في مطار القاهره الدولي كان خالد يجلس منتظرا الطابور الطويل عند شباك الجوازات ، اعتاد أن لا يقف في الطابور بل ينتظر حتى يفرغ الجميع وينهي إجراءاته بكل يسر دون الاختلاط مع الناس ، أخرج من حقيبته دفترا يوحي غلافه على جدته ، فتح الصفحه الأولى وأخرج القلم من نفس مكان الدفتر وبدأ يكتب ، مذكراتي العزيزه ، آسف على كل هذا التأخير فمنذ اشتريتك الشهر الماضي لم أجد شئا يكتب ولا ذكريات تستحق الاسترجاع ، فالغربه يا صديقتي ليس فيها طعم الحياة ولا حتا رائحتها ، مجرد شريط موضوع في مسجل قديم يعاد تسجيله يوميا ويتم إقافه يوم الجمعه ليرتاح ثم يستكمل العمل صباح السبت فيستيقذ المغترب ليستحم ويرتدي ملابسه التي لم تغسل منذ أسبوع ، يذهب الي عمله الي حددته له شهادته ، فيستمع إلى ثرثرة مديره تاره ويستلقي على كرسيه تاره ويعلق بسبحان الله على صوره الشجره الساجده تاره أخرى ،ثم يبدأ بالتفكير فالعمل حتى ينتهي الدوام ويذهب إلى المنزل ليستحم مره اخرى ويخلد إلى النوم ليستيقذ إلى العمل في اليوم التالي ، فكما ترين عزيزتي كنت مشغولا جدا عنك ، لكن الآن انتهى هذا الأمر ، ففي مصر عزيزتي سنقضي أياما جميله ، سيكون لي فتاتي التي ساحدثكي عنها كل ليله ، سيكون كل يوم مختلف ، سأبدأ بتذوق الحياه من جديد .


هكذا وضع خالد القلم وأغلق المذكرات واعادهما من حيث احضرهما، حينها استوعب أن الطابور إنتهى وبدأ المسؤل يناديه لينهي إجراءات السفر، ثم خرج واشترى شريحه اتصال مصريه ليتواصل مع صديقه سيف الذي جاء ﻹصطحابه إلى المنزل ، اتصل عليه فأجاب بصوت يملأه النوم ،


- مرحبا ..

- أهلا ، كيف حالك يا سيف ؟

- من معي ؟

- انا خالد

- خا .. خاااالد ؟؟

- أجل هل تأخرت ؟

- كم الساعه الآن ؟؟

- إنها الثانيه صباحا الم تأتي بعد ؟!

- يا إلهي انا اسف جدا سوف أصل إليك في غضون ساعتين انتظرني لن اتاخر.

......

يا لك من أحمق يا سيف ، لقد أخبرت سبع مرات أن لا تتأخر، كيف ساجد سياره أجره في هذا الوقت ، ثم لا أملك جنيهات مصريه يا إلهي علي أن انتظرك أيها الأحمق .

عاد سيف إلى البوابه لينتظر صديقه في الداخل ، لكنه تذكر أن الدخول ممنوع فعاد لينتظره في موقفه السيارات مرت عشر دقائق على خالد وهو يجلس على أحد الكراسي مع حقيبته ينتظر صديقه ، ثم سمع صوت رجل من خلفه ينادي - خالد !

إلتفت مستغربا من وصول سيف السريع ، لكن استغرابه زاد عندما لم يجد سيف ، كان شابا في الثلاثين من عمره يركب سيارته مخرجا يده من السياره ويبتسم في وجه خالد ،

- كيف تعرف اسمي ، هل هو مكتوب على قميصي من الخلف ؟

ضحك الرجل ضحكه خفيفه ثم استكمل الحديث ،

- هل تنتظر أحدا أم تنتظر الصباح لتجد أحد ؟!

- أمممم أظن أن الإثنين سيستغرقا نفس الوقت .

- إلى أين أنت ذاهب؟

- هل تعرض توصيله ؟

- يمكنك أن تقول ذلك .

- حسنا خذني إلى أقرب محطه مترو وانا ساتصرف.

- هل ستنتظر هناك ؟

- ماذا ؟

- المترو يغلق أبوابه في تمام الثانيه عشر.

- حسنا اذا انا ذاهب إلى شبرا .

- رائع انا ذاهب إلى هناك أيضا ،هيا بنا ماذا تنتظر.

- لم تخبرني كيف عرفت اسمي .

- من مذكراتك.

- ماذا تقصد هل كنت تراقبني؟!

-لا لا ليس كذلك، لقد وجتها على الأرض في المطار وقالوا لي أنها لشاب يرتدي قميصا أحمر ، ورفضوا أخذها ، فقمت بالاحتفاظ بها حتى رأيتك تجلس وظننت انك هو ، وكان ظني في محله .

- وهل هذا يجعلك تقرأها ؟

- إنها فطره إنسانيه، لا تشغل بالك بهذا وهيا بنا . ركب خالد مع ذلك الغريب السياره ، ثم أخرج الهاتف وأخبر سيف بأن لا يأتي فقد تصرفت، ثم بدأ بالحديث مع ذلك الغريب ، لكن هل الأمر حقا مجرد توصيله مجانيه أم أن هنالك أم آخر ؟! تابعوا تعرفوا.


-------------------------------

أعلم أن البدايه ممله، ولكن لا بد من هدوء ما قبل العاصفة ☺ .



2017/06/05 · 378 مشاهدة · 642 كلمة
Omar_sl.x
نادي الروايات - 2024