رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الرابع و السبعون

نظر الجميع نحو إبرو نظرتهم لأي مجنون ! عم يتحدث عنه إبرو بالضبط ؟ هل من السهولة إيجاد حل لتلك المؤامرة ؟ أما أفادا نفسه فكان لا يفكر في هذا كله بل كان مصعوقا من مدى معرفة إبرو لسماته و شخصيته و طريقة تفكيره . في الواقع حينما سمع بتفاصيل المؤامرة كان عقله قد بدأ على الفور في سبر أغوارها و وضع رتوش عامة لخطة مضادة تدحضها . كيف عرف إبرو أنه كان يفكر في خطة مضادة بالفعل ؟ كيف عرف أن عقله دوما يعمل على تفكيك و تحليل المشاكل و المؤامرات و الدسائس محاولا وضع خطط مضادة لتدميرها ؟ استغرق وقتا حتى استطاع التغلب على ذهوله ليقول في تساؤل :

-كيف عرفت أنني أفكر في خطة مضادة ؟

اكتفى إبرو بالإبتسام فهو لن يقدر على قول الحقيقة ولو حاول أن يكذب سيكتشف أفادا كذبه على الفور وسيفقد ثقته فيه لذا اكتفى بالإبتسام في صمت محدقا نحوه في ثبات . لم يكن بمفرده بل كانت أويا و مئتي و خمسة ينظران إليه في دهشة و ترقب . تنحنح أفادا غير معتاد على الوضع الذي وجد نفسه فيه قبل أن يقول :

-الحقيقة أنني لا أملك خطة مفصلة بعد لكن ما في عقلي مجرد رتوش عامة لخطة مضادة لكن لا أضمن نجاحها فعلا .

-رتوش عامة أفضل من لا شيء . أخبرنا بتلك الرتوش إذن .

جال أفادا ببصره في من أمامه بتردد قبل أن يستسلم لرغبة إبرو و إلحاحه و يقول :

-خطتي تقضي بإختصار أن تحضر الجميع إلى مكان لا يمكن خلاله لأحد أن يتواصل مع أي لاعب في اللعبة ولا حتى الخروج منها . ثم تخبر الجميع بعد أن نصل بذلك و أن من يرغب في الخروج من اللعبة عليه أن يأتي إليك و تقوم بإخراجه من هذا المكان . كل من يأتي إليك سيكون محل شك و بهذا يمكن تضييق دائرة البحث كثيرا .

-فكرة جيدة لكن أحتاج إلى وقت لجمع كل المعلومات الممكنة عن كل من نكتشفهم كذلك سيكون علينا بعدها وضع خطة لإنقاذهم . هذا سيستغرق وقتا .

-ألم تقل يا أفادا أنك تفكر في خطة مضادة ؟

-هي ليست خطة متكاملة الأركان بعد لكن أرى أننا كي نكتسب بعض من الوقت للتفكير في حلول أكثر فاعلية يمكن أن نقوم بمنحهم معلومات خاطئة كأن يأخذنا إبرو نحو منطقة عادية للترقي و ليست منطقة مميزة .

-تعني أن نقوم بتضليلهم ؟

-بلى يا مئتي و خمسة .

صمت الجميع مفكرا في الفكرة التي طرحها عليهم أفادا . كان كما توقع منه إبرو بالضبط , يتحدث في صلب المشكلة و يكشفها و يقدم حلا مضادا لها . المشكلة أن معلوماته بشأن اللعبة منقوصة للغاية و لهذا فتفكيره في حلول ستكون حلول ضيقة للغاية . لكنه قد منح إبرو مجالا للتفكير بتروٍ . تحدث إبرو بصوت عال مفكرا مع الجميع :

-نريد مكانا من يذهب إليه لا يمكنه التواصل مع أي لاعب آخر خارجه . مكان يمنع اللاعبين من الخروج من اللعبة فيه . أما عن وجوده فلدي فكرة عن مكان شبيه بذلك . لكن أن نقوم بتضليلهم فلن يجدي نفعا فكل المناطق المحيطة بالمدن المختلفة قد تم البحث فيها بشكل حثيث و لن نقدر على تضليلهم ولو لدقيقة . لدي حل آخر .

