رواية
ريونيد VRMMORPG
تأليف : د. أحمد خشبة
رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين
لمزيد من الفصول :
www.facebook.com/rioneed
الفصل الثامن و الخمسون
لم تواصل آية سؤاله فقد استشعرت شدة إلحاله و ضيق وقته . قام إبرو بعدها بمليء مخزنه الشخصي بالعدد الضخم من هذه الأحجار التي جمعتها آية . بعدما انتهى وجد أن عددها يقترب من مئة ألف حجر . كان عددا هائلا لكن مقارنة بحجم عقل جوجناق كان قطرة في بحر . رغم ذلك شعر إبرو بحماسة , فالآن بمقدوره استغلال تلك الأحجار لتدريب جيش من السحرة المصريين ليفوقوا مستويات و قوى أي سحرة آخرين في العالم . تحرك بعدها برفقة آية صعودا نحو الأعلى . كانت رحلة سهلة نسبيا مقارنة برحلة صعوده من منطقة صراعه مع روح جوجناق . بعدما تسلقا إلى سطح الأرض قام بسرعة في تجميع عدد من الأحجار التي حوله ليغلق بها مكان الفتحة الموجودة في جمجمة جوجناق . لم يترك شقا واحدا إلا و طمره . بعدها قام بوضع عدد من الأحجار بشكل مميز حتى يمكنه تحديد هذا المكان بسهولة ولو من على مسافة بعيدة . بعدما انتهى شعر إبرو بالرضا و تنفس الصعداء أخيرا , فهذا المنجم العملاق سيؤمن مستقبله و مستقبل اللاعبين المصريين . تحرك بعدها برفقة آية نحو خارج الفوهة ليجد في النهاية روليف و مودري و دوزير و أولي و غيرهم من قادة شونتي في إنتظاره و على وجوههم إبتسامات واسعة للغاية دلت على حجم المكاسب العظيمة التي خرجوا بها من تلك المغامرة . لم يشعر إبرو نحوهم بأي دهشة فهو نفسه قد خرج بمكتسبات عظيمة من ذلك المكان . لكن على الرغم من ذلك فلم يمنعه ذلك من زيادة حجم مكاسبه حيث قال بإبتسامة واسعة :
-يبدو أنكم قد حصلتم على مكاسب عظيمة . أرجو ألا تنسون إتفاقنا المسبق .
-لا تقلق يا إبرو , فنحن قد حصلنا على أشياء لم نكن نحلم بها و هذا كله بفضلك . نسبتك محفوظة من كل اللفائف و المعدات التي ننتجها في شونتي بإستخدام كل هذه الموارد الهائلة .
-أثق في وعدك سيدي الحاكم .
لم يكن هناك مزيد ليُقال حيث بدأ الجميع رحلة العودة نحو معسكر رونات . كانت رحلة سلسة و سريعة وصل فيها الجميع نحو المعسكر دون أي عناء . بصحبتهم كان عدد ضخم ممن يعملون بكافة الحرف الحياتية المهنية المختلفة . لم يكن إبرو مندهشا من هذا العدد العظيم فلقد أرسل روليف لطلبهم حتى يمكنهم الحصول على أكبر قدر ممكن من الموارد في أسرع وقت ممكن . ما إن وصلوا إلى المعسكر حتى استئذن إبرو للعودة لشونتي ثم إلى عالمه . كان هناك الكثير من الأمور المتراكمة عليه و الآن توفر له الوقت أخيرا للإهتمام بها . اختفى إبرو و معه آية من المعسكر ليظهرا في مدينة شونتي . بعدها استخدما لفافات العودة لأهناسيا فعاد إبرو إلى أهناسيا و عادت آية إلى قريتها . فهي لم تصل للمستوى العاشر بعد لذا عليها أولا أن تصل إليه قبل الظهور في مدينة أهناسيا . تلفت إبرو حوله ليجد إتصالا من قبل آية فاستقبله على الفور ليجدها واقفة في ميدان قريتها و حولها عدد غفير من اللاعبين . شعر إبرو للدهشة لكن سرعان ما فهم ما يحدث , لقد بدأت الكبسولات في الشحن إلى مصر و معها بدأ عدد كبير من اللاعبين في الوجود باللعبة . قالت آية له غير مصدقة لما حولها :
-لقد ظهرت هنا لأجد القرية مليئة بلاعبين كثر يا إبرو . هل تصدق هذا ؟
ضحك إبرو ضحكة صافية و هو يقول مجيبا إياها :
-يبدو أن الجانب الصيني متلهف لإنهاء إلتزامه . قريبا سيدخل كافة اللاعبين المصريين إلى القرى و سيبدأ عصر جديد يا آية .
