أعلم أنك تريد أن تنتهي من هذه الحياة البائسة، ولكن بحق الجحيم، من سوف يهتم إن مت؟! ..

لماذا سوف تمنحهم لذة الشماتة بموتك؟ أجعلهم يرون أنك الشخص الذي يستحق الحياة، بل وأثبت لهم أنهم حفنة من الحمقى الضعفاء ..

هههههههههههههه

...................

على وجهه ارتسم زعر شديد لم يظهر عليه عندما واجه الجندي، أو حتى عندما تعرض لضربة السيف. نظر حوله بحرص بالغ، محاولًا منع يده من الارتجاف.

" رعد، أهذا أنت ؟! "

ظهر أمامه شاب طويل القامة، بشعر أسود حالك وعيون خضراء براقة. كانت ملامحه حادة، ويشد على أسنانه بقوة.

" نن... عم "

لم يستطع رعد أن يكمل كلامه، حتى اقترب منه الشاب وقال:

" ماذا حدث لك يا أخي؟ ما هذا الجرح الذي على وجهك ؟! "

نظر رعد إلى أخيه، ولم يعرف ماذا يقول أو يرد عليه.

" هل كنت بالخارج ؟! "

أومأ رعد برأسه دليلًا على الموافقة.

ظهرت نظرة من الفزع على عيني أخيه وقال:

" ألا تعلم أي يوم هذا ؟! "

قال رعد بصوت متردد: " أعرف ".

قال الأخ بفزع شديد:

" إن كنت تعرف، لماذا إذن خرجت ؟!"

لم يستطع رعد أن يرد عليه.

" هل رآك أحد الجنود ؟! "

نظر رعد إلى أخيه وقال:

" نعم،" ووضع يده على الجرح.

في تلك اللحظة، دفع الأخ الأكبر الأخ الأصغر وقال:

" بحق الجحيم، ماذا فعلت؟! "

اليوم هو يوم السماء.

لا يمكن لنا أن نخرج في هذا اليوم، وكل من يخرج سوف يتعرض لعقاب شديد.

قال رعد بتردد:

" ولكن لم أجعل الجندي يطاردني ".

وضع الأخ الأكبر يده على صدر أخيه الصغير:

" لقد وضع عليك روح مطاردة ".

ظهرت الصدمة على وجه رعد.

في الخارج، كانت الرياح عاتية، والعالم يرتعد من الخوف.

قال رعد بخوف شديد:

" سوف أتلقى أي عقاب يفعلوه ".

قال الأخ الأكبر:

" كل من يرى جزيرة السماء يُقتل، هو و..."

في تلك اللحظة، دُق باب المنزل بعنف، ودخل منه ثلاثة رجال.

أحدهم كان الجندي الذي هرب منه رعد.

حرك سيفه إلى الأمام، فخرج شيء أزرق من جسد رعد وانطلق نحو سيف الجندي

"أخيرًا وجدتك أيها الجرذ الملعون!"

كانت جميع فرائص رعد ترتجف في تلك اللحظة عندما سمع ذلك الصوت المشؤوم. الرجل الذي يحمل السيف كان يظهر على وجهه نظرة خبيثة وشريرة للغاية، وخلفه جندي يحمل قوسًا، وبجوارهما رجل ذو جسد عملاق يحمل سيفًا كبيرًا على ظهره. كانوا ينظرون إلى رعد وأخيه كما لو كانوا أشياء وليسوا بشرًا، وكيف تجرؤ الأشياء على الاعتراض؟ عندما تقطع شجرة أو تدهس نملة، لا تتوقع منها أن تعترض على ذلك. نفس الشيء ينطبق على الفقراء والضعفاء؛ يُدهَس عليهم ولا يجب عليهم أن يصدروا أي صوت على الإطلاق.

قال الأخ الأكبر بصوت متردد: "سيدي، أرجوك، إنه طفل صغير لا يفهم شيئًا."

