تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل

لتحميل الكتاب الأول :

https://www.smashwords.com/books/view/1004863

برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة

وشكرا

د.أحمد خشبة مؤلف الرواية

بدا ذلك غريبا بالنسبة لشخص يلعب اللعبة . على الرغم من أن مستوى ديزي وصل للمستوى مئة و خمسين إلا أنه كان يريد إيجاد طريقة لترقيهم . تذكر حجر جوجناق الذي معه فقال متسائلا :

-هل يمكنكم إستخدام حجر جوجناق ؟

-هذا الحجر ثمين للغاية يا إبرو . لا يمكننا إستخدامه فهذا يعتبر خسارة فادحة لك .

-هذا الحجر لا يعني لي شيئا فهو مجرد حجر من منجم ضخم للغاية . الترقي في المستويات يجعلنا أقوياء و ذلك لأنه يزيد من سماتنا الشخصية . هذا الحجر مناسب للسحرة و جميعكم كذلك . إن استخدمتموه ستقدرون على زيادة نسب ذكائهم بشكل يومي . على الرغم من أن الزيادة ستكون طفيفة لكن مع مرور الوقت سيتراكم لديكم كم عظيم من النقاط في ذكائكم . هذا كأنكم ترتقون في المستوى بشكل منتظم . ما رأيكم في تلك الفكرة ؟

-هي فكرة رائعة بالطبع لكن ألا تشعر أن إستخدامنا لتلك الأحجار سيكون مضيعة لوقتك ؟ نحن بحاجة لإستهلاك عدد كبير من الأحجار حتى نتطور بشكل سريع . يمكنك إستخدام تلك الأحجار لتقوية أفراد تحالفك .

-أنا أمتلك منجما ضخم به عدد هائل من تلك الأحجار . أما إستخدام تلك الأحجار لتحالفي فسأفعل ذلك لكن سأختار فئة مختارة منهم , فالأهم عندي هو ولائهم لي . يمكنكم إعتبار ذلك إستثماري في المستقبل لكم .

نظروا لبعضهم البعض في صمت , على ما يبدو أنه قد حزم أمره بهذا الشأن . لم يشعروا بغضاضة من ذلك , على النقيض كان إهتمام إبرو و تركيزه في مساعدتهم مجددا جعلهم يشعرون أن هذا الشاب رغم صغر سنه و ضعف مستواه الحالي إلا أنه بالفعل شخص جيد و يستحق أن يعملوا لديه و يساعدوه . حين وجد إبرو تقبلهم لقراره بدأ يفكر فيما عليه فعله لاحقا . المنجم هناك لازال مجهولا لروليف و من معه و هو لا يريد أن يجذب إنتباههم لوجوده . لذا كان الخيار الأفضل من وجهة نظره هو أن يجعلهم يختبئون داخل الجمجمة نفسها . لكن المنطقة هناك لا تحتوي على أي مكان للمعيشة لذا عليه أولا أن يوفر لهم ظروف مناسبة حتى يظلوا هناك فترة طويلة دون مشاكل .

-المنجم الخاص بتلك الأحجار يقع داخل جمجمة جوجناق . المكان هناك لا يوجد به أي سبل للمعيشة . فهل يمكنكم حل هذه المشكلة قبل ذهابنا إلى هناك ؟

-سأتولى توفير كل المواد الضرورية لتأسيس معسكر كبير داخل الجمجمة . كذلك سأعمل على نقل كم كبير من التربة و البذور السحرية التي يمكنها النمو في ظروف صعبة . أما ما يخص الماء فهناك نافورة سحرية أملكها تقدر على توليد كم هائل من الماء يكفي لصنع بحيرة صناعية في المكان . هذه الأمور سهلة علي و لا تحتاج للقلق بشأنها .

-هذا جيد . ماذا عن الأغو الذين أريد التعاقد معهم ؟

شعرت ديزي بالندم حين تذكرت طريقة تعاملها الفظة هي و حراسها معه في البداية , لكنها سرعان ما تجاوزت ذلك لتقول محاولة مساعدته :

-يمكنك التعاقد مع الأغو من خلالي , فهذا سيسمح لك بالتعاقد مع عدد كبير من الأغو و في الوقت نفسه سيكون ثمنهم قليلا للغاية مقارنة بسعر تعاقدهم معك . لكن تحتاج أن تجعلني في منصب كبير بالتحالف حتى يمكنني فعل ذلك .

-هل يمكن للأغو الإنضمام للتحالف ؟

كان إبرو يكتشف كل لحظة معلومات جديدة لم يكن يعرفها من قبل . لاحظت ديزي إستغرابه لتقول في سرعة :

-بالطبع , لكن على الأغو ألا يكون مرتبطا بأي أعمال أو مهام في المدن المختلفة . امنحني نص ساعة أنتهي فيها من تلك الإجراءات العادية لإنسحابي من منصبي . كم عدد الأغو الذي تريده ؟ و كم من النقود تملك ؟ لو احتجت أي أموال فلدي الكثير منها .

-وأنا كذلك أمتلك عدد كبير من النقود الذهبية .

-وأنا أيضا .

