رفع كريس يده حاملًا المسدس وهو ينظر لاوليفيا بكل غضب

"اجيبيني لماذا فعلتي هذا؟"

كانت اوليفيا تبكي بينما ريكاردو مستلقي على الأرض فاقدًا للوعي

وسباستيان يصد الباب ويغلقه عن المتحولين

صرخ سباستيان "توقف عن هذا سوف نفهم دوافعها بعدما نخرج من هذا المأزق .....هيا يا كريس انا اخسر قوتي هنا"

وبين كل تلك الأحداث

صرخ سباستيان بكل قوته

ثم سُمع صوت إطلاق النار

.

.

قبل بضعى ايام (نهاية الفصل السابق)

.

.

كان الأربعة جالسين كلٌ منهم يحدق بالآخر

وبعد لحظات من الصمت نطق ريكاردو بحزم "الخيار المنطقي هو الذهاب للمخيم وقضاء بضعة ايام هنالك حتى تهدأ الأمور ثم بعدها نعود

على اقل تقدير لو حدث شيء سيء سيكون لدينا دعم وأشخاص يساعدوننا"

وقف كريس صارخًا "توقف عن هذا العبث!

انت الان فقط تعتمد على التخمين

ماذا إن كانو مجرد اوغاد!

نحن حتى لا نعرف لماذا اخرجوا اوليفيا معهم!

لربما كانو يبتغون شيء سيء!

افضل شيء قد نفعله هو العودة حاليًا حتى وإن كان الطريق خطراً فنحن نعرف المنطقة جيدًا ويمكننا التحرك والهروب بكل اريحية"

وقف ريكاردو ثم سحب عنق قميص كريس وبغضب "انا القائد هنا

واكثركم كفائة وخبره لذلك توقف عن البكاء والشكوى مثل الأطفال واحزم اغراضك للذهاب "

بصق كريس على الأرض وهو يضحك "اجل

هذه بصقة تعبر عن احترامي لك.... أيها القائد "

رفع ريكاردو يده لكي يضرب كريس ولكن تدخل سباستيان وحمى كريس من الضربة

نظر في عيون ريكاردو "توقف.....توقف ولنتحرك فورًا"

ثم وجه نظره الى كريس"لا تفتعل مشاكل أكثر

ريكاردو محق

يجب علينا ان نحتمي

لا ضمان لدينا على حمياتهم لنا

ولكن متأكد بأننا سوف نستطيع التصرف لذلك فلنتبع الأوامر فقط"

اشاح كريس بنظره بغضب ثم خرج وتبعه ريكاردو

تسائلت اوليفيا في توتر "هل....هل سوف يقتلان بعضهما؟"

ضحك سباستيان ضحكة خفيفة "لا تقلقي

هما هكذا دائما

ريكاردو بالرغم انه قائد عظيم

الا انه عصبي في هكذا مواقف ويكره عصيان أوامره

واما كريس فهو يكره ان يتم إجباره على شيء لا يرغب بفعله

وفي نفس الوقت هو لا يحب ان يفعل شيء لا يقتنع به

بالنسبة لكريس فإنه يفضل الفشل وهو مقتنع بأفعاله خير من النجاح وهو غير مقتنع

اما ريكاردو فهو شخص يرغب بالوصول للنتيجة المطلوبة والهدف المطلوب بغض النظر عن قبوله للامر او رغبته به

لذلك هما ثنائي غير منسجم أبدا ولا أحبذ ترك احدهما مع الآخر

لنذهب الآن قبل ان يصرخ علينا ريكاردو فهو غاضب جدا الآن "

تحركوا جميعا ببطئ بينما يقودهم ريكاردو "سوف نتجه للغابة

انها افضل طريق لنا بحكم ان معنا فتاة صغيرة

هل من معترض؟"

لم ينطق احد بشيء

"جيد ، لنتحرك"

استمروا في مسيرهم حتى وصلوا الغابة والتي كانت ذات تضاريس متضاربة بشده حيث ان معالمها قد تشوهت بشكل جزئي نتيجة للوباء سواء كان سببًا مباشرًا او غير مباشر

