لشيسا:"...اا أنا .. أنا ... أسف لأنني لم أستطع حماية جدك من هذا ... أعلم أن كل هذا خطأي ...لو أني قاتلت بجدية لكنت تفوقت في ذلك ..أسف لأنني لم أستطع التغير بعد كل هذا الوقت ... لا أستطيع أن أعدك بشيء ياشيسا .. لا أستطيع حتى ضمان سلامتي لذا أرجو منكما الهروب من هنا والذهاب للمملكة والتجهيز لأي خطر يمكن أن يقع بسبب هذه المرأة .."
ثم مشى وهبط نحو النهر حيث توجد بيترا وذلك الشخص ..
حاولت شيسا قول كلمة واحدة حتى ولو كانت أن تودعه لكن مشاعرها طغت عليها ومنعتها عواطفها من ذلك .. إبتعد ريو عنهما ووصل للمكان المراد وبقي ينتظرهم أن يرحلو حتى يبدأ مجددا... لاحظت شيسا ذلك وقالت:"آنا ساعديني على الوقوف دعينا نذهب من هنا ياصغيرتي .. المكان ليس أمنا لنا .."
ثم قالت آنا بصوت خافت فيه التراجع:"لكن .. لكن ..لكن
..ماذا عن ريو؟؟..."
فأجابتها شيسا بعدما وقفت:"نحن لسنا إلا عائقا أمامه يجب علينا المغادرة من هنا بأسرع وقت ..."
لاحظ ريو ذهابهما من هناك وهو ينظر بغضب شديد نحو بيترا المستوقفة لقتالها مع ذلك الشخص لتقول:" اتعتقد أنك بفعلك هذا ستستطيع حمايتهما؟ .. غبي أنا سأقتلك وأقتل الأميرة الساقطة وآخذ عزيزتي آنا ... سترى ذلك ... الجذع قد تشكل بالفعل ... ونهاية كل هذا ستكون على يدي ..."
لم يأبه ريو لأي حرف تقوله ... نظراته يسودها برود حاد لم يسبق له مثيل من قبل ليقول لها بجدية:"...أنتي لن ولم تستطيعي قتلي الأن .. سأقطعك إربا إربا الأن ..."
ليتحرك خطوة للأمام وأشار بإصبعه وقال(إبادة) لتنطلق قوة غريبة ساحقة ماسحة لوجود كل شيء مصطدمة ببيترا ومدمرة للهواء حتى ...
ضربة قوية مركزة بشدة مسحت مساحة كبيرة من الحديقة وإصطدمت ببيترا .. لايوجد أي إحتمال ببقاء حياة بالنسبة لريو بتسديده لهذه الضربة فهو يعتقد أنه قد أنهى أمر بيترا تماما، فهذا الهجوم كان كفيلا بأن يجعل التراب يتلاشى ويختفي...
إنصدم الشخص الذي أمامه من حجم القوة المركزة في هذا الهجوم وبقي ينظر له بنظرة غضب شديدة بدون اي حركة منه لتداركه حجم القوة التي يملكها ثم قال له بغضب:"...ريووو....اااااعه ... أيها الفتى الملعون ... أيها الخطيئة كيف لك أن تكتسب هذه القوة الملعونة ... ااااااهه ...."
سماع هذا الصوت من قبل ريو جعله يدرك هوية هذا الشخص ليقول له بهدوء:"...أزوما؟..."
إقترب أزوما بشدة من ريو وحمله من رقبته وقال بغضب شديد اللهجة:"كيف لفتى بمثلك أن يمتلك كل هذه القوة .. اااااهه كم أحسدك وأريد البطش بك أيها الصغير الوغد ... أحسدك بشدة..."
أبعد ريو يد أزوما عنه وقال:"بما أنك هنا يا أزوما فهذا يعني أن الأوردر هنا ؟...وهذا يعني أنكم لازلتم تلاحقوننا أنا وشيسا أليس كذلك ؟؟.."
فقال له أزوما وهو تارك له بغضب:"مالذي سأجنيه من تتبع فتى بمثلك؟ أنا لايهمني أمر أي أحد الان ... كل مايهمني قتل يوكي داكي لاغير ..."
إستدار ريو من مكانه وينظر للغبار الناتج عن هجومه وقال:"غريب أمرك هذا يا أزوما... إعتقدت أنك ستلاحقني لأجل مافعلته في فريا ..."
فقال أزوما:"لست مهتما بذلك .. لدي غاياتي ... وأيضا لم أعد عضوا من الأوردر ... هم لايربطون لي بسلطة لست خاضعا مثلهم... أنا لدي حريتي وطريقتي .."
فقال ريو:"حسنا ... بما أنك لا تلاحقني سأذهب الان .. هناك من ينتظرونني .."
فقال أزوما وهو يناظر جثة الجد وبعض الدموع تتساقط من عينيه دون أن يلحظ ريو ذلك :"لايهم إفعل ماتشاء .."
ثم قال ريو:"سأخذ جثة الجد أيضا... سنقيم له جنازة لائقة على الاقل ..."
ثم قال أزوما:"كيف مات هذا العجوز ياريو؟؟..."
فقال ريو وهو مطئطئ رأسه نحو جثة العجوز:"...همممم ألا ترى انه مقطوع لنصفين؟؟؟..."
فقال أزوما:"أقصد لماذا مات؟..."
فأجابه ريو بعدما وقف وهو يحاول حمله..."أسف لذكر هذا...لكنه مات بسبب إعتقاده أنني سأموت... مات في سبيل إنقاذي ..."
