رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل التاسع و الخمسون

ذكره ذلك أن يقوم بتحديد خاصية التواصل معه سواء برسائل أو فيديو أو إتصال صوتي ليقتصر فقط على قائمة أصدقائه . بعدها قال ليو شينج :

-معذرة كنت أهتم ببعض من الأمور الخاصة بي . كيف حالك سيد يو شينج ؟

-أنا بخير حال . لماذا أشعر أن ما ترتديه سيد إبرو يفوق قوة المستوى العاشر من المعدات ؟ هل يمكنني السؤال عن مستواك الحالي ؟

لم يتردد إبرو في إخباره بمستواه فمع دخول هذا العدد الهائل من اللاعبين في النطاق المصري ستصبح كثير من المعلومات المتعلقة به معروفة لكل الدول في العالم فقال بدون إكتراث :

-مستواي الحالي هو الرابع عشر .

صمت يو شينج دهشة من كلماته . فلم يكن يتوقع أن يكون مستواه متطورا لهذا الحد . كذلك أشعره ذلك بالذهول , فهذه المعدات التي يرتديها إبرو كانت من المستوى العاشر لكن على ما يبدو أنها تفوق المستوى العادي بكثير و إلا لما شعر أن قوتها أكثر بكثير من تلك المعدات التي شاهدها من قبل . رغم تردده قرر التمادي في الاستفسار من إبرو عن تلك المعدات قائلا :

-هل يمكنني السؤال عن مستوى تلك المعدات ؟

-إنها كلها من الفئة الذهبية .

-ماذا ؟ ذهبية !! إن أقوى معدة رأيتها كانت في المستوى الفضي ! كيف حصلت على تلك المعدات سيد إبرو ؟

لم يشعر إبرو بالدهشة من تعليق يو شينج , فعلى حد علمه لم تظهر أداة سحرية ذهبية في اللعبة إلا بعد عدة أشهر من اللعب و كانت في النطاق الأوروبي . ماذا سيكون رد فعل يو شينج إن عرف أن بجعبة إبرو أدوات من الفئة الأسطورية ؟ كاد يضحك إبرو على تلك الفكرة لكنه تمالك نفسه و هو يقول مجيبا على يو شينج :

-سيادة السفير رجاءا لا تسألني عن أمور لا يمكنني الإجابة عنها .

صمت السفير مدركا أنه قد تمادى كثيرا بسؤاله . لكن هو لا يقدر على تمالك نفسه أمام مجموعة معدات كاملة من الفئة الذهبية لذا لم يستسلم لرد إبرو عليه و قال بحذر :

-هل يمكنني شراء تلك المعدات منك ؟ أنت تعرف أن بإمكانك إرسال معدات خارج نطاقك في ريونيد , في المقابل ستحصل على ما تريد .

صمت إبرو شاعرا بمدى إغراء ذلك العرض له لكنه سارع بالرفض قائلا :

-لا تنسى سيدي السفير أن لدي ما يفوق المئتي مليون لاعب بحاجة لمعدات كثيرة . لو كان هناك فائضا عن حاجتنا فسأقوم ببيعه لك حينها .

رغم رفض إبرو الحالي إلا أنه قد وعده في المستقبل ببيعه لما يزيد عن حاجته له . كان هذا كافيا في الوقت الراهن فهو يدرك مدى صعوبة مسئولية إبرو خاصة أنه أعلى لاعب في النطاق المصري في المستوى و الخبرات بل و العالم كله . نحى يو شينج هذا كله جانبا ثم قال :

-هذا الوعد سأتذكره سيد إبرو . الآن نحن قمنا بتوفير مئة و خمسين مليون كبسولة لمصر و في غضون يومين على الأكثر سنقوم بتوفير ما تبقى من العدد . هل أنت مستعد بشأن ما تبقى من الصفقة ؟

كان إبرو يدرك ما يلمح له يو شينج . كما صح تخمينه فعلى ما يبدو أن الجانب الصيني متلهف للغاية لإنهاء الصفقة في أسرع وقت ممكن . كانت تلك خطوة طبيعية نظرا لما يمثل ما سيحصلون عليه من أهمية بالغة . لكن هناك الكثير من الأمور التي يجب عليه أن يرسم حدودها معهم قبل ذلك فقال في جدية :

-بالنسبة لي لا توجد أي مشكلة على الإطلاق لكن أريدك أن تنقل رسالة مهمة للرئيس الصيني . هناك مخاطر كثيرة بشأن الإنتقال إلى عالم أبيدون أو عالمي الخاص . فقط عليه أن يتيقن من حسن إنتقائه لمن يرسله . عليه أن يعلم أنه لا يرسل شخصا لرحلة بل لمخاطرة كبيرة , مخاطرة لن تعرض هذا الشخص وحده للخطر بل تعرض الأرض كلها للخطر . لو أخطأ بإرسال شخص خطأ أو وقعت تلك المعلومة في يد شخص خاطيء فحينها سيفنى جنسنا البشري بالكامل . عليك أن توصل له هذه المعلومة و عليه أن يعرف أن تلك المعلومة مؤكدة و سيتيقن منها بنفسه من الشخص الذي سيرسله .

