30 : 8 صباحاً

استيقظ سيف على صوت هاتفه، نهض من على سريره ثم ألقى نظره على الهاتف ليرى إسم خالد غندور ، فرك عينيه في حركه سريعه ثم إلتقط الهاتف ليرد على صديقه ،

- الو ...

- مرحبا كيف حالك يا سيف ؟

- بخير أين أنت لماذا لم تصل حتى الآن ؟!

- دعك من هذا الآن ، قلي هل تعرف محطه الأهرام ؟!

- أجل إنها آخر محطه في ذلك الاتجاه ، هل أنت هناك ؟!

- أجل وأريد منك أن تخبرني كيف أصل إليك ؟!

- اه يا خالد ما الذي أخذك إلى هناك ؟

- لا يهم فقط أخبرني كيف أعود ، وسوف اشرح لك كل شئ لاحقا .

- حسنا ، إسمعني جيدا ، ستذهب إلى الاتجاه المعاكس وتدخل العربه من جديد ، حتى تصل إلى محطه **** ومن هناك ستغير الاتجاه وتأخذ إتجاه شبرا ، حتى تصل إلى آخر محطه ، ومن هناك اظنك تعرف الباقي .

- أجل شكرا لك ، هيا جهز الإفطار حتى آتي .

- أي إفطار يا أحمق ، اليوم هو أول أيام رمضان ، أم أنك لا تصوم ؟!

- أجل صحيح ، آسف لقد إنساني الجوع ، حسنا إذن لا تجهز شيئا حتى آتي .

- هه ظريف ، هيا أسرع أريد أن أعرف قصتك .

- ماذا اهاذا كل شئ ، ألا تريد رؤيه صديقك ؟!

- أجل أجل بالاضافه الى ذلك ، فقط تعال .

- حسنا لقد صعدت إلى العربه ، أتمنى أن لا يحدث شئ آخر في هذا اليوم المجنون ، إلى اللقاء .


إنتهت المكالمه وعاد سيف إلى النوم يسب كل ما له علاقه بخالد، لكن في عربه المترو المكيفه جلس خالد وتعلو وجهه إبتسامه فرحه تدل على رضاه ، أمسك بحقيبه ظهره التي أصبحت غير صالحه لوضع أي شئ فيها ، ثم قال إلى نفسه : يال الخسارة كانت آخر قطعه في الموقع ، مد يده وسط الحطام الذي ملأ الحقيبة ، وأخرج مذكراته وما زالت جديده ، ولم يحصل لها اي شئ على عكس كل أغراضه ، أمسك القلم وبدأ بالكتابه :


لو كنت أعلم أن هذا البلد بهذا الجنون لاحضرت دفترا أكبر بثلاث مرات منك ، فلو استمرت أيامي كلها على هذا النحو ، لن أكون قادرا حتى على إجاد الوقت لقضائه معك ، لكن الامر يستحق العناء ، فبعد أن انزلني رامي غريب الأطوار وتركني بالكثير من التساؤلات، جاء ذلك العجوز ليخرجني من أسؤ ذكرياتي ويترك معي أغرب أمل في الحياه ، لكنك تعرفين كل ذلك عزيزتي ، هل تذكرين عندما حدثت اول مره ، كنت قد وعدتك أنني سؤحدثك عن فتاتي الخاصه ، كنت أتوقع أن الأمر سيطول، لم أتوقع أن تظهر بهذه السرعه ، لكنها ظهرت لتسلبني من كل هذا ، جاءت لملء فراغ ظل منتظرا كثيرا ، فبمجرد أن ودعتك وذهبت لاعبر بوابات المحطه ، اصطدمت بفتاة دون قصد ، ولسوء الحظ ، أو لحسنه لا أعلم ، كان هناك بعض الماء المجتمع على شكل بركه صغيره انتظرت أحدهم أن يقع فيها ، بمجرد إدراكها للموقف بدأت قسمات وجهها بالتغير وبدأ صوتها في الارتفاع رويدا رويدا ، لم أسمع كلمه مما قالت ، إنشغلت كل جوارحي بتفاصيلها، فذلك الوجه الذي لم تؤثر عليه ملامح الغضب إلى أن زاده جمالا ، وتلك العيون العسليه التي استقبلت أشعه الشمس حتى النخاع ، ذلك الشعر الحريري الأسود الذي ظهر بفعل السقوط، غرقت في كل تفصيله فيها دون أن آخذ رأي عقلي في الأمر ، استغرقت في هذه الحاله حتى سمعتها وقد وصلت إلى آخر مراحل الغضب وبدأت في إستيعاب التجمع الضخم الذي أحاط بنا ، وبدأت أرى أشخاص يهدؤنها بتعبيرات لا تسمن ولا تغني من جوع ، تمنيت حينها أنها كانت تحمل أوراقا فتتناثر بفعل الصدمة ، ثم نبدأ في جمعه سويا حتى تتلاقى نظراتنا في وضع رأيته كثيرا في الأفلام ، لكن ليس كل ما نريد يحدث ، حاولت الاعتذار لها بتعابير لا تدل على أي شئ من مشاعري ، وملامح لا توحي بأي شئ من الاهتمام ، فقط آسف ... لم أكن أقصد .... الأمر لا يستحق كل هذا ..... تعبيرات غاب عنها كل أنواع الموده والندم ، حتى نظرت إلي أخيرا بعينيها العسليتان ثم قالت : يا لك من أحمق . قالتها وإنتزعت مني كل السيناريوهات التي كنت اتخيلها بدايه من نظرات الافلام ووصولا بالزواج ، كنت قد خطط لك شي ، يا سخافتي، فأنا في هذه اللحظه أكثر شخص تكرهه في حياتها، ستشتكيني عند أهلها ، وستكتب عني منشورا على الفيسبوك بعنوان (الأحمق البارد) ، كان كل شيء قد إنتهى ، تفرق الناس وذهبت الفتاه وما زلت واقفا غير مصدق كم انا شخص بارد ، لكن رغم ذلك لم أكن أشعر بالندم ، ولم الندم ، انا لم أحبها اصلا ، مجرد إعجاب بمنظرها لا أكثر، تحركت من مكاني متجها إلى شباك التذاكر وصولا برصيف المحطه ، وقفت على حدود الرصيف كما كنت أفعل فالماضي، لا يفرق بيني وبين السكه إلى دفعه طفل صغير ، سمعت صوت الجرس منبها بإقتراب وصول العربه نظرت إليها من بعيد ، وما إن رأيت مقدمتها ، من بعيد قررت اخراجك لاحكي لك ما حدث ، وضعت يدي عليك وسط كل الأغراض ولم أعرف ما حدث بعدها، شعرت بدفعه قويه من كتف شخص كان يركض خلفي ، سقطت الحقيبة وتبعتها بعد أن فقدت توازني، سقط على السكه فلم استطع الحراك لبضع ثوان ، ووجهي بإتجاه عربه المترو أراه يقترب بسرعه وأشعر بحركته على الارض، أصوات صرخات تأتي من فوق ، صوت فرامل العربه زاد حدته لكنها كانت أسرع من أن يتم إقافها، شعرت أن النهايه اقتربت، لكن ، في اللحظه الاخيره سمعت صوتا يأتي من بعيد ، ميزته عن باقي الاصوات اجل إنه هو !! العجووز !


_________________________

رأيكم يهمني للإستمرار #حين_يفيق_العظماء


2017/06/07 · 280 مشاهدة · 905 كلمة
Omar_sl.x
نادي الروايات - 2024