استيقظ سباستيان على صوت صراخ اوليفيا
عندها انطلق بسرعه لكي يدخل الغرفة حتى انه اصتدم بريكاردو والذي كان بدوره قد هرع لنجدتها
ولكن عندما دخلا.....
كان كريس واوليفا جالسان معًا حيث ان كريس كان يري اوليفيا ما لديه من مقتنيات جمعها أثناء رحلات استكشافه في البيوت والمتاجر القديمه
نظر ريكاردو إلى كريس واوليفا بغضب "ماذا يجري ؟ لماذا تصرخين!؟"
ابتسم كريس بسخرية "هيا يا رجل
هدئ من روعك
لقد كانت تصرخ من الحماس لأنني اريتها قلادة الذهب التي لدي"
تسائل سباستيان بدافع الفضول "قلادة الذهب ؟ لا عجب في انك تملكها ايها السارق الصغير
ولكن اعني ما الغريب يا اوليفيا في الذهب؟ حتى وإن كان غالٍ فهو شيء لا يستحق الصراخ بسببه"
عدلت اوليفيا جلستها ونظرت للأرض وهي مهمومة "عذراً يا سيدي ، انها مرتي الأولى في رؤية الذهب
او اي معدن ذا قيمة
لقد نشأتُ في عائلة فقيرة وفي حي كان الفقر والبؤس هو الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته
كِسرة الخبز كانت بالنسبة لنا ثمينة أكثر من اي شيء آخر
الذهب كان بالنسبة لنا شيء أشبه بالمعجزة التي لا يمكن رؤيتها الا مره في العمر
لذلك صرخت بتهور
انا آسفه انا محرجه"
اشاح كريس بحزنٍ نظرهُ بعيدا عن البقيه بينما سكت سباستيان
تقدم ريكاردو وجثى على ركبتيه امام اوليفيا
سحب القلادة من كريس ووشح عنق اوليفيا بالقلادة وهو يبتسم بلطف "انها اجمل على عنقك
ولربما الذهب في أيامنا هذه بلا قيمة
ولكن أتمنى انه شيء لطيف يمكننا تقديمه لك"
ضرب ريكاردو كتف كريس وضحك "هيا ايها السارق اكمل ما تفعله
ولربما قد اجد لديك شيء ارغب به واخذه منك
تمتم كريس بسخرية "تحلم"
خرج سباستيان و ريكاردو من الغرفة وقبل ان ينطق سباستيان بشيء تحدث ريكاردو بحزن "مسكينان
كلاهما عاش مرارة الفقر المدقع وكلاهما صغيران
كريس يكبر اوليفيا بعام واحد فقط
العالم بالنسبة لهما كان مؤلمًا حتى بدون المرض والكارثة"
"بالفعل ، لا أتخيل ما يعانيه امثالهما....
اتمنى لو انني استطيع فعل شيء لمساعدتهما
لربما لدي شيء افعله لاوليفيا ولكن كريس...."
وضع ريكاردو يده على رأس سباستيان وضحك "هيا لما التشائم؟ العالم مظلم بما فيه الكفاية ولو استسلمنا لهذا الواقع لن نعيش وسيكون الموت علينا افضل من الحياة مع اليأس
لا تقلق
اوليفيا سوف نأخذها إلى مخيم يأويها
واما كريس سوف يكون اخًا آخر لنا
نحن لها يا اخي"
وفي الليل المعتم
كان ريكاردو جالسًا مع الجميع ويناقش اوليفيا "حسنا الآن أخبريني اي شيء او اي معلومة حولك
من اين جئتي
كيف وصلتي إلى هذه المنطقة
هل يوجد لكِ اي معارف؟
ارجوكِ نحتاج اي معلومة حتى نساعدك"
كانت اوليفيا مشوشه وتنظر في السقف وهي تحاول التذكر بكل قوتها "لا اعرف
اعتقد بأني جئت من مخيم متواجد في الجنوب
ليس بعيدًا عن المنطقة من هنا
ولكن الطريق القصير إليه خطره لذلك نستخدم طرق طويله حتى نصل إلى المناطق التي يمكننا الحصول على الغذاء والعتاد منها
وآخر شيء اتذكره هو سقوطي من على الجرف بسبب قتال حصل بيننا وبين مخيم آخر
