فصل اليوم منخفض الجودة ، و أيضا تناسيت نفسي محاولا إظهار إنظباط لين فان لذا اطلت في الوصف قليلا و الأحداث جافة قليلا لذا أسف مقدما ستشهدون تحسن في الفصول القادمة
قراءة ممتعة
الفصل العاشر : الإكسير المستحيل
جلس لين فان في غرفة الصقل ساكنًا كالصخرة، عينيه مغمضتين وأنفاسه عميقة ومنتظمة. مضت ساعات من التأمل الصامت قبل أن يمد يده إلى خاتم التخزين ويسحب بعض الأعشاب الطبية التي جمعها بعناية.
بناءً على ما درسه في مصفوفة الجسد الطاغية، أعد حمامًا عشبيًا يغلي بالبخار العابق. خلع ثيابه ودخل السائل الكثيف، وقد قرر صقل جسده إلى المرحلة المتوسطة
لزيادة كفاءة تدريبه ومجاراة حدوده التي بدأت تصرخ طالبة الإختراق.
لساعات طويلة، ظل الألم ينهش عظامه وعضلاته كنيران لا تهدأ، ومع ذلك لم يتغير تعبير وجهه؛ كان صامدًا،
دوّر تقنية الجسد الطاغية ببطء، وامتص الطاقة الطبية. دون تضييع قطرة منها
وبعد يوم كامل خرج من الحمام، والعرق يتصبب من جبينه. كان السائل الذي غمر جسده قد تحول إلى لون أسود زيتي كريه الرائحة
، إنه السموم والشوائب التي طُردت من جسده
. تنفس بعمق وشعر بخفة عجيبة تسري في جسده، وقوة جديدة تختمر في عظامه وعضلاته.
بعد أن استحم ونادى خادمة للتخلص من ذلك الحمام النجس، عاد إلى غرفة الصقل. جلس متربعًا وبدأ هذه المرة بدوران تقنية الجوهر الإلهي بلا توقف
. يومًا بعد يوم، لم يعرف الكسل أو التهاون؛ ست ساعات للنوم، ساعة للطعام، ساعة للنظافة، وأما بقية وقته فقد انغمس كليًا في الصقل.
كان منظبطًا كالسيف، لا يضيع دقيقة واحدة، حتى أثمرت جهوده في نهاية اليوم الرابع عشر لقد اخترق ووصل إلى بداية المرحلة الثامنة من عالم التأسيس.
وقف لين فان، جسده يشع قوة متجددة، وسار بخطوات ثابتة في ممرات المبنى التجاري. حدّث نفسه
"غدًا موعدي مع الكيميائي… عليّ أن أكون مستعدًا، لا مجال للتراخي."
توجه إلى غرفة ليو هان، فوجده يناقش ابنته ليو يان. استأذن بأدب، ثم طلب بعض الأعشاب المكملة للصيغة التي كان يعمل عليها
. ولحسن الحظ كانت جميعها متوفرة في المبنى التجاري عدا عشبة واحدة — عشبة الروح الزمردية — عنصر أساسي في الإكسير الذي أراد تحضيره.
قال له ليو هان
"إن لم تكن لدينا هنا فسأحتاج بضعة أيام لأوفرها لك من الفروع الأخرى."
لكن لين فان كان في عجلة، فعبس قليلًا وقال
"هل هناك متجر آخر في هذه المدينة يمكن أن أجد فيه ما أبحث عنه؟"
هز ليو هان رأسه نافيًا
"باستثناء فرعنا وعائلة باي، لا يوجد أحد آخر يملك مثل هذه الموارد."
بينما كان لين فان يفكر بجدية، تدخلت الفتاة فجأة بابتسامة هادئة وقالت
"لماذا لا تذهب إلى مدينة يانغ المجاورة؟ إنها أكبر من مدينتنا بكثير، وتحتوي على فروع تجارية أعظم، لا بد أن تجد فيها ما تبحث عنه كما أن السفر لن يستغرق طويلا."
رفع لين فان حاجبيه باهتمام وسألها عن موقعها، لكن الفتاة — ليو يان — أصرت على مرافقته كنوع من الأداب
حاول الرفض أولًا، إلا أنه أدرك أنه لن يفلح مع عنادها، فابتسم بتعبير باهت ووافق أخيرًا.
