انطلقوا جميعًا في طريقهم نحو الجنوب لكي يعيدوا اوليفيا إلى مخيمها
وبالرغم من اشتراكهم في نفس الهدف
الا أن الاسباب كانت مختلفة
فمنهم من كان يفعل ذلك بدافع الإنسانية
ومنهم من يبتغي الحصول على شيء في مقابل هذا العمل
وايهما هو الصحيح في عالم تحكمه الوحوش ذات العيون الحمراء ؟
اخرجَ كريس خريطة صغيره مرسومه باليد وبدأ يتفقد الطرق والاماكن
تساءلت اوليفيا حول هوية الرسام فأشار كريس إلى سباستيان "هو
ذلك الابله هو من رسمها
تقريبا رسم خريطة لكل مناطق المخميات لكي تكون لدينا خرائط مصغرة في حال اردنا الذهاب لأي مخيم"
أبدت اوليفيا علامات الإعجاب والدهشه من دقة الرسومات "انها جميلة ودقيقة
حتى المسافات مكتوبة هنا والتفاصيل الدقيقة تملؤ الورقة
كنت احب الرسم أيضا"
تفاجأ ريكاردو "حقا؟ هل انتي رسامه؟"
"انا كنتُ رسامه
وبسبب فقرنا وعجزنا عن إقتناء الأمور اللازمة للرسم
كنت ارسم على كل إنش في الورقه الواحده"
"هذا رائع
انا لست رسامًا جيدًا بصراحه
انا فقط علمتُ نفسي رسم الخرائط لكي نستطيع التعايش في هذا العالم" قال سباستيان
ووسط هذا الحوار كان كريس ينظر إلى السماء وهو يفكر حول انسب مسار للسير
عندها اصتدم بظهر ريكاردو
نظر إليه ريكاردو واشار عليه بالسكوت
بصوتٍ خافت "كريس اخبرهم بأننا سوف نتحرك الآن ببطئ لكي لا نجذب الانتباه
هناك بعض المتحولين"
نقل كريس هذا الكلام للبقية
أصبحت خطواتهم اخف
وحركتهم ابطئ
بدأوا بالتحرك من خلف الصخور بينما المتحولون على مسافة قصيرة منهم
وبعد بضع دقائق من السير بهذه الطريقة استطاعوا تجاوز المنطقة الخطرة واستمرار المسير بطريقة طبيعية
كانت اوليفيا مرتبكه وخائفه بعض الشيء
عندها ربت سباستيان على رأسها وطمأنها "لا تقلقي
ريكاردو قائد ذكي
هو لا يأخذ زمام القيادة من فراغ
منذ الصغر كان طفل ذكي ومخطط بارع وقائد ملهم
لذلك سوف نصل إلى بر الأمان بسهولة اذا اتبعنا اوامره بشكل صحيح"
تنفست اوليفيا الصعداء ثم ابتسمت وهي واثقة بأنها تسير خلف الشخص المناسب
استمروا في تحركهم وبعد بضع ساعات وصلوا إلى منطقة سكنية خلفها وديان وجبال
انخفض ريكاردو خلف الصخور وتبعه الجميع بذات الفعل
"انظروا يا رفاق
الآن التحرك سوف يصبح اصعب
أكثر خطورة
يوجد مسارين
الاول هو طريق الجبال تلك
الثاني هو مسار المدينة الآخر
كريس اخرج الخريطة واعطني اياها "
نفذ كريس اوامر ريكاردو
اشار ريكاردو على المسارين
بدأ بالمسار الاول "هذا مسار المدينة
