تعابير الامير هاينلي كانت حزينة وجادة في نفس الوقت حيث لم يظهر ابتسامته المعتادة او سلوكه الفخور فاومأت له متذكرة انه قد قام بمساعدتي سابقا
"لابأس"
التقط الامير هاينلي كأسين من الشمبانيا من احد الخدم واشار بعينيه لمكان كانت فيه الموسيقى صاخبة لاجل التغطية ع حديثنا فالمساحة المكشوفة لم تترك مجالا لبقية الضيوف لاساءة الفهم حتى لو كنت برفقة الامير هاينلي المليئ بالاشاعات.... بشكل مفاجئ لقد كان رجلا عميق التفكير
عندما كنت اقدره مرر لي الامير هاينلي كأس الشمبانيا والتي قبلتها منه ومع ذلك هو لم يشرب مافي كأسه فببساطة كان يعبث بكأسه بينما وقفت في انتظاره ليتحدث واخيرا بحذر فتح فمه
"لقد قرأت رسالتك جلالتك، تريدين ابقاء صداقتنا في الرسائل فقط"
"انت تعلم بالفعل انه انا؟"
جل ما قلته بالامس كان حول علمي ان الشخص ليس راستا فكيف علم انه انا؟.
عندما نظرت اليه الامير هاينلي لوح بيديه ع عجل معطيا ابتسامة محرجة
"لا تجزعي فأنتِ لم ترتكبي خطأ"
"اذن...."
"كلا من الانسة راستا وخادمتها تعلمان بمحتويات الرسائل القديمة وليس الحديث منها لهذا فكرت بالامر فأتضح ان الوصيفة المدعوة بالفيكونتيس فيردي قد انتقلت من الامبراطورة للانسة راستا"
اذن هكذا اكتشف الامر....
ولكن لا زلت متفاجئة فالشائعات عنه قد ذكرت انه زير نساء ورجل قاسي والشخص صاحب الرفقة السيئة ولكن لم اسمع عن شائعات بأنه بالغ الذكاء، أبتسمت قليلا ولكن الامير هاينلي لا يزال يبدو بائسا فلم استطع الا ان اتسائل فهو لم يشعر بخيبة امل اني كنت صديق رسائله فعلى الرغم اني افضل عدم الكشف عنها منذ البداية فسيكون اقل احراجا لكلانا بتجاهلها ولكن لماذا بدا وجهه متصلبا جدا؟
"هل انت بخير ؟ انت لا تبدو سعيدا للغاية؟"
تنهد الامير هاينلي حالما حدق في وجهي
"كيف استطيع ان اكون سعيدا ؟لقد تخيلتنا اصدقاء حميمين ولكن انتِ تريدين التظاهر بعدم معرفتي في الحياة الواقعية"
هل كان هذا حقا قاسيا كما يبدو؟ لقد اعتقدت انه يبالغ ولكنه بدا بائس جداا لهذا لم احتج ثم افرغ كأسه بحركه سلسلة
"في الواقع ليس لدي العديد من الاصدقاء لاشارك افكاري معهم"
الامير هاينلي وضع كأسه الفارغ ع قاعدة التمثال
ثم تابع كلامه بصوت غليظ
"اعلم انه امر غير متوقع اليس كذلك؟ فهل انا مشهور؟نعم. لدي العديد من الاصدقاء لهذا قد تظنين اني لستُ بوحيد"
"؟"
"ولكن هذا فقط ما يتراءى لكِ ففي الحقيقة انا وحيد جدا فالامر ليس وكأني اكره اصدقائي فلدي العديد من الاصدقاء الجيدين ومع ذلك كأمير الغرب لا استطيع مشاركة افكاري بصراحة ويجب ان اكون دائما واعيا حول الاخرين"
"!"
حدقت به بدهشه فقد كانت تلك افكاري تقريبا حيث بدى الامر وكأن.... وكأن كوين ينصت الي ثم اوصلها مباشرة للامير هاينلي
"تلك ليست مشكلة متعلقة بالاخرين ولكن متعلقة بي لهذا لا توجد طريقة لتحسينها...."