لم يمض وقت طويل حتى استأجرا عربة تجرها أربعة جياد قوية، تنطلق بهما عبر الطريق المرصوف نحو الأفق. حسب السائق، الرحلة لن تستغرق أكثر من ساعتين.
جلس لين فان في العربة، عينيه مغمضتين مجددًا، بينما تدور تقنياته الداخلية ببطء.
“كل دقيقة أثمن من الذهب… عليّ أن أستغلها حتى أصل إلى ما أريده.”
بعد ساعتين من السفر، وصلت العربة أخيرًا إلى مدخل مدينة يانغ، مدينة أضخم وأفخم من مدينة الرياح بكثير
كان الجنود الحراس بملابسهم المدرعة يراقبون الداخلين بعيون باردة.
كان كل من يدخل يُجبر على دفع عدة فضيات، بينما القلة من ذوي النفوذ يُعفون من الدفع باحترام ظاهر.
حين حان دور لين فان وليو يان
بينما لين فان يتفخص جيوبه لاستخراج المال ، مدّت الفتاة يدها وأبرزت رمز عائلتها. في لحظة تغيّرت نظرات الحارسين اللذين كانا يحدقان بالناس بازدراء، وانحنيا باحترام شديد
.
"تفضلوا بالدخول!"
دخل الاثنان بسهولة.
وجهتهما كانت واضحة، فبعد أن سأل عدة محلات عن العشبة النادرة، لم يجد إلا الرفض المتكرر
. لم يبقَ أمامه سوى التوجه إلى فرع المبنى التجاري في هذه المدينة. وبفضل خلفية ليو يان، لم يتعرضا لأي مضايقة أو تعقيد في الإجراءات
وسرعان ما حصل لين فان على مبتغاه: عشبة الروح الزمردية.
وبينما كانا يغادران مبنى الفرع، قطع طريقهما صوت متعجرف
"يا لها من مفاجأة… الأخت الصغيرة ليو يان في فرع عائلتنا!"
التفتا ليروا شابًا في بداية العشرينيات، يرتدي ثيابًا فاخرة مرصعة بالخيوط الذهبية. كان وسيمًا بالفعل
لكن تكبره وحده كان كافيًا ليُفسد مظهره. تقدّم بخطوات واثقة، وابتسامة مغرورة تزين شفتيه.
"إذا كنتِ تحتاجين لأي مساعدة، فسيكون شرفًا لي أن أقدمها لكِ."
ارتسمت على وجه ليو يان عبسة طفيفة، لكنها أخفتها بسرعة وردّت بأدب
"شكرًا لك السيد الشاب ليو شين، لكننا قد حققنا مبتغانا بالفعل."
في تلك اللحظة، تحولت ابتسامة ليو شين إلى قناع بارد، وعينيه تلمعان بازدراء وهو يحدق في لين فان.
"مبتغانا؟" قالها بازدراء. "أتعنين… أنكِ برفقة هذا المتسول؟"
ثم ضحك ضحكة خفيفة
"أخبريني يا يان، هل هو خادمك الجديد؟ لقد كنت أظنكِ أكثر ذوقًا من أن تصحبي نفاية كهذا."
الجملة الأخيرة أثارت موجة همسات واستهزاء من بعض الحاضرين
لكن لين فان… لم يتغير تعبيره لأدنى درجة. عيناه بقيتا هادئتين، كأن العالم حوله لا يستحق الالتفات. اكتفى بخطوة صغيرة للأمام قبل أن يقول بصوت هادئ
"استأذن."
ثم استدار متجهًا نحو المخرج، وكأن ما قيل لم يكن سوى نباح كلب لا يستحق الرد.
في داخله، كان فكره حاسمًا
"وقتي أثمن من أن أبدده على زمرةٍ من الحمقى… لن أناقش، ولن أنحط إلى مستوى الرد. إن أرادوا النباح، فليبقوا يعوون كما يشاؤون. أمّا أنا… فسأمضي في صقل ذاتي بلا هوادة، خطوةً بخطوة نحو القمة. صحيح أن قوتي لم تبلغ ذروتها بعد، لكن سيأتي اليوم الذي تنطفئ فيه ألسنتهم، وتنكسر فيه أعناق كبريائهم… سيزحفون إليّ راكعين تحت قدمي، يتوسلون ظلّي، ولا أنزل إليهم حتى بجفن يرتجف.."