شعر أزوما بالضجر مما قاله له ريو ولم يجبه وجلس قرب النهر هناك ونظر للغبار الذي لازال يحوم في حديقة جده المدمرة بينما بعض دموعه تتقاطر وهو يحاول إخفاء ذلك عن ريو ... لم يلاحظ ريو أن هذا العجوز أمامه هو نفسه جد أزوما لذا لم يستطع فهم مايفعله ...
ومائن حمله بين ذراعيه واحكمه جيدا ... أتاه هجوم قوي من تحت الارض عبر حراشف إخترقت جثمان الجد بقوة و قطعت لحمه قطعة قطعة في الأرض وإلتفتت حول جسد ريو وثبتته بقوة مع الأرض لكي لايهرب منها أبدا... ونفس الشيء حصل مع أزوما تم تثبيته بقوة شديدة من قبل حراشف بيترا وسحبته قرب جسد ريو ... لتظهر بيترا بعد ذلك في مشهد مرعب ومخيف في وسط كل ذلك الغبار الناتج عن هجوم ريو وهي تعلن أنها لازالت حية ترزق بالرغم من أن صد هجوم ريو (الإبادة) كان له عواقب وخيمة جدا ...
جسد بيترا تعرض بحروق شديدة جدا بحيث أن جلدها تبخر من ذلك وعظام جسمها قد كشف عنها من بعد تبخر الجلد واللحم ..
أغلب ملابسها قد تم تمزيقها .. شعرها قد إحترق تماما وجهها تشوه تماما نتيجة بحرارة ذلك الهجوم.. جسمها كله قد تعرض لتشويه حاد ..
لكن بالرغم من هذا وقفت أمامهم وهي مبتسمة وتقول:"لالاالاا ياله من هجوم عظيم ااااااه ... قد شعرت به وهو يخترق جسدي اااااا ااااه تلك الحرارة التي أذابت جلدي عن جسدي قد ... اااهاهااهااااا ..ااااعهاعهاااهااا... قد جعلتني أشعر بالحياة ... ريو أنازاكي ...ااااه أنا أشكرك على هذا لم أشعر بثقل بالقوة منذ زمن بعييييد جدا اااااه كم هو رائع ..."
ثم خف صراخها هذا ومشت خطوة للأمام داخل ذلك الغبار ونظرت لريو بإبتسامة نذالة وتكبر يسودها غرور شديد بينما مايكون المرعب في الأمر أن جسدها يتجدد بسرعة كبيرة بينما ينظر ريو بخوف وتوتر كبير وهو لايستطيع أن يحرك أي حركة ولاحتى الإفلات من هذا ... ولكن أزوما قد كان يشاهد كل هذا وهو يبتسم إبتسامة شيطان بالرغم من أنه هو الاخر لايستطيع الحركة بسبب تقييد من قبل بيترا...
بعد تعالج جسد بيترا كليا وتجدد كل شبر من جسدها وبينما هي لاتزال وسط ذلك الغبار رفعت يداها في السماء على هيئة سيف وعي مخفضة لرأسها وتبتسم أكثر فأكثر ...
ساد الهدوء في المكان وإرتفع التوتر داخل جسد ريو ليقول لأزوما وهو يصرخ:"أزومااااااا علينا الخروج من هذا بسرعة إن هذا الهجوم الذي ستنفذه يشبه نفس هجومي السابق ضدها لكنه أكثر ضراوة من هجومي إنها تحاول إبادتنا عن بكرة أبينا .. يجب أن نتحرر من هنا بسرعة ..."
وقبل أن يرد أزوما على كلام ريو ظهرت شرارة نار كبيرة من السماء لونها أزرق مشكلة خطا كبيرا بين يدي بيترا لتقول له وهي تنظر له:"اااههههي لقد فات الأوان على ذلك بالفعل..." ومن ثم ضغطت تلك النار بضغط قوي بين يديها وقالت(النحر الأخير) وقبل أن تطلق ضربتها على كل من أزوما وريو كسر أزوما القيد المسيطر على جسده وقفز للهجوم نحوها بسرعة كبيرة لكن مع الاسف بالرغم من سرعته إلا أن هجوم بيترا قد نشط بالفعل لتنطلق بعد ذلك ضربة قوية صدمت في كل من ريو وأزوما معا مسحت وأحرقت ودمرت كل شيء أمامها بما في ذلك جسدي ريو وازوما لم يفلح في النجاة من هذا الهجوم الشنيع ...
النار إكتسحت تلك الحديقة الجميلة فبعدما كانت جنة فوق الارض صارت جحيما فوق الأرض ...
على الدخان والغبار... إحترقت الأشجار ..إحترقت الأزهار ... تبخرت المياه ولم يبقى هناك أي شيء ...
ظنت بيترا أن كل شيء قد إنتهى الأن ولم يعد هناك من يمنعها من أخذ مرادها....
ريو وأزوما قد تلقيا هجوما في المقدمة وليس كأي هجوم عادي إنه تقنية سرية قديمة الطراز أخرجته بيترا بعدما ساءت أوضاعها لتنهي الامر بسرعة ...
بعد ذلك إتجهت أنظار بيترا من هذا المكان إلى صوت القطار الذي كان يسمع من بعيد على أنه سينطلق لذا سارعت بنفسها وإرتدت رداء طفيفا يغطي مابقى من جسدها وذهبت خلف شيسا وآنا في إعتقاد منها أن ريو وأزوما قد إنتهى وجودهما ...