ضرب الجندي الأخ بقدمه على صدره، فطار على الأرض. في الغرفة في الأعلى، سمع الوالدان الأصوات في منزلهما فنزلا بسرعة كبيرة ليروا ما يحدث. كان والد رعد قلقًا للغاية، ولكن الأم كان الرعب يسري في عروقها بدون رقيب، بسبب غريزة الأمومة. نزلت بسرعة لم يستطع الأب أن يتتبعها. عندما رأت الأم المشهد أمامها، ارتجفت من الخوف الشديد. لم تعرف ماذا تفعل. كل ما فعلته هو أنها انطلقت ووقفت أمام أطفالها، ووضعت يدها بالعرض أمامهم لحمايتهم من الجنود.

قال الأب بصوت عالٍ: "ماذا يحدث؟!"

لم يتلقَ ردًا سوى صوت القوس الذي ضرب سهمًا انطلق نحو رقبته واخترقها. انزلق على السلالم وهو يتداعى مثل أوراق الشجر. لم يستغرق الأمر غير ثوانٍ معدودة. كان رعد ينظر إلى المشهد بعيون مرتعدة. لم يكن يعرف معنى هذا الشيء الذي يدعى "الموت". لم يره من قبل، ولم يفهم معنى هذا التعبير. ولكن عندما ارتطم والده بالأرض أمامه بعيون خاوية من الحياة، أدرك ما يحدث. كان هذا تلاعبًا بالقواعد الراسخة في عالمه منذ سنوات عديدة، ولكن بداخله لم يفهم لماذا يجب أن ينصاع لتلك القواعد. لماذا يجب أن يقيد يده بنفسه بقوانين ليس لها سلطان عليه إلا أن يستسلم هو لها.

كانت الأم مصدومة هي الأخرى. لم تصدق أنها خسرت زوجها في لحظة، بدون حتى أن يشرح لها أحد لماذا حدث ذلك، وبدون أن يصيغ لها أحد مبررات. رفع الجندي الذي أمامها السيف وضرب عنقها. دخل السيف واخترق جلد العنق، وبعد ذلك توغل حتى قسم رقبتها نصفين وسقط رأسها على الأرض. نظر رعد إلى رأس أمه بعيون لم تكن بها أي نبض من الحياة، كانت خاوية تمامًا من كل شيء. أخوه نظر إليه وقال بغضب شديد وجسده يرتجف:

"أنت السبب في كل هذا! أنت اللعنة! لماذا خرجت اليوم؟"

هناك قاعدة تقول: اضرب بعض الكلاب المقيدة لكي يرتعد منك الكلاب الطليقة وينفذوا ما يقال لهم.وهذا ما يحدث لنا على مدار يومى

نرى الأشخاص يتعرضون للظلم والاضطهاد ونخاف أن يأتي علينا الدور، لذلك ننصاع بشكل مستمر، ننصاع بدون أن يُطلب منا ذلك.

ركع الأخ على قدميه وهو يبكي بشكل هستيري، كان يسب ويلعن. أمسكه الجندي الثالث من شعره ثم ضربه بيده الكبيرة على وجهه ثلاث ضربات، كان صوت تراطم قبضته بوجهه عالٍ للغاية وصوت صراخ الأخ الكبير أعلى. لم يستطع رعد أن يستيقظ مما هو فيه، طفل بعمر 10 سنوات يرى شيئًا جديدًا عليه. نزل بكفه المرتجف ولمس جسد والده.

"رعد، هل أكلت جيدًا؟"

"رعد، ما رأيك أن نلعب معًا اليوم؟"

كانت في عقله تجول الكثير من الكلمات التي سمعها من والده.

"رعد، لا تخرج اليوم على الإطلاق لأنه خطر. أعلم أنك تريد أن ترى الجزيرة ولكن ليس كل ما نرغب به نحققه."

