تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل

لتحميل الكتاب الأول :

https://www.smashwords.com/books/view/1004863

برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة

وشكرا

د.أحمد خشبة مؤلف الرواية

شعر أن نظرته للأمور كانت خاطئة تماما , فكل حركة يقوم بها تغير من المستقبل الذي كان يعرفه , لذا بدأ في محو كل الخطط التي كان يخطط لها و بدأ يشعر أنه الآن يفقد مميزات عودته من المستقبل شيئا فشيء , فالآن يشعر أنه يبدأ لعب اللعبة من جديد . عليه أن يقوم بالإستعداد لما هو آت , فهو يعرف جيدا أن الخطوة التالية لن تقف عند حد الهجوم اللفظي و الإهانة على المنتديات بل ستمتد أصابع هؤلاء الخونة و القوى الخارجية خلفهم لتحاول لمس ما يقوم ببنائه و محاولة تدميره أو عرقلته . عليه الإستعداد للحرب فالمعركة آتية لا محالة . كان يدرك أن أعدائه بحاجة لبعض من الوقت للإستعداد لتلك الحرب , فعليهم الإنتهاء من تأسيس مقر تحالفهم اولا و ترقية لاعبيهم بأسرع وقت ممكن حتى ينضم عدد كبير منهم للتحالف . قرأ قائمة الأسماء التالية التي أرسلها له مئتي و خمسة و التي كانت بخصوص الستوديوهات التي قامت بدعم تحالف النور . رغم اندهاشه من شهرة بعض الأسماء حتى في ماضيه , فقد كانوا رموزا مرموقة من قبل لكن على ما يبدو أنهم الآن صاروا أعداءا له . جعله ذلك يدرك أنه قد غفل تلك النقطة , فلو قام بالتواصل مع تلك الستوديوهات قبل تحالف النور لربما خلت تلك القائمة من أسماء كثيرة . جعله ذلك يفكر في التواصل مع بقية الستوديوهات المعروفة لكن الوضع الراهن كان لا يسمح له بذلك , فاسم أنوبيس صار محط شكوك الجميع لاريب . لذا أجل تلك النقطة لوقت لاحق . حين فكر في الحرب القادمة كان يعرف أن مميزاته الحالية من مقر ضخم و قدرات دفاعية كبيرة إلا أن الفارق الكبير بين عدد لاعبيه و عدد لاعبي خصمه كان هائلا . في ظنه أن تحالف النور لن يقوم وحده بالهجوم عليه , بل سيستعين بكل لاعبي الستوديوهات التي تدعمه و هذا ما يجعل عدد اللاعبين يتجاوز الخمسة ملايين لاعب . تحالفه لا زال غضا صغيرا لا يحتوي حتى بعد الزيادة الأخيرة من تأثير دعاية دانتي سوى على عدد أقل من مئتي ألف لاعب . كيف يمكن لهذا العدد الصغير أن يواجه هذا الجيش الجرار ؟ حاول توقع الوقت الذي سيتحرك فيه أعدائه صوبه , ليجد أن الهجوم قد يقع عليه في غضون خمسة عشر يوما لشهر . هذه فترة بسيطة لن يمكنه فيها جذب عدد كبير من اللاعبين . أما إن حاول زيادة مستوياتهم بالطريقة التي اتبعها من قبل مع قادة تحالفه فلن يقدر على مواكبة متطلبات تلك الطريقة المادية على الإطلاق . إن كان عليه خسارة نقوده فليخسرها في شيء سيمنحه أفضلية إذن ! بدأت ملامح خطة تتشكل في ذهنه لكن بعد فترة من التفكير شعر أن ذلك غير كاف لصد هذا العدوان القادم . تذكر طريقة كانت مشهورة آنذاك في حروب التحالفات , ألا و هي اللاعبين المستقلين المأجورين ! رغم أنها كانت تكلف الكثير من الأموال لكن عدوه ليس شخصا واحدا ولا كيانا إقتصاديا واحدا بل مجموعة ضخمة من الدول و الكيانات الإقتصادية العالمية . لو كان المطلوب شيء آخر غير الأموال الطائلة لشك إبرو في إمكانية أن يقوم تحالف النور بتلك الخطوة , لكنه يعرف أن تبرع كل دولة و كيان إقتصادي بمبلغ كبير سيمنح لتحالف النور فرصة لتأجير عدد ضخم من اللاعبين المستقلين . هذا ما يجعل عدد الجيش القادم له يتضخم من خمسة ملايين لاعب إلى ربما خمسة عشر مليون لاعب أو عشرين مليون لاعب . شعر بالصداع الشديد من هذا الرقم الذي جعله يدرك مقدار ضعفه في مقابل أعدائه . لو كان يمتلك أضعاف مضاعفة من النقود التي بحوذته لربما استطاع جعل المعركة تلك متكافئة , لكنه الآن لا يملك سوى القليل الذي لا يكفي . فكر في طريقة لزيادة ثروته لكن بالتأكيد سيسعى أعدائه على تقليل فرصه لإتمام أي صفقات تجارية في الفترة المقبلة حتى لا يدعوا له الفرصة لتقوية موقفه . زاد ذلك من صداعه بشكل كبير . كيف يمكن لربع مليون لاعب أن يقفوا في مجابهة عشرين مليون لاعب ؟ إنها معركة محسومة من قبل أن تبدأ ! تذكر ماضيه و معه مواقف كثيرة مر بها كان الأمل قد زال منها لكن بأعجوبة استطاع أن يتجاوز المأزق تلو المأزق .

-لن أدعهم يسقطونني دون أن أدمرهم جميعا .

