كانت الرسالة الضمنية واضحة.
كما يقول المثل: "إذا لم يشك المواطن، فلن يتدخل المسؤول". إذا توصل الجاني والضحية إلى تسوية واتفاق، وأبقيا كل شيء سريًا، فلا يحق للمستشفى التدخل.
حتى أن "شين شياو يان" تمكنت من تخمين أن الجاني الذي طعن الفتاة هو على الأرجح من عائلة ثرية.
طالما كان هناك ما يكفي من المال لتعويض الضحية وعائلتها بشكل مرضٍ، فيمكن عندها التغطية على كل الجرائم تحت غطاء "حادث عرضي"!
بهذه الطريقة، يهرب الجاني من العقاب القانوني، وتحصل الضحية على تعويض سخي، بينما تجني "مجموعة تشينغ ماو" و"فريق الملائكة" أرباحًا طائلة!
وضع مربح للجميع، لكنه يبدو محزنًا للغاية.
"إذا فشلت التسوية، لن نتردد نحن أيضًا في دعم التدخل القانوني، وسنطلب من لين رونغ وفريق الإنقاذ التعاون مع الشرطة في التحقيق. فنحن نعمل في تجارة طويلة الأمد، ويجب علينا القضاء على أي مخاطر محتملة!"
رأت "شين يي شيان" الحيرة على وجه أختها، فحاولت تبرير الأمر بمنطق مقلوب: "انظري إلى الأمر بواقعية. كما قال أستاذك، الحياة مريرة، وكثيرًا ما نضطر للاستسلام للظروف. هذا اختيارهم، وعلينا فقط القيام بواجبنا دون تدخل غير ضروري."
"بالإضافة إلى أننا نكسب مالنا بعرق جبيننا. أعضاء الفريق مثل لين رونغ يتناوبون على المناوبات شهريًا، ويقيمون بالقرب من المناطق الراقية والتجارية، مستعدين دائمًا للتدخل. يضحون بوقت عملهم وفرص التدريب، ويتحملون ضغوطًا نفسية هائلة. بينما يتولى مديرو المناطق مهام الاتصال والتنسيق، تمامًا مثل مسؤول المناوبة في المستشفى. جميع قادة المؤسسات الطبية التابعة لمجموعة تشينغ ماو ملزمون بالامتثال للأوامر دون قيد أو شرط. فقط في حالة المشكلات المستعصية يتم الاتصال بوالدنا. ولكن يتم إبلاغ تفاصيل كل حالة إلى هاتف والدنا للتسجيل. الجميع يعملون ليل نهار بحذر شديد لخدمة الأثرياء، فمن المنطقي أن يحصلوا على أجر مناسب، أليس كذلك؟"
لم تشرح "شين يي شيان" كل التفاصيل، لكنها كانت واثقة أن أختها الذكية ستستوعب الأمر.
في هذه المرحلة، كانت "شين شياو يان" قد فهمت بالفعل.
فريق متخصص في حل المشكلات الطبية للأثرياء والنخبة، لا يحقق أرباحًا خيالية فحسب، بل يبني أيضًا شبكة لا حصر لها من العلاقات.
تخيل أنك ساعدت أحد الأثرياء، وعرفت أسراره الشخصية، ثم طلبت منه تعاونًا تجاريًا في المستقبل، فإن فرص النجاح ستكون شبه مؤكدة!
لا شك أن هذه تجارة ضخمة ومخيفة، بل ومجتمع مصالح كامل!
حقًا، يجب الإشادة بذكاء "شين جيو تاو" التجاري، الذي استطاع ابتكار هذه الصفقة المربحة!
كما قال "سونغ شي تشنغ" عن "شين جيو تاو"، إنه الشرير الأكثر براعة في أكل خبز الدماء!
"أختي، أعتقد أن هناك شرطًا آخر للانضمام إلى فريق الملائكة، بالإضافة إلى ما ذكرتيه..." قالت "شين شياو يان" بمرارة: "وهو التخلي عن الضمير تمامًا. وإلا، لكنتما أنت ووالدي قد أشركتماني في الفريق منذ البداية."
