الكاتبة : Rahmaa

تنقيح : OU-sama

~~~~~~~~
ليونا *
ها أنا ذا أعود إلى البيت و أنا أترنح في مشيتي كالعادة..من المفترض أن أكون فاقدة للوعي الآن !
لقد تعرضت للضرب مرة أخرى ...و لماذا؟
. هااه .. بسبب مظهري الأحمق و درجاتي العالية
تتساءلون لماذا لم أدافع عن نفسىي؟
لقد حاولت حقاً .. ولكن بحق الجحيم ، كيف لي أن أدافع عن نفسي أمام خمس عشرة فتاة؟؟؟؟؟
وصلت إلى المنزل و وقفت أمام الباب ..
لا أملك الشجاعة لفتحه فأنا أعلم ما سيحدث لي !
و لكن عليّ ذلك.. أم سأبيت في الشوارع بقية عمري ؟
فتحت الباب بهدوء بعد أن أخذت نفس عميق و دخلت ..
" لقد عدت!! " قلت بهدوء على أمل ألا تسمعني أمي .
ولكن حظي الجميل الرائع لن يتركني وشأني أبداً !
فقد خرجت أمي من المطبخ و نظرت إليّ و فمها مفتوح ويكاد يلمس الأرض ...
بالطبع ستصدم .. فأمامها فتاة بشعر عشوائي و ملابس ملطخة بالوحل و كدمات في كل مكان من جسدها ....!
" أنتِ... هل تشاجرتي مرة أخرى ؟؟؟" صرخت أمي بأعلى صوت لديها .
" ل..لا .... انا ........أجل تشاجرت "قلت
" هل تمزحين ؟! .. إن علم المعلمون بذلك فسينقصون من درجاتك .... و ما هذا ؟! هل تلطخت كتبك بالوحل أيضاً ؟؟؟" صرخت مرة اخرى ...
نظرت إلى الأرض ببرود و تجاهلت كلامها ..
" آه لقد إكتفيت...إصعدى إلى غرفتك !!"
قالت و هي تضع يدها على رأسها بملل .
ماذا .. هل كنتم تعتقدون أنها قلقة بشأني؟ !
ههههه لا!! كل ما يهمها هو الدراسة و الدرجات العالية ، و الكتب بالطبع !
هى تريدني أن أصبح طبيبة ، وانا أكره الطب !
صعدت إلى غرفتي بتعب و خلعت ملابسي ثم دخلت الحمام الخاص بي لأستحم و أرخي جسدي قليلاً .
كان مليئا بالكدمات التي تؤلم من مجرد النظر .
و لكن لم تقطر مني قطرة دم واحدة ...
ملأت حوض الإستحمام بالماء الدافئ و جلست به ثم بدأت بالغناء كالعادة .
بعد أن أنتهيت من الإستحمام و أرتديت ملابسي ..
وقفت أمام المرآة فى غرفتي .
لماذا على أن أتشاجر كل يوم ؟
لماذا حياتي هكذا ؟
بسبب مظهري .. ؟ !
هل هذا هو الشعر الذي يغارون منه..؟
أمسكت بمقص و بكل غضب قصصت خصلة من شعري .. لتقع على الأرض .
ثم أكملت قص شعري بغضب !
أصبح قصير جداً ... يصل إلى أذني ..!
شكله عشوائي..و لكنه يعجبني ! ولن يجعلني أضطر للتشاجر مرة أخرى !
ولكن ماذا أفعل... هكذا أمي ستضاعف الفروض المنزلية ...وربما لن أستطيع النوم !
تسللت إلى المطبخ و أختبأت وراء الباب ...
لاحظت أن أمي في الحمام لذا دخلت المطبخ بسرعة و أخذت سكيناً حادة ..
وصعدت إلى غرفتى مرة أخرى .
أخذت نفساً عميقاً و بدأت بجرح يداي و أصابعي !
لا أعلم في ماذا أفكر انا ! لكنني أرغب بفعل ذلك ..
أنه مؤلم جداً ..أشعر بالدموع تتجمع في عيناي .
و لكن هكذا سأُعفى من طلباتها المتعبة إلى أن تشفى يداي ..!
و فجأة سمعت صوت أحد يطرق الباب .
" ليونا .. هيا الطعام جاهز ..! " قالت أمي !
دخلت الحمام بسرعة وخبأت السكين في الأدراج التي بجانب المرآة ..!
ثم خرجت وجلست على السرير و خبأت يداي ورائي ..
" ل...لا أملك شهية للأكل .." قلت بألم ..
" ليونا ...... ماذا تفعلين ...؟؟؟" قالت ..
" ل...لا شيء ..... فقط ... أقرأ كتاباً " قلت
" هممممم .. و لكنكِ لم تأكلي الإفطار اليوم .. ألست جائعة..؟" قالت و هي تفتح الباب ..
اوه لا .. أنها تشك بي !
نظرت إلي بدهشة ثم صاحت
" ً....ما هذا ؟! ما الذي حدث لشعرك ؟؟؟؟ "
" إنه يزعجني لذا قصصته ..!"
