716 - قناع الفوضى (أنا الجوكر )

هكذا وقع كل شيء بدون حتى أن ألاحظ ....

لم أدرك أن كل شيء من البداية هو كذب

-----------------------------------------

الهواء في قاعة توزيع الجوائز خانق للغاية.

وقف مجموعه من النبلاء على الجانب الأيمن من القاعة بملابسهم الغالية وأنعكس الكبرياء الشديد على وجههم كان واضح أنهم يمثلوا السلطة في هذا الإقليم كانوا ينظروا الى كل شيء من حولهم على أنه أقل منهم

ويقف مجموعه من الفرسان بسيفهم الكبيرة على الجانب الأيسر كانوا شامخين مثل التماثيل التي خلفهم أتضح من الهالة من حولهم أنهم هم القوة في هذا المكان

وفى النصف يقف الجوكر وهو يأكل الحبه ببطيء شديد. يستشعر طعمها المقزز في أنحاء فمه.

ضغط على شفتيه ونفخ بخفه بعض الهواء من فمه لكي يطرد هذا المزاق اللعين

ولكن لم يكن لهذا أي تأثير يذكر على ملمس الحبه في فمه

نظرت نحوه نور بدون أن ترمش ما زلت مصدومة من أنه لم يفكر مرتين قبل أن يأخذ هذه الحبه

كانت حركة يده نظرت عيونه لا تظهر أي تردد أو خوف يذكر

نظر الصاوي نحو الجوكر ثم داعب لحيته الخفيفة ونظر الى مستشاره فهد بطرف عينه

كأنه يقول له شيء ما

أبتسم فهد وهو ينظر الى ذلك الطفل الذي يقف امام سيد الإقليم بدون أي خوف يذكر

ولكنه لم يكن يعرف أن الجوكر لم ينظر حتى للصاوي على قدر المساواة

الجوكر كان قائد كوكب وسيطر على أحد عشائر الموت كأن أسفل منه الكثير من الضباط

والملاين الجنود والمخلوقات الغريبة

لذلك أن أراد أن يجعل كل من في هذا المكان يستشعروا طاقة الموت ويراكعوا على أقادمهم

سوف يفعلها بدون حتى أن ترمش عيونه مرتين

رمشت نور بعيونها مرتين

"هل تشعر بأى ألم ؟! "

نظر الجوكر نحوها وأبتسم بفخه وحرك يده نحو كتفه وضغط بخفة

" لا أشعر بأي شيء ..."

تحرك نسيم من الريح الخفيف التي حركات شعر الجوكر يمين ويسار

ألم

وهل شعرت بشىء غير الألم خلال تلك السنوات

الألم كان صديق

كان عدو

وكان رفيق لا يغادر روحى

أعتدت عليه تماما حتى أصبح

"لا أشعر بشيء "

بدأ يهتز جسده بسرعه كبيره وكان على وشك السقوط

ولكن رائد من الخلف قام وضع يده في كتفه وساعده على الثابت

حرك الصاوي وجهه اتجه نور ثم رفع يده

" خديه الى غرفته وأشرحي له ماذا سوف يحدث له في الخطوات التالية حتى يستعد لعالم الفوضى "

أمات نور بابتسامه ثم تحركت نحو الجوكر وأمرت أحد الخدم أن يحمله

شعر الجوكر بالوهن في كل جزء من جسده ولكن لم يستطيع أن يقاوم شعور النوم الذي يتسلل اليها ببطيء شديد

بعد قليل من الوقت وصل الجوكر الى غرفة نومه التي أستيقظ فيها هذا الصباح

كانت المنظر أمامه ضبابي قليلا

وضعت نور الجوكر على سريره ثم جلست على كرسي أمامه أصبح وجهه جدى للغاية

"سوف ينتقل واعيك الان الى جسد روحي في عالم الفوضى هذا الجسد يتم تشكله على طبيعة روحك قد تتحول الى أنسان

قد تتحول الى متوحش

أو قد تتحول الى شيطان

أو حيوان برئ

أو حشره

أو حتى الى قطعه من الحجارة في الطريق ليس لها أهمية أو هدف

تستطيع أن تتحكم في هيئة روحك كلما تقدمت في المستوى

أو حققت شروط معينه

كل شيء هناك يعتمد عليك ولكن كن حذر لأنك لو مت هناك سوف تموت هنا ويفنى جسدك

وأن مت هنا سوف تموت هناك وتفنى روحك

لكي تنتقل من هناك الى هنا يجب عليك أن تحقق بعض الشروط التي سوف تعرفها عندما تصل الى هناك

