706 - انتقال الجوكر الى عالم أخر : حرب ميناء كيتنام

كان راموس يحدق في الفتى الذي وقف بلا جروح على الرغم من تلقيه ضربة قاتلة قبل لحظات. تساءل في حيرة: "ماذا يحدث؟ أين أنا؟" وهمس الجوكر في أعماقه، غير مدرك لما يحيط به. استيقظ فجأة ليجد نفسه في خضم معركة لا يعرف عنها شيئًا، وسط الدماء والرعب.

تدفقت الذكريات إلى ذهنه كالسيل، ذكريات الفتى الذي يسكن جسده الآن، تتصادم وتتدافع بلا توقف. شعر الجوكر بالصدمة وعدم التصديق. هل نجحت خطته؟ هل انتقل إلى جسد آخر؟ لكن أين هو ولماذا؟ لماذا لا يشعر بأي طاقة بداخله؟

حاول الجوكر تحليل جسده الجديد، لكن الوقت لم يسعفه. أمسكه راموس من ملابسه وجذبه للخلف، منقذًا إياه من سهم كان سيخترق جسده. وبغضب، قال راموس: "لماذا تقف مثل الأحمق؟ هل لا تريد أن تعيش؟"

نظر الجوكر إلى راموس، وعادت الذكريات تتدفق. "أنت قائد فرقتي؟" سأل. نظر إليه راموس بسخرية: "لا وقت للغباء الآن، نحن في حرب ضروس وسنُباد."

حاول الجوكر التفكير في النظام، لكن لم يظهر شيء. أخبرته الأرواح أنه سيفقد ذاكرته، لكن لماذا يتذكر كل شيء؟ كانت ذاكرته مشوشة قليلًا، لكن معظمها لا يزال عالقًا بداخله.

وضع راموس يده على رأس الجوكر وأبعدها عن سيف كان سيقطعها. "اللعنة عليك، ستقتلني معك!" كان راموس قائدًا لمئة رجل، يعرف كيف يتصرف، سريع الحركة وسريع البديهة. نظر إلى المعركة ووجد أن الجانب الأيمن لا يزال يتعرض لضغط كبير. كان هناك فارس على حصانه يقتل الجنود بلا رحمة. نظر راموس حوله وقال: "رائد، أسقط هذا اللعين من على حصانه."

ابتسم رائد، الذي كان يتحرك برشاقة، ثم أخرج قوسه ووضع سيفه في غمده، وأطلق سهمًا نحو الفارس. لاحظ الفارس السهم وحرك سيفه بمهارة وأبعده. في تلك اللحظة، استغل أولاف، الذي كان على الأرض، تشتت الفارس وقفز بمهارة لا تتناسب مع جسده الثقيل وبفأسه شطر كتف الفارس إلى نصفين. سقط الفارس على الأرض غارقًا في دمائه. نظر جنود غاش إلى فارسهم الذي سقط واشتعلت وجوههم بالغضب، وبدأ بعضهم يبكي ويصرخ باسمه. وعلى النقيض، كان جيش كيتنام يصرخ من الفرحة لأن سيف هذا الفارس كان شرسًا للغاية.

نظر راموس إلى الجوكر مرة أخرى فوجده ينحني ويلتقط سيفًا من الأرض. همس راموس: "هل استعاد عقله مرة أخرى؟" تقدم راموس إلى الأمام بعيدًا عن الجوكر وقال بنبرة بطولية: "ارجع إلى الخلف واختبئ في أي مكان." ولكن بدلًا من ذلك، سمع أقدامًا تتحرك بسرعة كبيرة. نظر خلفه فوجد الجوكر هناك بابتسامة عريضة على وجهه ويتحرك نحوه بلا توقف.

بدت ابتسامة الجوكر وكأنه يرى النعيم في السماء، وليس حربًا وقتالًا ودماءً. لم يكن الجوكر يفكر في أي شيء آخر غير أنه نجح في الانتقال إلى العالم الكبير وخرج من الحصار المفروض عليه، وأن هذه فرصته لتحرير عالمه المحبوس.

تدفقت ذكريات هذا الفتى إلى عقله. لم يكن سوى طفل فقير، يتيم الأب والأم، ماتا في الحرب. ليس لديه سوى أخ أصغر، وبسبب عدم امتلاكه المال لينفق على أخيه، انطلق إلى الحرب حتى يحصل على المال الذي يحصل عليه الجنود الآخرون، لكي لا يموت هو وأخيه. وهذه هي معركته الثانية... ومن سوء حظه أنه مات بشكل مأساوي في هذه المعركة.

لذلك يعرف الجوكر أنه بدأ من الصفر، لكنه سيكون سعيدًا حتى لو لم يكن لديه قدمين أو يدين. لكي يصل إلى هذه اللحظة، خسر الجوكر الكثير والكثير من الأشياء. لقد خطط لمدة عشر سنوات مع هيرا لكي يستطيع فتح الباب ويخترق إلى العالم الآخر. وها هو الآن، بكامل صحته وفي عز شبابه، وفي مكان معزول عن العالم لن يسمع به أحد.

