رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الخامس و الستين

كان هذا الحجر بلاعة تقوم بإمتصاص العملات النقدية طيلة الوقت , فلو استخدمه أي لاعب لمدة ساعة متواصلة فحينها سيفقد ستون عملة ذهبية لكن إبرو لم يكترث بهذا فنقوده الذهبية كثيرة و قريبا ستتضاعف مرات و مرات . ما إن تجاوز إبرو نهاية الكهف حتى قام بتفعيل الحجر على الفور دون تردد . كان يعرف مدى خطورة المكان الذي هو فيه , فالمكان الذي خرج فيه كان يعتبر حافة جرف عال يشرف على نهر عظيم من الحمم الملتهبة المشتعلة و التي تقع على مسافة بعيدة للغاية منه . بينه و بين ذلك النهر يتدرج جسد الجبل الداخلي ليشكل منحدرين عظيمين على جانبي النهر . يشغل حيز هذين المنحدرين وحوش عملاقة يتكون جسدها من قطع من الصخور الحممية المشتعلة و التي تنبض باللون الأحمر القاتم . كان جسد كل وحش يصل إلى حجم عشرة أمتار إرتفاعا و حين يتحرك بأقدامه الست تكاد تشعر بزلزال صغير يحدث في المنطقة من حوله . لو كان وحشا أو مجموعة من عشرات الوحوش لما شعر إبرو بالخطر . لكنه كان يعرف قبل أن يصل إلى هذا الجرف أن تلك المنطقة تحوي على آلاف مؤلفة من الوحوش و التي يصل أقل مستوى لها مستوى الخامس و الأربعين , و أن بعض من الوحوش المميزة هنا يصل مستواها للمستوى الخمسين . كان الفارق بين وحش في المستوى التاسع و الأربعين و بين وحش في المستوى الخمسين فارق السماء و الأرض . فيتحول الوحوش ليصبح أكثر قوة بكثير نتيجة مضاعفة إحصائياته بشكل مخيف . لولا أن إبرو كان يعرف نقطة ضعف هذه الوحوش لما جرأ أن يفكر في القدوم إلى هنا قبل أن يتجاوز مستواه المستوى الأربعين . لم تمر ثانية من ظهوره حتى جذب وجوده إنتباه كثير من الوحوش حوله لتصدح حناجرهم بصرخات عاتية شعر إبرو معها أن جسده كان يتحرك من مكانه ذعرا منهم . لكن بعد مرور تلك الثانية وجد أن الحجر الذي بيديه قد لمع بشكل غريب مشعا دخانا غزيرا سرعان ما غطى المنطقة من حوله و بدأ ينتشر بسرعة هائلة حوله . لم يكن إبرو بحاجة للتيقن من تأثير هذا الحجر , فهو قد استخدمه بنفسه مرات لا حصر لها من قبل . كان الحجر يقوم بنشر غطاء من دخان كثيف يقوم بجذب كل الوحوش في المنطقة من حوله في نطاق تأثيره ليتحركوا متجمعين بشكل مزدحم في نطاق صغير محدود أمامه . على الرغم من أنهم يقفون على مسافة ثلاثة أمتار فقط منه لكنه لم يكن خائفا منهم , فهذا الحجر يقوم بتشويش إدراك كل الوحوش من حوله حتى لا يقدروا على إيجاده كما لو كان جزءا من هذا الستار الدخاني الكثيف . لو نظر أحد ما إلى الصورة من أعلى لشعر بالصدمة و الذعر البالغين , فكان إبرو يقف على حافة الجرف و منطقة دائرية قطرها خمسون مترا حوله مزدحمة للغاية بوحوش هائلة لا تقل عن عشرة أمتار ضخامة , يفصل بينها و بين إبرو ثلاثة أمتار فحسب . لو أصدر إبرو صوتا واحدا لسمعوه . في صمت تام أخرج إبرو بلفافة عاصفة الثلج و قام بتمزيقها ثم أخرج لفافة عاصفة الريح و قام بتمزيقها .

-لفافة عاصفة الثلج : لفافة من النوع المتقدم . تقوم بإنشاء عاصفة ثلجية تصل درجة حرارتها عشرون تحت الصفر . تقوم بتجميد كل الوحوش في محيط مئة متر في مئة متر . تستمر لفترة دقيقة كاملة تقوم فيها بإحداث ضرر يساوي 500 % من قوة الهجوم السحري أو الهجوم العادي للاعب . يمكن استخدامها مع أي لفافة أخرى . تحتاج لدقيقتين قبل إستخدامها مجددا .

-لفافة عاصفة الريح : لفافة من النوع المتقدم . تقوم بإحداث عاصفة من الهواء تستخدم الهواء الموجود في نطاق سبعين مترا في سبعين متر لإحداث العاصفة . لا يمكن تحريك العاصفة من مكانها . يستمر آثرها لمدة دقيقة كاملة . تتسبب خلالها في إحداث ضرر يساوي 500% من قوة الهجوم السحري للاعب . يمكن استخدامها مع أي لفافة أخرى . تحتاج لدقيقتين قبل إستخدامها مجددا .

