أغلق الخط في وجه سيف بعد كلمات ألقاها خالد عليه معاتبا وفي لهجته تسامح فهمه سيف ، نظر سيف إلى زجاجه العصير الذي شربه قبل ساعات منتظرا حلول الثانيه عشر ليستعد للذهاب إلى صديقه القديم ، لا يعلم كيف غفى رغم تحمسه للقاء صديقه بعد ست سنوات من الفراق ، مر بعقله فكره أن أحدهم دس له منوما في العصير ، لكن سرعان ما أبعد الفكره عن رأسه لسخافتها.


في الجانب الآخر جلس خالد مع الغريب يتبادلان أطراف الحديث ، علم خالد أن هذا الرجل يدعى رامي ، ذو الاثنين وثلاثين عاما ، كان عائدا من رحله عمل بعد أن أرسل من قبل شركته لمهمة رسميه ، حيث يعمل كمستشار قانوني في هذه الشركه الكبرى ، وأضاف بعد أن ظهر عليه الغضب انهم أرادوا أن يوقع على مستندات غير قانونيه تنتهك حقوق بعض الأفراد مقابل المال، فسأله خالد : أليس لديهم مستشارين قانونين ليقوموا بهذا العمل ؟

فأجاب بكل هدوء : هذه الأوراق خطيره جدا ، لا يرضى أي أحد أي مبلغ من المال مقابل فعل كهذا ، إنها جريمه دوليه ، يظنون أن كل مصري يمكن شراؤه بالمال ، آه لا الومهم فنحن من صنعنا هذه الفكره عن نفسنا عالميا، يذهب الرجل تاركا بيته وأهله وأطفاله ليعمل في أعمال يهين بها نفسه وينتهك بها حدود دينه مقابل بعض المال . استدراك رامي قائلا : انا آسف ، لقد اشركتك في مشاكلي، فأنت اول من أراه منذ أن حصلت تلك المشكله .

أجاب خالد بلهجة متفهمه، لا بأس ، انا أحيك على هذه الامانه والشجاعة التي قمت بها .

رامي : ليس الأمر عظيما لهذه الدرجه ، طلب يجدوا من يرخص لهم هذا العمل مهما بحثوا وزادوا في المكافاه، قلي انت ، ما هي طبيعه عملك ، ومن هو خالد ؟

تعدل خالد في جلسته مستعدا لانتقال الميكرفون إليه ثم بدأ بالحديث : انا خالد غندور ، عمري أربع وعشرون عام ، كنت اعمل في الخارج رئيس مهندسي الشبكات بقسم أمن المعلومات في شركه ------ للالكترونيات، وقد تم طر..... هل تم طردك؟! ، قالها رامي بعد أن أوقف الغربه فجأه عل الجانب الأيمن للطريق ، استغرب خالد من رد الفعل الغريب ، ثم أكمل حديثه مترددا وخائفا في نفس الوقت : أجل منذ يومين ، الأمر ليس بهذا السوء ؟!!

نزل رامي من مقعد السائق وذهب إلى المقعد الخلفي وأخرج حقيبه خالد واتجه إليه وفتح له الباب ، ثم استطرد الحديث قائلا : انا اسف لا يمكنني إصالك للنهايه ،

خرج خالد من العربه وهو في حاله ذهول وعدم فهم لما حدث ، عاد رامي إلى مقعده مسرعا ومذعورا بلا أي مبرر ، نظر إلى خالد نظره سريعه ثم قال بصوت سمعه خالد " لقد فعلوها " ، وسط كل هذه الحوادث آفاق خالد من شروده ليجد نفسه مقابل محطه مترو الأنفاق، نظر إلى ساعته ليجدها الثالثه والنصف ، فقرر الانتظار حتى السادسه ليفتح المترو أبوابه وينهي هذه الرحله التي لا تريد الانتهاء، جلس على أحد المقاعد بالقرب من المترو ، ثم أخرج مذكراته التي أعطاها له رامي عند إخراجه من السياره وبدأ بالكتابة :


أهلا عزيزتي ، إنه انا من جديد ، أعلم أننا اجتمعنا قريبا لكن الامر يستحق الحديث عنه ، رامي ذلك الغريب الذي كنت أرى أنه مناصر للحق ولا يحب الظلم لأحد ، كنت أظن أنه صاحب عقل وحكمه ، تحول فجأه بعد معرفته أنني طردت من العمل ! لا أعلم ما الذي أخافه فجأه ، هل كان يخشى أن تصل إليه العدوى ؟! أم أن وراءه سر ما ، ومن هم الذين استطاعوا فعلها ، وما الذي فعلوه ؟! لقد أصبحت مشوشا بسبب هذا الرجل ، لكن أتمنى وجود إجابات لاسئلتي في أحد صفحاتك يوما .


2017/06/05 · 312 مشاهدة · 581 كلمة
Omar_sl.x
نادي الروايات - 2024