لم يكن يفكر في أي شيء. ماذا يعني أن يبدأ من الصفر؟ ماذا يعني أن يصعد إلى الأعلى؟ سيتسلق على رؤوس الأوغاد حتى يصل إلى هدفه. لم يكن الفتى الذي مات يعرف الكثير عن تاريخ هذا العالم، كل ما يعرفه أنه من إقليم كيتنام من دولة كمب.

نظر راموس إلى الجوكر الذي ينطلق وشعر بشعور غريب بداخله. شعر أنه لأول مرة يرى هذا الفتى، على الرغم من أنه يعرفه، لكن في نفس الوقت شعر أنه لا يعرفه. أول مرة رأى هذا الفتى كان في شوارع المدينة يشحذ الطعام وعلى يده طفل صغير. أخبره أنه سيعلمه الصيد بدلًا من أن يعطيه سمكة، وأخذه معه إلى الجيش وجعله أحد أتباعه. في أول معركة تبول على نفسه، الجميع يفعل ذلك بعد رؤية الموت لأول مرة، لذلك لم يندهش. وفجأة حدثت هذه الحرب وأصبحوا وسط فك الموت، لذلك كان موت هذا الفتى الذي لا يملك خبرة وقوة شيئًا متوقعًا للغاية.

لكن الآن ما يحدث هو الشيء غير المتوقع. كان الفتى يتحرك بسرعة كبيرة في اتجاه جنود الأعداء. "هل يريد الانتحار؟" همس راموس في داخله. لكن ما حدث بعد ذلك جعله أكثر صدمة. كان الفتى الذي يرتدي قميصًا أسود طويلًا مقطوعًا من منطقة المعدة ومشقوقًا من منطقة الكتف وبنطالًا خفيفًا وصندلًا في قدمه يتحرك بشكل متسارع حتى وصل أمام أحد الجنود.

صرخ الجندي الذي شاهد أحد فرسانهم يموت كالشاة المذبوحة بغضب جامح، وعيناه تشتعلان بنار الانتقام. تقدم بخطوات حانقة نحو جندي كمب الذي كان يقف أمامه، تعبيرًا عن غضبه العارم. رفع سيفه عالياً، مهيئًا لضربة قاتلة. ولكن في لحظة خاطفة، قبل أن يهوي بسيفه، اخترق سيف الجوكر أسفل ذقنه بسرعة فائقة ودقة مميتة. تدفقت الدماء كنافورة حمراء، تتناثر قطراتها في الهواء وتلطخ الأرض بلون الحياة المسفوح. اتسعت عينا الجندي في ذهول وألم، محاولاً استيعاب ما حدث قبل أن يسقط على الأرض، جثته ترتعش في لحظاتها الأخيرة. الجوكر، بوجهه الملطخ بالدماء، ابتسم ابتسامة باردة

"جيد، جيد، هذا الجسد الجديد سريع للغاية." كان سيف الجوكر لا يزال يخترق رأس الجندي من الأسفل حتى وصل إلى أعلى الرأس. في تلك اللحظة، جاء جندي آخر من الخلف ليهاجم الجوكر.

"رائد، اضرب ذلك الجندي!" أمر راموس بسرعة كبيرة. وقبل أن يتمكن رائد من التحرك، دفع الجوكر جسده بجسد الجندي الذي كان سيفه يخترق جسده. انطلق الجوكر بسرعة نحو الجندي الآخر، يصرخ بصوت عالٍ، ودماء الجندي المذبوح تتطاير على كتفيه وجسده. كان المشهد في ساحة القتال فوضويًا، الجثث متناثرة والجنود يقاتلون بشراسة. بعض الجنود كانوا يراقبون الجوكر في صدمة، غير مصدقين لما يرونه. اندفع الجوكر نحو الجندي المستهدف وألقى بجثة الجندي المذبوح عليه، ثم استل سيفه بسرعة ومرره عبر معدة الجنديين بضربة واحدة حاسمة. تدفقت الدماء بغزارة، تغرق جوكر في بحر من الأحمر القاني. كانت أرض المعركة مغطاة بالدماء والجثث، وصدى الصرخات يملأ المكان، بينما وقف الجوكر وسط هذا الجحيم، مغمورًا بالدماء، كرمز للوحشية المطلقة.

"اللعنة، هذا رائع حقًا! يبدو أنني أتيت إلى مكان ممتع." قف الجوكر وسط الجثث المتناثرة على الأرض كملك في مملكة الظلام. نظر إليه راموس بدهشة واستغراب. كانت عيون الجوكر سوداء كظلمة الليل، عميقة وغامضة كبحر لا قرار له، تلمع بشراسة كالنجوم في ليلة مظلمة. شعره الطويل يتطاير خلفه بفعل الرياح، مثل أمواج عاتية تتلاعب بها الرياح القوية. وجهه كان وسيمًا إلى حد يجعلك تظنه منحوتًا بأيدي فنان ماهر، عيون ضيقة تشع ذكاءً ودهاءً، أنف صغير لكن مميز، وفك حاد كأنه منحوت من حجر كريم. كانت على وجهه نظرة رجولية مهيبة، ومع الدماء التي تلطخت على وجهه، أصبح يبدو كمخلوق أسطوري، مزيج من الجمال والوحشية. نظر راموس إلى رائد وقال بدهشة لا تخفى: "هل هذا هو نفس الفتى الجبان؟"

2024/07/21 · 37 مشاهدة · 1096 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024