كانت الغابة قد تحولت إلى مكان ميت بطريقة غريبة

بالرغم من انها اصبحت مليئة بالاشجار والنبات

الإ أن رائحة الموت المنتشرة

والاشلاء المتبعثرة هنا وهناك

واصوات المتحولين البعيدة والقريبة

جعلت الغابة موحشة أكثر

مخيفة أكثر

وراسمة للبؤس على الوجوه

كان ريكاردو ينظر في كل مكان وهو يستذكر ايامه عندما كان يزور الغابة مع عائلته

وقف امام احد الاشجار وهو مهموم التعابير وينظر ويلمس حرف منحوت على جذع الشجرة

تقدم إليه سباستيان "اهذه الشجرة التي اخبرتني عنها؟"

"اجل "

سكت ريكاردو قليلًا "لقد اشتقت لتلك الايام "

تحرك ريكاردو لكي يقودهم في الطريق مره اخرى

وأثناء تحركهم اعاق طريقهم جبل ليس بالكبير وليس بالصغير

تقدم ريكاردو وبدأ بالتسلق ولحقه الجميع

حاولت اوليفيا التسلق ولكنه كان امر شاق عليها وغير معتادة عليه

نزل ريكاردو تاركًا كريس وسباستيان يكملان التسلق بينما حمل اوليفيا على ظهر "لا تقلقي انا اقوى بدنيًا مما تتخيلين"

وبدأ بشق طريقه في الجبل

وعندما وصل إلى القمة وجد الآخران ينتظران

تسائل ريكاردو "الم تحاولوا الاستطلاع ولو قليلا؟"

سكت كلاهما لبرهه ثم أجاب سباستيان "كلامك في السابق حول توجه المتحولين إلى الغابة كان صحيحًا..."

وأشار إلى منطقة تستر معالمها الاشجار ثم آنف "انصت

انهم هناك وهم كثر "

وبعد صمتٍ بسيط استطاع الجميع ملاحظة الاصوات الكثيرة والعالية

وقف ريكاردو ينفض الغبار عن لباسه "مهما يكن

لا مجال للعودة الآن

العودة للخلف الآن اخطر من التقدم

الآن الحذر لم يعد شي مهم فقط

بل هو الشيء الحق الآن

هذا اذا اردنا العيش"

توجهوا إلى المنطقة والتي لا يسمع بها سوى صوت الطيور ، الغربان والمتحولين

حتى الهواء ملوث أكثر من ذي قبل

وكأن المكان لا يرحب بأي زائر

التحرك بين الاشجار وحتى بين المتحولين كان قد اصبح الامر الاعتيادي في هكذا وضع

فكلما تقدموا أكثر كلما وجدوا المتحولين موجودين أكثر

مما جعل العرق يتصبب منهم كالمطر

فهم مدركون جميعاً بأن التقدم سيعني شيء افظع مما سبق

إن التقدم يعني الخطر

ويعني الخوف بالنسبة لهم في هكذا مكان

وأثناء تقدهم

كان المتحولون يعترضون طريقهم بين الفينه والاخرى

فينقض احد الثلاثه عليه فيقتله

قتلوا من المتحولين ما يكفي لصنع مقبرة كاملة

جثى كريس على ركبتيه متعبًا بينما يلهث

فتبعته اوليفيا بالسقوط على ركبتها وهي تشهق وتزفر بكل قوتها "انا اسفه لاني ضعيفة هكذا

كريس اكثر من قتل متحولين لكي يحميني والآن قد انهك بسببي"

جثى سباستيان على ركبته وأشار عليها بالركوب على ظهره "لا بأس سوف نتدبر الأمر

هيا اصعدي

وانت يا كريس لا تقلق سوف نجد مكان لكي نرتاح فيه"

نظر إليهم ريكاردو "هيا يا رفاق الوقت يداهمنا

اخبرتكم سابقًا بشأن الإشاعات

لا اريد المخاطرة بأن اكتشف صحتها"

تابعوا مسيرهم بتوتر أكثر وإرهاق اشد

توقفوا امام كهف ما

تقدم ريكاردو قليلا داخل الكهف "سوف ابحث في الداخل لعله مكان خاوي نستطيع الاستراحه والنوم فيه"

دخل إلى داخله وأثناء استكشافه سمع صوت المتحولين

وجد أحدهم وقام بقتله خلسه ثم تقدم أكثر

ليجد شيء يفزعه....

الكهف مليء بهم

"الكهف أنه مدجج بالوحوش

أنه وكرهم"

تراجع ريكاردو للخلف قليلا وهو مرعوب ولكنه انزلق وسقط على الأرض

ليسمعه كل من في الكهف

ويبدأ الصيد....

صيد فريستهم التالية

2023/02/04 · 58 مشاهدة · 913 كلمة
D.O
نادي الروايات - 2025