تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل
لتحميل الكتاب الأول :
https://www.smashwords.com/books/view/1004863
برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة
وشكرا
د.أحمد خشبة مؤلف الرواية
نظرت له بفضول , فهذا الشاب أمامها كلما تراه تجده معبئا بالأسرار التي لا تعلمها فقالت في تساؤل :
-هل أحضرتني إلى هنا لتخبرني بهذا السر ؟
ذكرته عبارتها بالصداع الذي كان فيه . كيف سيخبرها بما يريده منها ؟ لاحظت توتره و تردده لتشعر بالفضول أكثر , فلماذا يتردد هكذا أمامها ؟ قبل أن يجد إبرو فكرة تهديه لما عليه أن يفعل سمع صوت خطوات بالخارج ليجد ديزي قد عادت لتوها . ما إن ظهرت حتى ألقت بنظرة عابرة على سالسولا لتتجاهلها تماما ثم انحنت أمام إبرو في طاعة و إحترام قائلة :
-لقد انتهيت من مهمتي سيدي . فقط أحتاج لصفة في التحالف حتى أقدر على نقل كل التعاقدات باسمك .
نظرت سالسولا بذهول تام و فكيها مفتوحين على آخرهما لتنقل بصرها بينها و بين إبرو . لاحظت أن إبرو كان ينظر لها كما لو كان متقبلا لطريقة تعاملها المريبة معه . قامت بإستخدام سكلة تقصي على ديزي لتصعق على الفور من مستواها . مئة و خمسون ! إنه مستوى أسطوري ! كيف أمكن له أن يخضع تلك الأغو ؟ نظرت للحراس الواقفين حولها مختلسة النظر بحذر إليهم . أقل حارس فيهم مستواه هو مئة و عشرين و هناك حارس مستواه مئة و ثلاثين . لاحظت أن ملامح وجوههم لم تتبدل كما لو أن طريقة تعامل ديزي مع إبرو بدت منطقية و ليست بالشيء الغريب . شل عقلها تماما لتعود محدقة نحو إبرو الذي كان هادئا و هو يقول :
-سأجعلكِ في منصب نائبة التحالف .
-شكرا لك سيدي .
تأفف إبرو بضيق من طريقتها التي تصر عليها في التعامل معه , لكن تلك الحركة اللاإرادية منه تسببت في إعصار هائج لدى سالسولا . من ذا الذي يقدر على التعامل مع أغو مثل ديزي في نفس مستواها بتلك الطريقة الجافة ؟ شعرت بجفاف ريقها و أن هذا الشاب الصغير الذي كان مجرد لاعب مميز في نظرها على ما يبدو أنه يخفي أسرارا كثيرة خلفه . شخصيته الودودة الطيبة تلك ليست إلا ستارا زائفا يخفي خلفه وجهه الشرس . عليها ألا تثير غضبه مهما قال أو فعل . نظر إبرو لها ليجد جسدها قد ارتعش بشكل غريب فاجأه . ما خطب تلك الفتاة ؟ قال بنبرة إهتمام قائلا :
-هل أنتِ بخير ؟
لم تجد في نظراته المثبتة عليها سوى سببا إضافيا لذعرها . هل غضب من رعشة جسدها التي ألمت بها دون قصد منها ؟ تمالكت أعصابها بكل طاقتها و هي تقول بنبرة حاولت أن تبدو عادية :
-أنا بخير . لا يوجد ما يزعجني أو يقلقني أو يخيفني .
نظر لها إبرو في غرابة , هذه كانت المرة الأولى التي يتعامل فيها وجها لوجه بمفرده معها منذ عودته من المستقبل . كانت سالسولا التي يعرفها لا تكترث لأي موقف مهما بلغت خطورته , فلم يشعر أنها متوترة و خائفة من تواجدها إلى جوار ديزي و رفاقها ؟ قال إبرو محاولا طمأنتها :
-لا تقلقي بشأنهم فكما أخبرتك من قبل هم الآن سينضمون لتحالفنا لذا يمكنكِ إعتبارهم حلفاء لكِ أيضا .
"-أنا لا أخاف منهم بل منك . "
قالت هذا في صوت هامس لم يسمعه أحد فنظر لها إبرو مستفهما فقالت في سرعة :
-هل تريد مني القيام بشيء ما سيد .. أعني إبرو ؟
نظر لها في صمت و قد وجد أن التعامل معها كان أصعب بكثير مما كانت عليه في السابق . قرر أن يخبرها مباشرة فنظر في عينيها في جدية و قال :
-أريد التحدث مع دايسكي .
تسمرت سالسولا للحظات لا تعرف بم تجبه لكن نظرات عينيه المثبتة عليها جعلتها تشعر بالتوتر أكثر من توترها لذكر اسم دايسكي نفسه . ابتلعت ريقها في بطء و هي تزن كل كلمة تفكر فيها كرد عليه ثم قالت ببطء حذر :
-أنا لا أريد التعامل مع دايسكي .
-لا أريدك أن تتعاملي معه , فقط اجعليه يقابلني هنا .
-هل تريد ضمه للتحالف ؟
-بلى , فالحرب القادمة وشيكة ووجوده سيفيدنا كثيرا .