-كل هذا بفضلك يا إبرو .
صمت إبرو ليس شعورا بالفخر بل بالقلق , فالمسئولية الملقاة على عاتقه أكبر بكثير مما كان يتصور . قال في جدية لآية :
-عليكِ بالوصول للمستوى العاشر في أسرع وقت ممكن . لا تشغلي نفسك بمن حولك فهناك مجال لمساعدتهم عبر المنتديات الخاصة بنطاقنا باللعبة .
-أنت تعني أن أقوم بكتابة دليل خاص لكيفية التطور في اللعبة .
-بالضبط . لكن عليكِ قبل ذلك أن تصلي للمستوى العاشر حتى يصبح لهذا الموضوع أهمية .
-لا تقلق , على الغد بالكثير سأصل للمستوى العاشر و أقوم بكتابة الموضوع .
صمت إبرو مفكرا في الحادثة التي تسببت له في كثير من المغامرات ثم قال مذكرا إياها :
-لا تنشري الموضوع قبل أن تعرضيه علي فربما أقوم بإضافة بعض من أسرار اللعبة .
-أنت و أسرارك يا إبرو . حسنا سأقفل الآن لأقوم برفع مستواي في أسرع وقت ممكن .
-بالتوفيق .
قام بعدها بغلق المحادثة و تذكر ما كان ورائه . قام بعدها بفتح صفحته الشخصية ليجد عددا من طلبات الإضافة إليه . ما إن فتحها حتى شعر بالصداع بغتة , فعدد من طلب إضافته كان هائلا بدرجة مخيفة . أخذ ينظر في كم تلك الطلبات بعدم إهتمام رغم أن عددها تجاوز العشرة ألاف طلب إلا أنه لم يكن سعيدا بذلك بل شعر بالضيق . على ما يبدو أن إتفاقه مع الجانب الصيني قد سمع عنه بقية الدول فسارعوا بطلب صداقته علهم يعرفون الكثير عنه و قد يستفيدوا منه . كما توقع فالجانب الصيني لازال يحتوي على بعض الجرذان الذين ينقلون أخبارا إلى بقية الدول . رغم يقينه من عدم وصول تفاصيل الإتفاق مع الرئيس الصيني إلى آذان الدول الخمسة عشر إلا أنه كان واثقا من أنهم عرفوا بأنه منح بعض من المميزات للصينيين و من ثم فهم يرغبون في هذه المميزات كذلك . ربما لو حدث ذلك في وقت مضى لشعر إبرو بالخوف لكن تجربته الأخيرة غيرت كثيرا من نظرته للحياة , لذا وجد في تلك فرصة , فرصة قد تعينه على ما هو مقبل عليه . حين شعر بضخامة عدد من تقدم بطلب صداقته قام بالبحث عن اسم يعرفه جيدا , في ثانية قد وجد اسم مئتي و خمسة أمامه ليقوم بالموافقة على طلب الصداقة . ما إن انتهى قام بغلق طلبات الصداقة من خصائص ملفه الشخصي ليزيح عن كاهله ذلك الصداع . لو أراد التواصل مع شخص بعينه فحينها سيتقدم هو بطلب صداقة له . قبل أن يغلق صفحته الشخصية جاءه طلب إتصال فيديو من قبل مئتي وخمسة ليقبله على الفور . ظهر أمامه سراج بشكله الذي اعتاده في اللعبة من قبل . كان يقف وسط مجموعة من الوحوش ليدرك أنه كان يحاول تطوير مستواه . كانت مهنته في اللعبة حشاش كأحد القتلة قساة القلوب الذين كانوا يثيرون الذعر في قلوب أعدائهم . كان مئتي و خمسة قاتلا مخيفا تسبب في مآسي عدة لكل أعدائه . نظر إبرو نحو هذا الجسد النحيل و قال :
-مرحبا بك مئتي و خمسة .
لم يتوقف مئتي و خمسة عن القتال و إن كان قد اختلس نظرات مطولة نحو إبرو . كان إبرو لا يرتدي أي شيء سوى ملابسه العادية و ذلك لأنه لم يجد وقتا لإرتداء أي أداة مكان الأدوات التي كان يرتديها في عالم شونتي و ريلانت . شعر إبرو بغرابة نظراته ليجد نفسه لا يرتدي أي من معداته الثمينة . فطن إلى ما حدث فقام على الفور بإرتداء مجموعة من الأدوات ذات المستوى العاشر ليصبح جسده بالكامل مغطى بالمعدات السحرية . جاءه صوت مئتي و خمسة الحاد قائلا :
-يبدو لي أنك تحمل عددا كبيرا من المعدات يا إبرو .
