705 - التجسيد الأخير للجوكر : قائد 100 رجل

لن أكذب عليكم، أنا شخص معتوه. لقد تركت أصدقائي، عائلتي وكل من أهتم لأمرهم، لأهرب من ذلك الحصار الذي فُرض علي. لم أكن أستطيع فعل شيء إذا بقيت معهم. إما أن ينفجر جسدي بسبب قوانين العالم اللعين التي وضعها جوو، أو أن أحاصر من عشائر الموت وأموت مثل الكلاب في النهاية. هذه النهايات لا تناسبني، كان يجب أن أخلق نهاية تناسبني، وهي الهروب. جبان؟ وما المشكلة؟ أكون شخصًا حيًا جبانًا وأرجع وأنتقم أفضل من أن أكون شجاعًا أحمق ويأتي اسمي في صفحات التاريخ في سطر واحد يمرون عليه مرور الكرام

" لقد مات وهو يقاتل" .

أين أنا؟ وما كل هذا الظلام؟ لم أكن أستطيع أن أرى حتى كف يدي من شدة الظلام من حولي. لم أكن قادرًا على أن أشعر بأي شيء. كان كل شيء من حولي ظلامًا بالكامل. تذكرت أول مرة قتلت على كوكب الأرض وانتقلت إلى الكوكب أكس. كان الأمر مشابهًا للغاية، كل شيء من حولي كان أسود وكاتمًا مثل قلبي ومثل العالم.

"لقد وصلت إلى باب النور..."

ظهرت هذه اللافتة أمام عيني. نظرت إليها.

"إذا النظام ما زال يعمل"، همست بداخلي.

"سوف تفتح الأبواب."

"سوف تخسر كل قدراتك."

"سوف تخسر كل قوتك."

"سوف تخسر جزءًا كبيرًا من ذكرياتك بخصوص القدرات."

العالم الآخر لا يوجد فيه نفس نظام القوة والقدرات. العالم الآخر، كما أخبرتني هيرا، مختلف تمامًا من نواحٍ عدة.

"سوف يتم ختم النظام."

"سوف يتم ختم الأدوات المقدسة."

اللعنة! ما كل هذه الرسائل والإشعارات! ولكنني توقعت ذلك بالفعل.

"هل أنت موافق؟"

همست في سري، "نعم."

بدأ كل شيء حولي يخفت. لقد فقدت الوعي للحظة بدون أن أدرك ما حولي. لا أعرف إلى أين سوف أذهب، أو في أي جسد سوف أتجسد، ولكن ما أعرفه هو أن هذه الفرصة الأخيرة.

...

قائد 100 جندي – راموس – ميناء كتنام:

لا أريد الموت، أخاف الموت أكثر من أي شيء آخر. ولكن في قارة مثل قارتنا، الموت شيء طبيعي للغاية، مثل الشراب والطعام. دولة قائمة على الحروب والمشاحنات بالتأكيد سوف يكون الموت بها أمر لا غنى عنه.

"ابتعد أيها اللعين!"

ولكن لماذا يقاتل هؤلاء الحمقى بعضهم البعض بهذا الشكل المريع؟ هههههههه، ولماذا بعضهم يبتسم وكأنه يستمتع بالقتل والدماء، ولماذا بعضهم الآخر يبكي مثل الأطفال؟ ولماذا أنا مندهش من كل هذا، بالرغم من أني أحمل سيفًا من الفولاذ في يدي، ودرعًا من الحديد في يدي الأخرى؟

الحروب هي طبيعة بشرية لن تنتهي، حتى عندما يرتقي أحدنا ويصبح من الأسياد، لا يستطيع أن يكف عن القتال. نقاتل من أجل الأرض، أو من أجل الشرف، أو من أجل المال، أو حتى من أجل الانتقام. لكل منا سبب من أجله يقاتل ويفني روحه. ولكن لماذا أقاتل أنا؟! لا أريد أي شيء ولا أرغب في أي شيء مما سبق. كل ما أريده هو أن أعيش في سلام، أن أضاجع من النساء ما أشتهي، وأن أشرب من الخمر ما أريد. ولكن من من النساء سوف تقبل أن ترتمي في أحضان شخص جبان مثلي يخاف الحروب؟ وكيف سوف أستطيع أن أحصل على ثمن خموري وطعامي لولا الحرب؟ فأنا وليد الميدان، عشت عمري فيه، وسوف تكون نهايتي فيه. أنا أقاتل من أجل أن أعيش. هههههههههههههههههههههه.

اللعنة، تحركوا! نحن الآن على ميناء كتنام. أنا من دولة تدعى كمب، دولة متوسطة القوة بين أربع دول في هذه القارة الصغيرة. ولكن الحروب بين هذه الدول لا تتوقف على الإطلاق، كأنهم مجموعة من السكارى الحمقى الذين لا يستطيعون الكف عن ضرب بعضهم البعض. ونحن الجنود نتعرض دائمًا للإبادة بسبب تلك الحروب اللعينة. دولة غاش هي ألد أعدائنا، وهي الدولة التي تشاركنا الحدود. نهاجم بعضنا البعض كل حين وآخر. إنهم يطمعون في مواردنا الطبيعية، فأرضنا هي الأرض الخضراء، أرض الأشجار والنباتات والأحجار، أرض غنية بالموارد، لذلك هي مطمع كل الدول.