خطر
طويل
ومليء بالاخطار
من السهل جدا ان تجد افواجًا من المتحولين متجمعين هنا وهناك
ولكنه مسار وواضح ومن السهل السير به اذا كنت حذرًا
ولكن كما ذكرت سابقاً
اي حركة خاطئة وعشوائية سوف تضعنا جميعاً في خطر مميت"
ثم أشار على المسار الآخر "وهنا مسار الجبال
مسار يصعب ايجاد المتحولين فيه وإن وجدت شيء
في الغالب تكون اعداد قليلة ومتفرقة لذلك هو مسار اكثر امانًا"
وقف كريس متجهزًا للتحرك حتى اشار عليه ريكاردو بالجلوس "انتظر
علينا أن نتأكد من شيء ما
سباستيان هل يمكنك فعلها؟"
وافق سباستيان وانطلق الى داخل احد البيوت بينما بقى البقية في الخارج
كان بيتًا من طابقين على هضبة مرتفعة بعض الشيء عن باقي البيوت لذلك كان المكان المناسب للحصول على رؤية جيدة للمكان خلف المنطقة
كان يسير بحذر حتى سمع صوت متحول وهو يأن
توقف سباستيان واخرج حجرًا من حقيبته
نظر حوله حتى وجد بقايا زجاج محطم وقام برمي الحجر عليها مما اصدر صوتًا عالٍ جذب المتحول
ولكن عندما وصل المتحول لم يجد شيء
ومن الخلف ومن بين الظلام ظهر سباستيان حاملًا خنجره وقام بنحر عنق المتحول
والذي سقط على الأرض ميتًا
اكمل في التجوال في البيت ليصل في النهاية إلى احدى الغرف التي تطل بشكل جيد على المنطقة الخلفية
نظر من خلال الشباك
توسعت عيناه خوفًا ووقف ثابتًا في مكانه
وفي الخارج وأثناء انتظار الجميع كان ريكاردو يناقش كريس بالخطط والمسارات حتى نزل إليهم سباستيان مذعورًا "ريكاردو عليك ان تأتي بسرعه لرؤية هذا"
تفاجئ ريكاردو واخبر كريس بالبقاء مع اوليفيا ثم انطلق بسرعه خلف سباستيان
وبعد ان ذهب كلاهما
كان كريس مسندًا ظهره إلى الحائط "اذًا....هل لديكي اي قصة مثيرة في حياتك؟"
تسائل كريس بينما ينظر لاوليفيا
هزت اوليفيا رأسها نافيه"وماذا عنك ؟"
ضحك كريس "اجل
وبسبب اني كنت فقيرًا ويتيمًا في اغلب فترات حياتي غدوت بعمر العاشره لصًا و التقيت بمجموعة لصوص فقراء مثلي
كانو يعيشون في ميتم قريب من الميتم الذي اعيش فيه
حتى الميتم الذي عشت فيه كان ميتم بالي فقير تكاد لا تفرق بينه وبين السجن
كنا انا وأصدقائي اللصوص نذهب في رحلات نهب وسرقة بشكل اسبوعي"
نظرت اوليفيا اليه باهتمام ثم طلبت منه ان يكمل
"حسنا سوف اسرد قصة حزينة بعض الشيء..."
نظر كريس محدقًا في السماء وهو يتذكر طفولته قبل اربع سنوات عندما كان بعمر الحادية عشر
بعد سنة من انضمامه للعصابة وقبل بعضة اشهر من الكارثة
.
.
.
.
