الشاب الذي أمامه هو البطل الأصلي للرواية ، يي تيان
!!!!
بعد كل شيء لا يزال عليه أن يلتقيه في نهاية الأمر

" هذا اللقيط... لماذا تم اطلاق سراحه الآن ؟ "
كانت جي جينغ غاضبةً جداً عندما رأته ،


تردد يي ونشنغ قبل أن يهمس بهدوء :
" سمعت أن الشرطة أغلقت القضية مؤقتا ، لذا فهو في مرحلة الكفالة الأن "


شعر شين غيوتاو أن عليه قول شيء ما ، ليضيف قائلاً :
" لقد طردته سابقا من المستشفى ، اما قدومي اليوم كان لجلب بعض الأغراض "

كان هذا توضيحاً للعلاقة .


" يجب أن يكون هذا من فعل عائلة ما ، أنا لا أعرف لماذا يتم حماية هذا الصبي الفقير "
قالت جي جينغ وهي محمرة من الغضب ، قبل أن تكمل مشتعلةً :
" لن أترك هذا الفتى يذهب الى أي مكان ، سيدفع ثمناً غالياً لإيذاء أه تشينغ "


كان سونغ شيتنشغ يستمتع بهذا الشعور الغريب ، ربما أصبح مرتاحاً مع وضعه الحالي ..

بصفته مؤلفاً غالبا ما يعطي لبطل الرواية جميع أنواع المزايا والرفاهية للوصول الى ذروة حياته ، لكن ذلك يكون متوازيا مع تظاهره الدائم بأنه مجبر قبل صفع الآخرين .
لذلك من الطبيعي أن يي تيان ليس استثناءً خاصاً ، لذا فان وضعه يكون على المستوى الشعبي ليستمر في الصعود والاصطدام بالعديد من اللقاءات المحظوظة والشخصيات النبيلة في وقت قصير للغاية .
أما بالنسبة لهذه المرة ، لو لم يتناسخ فربما عائلة سونغ قامت بشراء محتجزين آخرين لقتل يي تيان انتقاما له ،
ثم بعدها يحول يي تيان ذلك الخطر الى فرصة عظيمة بالنسبة له .
لكن كل ذلك لم يحدث بسبب قوله المعقول ' لندع الأمور تأخد مجراها القانوني '
و رغم أن المسؤول الرفيع وعائلة ما على استعداد لحماية يي تيان ، الا أنه في هذا العالم هناك عدالة قانونية وحكومة نظيفة...
لذا طالما لم تنتهك النظام والقانون ولم تنخرط في أنشطة غير مشروعة لن تكون في وضع غير مؤات أبداً ، والتضاد جليٌ أيضا ، لهذا فان العالم متناغم جداً يعكس اللونين الأبيض والأسود .
وهكذا فان يي تيان في مأزق حقاً رغم أنه لم يتكبد خسارة في مركز الاحتجاز ، الا انه لا زال غير قادر على الهروب من مساءلة القانون
!!
لكن نظراً الى حقيقة الطرفان المتجادلان فإن وقائع القضية غامضة بعض الشيء ، فبعد جمع الإدلاءات والدلائل من كلا الطرفين قامت الشرطة بستليم القضة الى النيابة للتحضير لمرحلة الإجراءات القضائية... لكن قبل ذلك تم اطلاق سراح يي تيان بكفالة من قبل المسؤول الحكومي أو ربما عائلة ما .
لذلك بغض النظر عما يحدث مستقبلا ، فإن يي تيان يقع في الجانب الآخر من المعسكر... والصراع بينهما سيكون حتميا ،
إذا كان فاتراً فسنتهي أمره في المرة القادمة بشكل أكثر مآساوية .
!!
لذلك قام سونغ شيتشنغ باستعداد عقلي ...
نظراً لأن الإله رتب له هذا الوضع ، بأن يصبح شريراً بالاضافة الى إعطائه إصبعاً ذهبياً مثل 'النظام' ،،، فمن الأفضل أن يتم القضاء عليه بشكل مباشر إن لم يعمل بجد من أجل الهجوم المضاد لكي يصبح بطلاً جديداً .


" أمي ، لا تزعجي نفسك معه ، فعاجلاً سيتم الحكم عليه بالسجن لعدة سنوات... ونرى الى متى سيظل متفشيا هكذا "
حاول سونغ شتينغ تهدأتها

لكن في هذه اللحظة سار يي تيان فجأة ، قبل أن يصرخ بمرارة :
" سونغ شيتشنغ ، توقف "

ماذا ؟ هل مازلت ترغب بهزيمتي ؟

أدار رأسه للنظر إليه ، لكنه لم يكن متوتراً أو قلقاً... لم يؤخد زمام المبادرة لفعل أي شيء ، ويي تيان أيضا ليس له الجرأة لفعل أي شيء... فبعد كل شيء الاخرون يحدقون فيه وفي يي تيان ، لذا أي شخص قام هو الأول بإثارة المتاعب مرة آخرى قبل المحاكمة ، فسيؤثر ذلك حتما على الحكم النهائي .
لكن الآخرين لم يكونوا هادئين ، فقد أمسكت جي جينغ بذراع ابنها وأمامها يي ونشنغ لتصرخ قائلة :
" شياو تيان ، هل مازلت تريد إيذاء سونغ شاو أمامي ؟ "

سأل يي تيان باستياء :
" العم يي لطالما أعجبت بشخصيتك ، لماذا تسيء فهمي وتساعدهم دوما ؟ "


" لا تقلق بشأني ، عائلة سونغ تعاملني بشكل جيد بالاضافة الى أنني مخلص لعائلة سونغ وضميري مرتاح "
رد يي ونشنغ بحزم :
" شياو تيان اذا كنت حقاً تتذكر لطفي ، فلماذا تحاول أن تكون ضد عائلة سونغ ؟ فعلك يؤلمني..."