حين سمعت لفظة " الحرب " بدأ توترها منه يتلاشى تماما . هي مقاتلة و تعشق القتال فقالت في جدية بتحول غريب على ملامحها :
-هل نحن مقبلون على حرب ؟ يمكنني تولي قيادة الجيش إذن ولا حاجة لك بهذا اللاعب المستهتر .
كان إبرو يعرف بشكل عام أن العلاقة بين الاثنين كانت كالماء و النار , كلاهما لا يجتمع في مكان إلا و قتل الآخر ! حتى بعد مرور عشر سنوات في اللعبة لم يقدر أي منهما على التعامل مع بعضهما البعض بشكل طبيعي دون أن يقفزا لقتل بعضهما . قال إبرو في هدوء محاولا تجنب إزعاجها قدر الإمكان :
-الحرب القادمة ليست بحاجة فقط لمقاتلين أشداء مثلكِ بل لعقول عسكرية فذة مثله , و إلا خسرنا الحرب و خسرنا التحالف و ضاع كل شيء .
-أنا وحدي كفاية !
-لا تقلقي , فلن يكون لكِ علاقة به .
-كيف ؟ ألن تجعله قائدا للجيش ؟
على الرغم من كرهها الشديد له إلا أنها كانت تعرف قدراته بشكل تام أفضل من أي شخص آخر . نظر لها إبرو حاول إيجاد مخرج ليقول في النهاية :
-سأجعله قائدا للجيش كله عدا الفرقة الخاصة و التي ستكون تحت إمرتكِ .
صمتت لتفكر قليلا في كلماته قبل أن تعلق قائلة :
-هذا يعني أنه ليس قائدا علي و أنا رأسي برأسه !
-بلى . كلا منكما سيكون له نفس الرتبة .
-لا يمكنه إصدار أية أوامر لي في المعركة .
-لا تقلقي , فستخضع فرقتكِ الخاصة لإمرتي المباشرة و لن يصدر لكِ أحدا غيري أية أوامر .
-إذن ستوقع على إتفاقية تقضي بذلك بيني وبينك .
-ألا تثقين بي ؟
ترددت و نظرت نحو ديزي و من حولها لتتراجع كثيرا عن نبرتها الهجومية العنيفة عليه فاستدركت على الفور قائلة :
-أثق بك حتما لكني لا أثق به .
-إذن لا حاجة لوجود إتفاقية بيننا . هيا أرسلي له رسالة و اجعليه يحضر لمقابلتي الآن فوقتي ضيق .
كانت نبرة صوته تنم عن نفاد صبره و قليل من الغضب حيث حين تذكر المعركة المقبلة و الظروف الصعبة التي سيكون فيها شعر بالغضب على الفور . لكن من أمامه شعرت أنه غاضب منها فقامت من مكانها على الفور قائلة و هي تتحرك بأقصى سرعة لديها , فهي لا تريد أن تظل في هذا المكان لحظة واحدة بعد الآن .
-سأجعله يقابلك في ميدان المدينة في غضون نصف ساعة .
حينما وجدها إبرو على وشك أن تختفي صاح قائلا :
-سأنتظر قدومه .
اختفت عن بصره قبل أن ينتهي من عبارته فشعر بالغرابة من تلك الفتاة و تصرفاتها المريبة . لم تكن كذلك في ذاكرته بل كانت معتدة على الدوام بنفسها واثقة من قدراتها و لا تخشى شيئا لكن شعر أنها بدت اليوم مختلفة . لم يأبه بذلك فما يهمه أنه قد تجاوز هذا المأزق بنجاح . حين اختفت سالسولا قالت ديزي في فضول :
-هل تحالفك مقبل على حرب سيدي ؟
نظر لها إبرو ممتعضا من كلمة " سيدي " تلك التي تلصقها في أي حديث موجه له ثم قال بضيق :
-بلى , حرب ضروس نتيجتها الطبيعية أن أخسرها .
-إذن لماذا تخوضها سيدي ؟
-لأنني مجبر على خوضها فأعدائي هم من سيغزون مقر تحالفي و ليس العكس .
صمتت قليلا ثم قالت :
-لو أردت أن أقوم بتجنيد عدد كبير من الأغو ذي مستويات مرتفعة سأفعل .
-لا تفعلي ذلك فهذا سيجذب أنظار الكثير من الأغو . يكفي أن انسحابك أنتِ و من معكِ و انضمامك لي سيجذب بعض الأعين لي .
-كما تشاء سيدي .
-الآن أريد منكِ شيئا . أريد الحصول على قلادة سيديم .
-هل تريد الذهاب لمدينة سيديم سيدي ؟
-بلى , هل هناك مشكلة في ذلك ؟
-كلا , لكن تلك مدينة تجارية تقع في نطاق الأرض المقدسة .
-أعرف , فأنا بحاجة لشراء كثير من المعدات و الأدوات العسكرية .
صمتت ديزي مترددة قليلا ثم قالت :
-لماذا لا تدعني أذهب لأحضر لك ما تريد ؟
-لا , فأنا سأختار ما أشتريه بناءا على ما هو متوفر بالفعل هناك و كذلك ما هو مناسب لقدرات لاعبي تحالفي في مستواهم الحالي .
صمتت مرة أخرى ثم قالت مقترحة :
-إذن دعني أذهب أنا و حراسي معك لحمايتك سيدي فهناك مستوى كل الأغو يقاربون مستوى حراسي على أقل تقدير .