هذا البرود أشعل غضب ليو شين أكثر، خاصة بعدما رأى كيف أن ليو يان دافعت عنه سابقا
. صرخ
"توقف! من سمح لك بالمغادرة أيها الوغد؟! أمسِكوا به!"
تحرك الحارسان التابعان له، كلاهما في قمة عالم التأسيس، عروق أذرعهما متوترة وقبضاتهما مهيأة.
قفز الأول صارخًا
"لقد أسأت للسيد الشاب! فلتمت!"
لكن صرخته لم تكتمل.
قبضة مظللة اخترقت الفراغ نحو وجهه… بووم!
وجه الحارس تحطم، وجسده طار مثل دمية ممزقة ليرتطم بالباب الخشبي للقاعة. الباب تفتت تحت الصدمة، وسقط الحارس فاقد الوعي وسط الغبار.
الهدوء عاد فجأة.
الجميع جمدوا في أماكنهم، أنظارهم متسمّرة على الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، ويده ما تزال معلقة في الهواء، ساكنة، متجمدة
الحارس الثاني تجمد في مكانه، لكن قبل أن ينطق أو حتى يفكر في الرد، انطلقت صفعة سريعة من لين فان.
باااااااق!
جسده طار في الهواء دامي الفم، وأسنانه تناثرت كالزجاج المكسور بينما سقط أرضًا يتلوى.
لين فان ظل واقفًا في مكانه، تعابيره لم تهتز، عيناه هادئتان كأن شيئًا لم يحدث.
توجه بعدها بخطوات ثابتة نحو الباب المكسور، مظهره أكثر رعبًا من أي صرخة غضب.
الجميع فهموا رسالة واحدة
هذا ليس شابًا عاديًا… هذا وحش ينهض من الظلا
حين همَّ لين فان بالخروج، لم يحتمل ليو شين الإهانة أكثر. ارتفع صوته بغضب وهو يطلق خصلة من التشي المكثفة نحو ظهره
"أيها الوغد! سأمزقك إربًا!"
لكن في اللحظة نفسها، ارتفعت يد ناعمة ووقفت أمامه. تشي أزرق بارد اندفعت لتبطل هجومه، وارتدّت الموجة القتالية في الهواء.
لقد كانت ليو يان.
بلغ كلاهما عالم التحول الجسدي
صوتها كان صارمًا لكنه هادئ
"السيد ليو شين، لا داعي لذلك. لا تنس أننا جميعًا من نفس العائلة."
تجمّد ليو شين، عيناه تحترقان غضبًا، لكنه لم يتجرأ على إجبارها على التراجع.
في النهاية… كانت ليو يان إحدى الجواهر النادرة للعائلة و أجملهم ، وهو نفسه كان يخطط لجعلها زوجته
لم يشأ أن يترك في قلبها أثرًا سيئًا
"حسنًا… هذه المرة فقط." تمتم بشدة وهو يعضّ على أسنانه.
أما لين فان، فقد غادر دون أن يدير رأسه
مع حلول الليل، وصلت العربة أخيرًا إلى مدينة الرياح. كان القمر يتدلّى في السماء، وأضواء المباني مضاءة، يكسوها سكون عميق. عادوا إلى فرع المبنى التجاري، وكل واحد اتجه إلى غرفته ليستريح.
في صباح اليوم التالي…
كان لين فان جالسًا متأملًا، يدور طاقته الداخلية بهدوء
يراجع بدقة كل خطوة في تدريبه السابق. في داخله كان عازمًا بأن لا يترك أي ثغرة
لكن طرقًا خفيفًا على الباب قطع أفكاره.
كان صوت ليو يان
"لين فان… الكيميائي وصل."
ابتسم بخفة، ونهض من مكانه
"إذن… حان وقت صنع الإكسير."
---.....---
في منتصف القاعة، جلس رجلان.
