وضع سونغ شيتشنغ قلادة ' معاناة زهرة الخوخ ' حول عنقه و إستلقى على سريره ينتظر الوقت المناسب ، حتى مرت قرابة النصف دقيقة و أدرك أن الوقت ليس لصالحه فأدرك غلطه الفادح!


لقد إستخدم ' معاناة زهرة الخوخ ' علما أن الطرف الآخر غير موجود ، حرفيا لن يكون لها أي فائدة ما لم يلتقي بهدفه و سيضيع نقاط الحظ هكذا .


بالتفكير في هذا ، استدار سونغ شيتشنغ على الفور ونهض من السرير ، واندفع للخروج من الجناح ، وصدف وخرج للقاء ممرضة شابة ، لذلك سألها عن مكان شن غوتاو.


"الرئيس ... رأيته للتو يذهب إلى الطابق الأعلى ''


من الواضح أن الممرضة كانت تعرف هوية شيتشنغ ، لذلك بمجرد سماع كلماته أجابته دون أي تردد .


لم يتبقى سوى أربعة دقائق!


وجب أن يسرع ليجد سونغ ييشيان .


فورما وصل شيتشنغ المصعد و ضغط الزر ، خرج منه شخصان و من الواضح أنهما يعرفانه .


'' سونغ تشاو إلى أين أنت ذاهب ؟ نحن هنا لزيارتك '


قال الشاب الوسيم مهندم الثياب بنبرة فخمة '' سمعت الإشاعات أنك أصب رأسك ، هل تتذكرني ؟ ''


عبس سونغ شيتشنغ ونظر إليه ، حيث رأى أن مظهره كان من 70 إلى 80 في المائة مشابهًا لشين ييشيان ، ليتأكد أنه فعلا هو .

بعد قليل من التدقيق و أخد إنطباع أولي ، تأكد بطلنا أن الشخص الذي أمامه ليس بالهين ، نعم إنه ابن شين غوتاو ، و

الشقيق التوأم لخطيبته المفترضة شين ييشيان ، و المدعو بشين ييشو .


و على غرار الشرير الكلاسيكي سونغ شيتشنغ فقد تم كتابة شين ييشو ليكون مماثلا له ، ثري مدلل و متفاخر ، مظهره نقي و طاهر لكنه متناقض بشكل صارخ مع تصرفاته الشهوانية و الوقحة ( معنى إسم الشخصية أنه شخص نسونجي أو زير نساء )


إسمه كافي لكي تعرف أكبر هواياته ، طبعا التلاعب بقلوب النساء ، و غالبا لو سألت الآخرين عن مكانه ، سيكون جوابهم أنه مع إمرأة ما أو في طريقه ليقابل أنثى حسناء .


أما بالنسبة لعلاقته مع بطلنا فهم ببساطة من نفس النادي ، نادي الأبناء الأغنياء الأشرار الوقحون ، حيث أن الإثنين مصنفين ضمن أغنى أربع شبان في مدينة هواهاي و يمثلون الجيل الجديد لأثرياء الصين .



عندما تنظر لهم بسطحية ستراهم كأفضل الأصدقاء المتناغمين و المتفاهمين ، لكن كل واحد منهما يمقت الآخر و دائما ما يتعارضان و يتنافسان حول من سيحصل على أجمل الحُورْ من النساء .


عند ظهورهما الأول في الرواية ، تقاتل الإثنان على من سيحصل على طالبة جامعية حسناء ، قاموا بتخديرها و حاولوا إغتصابها ، لكن بطل الرواية يي تيان أتى و أنقد الفتاة و أخد المجد لنفسه .


'' شين ييشو ليس لدي الوقت لكي أضيعه على تافه مثلك ''


حرص بطلنا على دخول المصعد قبل فواق الأوان .


رفض شيين ييشو الخنوع و دفع المرأة الحسناء بجانبه لأمام سونغ شيتشنغ ، وقال بابتسامة مصطنعة مستفزة '' جيسيكا ، قومي بتحية حبيبك القديم المصاب بشكل جيد ''


"أنا أكره ذلك ، شين ييشو ، لا تحرجني." عبست المرأة الساحرة ، ثم نظرت إلى سونغ شيتشنغ في خوف ، وقالت في إحراج: "سونغ شاو ، لم تتواصل معي مند زمن ، لقد إعتقدت أنك هجرتني ، و هنا ظهر شين ييشو و تطورت الأمور لما تراه ، أنا آسفة ''


جيسيكا ، هذه الحسناء الفاتنة مما يبدو كان صديقة و حبيبة بطلنا السابقة .


قام الوقح شين ييشو بالفعل بالتجرأ على سرقة حبيبة منافسه السابقة مستغلا وضعه الصحي المزري .


تنهد سونغ شيشتينغ لاعنا الوضع الفوضي لأغنياء الصين ، و لم يسعه سوى أن يركز على قلادة ' معاناة زهرة الخوخ ' الموضوعة على صدره ، مركزا على كم الوقت القليل المتبقي له .


و عندما عرف أن الثواني تمر لم يكلف نفسه الظهور بمظهر حسن ، و إلقاء التحية و قال بشكل متهرب ' أتمنى لكم السعادة ' و دفع صديقته السابقة شاقا الطريق نحو المصعد .