رغم أن قيمة هجومه السحري لم تكن عالية إلا أنه لم يكن قلقا من ذلك , فنقطة ضعف الوحوش التي أمامه هي أن اجسادها تتكون من الحمم و التي حين يتم تجميدها تتحول لصخور ضعيفة هشة . حين تتعرض تلك الصخور لتيار من الهواء المثلج حينها تتفتت و تموت الوحوش تماما بغض النظر عن مدى قوة اللاعب من الأساس . نقطة ضعف الوحوش ميزة من مزايا لعبة ريونيد فهي تعتمد على القوانين الواقعية في القتال و هذه حالة من الحالات التي تتضح فيها قيمة هذه النقطة . كان إبرو يعرف أنه في الماضي قد جاء لاعب مستواه عشرة فقط إلى هنا لتجربة تأثير هذه اللفافات و حجر نوشين ليكتشف أن بمقدوره التخلص من هذه الوحوش بكل سهولة ليصل في نهاية المطاف للمستوى الخامس و العشرون في غضون يوم واحد ولولا أنه قد استهلك كل ثروته لواصل تطوره حتى أصبح من المستويات المتقدمة في اللعبة . بعدما مزق اللفافتين انتشرت طاقة سحرية هائلة في المنطقة من حوله لتغطي كل الوحوش من حوله و تمتد لعدد من الوحوش القادمة من بعيد . شاهد بعينيه تحول اللون الأحمر و النيران المشتعلة إلى اللون الأبيض الثلجي و كتل من الثلج تتجمع على أجساد الوحوش التي أصدر أجسادها دخانا كثيفا نتيجة ذلك التحول المباغت . ما إن هبت العاصفة الهائلة حتى لاحظ تفتت أجساد تلك الوحوش لتتحول إلى غبار حتى انتهى تأثير اللفافتين ليجد أمامه جيش الوحوش قد اختفى و مكانه وجد جيشا من الأسلحة و المعدات السحرية و اللفائف و القوارير المليئة بالأكسيرات المختلفة .

-تنبيه : لقد نجحت في قتل حامي مدرع سيابجيم . لأنك قتلت وحشا يفوق مستواك فستحصل على نقاط خبرة * 28 . حصلت على === نقاط خبرة .

-تنبيه : لقد نجحت في قتل ساحر سيابجيم . لأنك قتلت وحشا يفوق مستواك فستحصل على نقاط خبرة * 30 . حصلت على === نقاط خبرة .

-تنبيه : لقد نجحت في قتل حامل سيف سيابجيم . لأنك قتلت وحشا يفوق مستواك فستحصل على نقاط خبرة * 32 . حصلت على === نقاط خبرة .

كانت الوحوش التي قام بقتلها كلها من فئة الوحوش البرونزية . بعدما انتهى من حساباته اكتشف أنه استطاع قتل مئة وحش في هذه الدقيقة . كانت تلك أحد ثمار عودته من المستقبل , فهو ليس بحاجة للتجربة و الفشل ليتعلم منها بل هو يسترجع فقط ذكرياته ليستفيد من خبرات من سبقه . ربما كان يغش لكن لم يجد أي غضاضة في ذلك , فإن لم يستفد من ذكرياته التي بعقله فكيف سيستفيد إذن من عودته من المستقبل ؟ جنى في غضون هذه الدقيقة البسيطة ما يزيد عن مئة و ثلاثين مليون نقطة خبرة ليضيء جسده بضوء ذهبي براق أكثر من مرة ليصل للمستوى الثاني و العشرين مباشرة و لا يتبقى له سوى ست ملايين نقطة خبرة قبل وصوله للمستوى الثالث و العشرون . رغم ثراء الخبرة التي اكتسبها من هذه الوحوش إلا أنه كان يعرف أن ذلك سيقل تدريجيا كلما ارتفع في المستوى , إضافة إلى أنه لا يقدر على مغادرة مكانه فهناك وحوش من المستويات الذهبية تنتشر بجانب شطي النهر البركاني ذاك . أما داخل النهر فهناك وحوش أسطورية لا يمكن له التفكير في الإقتراب من منطقتها قيد أنملة حتى حين يحضر فريقه إلى هنا . لم يكن بحاجة للتفكير في أي عمليات حسابية فهو قد اكتسب لتوه مئتي و خمسين نقطة تجعلونه قادرا على الإيفاء بمتطلبات أسلحته الأسطورية . قام بتوزيع نقاطه أولا على التحمل ثم بعدها قام بتوزيع ما تبقى من النقاط على سماته الثلاث لتصبح سماته الشخصية المهمة كما يلي :

-ذكاء = 325 نقطة ----- الطاقة السحرية = 3250 ----- الهجوم السحري = 325 ----- الدفاع السحري = 65