" قصصتيه؟؟؟؟ لحظة .. لماذا تضعين يداك خلفك ...؟ "
يا ويلي ، ماذا أفعل ؟؟ ستكشفني هكذا ..
" لا .... لا شيء ...."قلت بتوتر و ألم .... أشعر بالدماء تقطر على السرير .
تقدمت أمي إليّ و شدت يداي بقوة !
" آآآه أمي ... أتركيني !! " صحت .
توسعت عيناها بصدمة و هى تنظر إلى يداي الحمراوتان و كل تلك الجروح ..
" ل.....ليونا....." قالت بخوف .
( تسريع للأحداث )
ذهبنا إلى المشفى و عالج الطبيب جروحي ولفها بالشاش ثم عدنا إلى المنزل .
ذهنبا للداخل و لم تحدثني أمي طوال الطريق ..
".. أمي ..."قلت بهدوء .
ليس وكأنني أريد مصالحتها ...و لكنني أعلم انها كانت تحب شعري الطويل ..
" أصمتي..! لا تحدثيني..! " قالت بغضب ..
أتجهت هي إلى غرفتها و ذهبت انا أيضاً إلى غرفتي و أستلقيت على سريري بعد أن أزلت الغطاء الذى تلطخ بدمائي و أحضرت واحداً آخر .
يداى تؤلمانني..و لكن الخطة نجحت !
كم أنا سعيدة .
# فى اليوم التالي
أستيقظت من النوم و دخلت الحمام .. غسلت أسنانى بصعوبة شديدة ...و بللت منشفة بالماء و نظفت بها وجهي ..فأنا لا أستطيع ان أعرض يداى للماء .
لحسن الحظ لن أضطر لتمشيط شعري فهو قصير جداً .
أرتديت ملابسي ببطئ و ذهبت إلى الأسفل ..
ليس هناك طعام على الطاولة .. يبدو ان أمي نائمة .
لا يهم ، سأشتري طعام من الكافتيريا !
خرجت من المنزل بسعادة فأنا الآن أملك عذراً مقنعاً لتجنب الفروض المنزلية .
ركبت الحافلة و ذهبت إلى المدرسة ..
كنت أمشي فى الردهة و أنا أُدندن بأغنيتي المفضلة .... و الجميع ينظر إلي بإنبهار بسبب شعري و كل تلك الكدمات على يداي وساقاي .
حسنا حسنا، أعلم أنني ابدو كمن خرج من فلم أكشن عنيف..لكن هذا ما كنت به حقا !
لم أهتم لهم و أكملت سيري إلى الصف و دخلته و بعد قليل دخل المعلم و بدأ الدرس .
مازال الجميع ينظر إلي بدهشة ... وسمعت بعض الفتيان يقولون انني لطيفة بالشعر القصير .
عليهم أن يرتدوا نظارات لاحقاً .
بعدها بقليل لمحت بضعة فتيات يشتعلون غضباً .. هل يريدون شجاراً مرة أخرى ؟؟
تجاهلت الأمر..و مر الوقت و قاربت الحصص على الإنتهاء ..
بمجرد أن رن الجرس ذهبت مسرعة إلى الخارج و خرجت من المدرسة ....لا أريد أن أقع فى شجار مرة أخرى ، لقد تشوهت بما فيه الكفاية !
وصلت إلى المنزل ...و فتحت الباب ودخلت بسعادة
" أمي..لقد عدت ! "
آه كم أنا سعيدة ..لم أكتب أى شيء اليوم !
صحيح أنه كان مؤلم، لكنني بدأت أرى النقاط الإجابية الآن .
" ليونا ... تعالي هنا ، هناك شيء أريد أخبارك به .."
قالت أمي بهدوء و هى تجلس على الأريكة ..
تقدمت و جلست أمامها بإستغراب .
" .. ماذا ؟! "قلت .
" بدأً من يوم الغد ستذهبين إلى المدرسة الداخلية (p.p) . .. " قالت .
" ماذا؟؟؟؟ " قلت بصدمة !
" كما سمعتي... لذلك أذهبي إلى غرفتك و حضري أغراضك التى ستأخذينها معكِ ..." قالت .
" كلا لا أريد !! " صرخت .
" ماذا تعنين بلا أريد ..؟! انت تتشاجرين دائماً و تسببين المشاكل و مؤخراً بدأت درجاتك تنخفض.. و الآن تقصين شعرك مثل الجانحين و تجرحين يداك بالسكين أيضاً ، انتِ ستذهبين إلى تلك المدرسة شئتي أم أبيتي!!! " صرخت أمي ..
" ولکن- قاطعتني بغضب " أصمتي ، ليس لديك حق بالكلام ! أصعدي إلى غرفتك و جهزي أغراضك ..!! "
.... لا يستطيع أحد أن يسيطر علي.. و لكن أمي ..
نهضت من أمامها و صعدت إلى غرفتي ..
يال حظي السيء ! مدرسة داخلية لتأديب المراهقين ..!!
