713 - ظلال الماضي وصدى البطولات

قارة الحروب والموت

هذا ما أُطلق على القارة التي يوجد بداخلها أربع دول لا تكف عن القتال.

وأبناء تلك القارة أيضًا لا يكفون عن القتال.

الموت أصبح مثل الهواء، شيء طبيعي للغاية.

قد تفقد عزيزًا غدًا.

أو حتى قد تفقد روحك، لا شيء مستبعد.

لذلك أصبح الموت مثل الهواء.

قريب جدًا.

لكن لا تستطيع أن تراه.

لا تستطيع أن تلمسه.

ولكن بالتأكيد تستطيع أن تشعر به.

كان الجوكر الآن نائمًا في قارة الصاوي.

عيناه مغمضتان.

ولكن روحه لم تكن نائمة.

في عالم أحلامه، كان واقفًا وحيدًا تمامًا في مكان مظلم.

لا يرى أمامه ولا يرى خلفه.

كان الظلام يحاوطه من كل اتجاه.

وصديقنا، برغم إنكاره لذلك الخوف أكثر من مرة.

إلا أنه يخاف من الظلام.

حقًا يخاف من الظلام.

ما زالت ذكريات خطفه من ولادة في أرض الأسياء في الظلام تتداعب عقله اللاواعي.

ما زال حابسه مع ياما في ظلام دامس في قصر ملك الملوك.

وأيضًا عندما انتقل إلى الأرض، كان أبوه يعذبه في غرفة مظلمة.

وأمه تسبه في ذات الغرفة.

كان الظلام بالنسبة للجوكر كضوء يرتعش في ذكرياته.

يذكره بكل شيء لعين حدث له.

أطلق عليه البعض "سيد الظلام".

ولكن هل يوجد سيد يخاف من عبده؟

لذلك أنكر الجوكر ذلك الخوف.

ولكن لم يستطع أن يمنع يده من الارتجاف.

عندما يحاط بالظلام.

نظر حوله وهو يفكر:

"أين أنا؟!"

كان ضائعًا دون سبيل.

لم يكن يعرف لماذا هو في هذا المكان؟!

وما هو الهدف من وجوده؟

مثل العديد منا لا ندرك أين نحن حتى وإن كنا نعرف أين نحن؟!

في تلك اللحظة لاحظ الجوكر ضوءًا بسيطًا يضيء من بعيد.

اقترب من الضوء على أمل أن ينجو من هذا الخوف.

وأول من رآه كان شارد.

"أنا اسمي شارد، ما هو اسمك؟ أنت تشبه أخي الصغير."

ابتسم الجوكر.

وبعد ذلك خالد.

"أنا أستطيع أن أفعل ذلك أفضل منك!"

ثم لينا.

"أنا خائفة."

وهند.

"لا تخف، قف خلف ظهري سوف أحميك."

وزد.

"لقد قتل سيد الشياطين عائلتي، يجب أن أنتقم."

وياما.

"أنا وحيدة للغاية، لا تتركني."

وعبير.

"لا أستطيع أن أهرب من الماضي، ولن يستطيع الماضي أن يهرب مني."

وهيرا.

"عالمكم صغير للغاية، أصغر مما تتصورون."

نظر الجوكر إلى الجميع بعيون حائرة.

كانت مشاعره معقدة في هذه اللحظة.

كانت وجوههم باردة كالثلج.

ولكن رغم ذلك.

كان ذلك البرود يجعل قلبه يرتجف.

همس بداخل روحه وهو يقبض على يده:

"لا وقت للخوف، لديّ أشياء كثيرة يجب أن أحميها."

ثم همس مرة أخرى بصوت أكثر ارتجافًا:

"لا داعي للتردد، لقد تحركنا بالفعل."

في خارج عالم أحلام الجوكر.

وقفت فتاة تنظر إليه بعيون مليئة بالإعجاب.

كانت نور، ابنة الجنرال قائد ميناء كتنام وقلعة الصاوي.

خرجت من الغرفة وهي تهمس:

"هذا الفتى له مستقبل عظيم."

لقد تراجع جنرال الأعداء بسبب خطة فهد الذكية.

ولكن لولا تدخل الجوكر وتصديه للأعداء والحفاظ على البوابة.

لكان الآن ميناء كتنام محتلًا من دولة غاس.

وهذه الحقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها.

لذلك انتشر اسم الجندي البطل في ميناء كتنام بالكامل.

كان الجميع يتحدث عن فتى صغير استطاع أن ينقذ الجميع.

طفل استطاع أن يتصدى وحده لحشود الأعداء.

في تلك الأثناء.

في منزل قديم، كانت هناك فتاة صغيرة تحمل في يدها طفلًا رضيعًا.

نظرت إلى الطفل الذي في يدها وهمست قائلة:

"يبدو أن أخانا يقوم بالكثير من الإنجازات في الخارج."

الجميع ينادي باسمه.

أتمنى أن يكون بخير.

كانت الغرفة ضيقة ومظلمة.

ولكن في الظلام ينبت الأمل.

على أبواب قصر الصاوي.

ظهر مجموعة كبيرة من الفرسان.

وكان من بينهم فارس واحد يبدو عليه أنه أكثر هيبة وأكثر قوة.

لقد حضر الجنرال الصاوي.

همس المواطنون وهم ينظرون إلى هيبة هذا الرجل.

كانت عيونه سوداء وشعره أسود طويلًا، وجسده ضخمًا للغاية.

بجواره كان هناك شخص همس له بما حدث في غيابه.

عن مستشاره فهد.

وعن ابنته نور.

وعن الجندي المجهول الذي تصدى للأعداء.

نظر الجنرال إلى رجاله.

وقال:

"سوف نقوم بعمل حفل توزيع الجوائز لمن حقق إنجازات."

في نفس اللحظة، فتح الجوكر عينيه.

2024/08/26 · 32 مشاهدة · 608 كلمة
joker
نادي الروايات - 2024