كان الطفل كريس يركض هربًا من احد الرجال
بعدها اختفى خلف احد الأزقة
لاحقه الرجل حتى نهاية الطريق ولكن كان السارق الصغير كريس قد اختفى
بحث الرجل قليلًا ولكن بلا فائدة
و عاد أدراجه خاوي الوفاض
بينما كان كريس الصغير قد تسلق المبنى عن طريق النوافذ حتى وصل إلى السطح
ضحك كريس بسخرية ثم نظر إلى الحقيبة التي كان يحملها
فتحها ثم نظر الى الفواكه التي سرقها وهو يبتسم "سوف تكون ليلة لذيذة
اتمنى ان سمير و اندرو قد نجحا في سرقة شيء الغداء"
ذهب كريس إلى مكان تواجد باقي أصدقائه اللصوص حيث توجه نحو بيت قديم متهالك في منطقة خاوية بعيدة عن تجمعات البشر الكبيرة
دخل كريس البيت
واستقبله الجميع بحرارة وقاموا بعناقه
حتى جائته فتاة صغيرة تبدو في السابعه من عمرها وهي تبتسم "اخي كريث هل استطعث الحثول على ثيء ؟"
ضحك كريس كما في كل مره على نطقها للحروف ثم ابتسم "بالتأكيد
واحزري ماذا وجدت؟ بعض التفاح الذي تحبينه"
صرخت الفتاة الصغيرة بأعلى صوتها وهي تحتضن كريس
جلسوا جميعا منتظرين باقي الأفراد
ثم دخل ثلاثة فتيان يبدو عليهم التفاوت في الاعمار فيما بينهم
نهض كريس ثم رحب بهم "اهلا سمير اهلا اندرو اهلا..... لحظة
اين اليوت ؟ ليس من عادته التأخر عنكم او الوصول بعدكم"
هز اندرو رأسه حزنًا
ثم تحدث سمير "نحن اسفون يا رفاق....
لقد ضحى اليوت بنفسه لكي ينقذنا
لقد لاحقتنا الشرطة هذه المره
ويبدو بأن احد الرفاق قد....
قد قام بجريمة قتل
والآن الشرطة تحقق حول جميع السارقين الصغار في المدينة"
كان الجميع مصدومين مما قاله حتى بكى بعضهم
وفي تلك اللحظة المشؤومة....سمعوا صوت سيارات الشرطة آتية
ذعر الجميع واعتقدوا بأنها النهاية بالنسبة لهم....
.
.
الوقت الحاضر
.
.
وأثناء سرد كريس لقصته قاطعته اصوات لرجال يتكلمون ويضحكون بصوتٍ عالٍ
اختبئ كريس اوليفيا بين الصخور لكي لا يلحضهم احد
نظر كريس من بين الفجوات وشاهد ثلاث رجال يسحبون متحولًا مُربّط بالحبال
وكانوا يرتدون ملابس مكتوب عليها N.W.E
كان الامر غريبًا ولكن لم يلقِ كريس بالًا لهم وضل متخفي عنهم حتى رحلوا
تسائل كريس عن سبب غياب سباستيان و ريكاردو كل هذا الوقت لذلك قرر الذهاب وتفقد الأمر برفقة اوليفيا
دخل عليهم كريس مغتاضًا "ماذا يجري!؟ لما كل هذا التأخير ؟"
ولكن كل ما شاهده هي وجوه متوترة
اشار ريكاردو إلى النافذة
تقدم كريس ببطئ وهو خائف
ثم نظر إلى النافذة
ليجد مئات من المتحولين تتجول في خط سيرهم
بل وهنالك منهم من توجه نحو الغابة
مما يجعل كلًا من الغابة وطريق المدينة مناطق خطرة للتحرك فيها
قال ريكاردو بخوف "هذا ليس بشيء طبيعي
هنالك خطأ ما
من المستحيل ان يحدث هكذا تجمع بدون سبب "
"لربما هنالك غزال او رجل او شيء ما آثارهم ثم تبعوه" قال سباستيان
دخل كلاهما في نقاش حول الأسباب
ثم انتهى الامر مع ريكاردو "مهما كان السبب
مهما كان الامر
حتى العودة إلى مكان سكننا سوف يكون خطرًا
فنحن لا نعرف كيف وصلوا إلى هنا
وربما هنالك اعداد اكبر قادمه
القرار الأكثر منطقية هو التقدم والوصول إلى المخيم والبقاء هناك بضعة ايام حتى تهدأ الأمور"
لم ينطق احد بحرف وفقط وافقوا على اوامره
ختم ريكاردو كلامه "يبدو بأن القادم اصعب
وأكثر ازعاجًا واخطر
علينا التحرك اسرع ونكون حذرين أكثر
هذه المهمة سوف تكون.....شاقة أكثر مما كنا نعتقد...."