بدلت ملابسي و أخرجت الحقيبة الكبيرة ثم بدأت بوضع ملابسي و أغراضي بها .
إنها صارمة جداً ... هي حتى لم تعطني فرصة لتوديع اصدقائي...آوه صحيح .. ليس لدي أصدقاء لأودعهم !
بعد قليل دخلت والدتي الغرفة و أعطتني ملابس تلك المدرسة .... قميص أبيض و تنورة قصيرة باللون البني و الأبيض فوقهما سترة كحلية و ربطة عنق حمراء ....يبدو جميلاً ... ولكن ... لماذا التنورة قصيرة للغاية؟؟؟
أنتهيت من وضع أغراضى و ذهبت لأنام و يداي تتقطعان من الألم .

..... اليوم التالي
أطفأت المنبه المزعج و نهضت و نفذت الروتين اليومي و أرتديت ملابس المدرسة الجديدة ... لم أمشط شعرى بالطبع .... ذهبت إلى الأسفل و أنا أحمل حقيبتي الكبيرة .
كانت أمي تنتظرني في الأسفل ..
" انتهيتي ؟!"قالت ..
" أجل ...هيا بنا ..! " قلت ..
خرجنا من المنزل و وضعت أمي الحقيبة فى السيارة من الخلف ...ثم أتجهنا إلى تلك المدرسة ... ليس وكأنني حزينة لأنني سأذهب إليها ... فالحياة مع أمي ليست بهذه المتعة ...كما أن أبي سيعود من الصين بعد أسبوعين ...و يبدو ان أمي تريد ان تختلى به..، لا أعلم لماذا تحبه !
لم يمضي الكثير من الوقت ... و وصلنا إلى ذلك المبنى الكبير و الرائع .... بعد أن رأيته أحسست أن ألمي أدى إلى شيء جيد ..
أوقفت أمي السيارة و نزلنا منها ... ساعدتني في حمل حقيبتي... ثم تحدَثت مع رجل ما و ذهبت بعد ان ودعتني و أخبرتني ان هذا الرجل سيدلني على غرفتي ...
مرحباً...انا ماكس المسؤل عن مسكن الطلبة" ..قال "
" أوه ... أجل ... مرحباً .." قلت ببرود كعادتي ...
" هيا بنا ... سآخذك إلى غرفتك ...."
ذهبت معه إلى مبنى آخر خلف ذلك المبنى الكبير .... و يبدو ان هذا هو مسكن الطلبة ...
" أعطاني ذلك الماكس مفتاحاً و قال " ٢٣٠ هذا هو رقم غرفتك ...
أخذت المفتاح و بحثت عن الغرفة رقم ٢٣٠ ..
كانت الردهة فارغة تماماً .... ربما لأن جميعهم الآن فى صفهم ... فأول يوم للطلاب الجدد لا يدرسون به ... كما هو حالي الآن ..
" ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠ ها هي ...!! "قلت .
أدخلت المفتاح و فتحت الباب ...و ...
كانت غرفة رائعة بحق !! لا أستطيع تصديق نفسي... سرير مريح و مكتب نظيف و خزانة كبيرة و أيضاً.... لحظة ... لماذا هناك أثنان من كل شيء..؟؟؟؟
هل هناك شريكة لي ؟؟؟؟؟ غير معقول ..!
تذمرت قليلاً ...ثم أقفلت الباب بالمفتاح و بعدها بدأت بترتيب أغراضي فى الغرفة .
" آآه يا ويلي لماذا أحضرت الكثير من الملابس؟" قلت ...
و فجأة ... شعرت بقفل الباب يفتح !!
انتابني القلق ..
ثم دخل فتى ما للغرفة .
كانت عيناه جذابتين نوعا ما ..
لحظة..ماذا؟! فتى؟ !!!!
قلت بصدمة بينما أنا جالسة على الأرض أخرج الأشياء من الحقيبة.." ماذا تفعل هنا !! إذهب إلى الخارج !! "
نظر إلي بتلك الأعين العسلية الباردة.. و قال
" ماذا؟ هذه غرفتي .."
ضحكت ببرود و تحدثت " لا تمازحني ! " قلت ..
تجاهلني ذلك الفتى و فتح خزانته و رمى الحقيبة بداخلها .... ثم أستلقى على سريره ...
" أنت...!! ماذا تفعل ؟ هذه الغرفة ليست لك .."
قلت له ...
و قبل ان يتفوه ذلك الشخص بأى شيء ... طرق أحدهم الباب ...ففتحته .... أعطانى ذلك الرجل و رقة مكتوب بها رقم الغرفة و الأسماء المقيمين بها ...
" أنت ...." قلت ..
تنهد ذلك الفتى بملل وقال .." ماذا ؟ "
" ما اسمك ؟ " قلت ..
" إسمي .......



أنتهى الفصل الأول...نشكركم على المطالعة

لا تنسوا مشاركتنا آرائكم في التعليقات مع التقييم لكل فصل

2018/09/07 · 495 مشاهدة · 1749 كلمة
yare.yare
نادي الروايات - 2024