بعد السقوط لدي بعض اللحظات الضبابيه عن السير لساعات في الطريق
وحتى الركض "
اخرج كريس الخريطة وبدأ يحددا بإصبعه "انظرا
هذه هي المخيمات المتواجده في الجنوب
ولكن اوليفيا هل يمكنك تحديد منطقة معينة؟
هنالك اعداد من المخيمات في كل الاتجاهات"
أشارت اوليفيا إلى احد الفنادق "هنا ، اتذكر مرورنا بهذا الفندق أثناء السير "
دقق ريكاردو بالموقع أكثر "اجل اعتقد بأنك اتيتي من مخيم العلم الاحمر
انه احد المخيمات الصغيره
اعتقد بأن هذا يبرر اخراجهم لفتاة صغيرة في مهمة خطرة "
"لا ، هم لم يخرجوني في مهمة أصلا يا سيد ريكاردو
لقد كنا ذاهبين لسبب اخر لستُ اتذكره ولكني متأكده بأنها لم تكن مهمة من هذا النوع"
هز ريكاردو رأسه"لا بأس
مهما كان السبب سوف نعيدك الى هناك
ولكن لن نتحرك الآن
سوف نبدأ بالسير فجرًا
كما تعلمون
لقد انتشرت الشائعات مؤخرًا بين المخيمات التي زرتها في آخر فترة
بوجود شيء خطير يجول في الانحاء بحلول الليل
وحتى لو لسنا متأكدين من صحة الشائعات
الحيطه الآن خير من الندم لاحقًا"
وافقه الجميع وخلدوا إلى النوم
لم يستطع سباستيان النوم لذلك قرر الجلوس وتفقد الخريطة وقبل ان يصل إلى غرفة المعيشة وجد ريكاردو يجهز الحقائب بالفعل
تسائل ريكاردو "سباستيان ؟ لماذا لم تنم؟ أمامنا رحلة طويلة على الاغلب
يجب ان ترتاح قليلاً "
حك سباستيان رأسه "لم استطع النوم
وبصراحه كان لدي سؤال يجول في عقلي
اعتقد بأني لدي اسبابي العاطفية لإنقاذ هذه الفتاة الصغيرة
ولكن اعتقدت بأنك سوف تجادلنا بخصوص هذا القرار
...اعتدت عليك منطقياً لا عاطفياً ولا تخاطر بنفسك وبنا لهذه الدرجة
هل يوجد سبب خلف هذا الأمر ؟"
نظر ريكاردو بحزم إلى سباستيان "انت تعرفني جيدًا
لربما اشعر بالحزن على هذه الفتاة
ولكني بالفعل لن اخاطر بكم يا رفاق من اجل فتاة لا نعرفها أصلا
انا خططت منذ البداية للحصول على شيء في مقابل إعادة هذه الفتاة
شيء مثل إعادتها مقابل ذخيرة وطعام
وبالرغم أنني اخاطر بالكثير لاجل القليل
ولكن حتى انا لدي بعض الإنسانية وإن كانت ممزوج مع العقلانية"
تبسم سباستيان "حسنا يبدو بأني ما زلت اجهل عنك الكثير
على كل حال يجب عليك النوم كذلك
انت من سوف يقودنا غدًا"
هز ريكاردو رأسه بالايجاب ثم استلقى كلاهما على الاسره وناما
حل فجر اليوم التالي ونهض الجميع حاملين معهم الأسلحة والذخائر والمأكل والمشرب
وبينما الجميع يتحضر
قام سباستيان بإعطاء اوليفيا سكينًا حاد "لن تحملي اي عتاد او اي حقائب
فقط سكين للحماية
حاولي ان تتحركي بسرعه وبخفه"
وقبل الخروج وقف ريكاردو امام الباب "حسنا التشكيلة سوف تكون
سباستيان في الحماية من الخلف
اوليفيا وكريس في الوسط
وانا سوف اتقدمكم واقودكم
لا تتصرفوا من تلقاء انفسكم
حتى لو شعرتم بالتوتر لا تتحركوا بدون امر مني
واذا تفرقنا لأي سبب
أولويتنا هي حماية اوليفيا ، لذلك من يتمكن من ذلك
عليه ان يلحق اوليفيا ويبقى معها ويعود إلى البيت "
وافقه الجميع ثم خرجوا خلفه لتبدأ مهمة إعادة اوليفيا