نظرت بثبات نحو الامير هاينلي وفكرت بأني لست الشخص الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الافكار فسابقا اعتقدت ان الامير هاينلي تصرف دون اعتبار لما يعتقده الاخرون عنه ولكن ذلك ايضا كان مجرد تظاهر......
"لقد احببت التحدث لشخص دون ان يفكر بي كالامير هاينلي او ولي العهد فبالرغم ان محادثاتنا لم تكن طويلة ولكن كنت سعيدا بأمتلاكي شخص ما اتبادل معه الرسائل الصريحة"
"………"
لقد كنت كذلك فلقد توجت كأميرة بشكل مبكر وهذه المرة الاولى منذ ذلك الحين مع عائلتي التي شعرت وكأني استطيع فتح قلبي فيها فالامر لا يتعلق بأنهم لم يكونوا اشخاصا جيدين ولكن بسبب ان "الاشخاص الجيدين" لم يكونوا مثل "الشخص الذي استطيع اخباره بأفكاري العميقة"
"لقد تطلعت الى هذه الرسائل كثيرا وبصراحة لقد كنت اسعد عندما علمت ان شريك رسائلي هو انتِ جلالتك ولكن بدلا من ذلك بدوتِ ممانعة للامر ومتضايقة"
تنهد الامير هاينلي وعيناه اصبحت رطبة فماان واجهت هذا الوجه شعرت وكأن رياح من الذنب عصفتني فتعاطفت مع كل شيئ قاله وشعرت بالخزي اكثر.
"لدينا نفس الافكاري ولكن بأستنتاجات مختلفة"
نظر الامير هاينلي نحوي مجددا بهذه العيون الرطبة وتنهد مجددا فحدقته الارجوانية لمعت مثل الجوهرة تحت ضوء الثريا حيث كان هناك استياء واضح عليه.
استطيع ان اكون صديقته او انهي الامر هنا
"انا افهم ماتشعر به امير هاينلي"
"ولكن انتِ ترغبين بتبادل الرسائل فقط ؟"
"انا استمتع بهم"
"خارج اطار الرسائل سأكون مسليا اكثر"
"………"
"يمكنك اخباري ان سوفياش ابن عاهرة"
"كححح"
اختنقت حالما قذف الامير هاينلي بالاجلال والتوقير خارج النافذة حينها انتبه الجميع لسعالي فأخفض الامير هاينلي صوته مجددا وهمس
"سوفياش ابن العاهرة"
اي نوع من الاشخاص.....
رفع الامير هاينلي حواجبه واعطاني تكشيرة سخيفة
"لا يوجد امتع من رؤية شخص يحاول قمع ضحكته، فقط اضحكي اذا رغبتي بذلك"
"………"
"اذا لم تضحكي فقلبك سيتأذى"
يتأذى؟ هل لديه خبرة في هذا ؟
تلاشت ابتسامته وكذلك صوته للحظة ناظرا نحو الارض حيث قبض حاجبيه غارقا في افكاره
"اذن اتستطيعين فعل شيئ لاجلي؟ سأبقي ع السر يا ملكتي بأنك شريك رسائلي وبكوننا اصدقاء ايضا"
"انحن اصدقاء ؟"
"الا تعلمين اننا اصدقاء يا ملكتي؟"
علت ع وجهه ابتسامة غريبة ثم قبض ع شفتيه وتابع
"بدلا من ذلك ، كمافي هذه اللحظة اذا التقينا مصادفة ارجو الا تتجاهليني واذا حدث واصبحنا بمفردنا لا تتجنبيني"
صوته كان لعوبا وفمه اظهر ابتسامة طفيفة ولكن نظرته كانت جادة حيث بدا الامر كمزحة ولكني علمت انها لم تكن كذلك
حدق بي بتلك الاعين الجادة فشعرت بأحساس غريب في قلبي وكأنه يتم عصره برفق بواسطة الاظافر