راستا حدقت بقلق نحو المدخل حيث عقدت المأدبة الخاصة فيجب ان تسير بسلاسة بوجود سوفياش هناك ولكن هي لا تزال قلقة
هل سيقول الامير هاينلي شيئا غريبا لاي احد ؟ الامبراطورة من غير المرجح ان تنشر شائعات ولكن بالنسبة لراستا لا يمكنها قول نفس الامر حول الامير هاينلي
راستا عضت شفتيها وتنهدت مجددا
"انتِ تبدين شاحبة اليوم، الستِ ع ما يرام؟"
ظهر البارون لانت بجانب وابتسم لها بشكل مضطرب
"في الواقع، لستُ كذلك"
"انتِ صريحة جدا"
راستا ابتسمت واومأت فبعد سوفياش البارون لانت اتى كالشخص المفضل لها في القصر فهو لم يكن متحيزا ضدها وعندما انتشرت الشائعات حولها مع الامير هاينلي علمت ان البارون لانت تقدم ودافع عن شرفها فلم تستطع الا الاعجاب بهذا الرجل الكبير
"اطمئني فلا يهم مدى جموح الامير هاينلي فليس لديه خيار سوى الخضوع لامبراطورنا فعلى الرغم ان المملكة الغربية تنمو من ناحية القوة فلا تزال غير قادرة ع التفوق ع الامبراطورية الشرقية"
"نعم..."
"سأفعل ما بوسعي لاحمي شرف الانسة راستا لهذا استمتعي باليوم الاخير من الاحتفال"
اومأت راستا واصبح مزاجها مشرقا
الاشخاص الذين لم يقوموا بازدرائها تجمعوا حولها كشخص او اثنين وقبل ان يمضي وقت طويل احاطها الاشخاص المقربين منها او الذين رغبوا في ذلك. فقد جذبت انتباههم وسواء كانوا مدركين ام لا لم يسألها اي احد لماذا لم تذهب الى المأدبة الخاصة.
راستا ارتشفت النبيذ الذي كان اعتق منها بخمسة اضعاف وبسعادة استقبلت ثناء النبلاء الذي القوه عليها.
"التباين بين شعرك الفضي وعيونك السوداء امر يحسد عليه"
"انه يعطي شعورا بالنقاء مثل زنبقة الوادي*"
"دوقة توانيا ربما ستحتاج الدفاع عن مركزها الحالي"
دوقة توانيا لم تكن حاضرة فكانت ع الارجح تحضر المأدبة الخاصة واليوم المزيد من الاشخاص اقتربوا من راستا بدلا من ذلك
"اليوم، انا فراشة المجتمع"
راستا شعرت بسعادة غامرة فحتى قبل ان تصبح محظية الامبراطور علمت ان الجمال قد يكون ساما فبعد الكثير من التجارب تعلمت كيفية استخدام جمالها كسلاح ولكن حتى في ذلك الحين وجدت نفسي تمشي ع خيط رقيق محفوف بالمخاطر ولكن هنا كان الامر مختلفا فالجميع مدحها واحبها فحاميها كان اقوى رجل ع هذه الارض حيث لم يسمح لاي احد بوضع يد عليها
"ولكن الم تقولي انك ستحضرين المأدبة الخاصة ؟ فلماذا انتِ هنا؟"
بأقل من نصف ساعة قام شخص ما بطرح السؤال المحرج
حدقت راستا بالمراة التي طرحت السؤال
لم تكن ارستقراطية ذات مكانة مهمة حيث لم تكن لديها ثروات او واجبات مهمة في القصر فهذه السيدة كانت مرتها الاولى التي تختلط فيها معهم
بقية النبلاء التزموا الصمت وع الرغم من فضولهم لم يتحدثوا
"انه...."