واليوم الهجوم أتى على ميناء كتنام، عاصمة الجنوب أو كما يقولون عنها عروس الجنوب. كتنام ليست مجرد مدينة في كمب، ولكنها إقليم كامل متكامل يحكمه أحد جنرالات كمب العظماء. ولكن لم يتوقع أحد أن هذا الجنرال سوف يتعرض لكمين في الميناء صباح هذا اليوم، وبعدها بساعات قليلة سوف ينطلق جيش غاش نحونا بدون رحمة، ويصبح دورنا نحن جنود كتنام أن نتصدى لهذا العدد المهول من الجنود على الميناء بدون حتى الجنرال الخاص بنا. فأصبحنا مثل الخرفان التي تتعرض للذبح بشكل عبثي. إن نظرت إلى مشهد المعركة، سوف تجد أن جنود كتنام الآن يتعرضون للإبادة التي لا رحمة فيها. جثث وأشلاء في كل مكان. يبدو أنني سوف أموت هنا والآن.

العديد من السفن تأتي من البحر محملة بالجنود الغفيرة التي يبدو على وجههم الغضب الشديد، فنحن أعداء منذ عرف التاريخ الوجود. غاش وكمب، لا سلام يدوم بينهم، دماء في دماء. ويبدو أن دماءنا هي ما سوف تُسفك اليوم. نظرت بجواري، كانوا جنودي يتعرضون للإبادة. لقد خسرنا الميناء. اقترب مني النائب الخاص بي.

"لا نستطيع أن نفعل شيئًا، يجب أن نتراجع."

ولكن حتى وأن أخبرتى هؤلاء الجنود أن يتراجعو لن يسمعوا

لا أحد هنا يسمع لصوت المنطق

اللعنة، كان البحر أمامنا مليئًا بعدد كبير من السفن. عدد الجنود على الشاطئ هو 5 آلاف جندي، وعدد جنود العداء في حدود 10 آلاف جندي. ولكن نحن بدون قائد. لم يتوقع أحد أن يحدث الهجوم بهذا الشكل ومن هذا المكان. لقد حدث كل شيء فجأة، خسرت الكثير والكثير من الرجال. أنا قائد لمئة رجل، لذلك لا يوجد شيء أستطيع أن أفعله هنا.

ميناء كتنام هو الجدار الحامي للشمال، يقبع تحت إشراف قلعة الصاوي، التي تتربّع على تلة قريبة تُشرف على الميناء كعين ساهرة. بين القلعة والميناء مسافة قصيرة، تجعل من جنود قلعة الصاوي حراسًا دائمين للميناء وحدود الإقليم، يحرسونها بعيون لا تعرف النوم. الميناء نفسه كان يشهد على صراعات وحروب منذ الأزل، لكن لم يسبق أن غمرته الدماء كما هو الحال الآن. في هذه اللحظة، يبدو الميناء كلوحة كابوسية، حيث امتزجت الدماء بلون البحر حتى تغيّر لونه. منظر البحر الأحمر القاني يروي قصص المعارك الشرسة، وصدى صرخات الجنود يتردد في الأفق. تراهم يندفعون نحو بعضهم البعض بلا تردد، السيوف تتصادم في مبارزات لا تنتهي، تشعل فتيل الرعب في القلوب. كان كل جندي يعرف أن التراجع ليس خيارًا، وأن الميناء ليس فقط مكانًا بل هو رمز للبقاء والكفاح. كل ضربة سيف، كل صرخة ألم، كانت تتردد كنداء للبقاء، وكأن الميناء يطلب منهم الاستمرار في الدفاع عنه، مهما كلف الأمر. بينما تشرف قلعة الصاوي على هذا المشهد المروّع، كانت تبدو وكأنها تتنفس بصعوبة، مثلما يتنفس الميناء ذاته، مثقلة بعبء التاريخ والحاضر. هذه هي كتنام، المدينة التي تحميها الدماء كما يحميها الحجر، حيث البحر لا يعرف السكون، والقلوب لا تعرف الاستسلام.

ولكن لو استمرت المعركة على هذا الشكل، سوف نخسر كل شيء. تحركت بسيفي بسرعة والدماء تغلي في جسدي. أتصدى لسيوفهم اللعينة وأضرب بدون رحمة أو تردد. أنا معروف بقوتي الجسدية، لذلك سيفي كان لا يرحم على الإطلاق. نظرت حولي أحاول أن أعطي الأوامر وأنا أتحرك.

"أولاف، تحرك نحو اليمين وساند الجانب الأيمن."

"رائد، توقف في مكانك وتصدَّ لهم بالشكل الذي تستطيع."

"وأنت، أيها اللعين، لماذا واقف في مكانك؟"

كان الشاب الواقف في مكانه شابًا انضم حديثًا لفريقنا. كان شابًا جبانًا للغاية. لا أعرف عنه شيئًا، ولكن في كل معركة نخوضها، وفي كل حرب نقتاد إليها، كان دائمًا يهرب ويختبئ. ولكنني رأيته بعيني يأخذ سيفًا شديدًا في معدته. فلماذا لا يظهر على معدته أي جرح؟ هل كنت أتوهم؟

اقتربت منه

ووضعت يدي على كتفه وقلت: "تحرك أو سوف تموت، أيها اللعين." لا أعرف لماذا شعرت أنني لا أذكر اسمه. نظر نحوي هذا الشاب. ذاكرتي لم تكن أبدًا ضعيفة. لماذا لا أذكر اسمه؟ ولكن كان هناك اسم يتردد في عقلي، اسم شعرت أنه هو اسمه ولا يوجد اسم له غيره. كانت نظراته هذه المرة مختلفة تمامًا. كان يبتسم وهمس قائلاً: "يبدو أنني أتيت إلى مكان ممتع للغاية." هههههههههههههههههههه.

نعم، اسمه الجوكر.

2024/07/20 · 26 مشاهدة · 1200 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024