لو كان سيموت فسيموت و هو يقاتل إذن . كل ما يمكنه فعله في هذه الأيام الخمسة عشر سيفعله . أي فرصة لتقوية جيشه سيسعى لها دون تردد . تذكر أنه على الرغم من جمعه لعدد كبير من اللاعبين المميزين في اللعبة إلا أن قائمته تخلو من أي قائد عسكري قد يتولى مهمة هذه الحرب . هو يمكنه تولي قيادة جيشه لكن هناك اسم لمع في ذهنه لو استطاع ضمه لصفوفه فسيكون مكسبا كبيرا . أما مسئولية التخطيط للحرب و رسم المؤامرات و الدسائس فيها فهو يمتلك اثنين من خيرة اللاعبين في هذا المضمار , مئتي و خمسة و أفادا . قام على الفور بإرسال رسالة لمئتي و خمسة و أفادا يخبرهما فيها بطلبه وضع مؤامرات و دسائس و عقبات في طريق تحالف النور لعرقلة تقدمه قدر المستطاع . ماداموا أعلنوا الحرب فعليهم تحمل عواقبها , فهو صراع بين طرفين و ليس من طرف واحد كما يظنون . أما من يريد التواصل معه فقد كان يملك فكرة عن الشخص الذي قد يساعده في ذلك . كما كان يتذكر فلقد لعبت سالسولا كثيرا مع هذا الشخص في ألعاب كثيرة مضت , لكن المعضلة الآن أن الاثنين بينهما كره غير عادي كنتاج طبيعي لحالة الفراق بين الأحبة , فقد كانا حبيبين من قبل . شعر إبرو أن طلبه من سالسولا لإيجاد هذا الشاب عبر الرسائل سيحكم على طلبه بالفشل الذريع لذا أرسل لها رسالة بضرورة عودتها لمدينة إهناسيا على الفور للقائه . كان يعرف أن تواجده في هذا المبنى سيطول لذا أرسل لها إحداثيات المبنى ثم طلب من أحد الحرس التوجه للأسفل لإنتظار لاعبة باسم سالسولا . كانت مجرد فكرة بدء الحديث معها بشأن صديقها السابق معضلة كبيرة لذا بدأ يفكر في أي الطرق يستخدمها لعرض هذا الموضوع . هل يذكر اسمه كأنها صدفة ؟ أم يخبرها مباشرة بطلبه ؟ هل يتحدث معها عن ماضيها و حياتها ؟ لكن ماذا لو فهمت الأمر بصورة خاطئة ؟ اكتشف أنه جاهل تماما في العلاقات العاطفية و كيفية التعامل معها , فلم يملك من قبل رفاهية التعامل مع أنثى بشكل مغاير للصداقة أو العمل . جلس في مكانه محدقا نحو السقف بدون هدف و عقله قد يأس من إيجاد ثغرة يستطع بها فتح الموضوع معها دون أن يثير غضبها . دفعه ذلك في التفكير في خطة بديلة , فربما يستعين بمئتي و خمسة ليحضر له أحد الجنرالات العسكريين في الواقع لينضموا إلى تحالفه لإدارة الحرب . لكن لأن واقع اللعبة يختلف للغاية عن الحرب في الواقع , و إضافة إلى إمكانية أن يكون هذا الجنرال مدسوسا عليه من قبل أعدائه فيكلفه خسائر فادحة حينها فقد عدل عن تلك الفكرة على الفور . تبقى الآن أن يفكر في طريقة للوصول للمدينة الذي يريدها , فهناك سيمكنه الحصول على ما سيغير به دفة الحرب تماما . كانت أمامه حلول لمشاكله لكن كل حل منها معقد للغاية و يشتمل على إحتمالات كثيرة جعلته لا يقدر على تخمين ما سيحدث في النهاية . لم يطل جلوسه بمفرده كثيرا حيث سمع صوت خطوات بخارج المكتب المفتوح ليجد سالسولا تسير بصحبة الحارس و على وجهها نظرة غريبة . ما إن رأت إبرو في مكانه محاطا بالحراس و ملامحه تنم عن مدى صعوبة الموقف الذي يواجهه حتى توقفت و أخرجت على الفور درعها الكبير و سيفها الطويل و قالت لإبرو بلهجة جادة :

-اهرب يا إبرو .

شعر إبرو بالذهول تماما ليتسمر من دهشته لما فعلته أمامه . ما إن رآها تحاول الإنقضاض على الحارس خلفها حتى قام من مقعده على الفور في سرعة ليصل إلى ممسكا يدها في قوة و هو يقول :

-هؤلاء ليسوا أعدائنا يا سالسولا .

-إنهم يحيطون بك في هذا المكتب و لا يوجد أحد غيرهم في هذا الطابق .

-إنهم يحرسونني لا يأسرونني يا سالسولا .

نظرت إليه في دهشة غير مستوعبة ما قاله فتابع في بطء محاولا التوضيح لها :

-هؤلاء الأغو صاروا حلفاء لنا و سينضمون لتحالفنا يا سالسولا .

-أغو ينضم لتحالف ؟ منذ متى يمكن للأغو أن ينضموا للتحالف ؟

-لتخفضي سلاحك أولا و لنجلس لنتحدث و سأشرح لكِ كل شيء .

ترددت لوهلة قبل أن تعيد إخفاء سيفها و درعها في سرعة . تحركت خلفه في حين جلس إبرو على نفس مقعده السابق و جلست هي قبالته . قال إبرو في هدوء :

-لعبة ريونيد تسمح للأغو بالإنضمام للتحالفات لذا فقد وافقوا على الإنضمام لنا .

-لقد قرأت كل الدلائل المتعلقة باللعبة و لم يُذكر فيها شيء بشأن هذه الجزئية .

-هذا لأنه سر يا سالسولا .

2020/02/20 · 470 مشاهدة · 1398 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024