نظام القوة في ذلك العالم متشعب وغريب

وكل ركن في هذا العالم قد يكون السبب في موتك

كل شيء هناك خطر

وكل مكان هناك سيء

لا تثق في أحد

ولا تؤمن بأحد

يجب أن تكون حذر دائما

لأن سيد الفوضى يتربص بالجميع “

كان كل كلمة تخرج من فمها تستطيع أن تستشعر خلفها خوف كبير وخبره من الألم والمعاناة

ولكن عيون الجوكر التي كانت على وشك أن تغلق أظهرت نظره من التحدي

لأنه كان يعرف جيدا أن سيد الفوضى يتربص به

وليس فقط سيد الفوضى ولكن عدد كبير من الأعداء ينتظروا اللحظة المناسبة لكى يقضوا عليه

ويأخذوا كل ما يملك

أن كنت لا تملك شيء

فأنت تملك كل شيء

ارتجفت يد الجوكر قليلا وهو يتذكر كل ذلك

حتى الأن هو لا يشعر بالخوف

ولكن بشعور مختلف تماما

يشعر بالأثارة

يشعر أنه قلبه على وشك أن ينفجر من شدة الأثارة

برغم كل ما كان يحدث من حوله

برغم كل هذا الحزن الذي يعترم قلبه

ولكنه لم يفقد يوما شعوره بالأثارة

شعوره بالمتعة من كل ما يحدث

يعشق أن يبدأ يتسلق على رؤوس ودماء الأخرين

ليثبت للعالم أنه أفضل من الجميع

رأت نور تلك النظرة في عينه

" أنت حقا مختلف عن الأخرين "

فقد الجوكر وعيه تدريجا حتى اختفى تماما

وعندما فتحه مجددا

كان ينظر الى جسده الروحي وهو يحلق في السماء كان شفاف تماما

كان هادئ تماما

رأى أسوار عالية

مدن كثيره

والكثير من الوحوش في كل مكان

رأى العالم الخارجي

هل هذا هو العالم الذي حربت لكى أصل له

هل هذه هي الحياة التي أرغب بها

لم يكن مختلف كثير عن السابق

نفس البشر

في أي مكان يوجد الوعي

سوف توجد الأحلام

والمخاوف

سوف يوجد الجشع والطمع

وسوف يخلق سلسة الشر والخير

لا يوجد اختلاف كثير من هنا عن هناك

قيد يكون المكان أكثر ثراء أكثر فقرا

معاناة أكثر معاناه أقل

ولكن في النهاية لا أحد يرضى عن حالة

والكل يبحث عن شيء ما يعطى لحياته العبثية معنى

البعض يقول الحب

والبعض يقول السعادة

والبعض يقول العائلة

ولكن في هيئة الجوكر الشفافة

شعر أن معنى حياته

هي " لا شيء "

لم يكن يشعر أي مشاعر

لا خوف

لا أثارة

لا حزن

ولا شهوه تحركه لكى يقتل من حوله ويتمتع بالدماء

الا شيء

هو أجمل شيء

ولكنه فارغ تماما

كان الجوكر يعرف أنه لن يتحمل هذا لمدة أطول

رأى الجوكر من الأعلى عدد كبير من الجزور أسفل منه

لم يكن يتحكم في جسده

تحرك نحو أحد الجزر

بسرعه كبيره

وانصدم بجدار وتجاوزه ثم بدأ جسده يتكون من روحه

تذكر كلمات نور وهي تقول

أنه قد يتحول الى حشره

الى حجر

وبدأ جسده يرتجف

كان شعور مختلط بين الفضول والتردد

كان المكان من حوله هادئ تماما

لم يكن يعرف أين هو

أم ماذا سوف يكون

" لقد استعدت قوة خاتم الفوضى "

" يتم تحويل الجسد "

" روحك في المستوى الحديدي مستوى 1 "

"لقد اكتسبت مهارة التقيم "

أبتسم الجوكر عندما راى تلك اللوح ظهرت أمام عيون مجددا

" أخيرا "

ولكن اختفت تلك الابتسامة بسرعه عندما أستشعر هيئته الجديده

اللعنه

اللعنه

اللعنه

ما هذا بحق الجحيم

ما هذااااااااااااا

لم يستطيع الجوكر أن ينطق بفمه أي شيء لأن هيئة منعته من هذا

ما هذا الحظ اللعين

فكر في ذلك

ولم يستطيع حتى أن يصرخ

اللعنه على هذا الحظ اللعين

**********************************************

انا خائفة للغاية

جسدي بالكامل يرتجف من الخوف ولا أستطيع أن أسيطر على نبضات قلبي

صوتها مثل طبول الحرب

لا أريد الموت بهذا الشكل .....