نظر إبرو للأحد عشر شخص أمامه في دهشة , هل سيقومون بالتبرع الآن بأموالهم له ؟ لم يصل به الحال لتلك النقطة بعد فقال في سرعة رافضا عرضهم بكياسة :

-لدي أموال كثيرة تكفي لمن أريد التعاقد معهم , فشكرا لكم . لو احتجت يوما ما للنقود سأخبركم لاريب . أريد تخصيص مبلغ ثلاثين مليون عملة ذهبية للتعاقد مع أكبر عدد ممكن من الأغو لمدة شهرين . أما تفاصيل الأغو فسأكتبها لكِ الآن .

اتجهت ديزي نحو مكتبها لتخرج لفافات فارغة و قلم و دواة حبر . أمسك إبرو بالقلم و بدأ يكتب ما يمليه عليه حجر بونيل من أنواع الأغو و مستوياتهم الأدنى التي لا يمكن النزول عنها . بعدما انتهى منح اللفافة لديزي التي قامت بالإضطلاع عليها ثم قالت متسائلة :

-هل تريد تلك المستويات الضعيفة ؟ يمكنني الحصول لك على مستويات أعلى بأسعار مناسبة .

-افعلي ما ترينه مناسبا فقط الأغو الخاصين بأبراج أنوبيس يجب أن يكونوا في أعلى مستوى ممكن .

صمتت قليلا ثم قالت :

-هل تريد زيادة عدد الأغو كذلك ؟

-لو كان يمكن ذلك من خلال النقود التي معي فلا مشكلة لدي إذن . هذه هي النقود اللازمة للتعاقد معهم .

قام على الفور بإخراج تلال من العملات الذهبية لتملأ المكتب عن آخره . ترددت ديزي للحظات قبل أن تستقبلهم , أما في داخلها فقد انتوت أن تقوم بمساعدته قدر إستطاعتها بغض النظر عن أمواله . في الحقيقة كانت من أثرى أثرياء المدينة , فحسابها متخم بالعملات الذهبية التي لا تعرف كيف تستخدمها ولا أين تصرفها . قررت أن تقوم بمساعدته دون علم منه حتى لا يرفض ذلك كما فعل لتوه . قامت بإستلام كل العملات الذهبية ثم تحركت و هي تقول للحرس خلفها :

-ابقوا هنا و احموا سيدي حتى أعود .

تحرك الحراس في سرعة ليحيطوا بإبرو في منتصفهم . رغم إمتعاض إبرو من طريقة حديثها معه إلا أنه اكتفى بالجلوس في المكتب و أخيرا قد وجد وقتا ليضطلع على كل تلك الرسائل و التنبيهات التي أتته من داخل نقاش المجموعة الخاصة بقادة تحالفه . ما إن فتح الشات و نظر للكلمات المكتوبة و الصور المأخوذة من منتديات اللعبة حتى شعر في البداية بالدهشة ثم بعدما اضطلع على رسائل الثلاثي أويا و أفادا و مئتي وخمسة حتى فهم الأمر برمته . هذه المرة جاء تدخله في أحداث اللعبة بشكل مغاير لما عاصره من قبل ليتسبب في تغير منحى الأحداث تماما , ليصبح هو محط أنظار الجميع و هدفا لهجومهم . شعر بالضيق من خيانة روسيا و ألمانيا و فرنسا له لكنه لم يقرر الرد عليهم الآن , فهو يعرف جيدا أن تلك الدول علاقتها به مجرد مصالح لا أكثر . لكن ما جعله يطمئن هو ما فعلته الصين إزاء هذا الهجوم , على ما يبدو أنه أحسن الإختيار بالفعل . بدأ يستوعب أبعاد المأزق الذي هو فيه الآن , فقد فطن إلى ما توصل إليه الثلاثة من قبل . فهذا الهجوم ليس إلا مقدمة لسيل من الهجوم القادم و المستمر عليه و على أعضاء تحالفه . شعر بالغرابة من وصفه بأنه الخائن في حين أن من يقوم بإهانته هكذا و إلصاق تلك التهمة عليه هم الخونة . أخذ يقرأ قائمة الأسماء التي أرسلها له مئتي وخمسة . كل تلك الأسماء كانت في الماضي لها ضلعا قويا في تدعيم ركائز العدوان الصهيوني على مصر . أي دولة تحتوي على كم كبير من الخونة و أصحاب الوجوه المتلونة أكثر من أصحاب الولاء , لكن العدد الأعظم كان دوما لا يمتلك رؤى واضحة خاصة به بل يعتمد على الدوام لما يصل إليه من معلومات حتى لو كانت موجهة . إنسياق الأغلبية العظمى كانت سمة واضحة في كل الدول الكبرى قبل الصغرى منها , لذا لم يشعر إبرو بالضيق من ردة فعل اللاعبين المصريين على تلك الإتهامات الموجهة نحوه , بل شعر بالشفقة عليهم . إنه من يقوم بحمايتهم منذ عودته من المستقبل و هم الآن يتبعون خطى من يحاولون تدميرهم . شعر بمدى سخرية القدر معه , فهو الآن أصبح موضع الإتهام و عليه أن يدافع عن نفسه ضد من أذنب في حقه و حق الجميع و حق الوطن . ربما جاء تدخله ليغير من كثير من الأحداث بشكل رائع لكن ما خسره بالفعل هو حقيقة وجود مكيدة من قبل إسرائيل على مصر , فلم يعش أي ممن في اللعبة الآن الظروف المأساوية التي عاشها هو من قبل .

2020/02/20 · 526 مشاهدة · 1306 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024