-حيوية = 201 نقطة ----- نقاط الحياة = 2010

-رشاقة = 64 نقطة ----- السرعة = 6

-تحمل = 100 نقطة ----- الدفاع = 20

لم يتوقف عند هذا الحد بل قام بإرتداء القطع التسع التي كان يرتديها من قبل في عالم ريلانت , لتشهد سماته تحولا ثوريا في قيمها لتصبح :

-ذكاء = 3124 ----- الطاقة السحرية = 46 ألف ----- الهجوم السحري = 5076 ----- الدفاع السحري = 1248

-حيوية = 471 ----- نقاط الحياة = 4710

-رشاقة = 324 ----- السرعة = 32

-تحمل = 150 ----- الدفاع = 90

-قوة = 110

كما ألف سابقا فإن سماته الخاصة بالذكاء كانت أكثر بكثير من قيم السمات الأخرى تقريبا بضعف أو أكثر على أقل تقدير . كان ذلك بسبب تأثير عصا و درع مينيور الأسطوريين . لولاهما لصارت سماته عادية مقارنة بأي لاعب آخر في نفس المستوى . كان الآن يشعر بمزيد من الثقة في قدرته على التوغل في أنحاء هذا المكان ما إن يتجاوز مستواه حاجز الأربعين . لكن الآن عليه بالإنتظار لساعة كاملة حتى تظهر الوحوش التي قتلها من جديد . في أثناء ذلك قام بتجميع المعدات و السكلات و القوارير التي سقطت من تلك الوحوش ليجد أنه قد حصل على عشرون أداة سحرية من الفئة الذهبية من مستويات الخامس و الأربعين حتى التاسع و الأربعين . أما السكلات فقد حصل على ثلاث سكلات لكن لا يوجد منها ما يمكنه استخدامها بعد . حين تفقد القوارير وجدها كلها لا يمكن إستخدامها قبل وصوله للمستوى الأربعين و إن كانت كلها خاصة بإعادة مليء خزانه السحري بالطاقة السحرية أو مليء نقاط حياته من جديد . كان المميز في تلك القوارير هو إمكانية استخدامها أثناء القتال لذا خزن إبرو كل ما فاز به حتى يمكنه استخدامه لاحقا .

على جانب آخر كانت آية تحاول الترقي قدر مقدرتها . فرسالة إبرو المقتضبة بصحبة عشرة آلاف عملة ذهبية كانت تخبرها بمدى لهفة إبرو على ترقيها للمستوى العاشر حتى يقدر على مقابلتها . لم تكن قادرة على توقع ما يمكن لإبرو فعله , فرغم أنها كانت تعرف إمتلاكه لحجر تأسيس تحالف إلا أنها تفاجئت من إختيار إبرو لهذا التوقيت بالذات لتأسيس التحالف . فهي تعرف جيدا أن اللاعبين المصريين لازالوا ضعيفين للغاية مقارنة بغيرهم من لاعبي الدول الخمس عشر الكبرى . فلماذا اختار إبرو هذا التوقيت بالذات لإنشاء التحالف ؟ كان إبرو بالنسبة لها صندوق أسرار كلما فتحته تفاجئت بما يحتويه , لذا كانت تواقة للغاية لمشاركته مغامراته . على الرغم من مشاركتها معه في عالم ريلانت و رؤيتها أسرار فاجئتها للغاية إلا آنذاك لم تسنح لها فرصة للقتال بجواره , بل كانت مجرد تابعة له و هذا ما كان يختلف كثيرا عما تراه في نفسها . فهي ليست تلك الفتاة الضعيفة الهشة التي تحتاج دوما لحماية , بل عاشت عمرها كله تحاول السباحة ضد التيار دون كلل أو يأس . كانت في منطقة تعج بوحوش في المستوى العاشر فما يتبقى لها مجرد بضعة مئات من الآلاف من نقاط الخبرة حتى تقدر على الترقي . حولها كانت المنطقة خالية من أي لاعب عداها لكن في طريقها إلى هنا قابلت عددا هائلا من اللاعبين الذين قاموا بتشكيل فرق خاصة بهم لإصطياد الوحوش أو تنفيذ عدد من المهام . بعدما انتهت من قتل الوحوش من حولها و قبل أن يتسنى لها إلتقاط أنفاسها وجدت فجأة طلبا لمحادثة هاتفية معها من قبل شخص يُدعى جيم القائد . نظرت نحو الاسم بتردد و ذكرى حديثة لم تقدر بعد على طمرها عادت للسطح مجددا مسببة زوبعات من الذعر داخلها . بعد فترة من التردد انتهت فيه مدة طلب التواصل معها لتجد طلبا جديدا . شعرت بمدى إلحاح من يحاول التواصل معها و إن كانت قد خمنت هويته .

2020/02/11 · 504 مشاهدة · 1797 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024