لو كنت أعرف أن عالم الفوضى بهذا الرعب لما دخلته

ولكن لا وقت للندم

ولا وقت للتردد يجب أن أتحرك الى الأمام

هذه الأنفاق اللعينة التي لا تنتهي

هذا الجو الخنق أشعر أنى على وشك الموت فقط من ضغط ما حولي

" أريد فقط أن أذهب الى المنزل "

انا من سكان قارة وار وحصلت على فرصة الوصول الى عالم الفوضى

الكل يحلم بالثراء

الكل يحلم بالسلطة

والكل يحلم أن يكون من الابطال الذين يسطر أسمائهم في كتب التاريخ

كالأبطال القدماء

والأساطير القديمة

وأنا مثل الجميع رغبت في ذلك فهذه الرغبات لا تفرق بين رجل وأمرأه مثل البشر

ولكن عندما وصلت الى هذا العالم

أدركت أنه لا يناسب البشر رجالهم بنسائهم

انا كنت في أضعف جزيرة بين جزر الفوضى

حتى نحن من نعيش في مدينة الأخطبوط لا نعرف أسم هذه الجزيرة

ولكن في هذه المدينة يوجد 8 أبراج

يجب أن تجتازهم

وهذا أضعف برج بين أبراج الأخطبوط

"زيل الليل "

وبرغم ذلك لقد تم قتل جميع من كان معي

على يد بعض العفريت وبقيت أنا وحيده

ليس لأني قوية

ولكن لأني لم أتردد في الهرب

ولكن تلك العفريت اللعينة ما زلت أسمع أصوات أقدامها

أنها تلاحقني ...

أصوات ضحكاتهم تخنقني

اللعنة

أشعر أنى على وشك الموت من الخوف

ولكن لا أستطيع ان أتوقف أو سوف تكون نهايتي مثل نهاية فريقي

سوف يأكلوا لحمي

لا أتصور مقدار الألم الذي سوف أشعر به في تلك اللحظة

كل هذه الأفكار كانت في عقلي وأنا أهرب في أنفاق الدور الأول من الدهليز

كانت الأنفاق مصنوعة من الحجارة السميكة التي تشعرك أنك في كهف قديم

ويوجد بعض المشاعل على اليمين واليسار

كنت في نفق طويل يتفرع منه العديد من الأنفاق الصغيرة للغاية

التي لا تتسع حتى لقبضة يدي

وبسبب ذلك أصبحت أرى العفاريت خلفي

يجب ألا أنظر الى الخلف

يجب أن أستمر في الجري

أريد العودة الى المنزل

أحشائي بدأت في الانتفاض من الرعب

نظرت أمامي وأنا أحاول ان أمنع يدي من الارتجاف

ولكن لم أكن أملك أي سيطرة عليها

هم أسرع مني بكثير

وسط هذا التردد وجدت

النفق على وشك الانتهاء وأمامي جدار كبير وبجانبه ممر

ولكن على حين غيره رأيت شيء

جعلني أفقد كامل قوتي وسيطرتي على جسدي

كان وجه شيطان ابيض بقرون طويله وعليه رسم خطوط ونقوش باللون الاحمر وحول العينين سواد كاتم مثل كحول العيون

بسبب الخوف والارتباك الشديد ولم أستطيع أن أترجم أو أفهم ماذا أرى

لم أفهم الا في اللحظات الأخيرة أنه مجرد قناع

ولكن كان قد فات الأوان لقد فقدت توازني ووقعت

انصدمت بالجدار

اللعنه لقد انتهيت

اللعنة على هذا القناع

ولكن ما ذنب القناع ..؟

أنا كنت على أي حال أقوم بتأخير موتى

لا أكثر ولا أقل

عندما لاحظت العفاريت أنى وقعت على الأرض

بدأوا في لعق أسلحتهم وتبطئ حركتهم

وهم ينظروا تجاهي كانت ملامحهم مرعبة للغاية

نظرت الى القناع فوجدت أنه لا يوجد به عيون

كان يوجد قطعه في القماش مربوطة بأخر القناع من الجانبين

ولأنى لم أرغب في رواية نفسي أتعرض للقتل بهذا الشكل المأسوي

وبسبب أنى لم أستطيع أن أغلق عيوني بسبب الدموع التي لم تتوقف عن النزول

قمت بسرعه وبدون تفكير بربط القناع على وجهي

وأنا أنتظر موتى

ولكن في تلك اللحظة شعرت بشعور غريب لأول مره أشعره على الأطلاق

كان كل شيء حولي بشكل أوضح

هذا القناع اللعين لم يقم حتى بدوره

" أخيرا أنا حر مجدد اللعنة شهر كامل وانا معلق على ذلك الحائط بدون أي شيء أفعله "