راستا بسرعة نضمت افكارها واختلقت قصة
"لان راستا رأت ان الامر بخير"
"اووه انسة راستا"
"عادة يذهب النبلاء الاجانب للمأدبة لكن راستا اعتقدت بدلا من الذهاب سيكون من الافضل تواجد شخص يفيد بلدنا"
النبلاء ابتهجوا بأجابة راستا
"الانسة راستا ذكية للغاية بالنسبة لمحظية"
"في الواقع المحظيات السابقات كن ينفقن المال فقط ويتكاسلن ولم يكن لديهن اي اهتمام بالشؤون الدولية والانسة راستا بالتأكيد مختلفة عنهن"
راستا ابتسمت بخجل وانزلت عيناها حيث كان اعجابهم مسكرا مثل المخدرات
"يجب ع راستا ان تساعد جلالته"
تمتمت راستا برغبتها بشراب اخر وسرعان ما عرض لها النبلاء العديد من الكؤوس فأختارت راستا مشروبا ذو لون ارجواني فاتح بكأس طويلة*
فاشرق وجهه الشاب اليافع الذي قبلت منه الكأس وفجأة لاحت راستا شخصا خلف كتف الشاب اليافع ، شخصا لم يفترض ان يتواجد هنا فأنزلق الكأس من يدها وتبعثر الزجاج ع الارض
"انسة راستا هل انتِ بخير ؟"
"مالذي حدث؟"
راستا لم تكن قادرة ع الاجابة وسرعان ما هزت رأسها ولكن الشخص الذي فاجئها لم يعد متواجدا بعد الان
"هل كنت اتوهم؟"
اجبرت راستا قلبها ع الهدوء ربما كان ذلك بسبب تأثير الكحول
"لقد شربت كثيرا"
بينما وضع الخدم الزجاج المكسور في الصينية ومسحوا الارض التي ابتلت بالسائل عاودت راستا النظر الى المكان الذي رأت فيه ذلك الرجل
"مالخطب انسة راستا ؟"
لاحظ البارون لانت تصرفها الغريب واستدار نحو المكان الذي كانت تحدق فيه وسرعان ما امسكت طرف ردائه لتوقفه
"بارون لانت لدي سؤال"
"؟"
"في احتفال رأس السنة اذا لم يتمكن النبيل من حضور اليوم الاول فهل يستطيع الحضور في اليوم الاخير ؟"
"بالطبع فهناك البعض الذين لن يتمكنوا من القدوم للاحتفال ع الفور"
اخفضت راستا صوتها
"ايأتي ارستقراطيو الريف لاحتفال السنة الجديدة ؟ وايضا ارستقراطيو الريف ذوي الثروات القليلة؟ الا تساعد بأختيار الضيوف؟"
"نعم انا اساعد بأختيارهم فحتى النبلاء اصحاب الثروات الصغيرة يستطيعون الحضور"
"حتى وان لم يحضروا لعدة سنوات"
"حتى وان لم يحضروا لفترة طويلة فما زلنا نرسل لهم الدعوات لاجل هذا السبب فنحن لا نتركهم وحدهم بالكامل"
بدأت شفاه راستا بالارتجاف بينما تعابير البارون لانت قد اصبحت قاتمة
"الانسة راستا مالذي يحدث؟"
راستا هزت رأسها ثم القت نظرة ع محيطها ودفعت زجاجتها نحوه
"راستا ستذهب..للداخل اظن اني في حالة سكر"
اجابت بشكل غير مستقر ولوحت بيدها لتخرج من وسط الحشد فلم يكن هناك اي خطأ اذا ارتكبت خطأ وهي مخمورة ولكن اذا لم يكن كذلك فسيكون الامر خطرا
ذلك الرجل الفيكونت روتيشو سيد ذلك المكان الذي كانت فيه عبدة فهو يعرف جيدا وجهه راستا
بينما كانت تغادر ظهر صوت عال من خلف راستا
"ماذا؟ هل انظر بشكل صحيح؟"
اشتعلت القشعريرة في جسد راستا وبهت وجهها واظلمت عيناها في خوف
"الانسة راستا ؟"
دعاها البارون لانت بقلق ولكنها لم تجب
"انسة راستا؟"
الصوت العالي اصبح اقرب مندلعا في سخرية
"ماهذا الامر؟ هل غيرتي هويتك؟"
البيئة المحيطة اندلعت في صمت قاتل
"العالم حقا يصبح مكانا افضل، فعبدة هاربة تعامل الان كسيدة ؟ هممم؟"