قال يي تيان بقلق :
" العم يي لماذا لا تميز بين الخير والشر ؟ لقد قامت عائلة سونغ بكل الأشياء السيئة ، واتباعهم لن يؤذي إلا بالإضرار بالفضيلة . "

أراد يي ونشنغ بالجدال قبل أن يسحبه سونغ شيتنشغ فجأة

" أه تشنغ ، لا تكن مندفعاً "
صاحت جي جينغ

" لا بأس يا أمي ، اريد التحدث معه فقط "
سار سونغ شيتشنغ بهدوء ، ثم ابتسم في يي تيان :
" لم أكلف نفسي العناء للتحدث إليك قبل بدء المحاكمة ، لكن بما أنك وضعت قدر أسود على العم يي يجب علي إخبارك بشيء ما "

" هل تريد القتال مرة آخرى ؟ "
رفع يي تيان رأسه بتعبير عنيد



" لما لا تفعل ذلك ، هل هذا ما تسميه بالفضيلة والسلوك اللائق ؟ "
سخر سونغ شيتنغ


اختنق يي تيان ، قبل أن يشغل الشك عينيه... فقد كان يشعر اليوم أن سونغ شيتشنغ غير طبيعي البتة ،
فسابقا كلما التقى سونغ شيتشنغ سيكون الآخر غاضبا... لكن اليوم هو مختلف
ربما هذا مجرد تمثيل له ،
لكنه لم يستطح كبح جماح غضبه ، لأنه أخد زمام المبادرة للعثور على خطأ في موقف سونغ شيتشنغ الهادئ

قبل أن يتعافي من تفاجئه ، تابع سونغ شيتشنغ :
" هل معنى الشرير في نظرك هو الذي يعاديك ولا يقيم صداقة معك ؟ "

أجاب يي تيان بغضب :
" لقد وضعت علي قدر أسود الأن ، متى قلت هذا ؟ سونغ شيتشنغ أنت بالتأكيد شرير... هل ما تفعله عائلتك لا يكفي ليكون شراً ؟ "


" نعم لقد ارتكبت أنا وعائلتي بعض الأخطاء "
أجابه سونغ شيتشنغ بصراحة :
" لكن لماذا لم تذكر الأشياء الجيدة التي قامت به عائلتنا ؟
إن عائلتنا تدفع العشرات المليارات من الضرائب الحكومية كل عام ، لتستخدم الحكومة هذه الأموال لبناء المستشفيات والمدارس ، والبنيات التحتية ، ومساعدة الفقراء... بالاضافة الى القيام بأعمال خيرية ، والوظائف مقدمة في شركاتنا الى جانب المشاريع الحكومية المدعومة من قبلنا كل عام... لن أزعج نفسي لذكر التفاصيل ، لذا حتى لو لم تكن عائلتنا صالحةً ، لكن يمكن اعتبارها جد صالحة من وجهة نظر عامة الناس ؟ "

" اما بالنسبة اليك ، فربما الضرائب التي دفعتها لا تكفي حتى لجزء واحد من ملابسي ؟ بالمناسبة سمعت أنك تعامت مع بعض المسؤولي الرفيعي المستوى وربحت الكثير من الأموال الاضافية ، لكن في حد علمي ، أنك بعد الحصول عليهم ، فإن أول شيء قمت به هو شراء منزل وسيارة... تسك ، تسك ، أيها الزميل يي تيان لماذا لم تقم بترويج لطفك وخيرك وتتبرع للفقراء في هذا الوقت ؟ "



احمر وجه يي تيان بشدة


" هاه ، أنا أرى أمثالك من المنافقين بكثرة ، الذين عادة ما يقفون في مستوى أخلاقي ، للإلقاء باللوم على الآخرين ، وأنت تسألني هذا ، فأنا لدي الكثير من المشاكل الكريهة... وليس مثلك الذي يمثل على أنه قديس إذا واجه مشكلة صغيرة فإنه يتأرجح ذهاياً وإياباً لكل أنواع الأخلاقيات مثل عاهرة عذراء . "

لم يمنحه سونغ شيتشنغ أي وقت للرد


فقد كانت كلماته تمس القلب لدرجة جعلت يي تيان يحمر خجلاً ،
و لدرجة أنه حتى صدم جي جينغ ويي ونشنغ ،
حتى شين غيوتاو الذي كان وجهه لا يشعرك بأي احساس بالفرح أو الغضب ، خفتت عيناه بشكل لا يصدق .
متى أصبح هذا الفتى الأبله ، حادً وهادئا وحكيما هكذا ؟
كما لو أن شخصيته انقلبت رأساً على عقب... هل كان ذلك بسبب ارتجاج في الدماغ ؟


==== by Abdelbar

2021/01/14 · 763 مشاهدة · 1241 كلمة
Abdelbar
نادي الروايات - 2025