-بلى , هل تحتاج لمعدات سحرية ؟
-لست بمفردي بل لدينا قرابة مئة مليون لاعب مصري قد دخل اللعبة حتى وقتنا الحالي بحاجة لمعدات سحرية , و لازال العدد يكبر لحظة تلو الأخرى .
ضحك إبرو محركا كتفيه بإستسلام قائلا :
-هذا العدد لا قبل لي به . عليهم أن يجدوا معداتهم بأنفسهم .
-لكنك تملك طريقة لإيجاد معدات سحرية كثيرة , ألا يمكنك مشاركة اللاعبين بخبراتك ؟
-لا تقلق بشأن تلك النقطة , فشريكتي ستتولى تحضير موضوعا مهما سيفيد الجميع لاريب .
أطال مئتي و خمسة النظر هذه المرة نحو إبرو , رغم ذلك فلم يتعرض لأي خطر قط كما لو كان يمتلك عيون كثيرة برأسه . مؤكد أن تلك المعلومات ليست من قبل تجربة آية صديقته بل كان هو منبعها . شعر بالترقب إزاء هذا الموضوع الذي شعر أنه سيستفيد هو نفسه منه .
-أخبرني ما مستواك الحالي ؟
-لقد صرت في المستوى الحادي عشر و أنا الآن في مدينة الإسكندرية .
كان يدرك إبرو أن المدينة التي لعب فيها مئتي و خمسة من قبل كانت الإسكندرية لكن كان مستواه مفاجأة له فلم يكن يتوقع أن يكون مئتي و خمسة نشطا في اللعبة منذ بدايتها . على ما يبدو أنه قد استخف كثيرا به . قال في سرعة :
-عليك إذن أن تحضر إلى إهناسيا .
-إهناسيا ؟ لماذا هذه المدينة البعيدة ؟ إن الإسكندرية بها المكتبة و هي مفيدة للسحرة كثيرا . كذلك هناك عدد من الأغو الأقوياء هنا .
-الإسكندرية مدينة مهمة لكن نحن بحاجة لتقوية كل مدن النطاق المصري . مدينة إهناسيا لا تمتلك زخما قويا مثل مدن أخرى كمنف و طيبة و الإسكندرية . عليك أن تحضر إلى هنا فهناك أمور مهمة يجب النقاش بشأنها وجها إلى وجه .
-امنحني نصف ساعة و سأكون عندك . بالمناسبة لقد أرسل إليك السفير الصيني طلب صداقة و هو بإنتظار موافقتك عليها و الحديث معه .
-لقد وجدت طلبات صداقة بالآلاف , لا يمكنني العثور عليه بسهولة . هل تعرف اسمه ؟
صمت مئتي و خمسة مدركا ما استنتجه إبرو لتوه بشأن سبب كل هذه الطلبات . رغم شعوره بالقلق تجاه إبرو إلا أن الأخير كان يبدو غير مكترثا لكل هذا فقال في سرعة دون أن يعلق على تلك النقطة :
-اسمه في اللعبة يو شينج .
-سأبحث عن اسمه و أضيفه حالا لأصدقائي .
-حسنا , نصف ساعة و أكون عندك . وداعا .
أغلق إبرو محادثته مع مئتي و خمسة ثم قام بالبحث عن اسم السفير الصيني . كان اسم يو شينج لا يولد في ذكرياته أي صدى على الإطلاق مما جعله يخمن بأن دوره سابقا كان هامشيا في اللعبة . على ما يبدو أن ماضيه لن يكون كما كان بعد تدخل إبرو في حياته . لم يفكر إبرو مطولا في تبعات تدخلاته في حياة يو شينج حيث وجد اسمه على الفور و قام بالموافقة على طلب الصداقة . كما توقع فقد أتاه طلب محادثة فيديو معه فاستقبلها ليجد رجلا صينيا في منتصف الثلاثينيات يرتدي أدوات سحرية خاصة بمهنته و هي مقاتل بالسيف . ما إن ظهر أمام إبرو حتى قال في دهشة :
-أخيرا استطعت التواصل مع سيد إبرو . لقد حاولت كثيرا محادثتك دون جدوى , فعلى ما يبدو أنك تمتلك سكلة خاصة لصد أي طلب إتصال معك .