"بالضبط، هذه نقطة ضرورية، لأكون صادقة، ليس أنتِ فقط، بل حتى "يي تيان" في ذلك الوقت، على الرغم من مهاراته الطبية الممتازة، لم أستخدمه، وذلك لأن وجهة نظر هذا الشاب الفقير كانت مستقيمة للغاية". قالت "شين يي شيان" وهي تعبس: "ولكن بالعودة إلى الموضوع، في هذه الأيام، إذا كنت تريد كسب الكثير من المال، فمن سيهتم بالضمير، كما رأيت، أصبح "يي تيان" كلبًا صيدًا لعائلة "ما"، أليس كذلك؟"
"أعرف كيف تفكرين فيّ وفي والدي، ربما حتى تتهميننا، مثل 'سونغ شي تشنغ'، بأننا نأكل خبز الدماء بلا ضمير. لكن اسمعي هذه الحقيقة المرة، يا 'شين شياو يان'، لا تنسي أنك أيضًا تربيتِ على فتات هذا الخبز الدموي!"
أصبح وجه "شين شياو يان" شاحبًا، وضغطت على شفتيها، غير قادرة على الرد.
واصلت "شين يي شيان" هجومها على مبادئ أختها: "كل ما أكلتيه ولبستيه واستخدمتيه منذ الطفولة، جاء من خبز الدماء الذي جناه والدنا. رغم أنكِ وأمكِ لم تحصلا إلا على الفتات، أليس كذلك؟ والآن تتحدثين عن الضمير والأخلاق؟ أليس هذا نفاقًا؟"
"أعلم أنكِ قد تقررين رد كل مصروفات تربيتكِ بدافع الكبرياء، خاصة أن 'سونغ شي تشنغ' قادر على تحمل هذه التكاليف. لكن هل سيغير هذا حقيقة أن لحمكِ ودمكِ نما على خبز الدماء؟"
رغم كل غضبها وحزنها، لم تستطع "شين شياو يان" دحض كلام أختها القاسي، فحاولت المجادلة من زاوية أخرى: "هل تبررين أكل خبز الدماء بلا ضمير لمجرد تحقيق الراحة المادية؟"
"لا يوجد خيار آخر، يا أختي العزيزة. التجارة مثل سباق ضد التيار، إذا لم تتقدمي، فستتراجعين. لماذا يستمر الأثرياء في جمع الثروات رغم أنهم يملكون ما يكفيهم لمئات السنين؟ لأنهم بمجرد وصولهم إلى القمة، حتى لو أرادوا التوقف، فإن من حولهم سيدفعونهم للأمام! المساهمون، الموظفون، العائلة، وحتى عمال النظافة يأملون في توسيع الأعمال للحفاظ على وظائفهم."
أضافت "شين يي شيان" بوجه قاسٍ: "مساهمو المجموعة لديهم شهية نهمة. إذا لم يأكلوا لحم الآخرين، فسيلتهموننا نحن! هل تعلمين كم اتفاقية رهان وقعها والدنا لجمعهم؟ إذا لم نحقق الأرباح المطلوبة كل بضع سنوات، فقد نواجه الكارثة! هل فكرتِ في كل هذا بينما كنتِ تعيشين براحة؟ هل فكرتِ في الضغوط التي نتحملها أنا ووالدنا؟ كما قلت، الضمير لا يطعم خبزًا!"
كان وجه "شين شياو يان" قد فقد كل لونه. بعد عدة أنفاس عميقة لتهدئة نفسها، سألت بثبات: "لماذا تخبرينني بكل هذه الأسرار الآن؟ ماذا تريدين مني؟"
بما أن "فريق الملائكة" يتعلق بأسرار مجموعة تشينغ ماو والنخبة الثرية، فلا يمكن الكشف عنه لأي شخص غير معني.
كانت "شين شياو يان" متأكدة أن أعضاء الفريق مثل "لين رونغ" قد وقعوا على اتفاقيات سرية.
"ببساطة، أنا ووالدنا نريدكِ أن تصبحي عضوًا حقيقيًا في عائلة شين." صرحت "شين يي شيان" بصراحة، مكشوفة نواياها من جعل أختها تشارك في الجراحة.
فقد أدركت أنه في ظل عدم اليقين حول تعافي والدها، فهي بحاجة إلى حلفاء موثوقين لمواجهة ضغوط المساهمين!
حتى لو لم تحب أختها غير الشقيقة، إلا أن روابط الدم، كما قال والدها، لا يمكن إنكارها. في أوقات الأزمات، يجب توحيد كل القوى المتاحة!