تبدلت ملامح يو شينج ليحل محلها ملامح الشك و الذعر . لم يكن يتوقع أن تحمل كلمات إبرو كل هذا التشاؤم . لم يكن يشك في صحة كلمات إبرو فهو يعرف جيدا إلى من يتحدث , فقط هو يشك في حجم التبعات التي تحدث عنها . كيف يمكن لشخص أن يتسبب في دمار الكوكب بأسره ؟ هذا يعني أن هذه المدينة ليست فرصة بل نقمة . تردد يو شينج قبل أن يقول محاولا التيقن مما سمعه :

-هل أنت متيقن من كل تلك المعلومات سيد إبرو ؟

-بلى متيقن تماما منها . سألتني لماذا لم تقدر على التواصل معي , كان هذا بسبب صراعي مع وحش أسطوري لن يمكنك تخيله . هذا الوحش لو أخطأ أحد منا لأحضر جيشا جرارا من الوحوش يقومون بقتل كل بشر هنا . لا يمكنك المجازفة بإرسال أي شخص . عليك أن تكون واثق تمام الثقة منه فأنا لا أبالغ في وصفي بمدى خطورة الوضع .

ظل يو شينج في مكانه صامتا مطيلا التحديق نحو إبرو . لم يكن يتخيل أن فرصة الصين أخيرا ستتحول إلى تلك الكارثة . رغم ذلك قرر أن يقوم بدوره و مهمته في نقل كلمات إبرو و تحذيراته إلى رئيسه , فهو قد حصل على كل هذا الدعم و المميزات بسبب ذلك الدور و بفضل هذا الشاب الصغير أمامه . قال يو شينج في جدية :

-ما فهمته منك سيد إبرو أنك ستقوم بمنحنا عملة واحدة فقط , هل هذا سيكون قيمة الصفقة بيننا ؟ عملة واحدة فقط لا تكفي على الإطلاق .

-لا , فلن أمنحكم أي عملة أبيدون على الإطلاق !

-ماذا تقول ؟!!

-لا تقلق , فأنا سأمنحكم لفافة إنتقال إلى مدينة في عالم أبيدون . تلك الطريقة يمكنك إعتبارها هدية مني لكم . أي شخص آخر سينتقل إلى ما وراء أسوار أبيدون قبلما يصل مستواه للمستوى المئة فسيموت دون شك . هذه اللفافة مختلفة فهي تنقلكم مباشرة إلى داخل أحضان مدينة آمنة لن يقدر أحد على مساسكم بها .

رغم شعور يو شينج بعدم الفهم و الغرابة من كلمات إبرو إلا أنه مادام سيوفي بوعده و ينقلهم نحو عالم أبيدون فلا مشكلة إذن . قال في دبلوماسية :

-شكرا لك سيد إبرو . هذا الجميل لن ننساه لك قط .

رغم عدم فهمه لما يعنيه إبرو إلا أن وظيفته منحته ردا دبلوماسيا .

-لا تشكرني الآن فلن تقدر قيمة هذه اللفافة إلا حين يذهب من ترسلونه إلى هناك . أما عدد ما سأمنحه لكم فهو عشرين لفافة . أما إن أردتم لفافات أخرى فيمكنكم حينها شرائها من داخل المدينة أو من خلالي بالثمن المناسب .

-هذا عرض جيد سيد إبرو . مؤكد أننا سنتعامل معك في المستقبل بشأن تلك اللفافات .