يا ليتني سمعت كلماتك يا أبي، يا ليت هذا الفضول لم يسيطر عليّ. نظر رعد إلى الجندي الذي ما زال يضرب أخيه الصغير وفكر: هل هؤلاء بشرٌ أصلاً؟

كان في عيون رعد يحدث شيء غريب، الثلاثة الأشخاص الواقفين أمامه الآن يتحولون ببطء إلى شكل وحوش، ظلال كبيرة سوداء بأفواه كبيرة وأنياب. لم يستطع أن يسمع ما يقولون. نظر إلى والدته التي أصبحت مفصولة الرأس، ثم وضع يده على فمه وتقيأ. بدأت الجنود في الضحك عليه بدون توقف.

رفع الجندي سيفه وكان على وشك أن يقتل أخاه الكبير. جرى رعد بسرعة وتعلق في كتف الجندي وقال:

"أرجوك لا تقتله، أنا السبب في كل هذا."

جميعنا نستسلم للقوانين في النهاية بسبب الخوف. سخر الجندي منه وألقاه بعيدًا. رعد الذي كان ملقى على الأرض لم يصدق ما يحدث له. كان يظن للحظة أن هذا كله كابوس سوف يستيقظ منه في حضن أمه. عقله لم يستطع أن يترجم كل هذا الشر والبؤس الذي يراه. عيونه بالتدريج فقدت لمعانها.

اقترب أحد الجنود منه ووضع يده على فكه.

"ما هو اسمك؟"

قال رعد بصوت متردد:

"رع...د."

نظر الجندي إلى الجندي الآخر الذي يحمل الأخ الأكبر وقال:

"اقطع يده."

وبدون تردد، قام الجندي بقطع يد الفتى بالسيف، وبدأ في العويل والصراخ. حاول رعد أن يقف ولكن وضع الجندي كف يده على رأسه وجعله يلتحم مع جدار المنزل لا يستطيع أن يتحرك.

لماذا أتعرض لكل هذا الظلم؟

لأنى ضعيف

لماذا يحدث لى كل هذا

لانى ضعيف

فكر في ذلك للحظة، وكان يسمع صوت أخيه من الخلف يبكي وينوح بدون توقف، ويلعن ويسب به. أخيه الذي كان يلاعبه ويأتي له بالحلوى أصبح الآن يكرهه.

"ما اسمك يا فتى؟"

قال رعد بخوف أشد من السابق، "اسمي... اسمي رعد."

ابتسم الجندي وقال، "اقطع يده الأخرى."

قام الجندي بقطع اليد الأخرى وألقاها أمام رعد، الذي نظر إليها وكأنه ينظر إلى الجحيم. في تلك اللحظة، أُغمي على أخيه.

قال رعد بسرعة، "ماذا تريد أن يكون اسمي؟"

ضحك الجندي بشدة حتى كاد أن يقع على الأرض، وقال، "اسمك جرذ... لا، لا، اسمك فأر. فأر كبير أحمق حلم أن يلمس السماء بيده القذرة وأتى العقاب له."

نظر رعد إلى الجندي وبدأت الدموع تتساقط من عيونه. فقال الجندي، "أخبرني الآن... ما هو اسمك؟!"

سكت رعد للحظة، واقترب الجندي الآخر من أخيه ورفع سيفه. قال رعد وهو يمسح دموعه وهناك بسمة ترتسم على وجهه، "ف...أ...ر."

الأنصياع للقوانين

الأستسلام للواقع

الخضوع

كلها أشياء نفعلها كل يوم بدون أن نشعر

بدون أن ندرك ينخفض أجسدنا وظهورنا وحتى أصواتنا نفقد الأنا بداخلنا ونصبح مثل الجميع

ونطلق عليها مرحلة النضوج

نحن لا ننضج بحق نحن فقط نخضع

نصبح مثل كلاب المنزل نشترى الطعام بالحرية هههههههههههه

2024/06/20 · 43 مشاهدة · 1262 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024