اعتقد شين ييشو أنه قد وجه صفعة كبيرة لسونغ ما جعل هذا الآخر يحاول التهرب لمحو الخزي و العار ، أراد أن يستفزه أكثر متجاهلا تعبير صديقته الحميمة الخجل أمامه .


لقد تفوق عليه على كل حال ، في نظر شين ييشو فهذه المرأة أكبر جائزة سيتباهى بها الآن .


كان سونغ شيتشينغ منافسه من سنوات ، هؤلاء الشباب الأثرياء في الواقع هم مجموعة من الحثالة ، و التي تقضي غالبها مع النساء و الشهوات و القمار ، لا يمتلكون أي موهبة و لا يرغبون في القيام بأي شيء بجدية ، عبر التنافس مع بعضهم في الفسوق فهم يرضون غرورهم الذاتي .


'' إنها ملابس مستعملة ، لقد تعبت منها و تركتها لك فتمتع بها ''


رد سونغ شيتشينغ بشكل مستفز و ضغط الزر ليأخده للطابق العلوي ، ملاحظا أنه لم يتبقي له سوى دقيقتان .


بإختصار لقد أغضب شين ييشو بشكل كامل ، لقد زادت سرعة دقات قلبه و تسارع الدم في العروقه و بدأت حرارة جسده بالإرتفاع .


لقد أحس بأكبر إذلال من منافسه ، كانت خطته أن يتباهى بسرقة حبيبته السابقة و الآن أحس كأنه طعن بخنجر و في نفس الوقت شعر بقلبه يعصر ، رغم هذا حافظ على مظهره الهادئ و الغير مبالي .


و قال '' ما الذي تقصده يا سونغ شيتشينغ ، تعامل حبيبتك السابقة على أنها ملابس مستعملة '' ، ألا تملك أي ذرة من الخجل و الإحترام أيها الوقح .


لم تتحرك جفون سونغ شيتشينغ و قال و كله ثقة '' لو عندك مشكلة مع الأمر اذهب واعترض لوالدك كما تفعل دوما ''


عندما رأى شين ييشو أن المصعد متوجه للطابق العلوي صوب والده شين غوداو ، لم يجرأ على قول حرف واحد و لم يجرأ على مطاردة سونغ .


رغم ذلك تمالك أعصابه و حاول الظهور بمظهر الشاب الرائع و قام بسد باب المصعد ، صار الآن يتصرف مثل شخص حكيم و قال و كله غرور '' سونغ شيتشينغ يبدو أنك نسيت قواعد دائرتنا ، من يخسر حبيبته لشخص آخر فقد وقع في أكبر عار ، و حسب القواعد عليك أن تقدم لي هدية و تبارك علاقتي العاطفية الجديدة بشيء ثمين ''


"ابتعد عن الطريق!"


كان سونغ شيشتينغ يعاني من آثار إصابته السابقة لذلك لم يقدر على إبعاد شين ييشو بالقوة ، و رغم ذلك حاول كل ما في إستطاعته .


لكن الوغد الصغير أمامه تجرأ و قال '' هذه القلادة على عنقك جيدة ، إنها مناسبة كهدية فوزي بقلب حبيبتك السابقة ''


و فجأة مد يده و إنتزع العلاقة من عنق سونغ شيتشينغ .


بعد أن أدرك أن الوقت المتبقي هو في الواقع أقل من دقيقة لم يقم بأي حركة مقاومة ، عرف أن الأوان قد فات ليذهب و يوقع شين ييشيان في حبه ، لذلك لم يوقف جماح شين ييشو و تركه ينتزع القلادة .


'' سونغ أيها الوغد عليك أن تكون ممتنا لي ، لقد قدمت لك خدمات كثيرة ، على الرغم من أنك سوف تتزوج من أختي الفاتنة فلم أخرب العلاقة بينكما ، أنت تعرف كم الأسرار التي أعرفها عنك و لكني لم أخبرها ، عليك أن تكون ممتنا لي يا أخي في القانون ''


'' كل ما فعلته هو أن أعتني بك كفرد من عائلتي ، لقد أخدت حبيبتك السابقة كي أنظف عارك و أمهد لزواجك ، أنا هنا هو الشخص الجيد الذي يجب مباركته ، إذا كان هناك شيء يزعجك لا تترد في إخباري باعتباري أخوك في القانون ، فنحن عائلة بعد كل شيء ''


'' حبيبتي خدي هذه الهدية من أخي في القانون طيب القلب العطوف ''


ربط القلادة حول عنق جيسيكا و كأنها تناسى أنها للتو أهينت باعتباره ملابس بالية و قال و كله غرور '' تبدو جميلة عليك أليس كذلك ''


'' أوه يبدو أنها أعجبتك فعلا ''


سخر سونغ شيتشنغ ، وهو على وشك ركوب المصعد بجواره ليتوجه الآن للطابق السفلي ، فجأة ومضت أفكاره ، ونظر بغرابة إلى قلادة زهر الخوخ المربوطة برقبة صديقته السابقة.



ترجمة : فاروق

2021/01/12 · 936 مشاهدة · 1250 كلمة
Yazidooo09
نادي الروايات - 2025