الأول شيخ بشيب يغطي لحيته، تحيط به هالة من الهدوء والسلطة، وخلفه وقفت فتاة في السادسة عشرة من عمرها، ناعمة القسمات، تناديه بـ "المعلم"
. لقد كان تشو تشينغ، سيد الكيمياء من الدرجة الثالثة، المشهور في مدينة الرياح بلقب سيد الكيمياء تشو.
أما الآخر فكان ليو هان، ابتسامة الفرح لا تفارق وجهه حين رأى ابنته تدخل برفقة لين فان.
انحنى لين فان باحترام وألقى التحية عليهما، ثم تبادل مع تشو بضع كلمات عن الصحة والأحوال.
إلى أن سأله الكيميائي مباشرة
"أخبرني يا أخ الصغير، ما الذي دعاك لاستدعائي اليوم؟ ماذا تريد مني أن أصنع لك؟"
تردد لين فان للحظة، ثم طلب قلمًا وورقة. جلس بهدوء يكتب وصفة، كل خطوة فيها دقيقة: توزيع الطاقة، توقيت دمج الأعشاب، أدق التفاصيل التي لا يجرؤ المحترفون على العبث بها
ثم سلّمها بهدوء قائلاً
"أتمنى من السيد تشو أن يساعدني في تحضير هذا الإكسير."
رفع الشيخ الورقة، وبدأ يقرأ. ملامحه تقلبت: تعجب، صدمة، ثم عبوس عميق.
"هذه الوصفة… مستحيلة. المواد ذات خصائص متضادة بشكل لا يمكن دمجها. إن حاولت، سينفجر المرجل قبل أن يكتمل الدمج. من أين حصلت عليها؟"
أجاب لين فان بهدوء وهو يتنفس
"هذه الوصفة ورثتها منذ زمن. وقد جربتها. أنا واثق أن السيد تشو إن اتبع التعليمات كما هي، سينجح."
لم يتحرك لين فان قيد أنملة، وكأنه على يقين مطلق.
لكن التلميذة الصغيرة لم تتحمل، فصرخت بفخر
"تجرؤ على نقاش سيدي؟ إن قال إنها مستحيلة، فهي مستحيلة! سيدي هو أفضل كيميائي في مدينة الرياح، حتى عائلة باي تحترمه!"
لين فان لم يلتفت إليها، عيناه مثبتتان على الشيخ، ينتظر جوابه بهدوء.
تنهد تشو، ثم اعتذر
"أرجوك سامحها يا أخ الصغير، إنها لا تزال صغيرة."
ثم أكمل بجدية
"أنا مدين للأخ ليو هان. لا أستطيع أن أرفضك. سأجرب جهدي… لكن الموارد التي طلبتها ثمينة جدًا. إن فشلت، ستكون خسارتك وحدك. لن أعوضك شيئًا."
أومأ لين فان دون تردد.
ثم رفع يده، وأخرج من خاتم تخزينه موارد الإكسير أعشاب نادرة، دماء وحوش من مختلفة ، وأخيرًا… قلب الدب الحديدي الذي هزمه قبل مدة.
حين سقط القلب على الطاولة، انبعثت منه هالة كثيفة جعلت حتى الكيميائي نفسه يرفع حاجبيه بدهشة
بينما بدأ الكيميائي العجوز في ترتيب موارده، ارتسمت على وجهه ملامح نادرة من الجدية. ألقى نظرة خاط
فة على لين فان، وكأنه يريد التأكد هل هذا الفتى يدرك خطورة ما طلبه حقًا.
أشعل المرجل الناري، وتعالت ألسنة اللهب ترقص في القاعة. كما ملئت رائحة الأعشاب العبقة القاعة
لكن قبل أن يبدأ المزج الحقيقي…
اهتزت جدران المبنى التجاري بعنف، وصوت صاخب دوّى في الخارج
"افتحوا الأبواب! بأمر عائلة باي… جئنا لأخذ ما يخصنا!"
ارتبك الجميع، حتى الشيخ الكيميائي عقد حاجبيه بجدية.
بينما تنهد لين فان بحسرة ، هذه عاقبة أفعاله
شكرا على وقتكم ، أتركو لنا تعليقاتكم و تقييمكم