كان يدري أن الحصول على لفافات من تلك المدينة لن يكون بتلك السهولة و إلا لن يقدم إبرو تلك المعلومة مصحوبة بطريقة حصولها من خلاله . أما بشأن الثمن الذي من الممكن أن يدفعوه فلا مشكلة في ذلك فهم قادرون على منحه أي ثمن يريده . أما إبرو فكان يفكر في المستقبل تحضرا للمعركة المحتدمة التي ستندلع في النطاق المصري شأنه شأن أي نطاق آخر في اللعبة الآن . أشد تلك المعارك ضراوة و أصعبها هي معارك المال , فحين ينضم أغلب سكان القطر إلى اللعبة تقوم اللعبة بتفعيل خاصية تحويل الأموال من الواقع لنقود اللعبة و العكس . هذا يسمح لكثير من القوى الخارجية بالدخول في اللعبة بالنطاق المصري في قوة . لن يقدر إبرو على منافستهم بما يملكه من مال ضئيل . ولا يرغب في الحصول على دعم أي شركة خاصة أو جهة حكومية فهذا يعني بالضرورة تخليه عن إدارة الأمور بنفسه . كان ذلك بالطبع بشأن ما ينتوي فعله في اللعبة بعد مقابلته مع سراج , فهو ينوي إنشاء تحالف خاص باللعبة . لم تكن مخاوفه نتاج حرصه البالغ بل كانت نتيجة ذكرياته الماضية , فما حدث في نطق اللعبة الخمسة عشر منذ بداية عصر التحالفات كان معروفا لكل من دخل اللعبة بعد خمس سنوات , فتلك المعارك و الدسائس و حجم المؤامرات جعلت من هذه اللعبة مسرحا للصراع العالمي بكل أركانه . قمة ذلك النزاع تبلور بشكل واضح و جلي للجميع حين قامت الصين بدعم كل الدول الناشئة في اللعبة لتظهر جيوش من التحالفات الكامنة لتدمر عدد من التحالفات الصينية القوية و تقوض كثيرا من دعائم الصين في اللعبة لتفقد مركزها بين الدول الثمان الكبار . لا يريد إبرو لمصر بعد كل ما بذله من جهد أن تسقط بسبب هذه الحرب . لذا كان يريد منذ الآن ضمان وسيلة تبادل تؤمن له مصدرا ثابتا من نقود اللعبة , و إلا فحين يتطور مستوى الجميع سيجد صعوبة في تنفيذ ما يريد خاصة أن فرد واحد أمام جيش بالملايين لا قيمة له .

-أما بالنسبة للعالم الذي املكه فسأمدكم بعدد من اللفافات الخاصة به يُقدر بمئة لفافة إنتقال . إن أردتم لفافات إنتقال أخرى فعليكم أن تجدونها بأنفسكم أو تقومون بشرائها مني بثمن مناسب . ما تحصلون عليه داخل هذا العالم هو ملكا لكم وحدكم ولا دخل لي على الإطلاق به .

-شكرا لك سيد إبرو , مؤكد أن تعاملاتنا لن تقتصر عند هذا الحد قط .

-أتمنى ذلك .

-سأنقل هذه المعلومات حالا و سأعود لأخبرك بالرد .

-في إنتظارك .

أغلق يو شينج المحادثة ليختفي من أمام إبرو . كان إبرو راضيا بطريقة التعامل بينه و بين الصينيين , لكن العالم كله ليست الصين فحسب . الصين بمفردها لم تكن قادرة على صد هجوم ما تبقى من الدول الكبرى و تقهقرت . عليه إذن جذب مزيد من الدول إلى هذا التحالف الصغير . لم يكن قلقا من تلك النقطة فبقية الدول الكبرى هي التي تشعر بالقلق الآن . لكنه لم يكن راضيا فقط على شغفهم بتلك المعلومات , فهو بحاجة لإيضاح مدى تقدمه عنهم جميعا و يعمق من تأثيره في نفوسهم و الفارق الهائل بين فهمه للعبة عن فهمهم . لم يكن بحاجة للتفكير في طريقة تجعله يفعل هذا كله , فهو بالفعل لديه خطة بسيطة ستجعلهم أكثر جنونا به و خوفا منه و رغبة في التعامل معه . وسط إنغماسه في تفكيره سمع صوت ينادي عليه من خلفه فالتفت ليجد مئة و خمسة قد ظهر بغتة من العدم خلفه و هو يقول بصوت ضاحك :

-لو أردت قتلك فلن تعرف أنني كنت موجودا خلفك يا فتى !

اكتفى إبرو بالإبتسام فهو كان يعرف جيدا طبيعة مئتي و خمسة و عادته في حب الظهور بهذا الشكل . اعترف في داخله أنه لا يملك بعد كل هذه السنوات تعاملا معه خبرة أو طريقة فعالة لإيجاده ! إن وجد أحد منهم آنذاك وسيلة لإكتشافه وجدوا المرة التالية أنه قد طور من نفسه و عالج تلك الجزئية . كان أسطورة بحق لذا اكتفى بالإبتسام . تلك النقطة كانت وسيلة جيدة لتطوير مستواه في المستقبل إن رأى إبرو أنه بحاجة لذلك . قال إبرو في هدوء :

-لقد انتهيت لتوي من حديثي مع يو شينج .

2020/02/11 · 473 مشاهدة · 1741 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024