سمعت هذا الصوت يصدر من داخل القناع الذى أرتديه

صوت متذبذب ولكن تشعر بداخلة بهالة شديده للقتل

لم أفهم أي شيء

ولكن كانت العفريت بالفعل أمام وجهي كانوا ثلاث عفريت بأجساد صغيره يحملوا في أيدهم

فأس

" لماذا تهربين ولديك خنجر على خصرك؟ "

في تلك اللحظة تذكرت الخنجر الذى على خصري

ولكن لم أستطيع أن أحرك يدى التي لم تتوقف عن الارتجاف

كانت تترتجف بدون أى مؤشر لأنها سوف تتوقف وتثبت فى القريب العاجل

الخوف من الموت كان أكبر مما أتصور

لم أستطيع أن أفعل أي شيء لمنع هذا الشعور

" ايتها اللعينه أن كنت سوف تموتين على أي حال موتى وأنتي تحاربين لا تموتي جبانه "

كان صوته قوى للغاية.....برغم أنى لم أكن متأكده ما هو مصدر هذا الصوت

ولكن يبدو أنه من هذا القناع اللعين

أصمت " رفعت يدي على القناع وأنا أقول ذلك لكي أنزعه من على وجهى

لقد أرتديت هذه القناع لكى لا أِرى الوحوش وهى تأكلنى لقد أرتديت هذا القناع لكى أغلق بصرى عن الموت ولكن فتح بصيرتى على جبنى الواضح

أنا هربت بدون أن أقاتل بدون أن أحاول أن احارب حتى ان أقاوم

وعندما أقترب مني ثلاث عفاريت وضعت ذلك القناع على وجهى

لكى لا أرى نهايتى بعينى

ولكن فجأة شعرت بشعور مختلفة

أن هناك طاقة تتسلل الى عقلى

" أسمح لى بالدخول "

شعرت أن هذا الشىء يريد أن يسيطر على عقلى

" أنت على كل الأحوال مقتوله لذلك أملكى الشجاعه ولو مره واحده أسمحى لروحى بالدخول "

صوته كان ملىء بالأشمئزاز والأصرار الغريب

" هل سوف أشعر بالألم "

سمعت صوت ضحكات مكتومه

" لا ألم على الأطلاق "

في تلك اللحظة نظرت الى العفاريت

التي رفعت الفأس لكى تضربنى

وسمحت للطاقة الغريبة بالمرور من عقلى

وفى تلك اللحظة شعرت بيدى تتحرك من تلقاء نفسها

وتحمل الخنجر وتقطع رقبة العفريت الأول دون تردد

وقع العفريت على الأرض

" دماء ........... دماء كم أشتقت الى الدماء هههههههههههه"

كنت أشعر بما يشعر

كنت أشم ما يشم

كنت أرى ما يرى

كنت بداخله وكان بداخلى

كان كل شىء من حولى فى تلك اللحظة ملىء بالظلام

وبدأ يصبغ بالأحمر ببطىء شديد

لم أعرف أين أنا

أو من أكون

هل أنا .... أنا

أو أصبحت .....هو

ولكن لاول مره فى حياتى لا أشعر بأى خوف

لحظة ......... انا خائفة ولكن فى نفس اللحظة هذا الخوف لاول مره لا يمنعنى من الحركة

لا أنه يمنعنى ولكن أنا أقوام وأقف على قدمى لأول مره أشعر أنى أملك أراده

ولكن لا أشعر بالعالم من حولى

ولا أشعر بجسدى

ولا أشعر بالسماء

أريد أن أنفصل عن هذا العالم وها أنا أنفصلت

متعطشه للدماء للغايه

شعور لأول مره أشعر به

نشوة الموت

نشوة الدماء

شعرت أنى سوف أفقد عقلى

كيف يعيش شخص مع هكذا شعور

لذلك بدر فى عقلى سؤال لم أستطيع أن أتجنب أن أسأله

" من أنت ؟! "

فكرت فى ذلك

فأتى على الرد سريع والرؤاية تصبح واضحه أمامى وأنا أرى الثلاث عفاريت ملقين على الأرض

غارقين فى دمائهم

مقطوعه رؤسهم

ومفصوله على أجسادهم

أحشائهم خارج أجسادهم

" أنا الجوكر "

2024/12/31 · 20 مشاهدة · 2102 كلمة
joker
نادي الروايات - 2025