ثم صمت و لم يتحدث و عيناه تلمعان بشكل غريب . كان عقله يفكر في سرعة ليشعر مع الوقت بثقته في تجاوز تلك الأزمة . تسائل سراج مستفسرا :

-ما هذا الحل الآخر الذي تفكر فيه ؟

اكتفى إبرو بالصمت و هو ينظر إليه . كان عقله مشغول بقضية أخرى , هل إن ذهبوا إلى هناك سيتعرضون للخطر أم لن يتعرضوا لمثل ما تعرض له ؟ لم يجد إجابة ليستسلم في النهاية , فهو لا يمتلك خيارات كثيرة تعينه على إتخاذ قراره .

-لنعود إلى البوابة . صحيح أفادا سينضم إليكما فيما تخططان له , يمكنكم الحديث و التناقش فيما بينكم فلن أتدخل في شئونكم . فقط لو أردتم مساعدة مني فاطلبوها ولو احترتم في مشكلة ما أخبروني بها فقد أجد لها حلا .

هذه المرة لم يجد سراج ولا آية غضاضة من إنضمام أفادا لهم , فهو استطاع في غضون دقائق أن يحل لهم أزمة عانوا في التفكير لحلها ساعات طويلة دون جدوى . أما أفادا نفسه فتملكه الفضول لمعرفة ماذا يخططان له ؟ لكنه فهم أن من أمامه كانا من زمرة من يثق فيهم إبرو تماما حتى أنه ليس بحاجة لمعرفة أية تفاصيل خاصة بما يفعلانه . تحرك إبرو في المقدمة برفقة أويا و خلفهما مئتي و خمسة و أفادا ليصلا في سرعة إلى بقية لاعبي فريقهم الصغير . ما إن وصلوا إليهم حتى تحدث إبرو بنبرة هادئة و صوت واضح :

-سنذهب الآن . كل منكم عليه أن يأتي إلي . سأمنحكم لفافات إنتقال لمدينة نقوم فيها بالترقي بسرعة بالغة ستذهلكم . هيا .

نظر الجميع لبعضه البعض ثم تحرك كل منهم صوبه ليأخذ لفافة إنتقال لمدينة رونات . نظروا للفافة في توتر و فضول فكل منهم يرغب في الترقي بنفس سرعة إبرو . أما آية فكانت الوحيدة المصدومة منهم , فهي تعرف جيدا تبعات الذهاب إلى هناك . لكنها تذكرت أنها ذهبت أولا إلى عالم ريونيد ثم منه عبورا إلى عالم ريلانت . فهل إن ذهبوا لريلانت مباشرة لن يتعرضوا للظروف الإستثنائية التي تتعرض هي و إبرو لها ؟ تذكرت أنها لم تذهب منذ فترة لعالم ريونيد لذا قررت أن تذهب أولا إلى ريونيد ثم تنتقل منه مباشرة إلى ريلانت . أخذت لفافة مثلها مثل الجميع فهي لا تملك في جعبتها أي لفافة إنتقال لمدينة رونات . راقبت إبرو يقود الجميع ممزقين لفائفهم لتحيط بهم هالات بيضاء ثم أخرجت لفافة إنتقالها إلى ريونيد لتمزقها و تبدأ في إنتقالها إلى هناك . أما إبرو فحينما ظهر كان في نفس المكان الذي اعتاده . أما من حوله من اللاعبين الاثني عشر كانوا يراقبون المكان حولهم في صدمة تحولت لخوف لينظروا إلى إبرو مستفسرين حيث قال :

-لتهدئوا فهذه المدينة ليست خطيرة كما تبدو .

رغم شكهم في كلمات إبرو حيث الصورة أمامهم تخبرهم عكس كلماته تماما إلا أنهم شعروا بقليل من الطمأنينة . تابع إبرو حديثه قائلا :

-لنسترح الآن قليلا فأمامنا رحلة طويلة و معارك شرسة . بالمناسبة هذه المدينة معزولة عن بقية اللعبة لذا لا يمكنكم التواصل مع أحد و لا يمكنكم الخروج من اللعبة بالطرق العادية . من يرغب في الخروج من اللعبة عليه أن يأتي لي حتى أخبره بطريقة الخروج منها .

صمت قليلا ليشعر أن كلماته لم تحدث الأثر المرغوب فيه فتابع مضيفا :

-نحن سنبقى هنا فترة طويلة للغاية قد تقترب لشهر كامل . لذا حين يرغب أي منكم في الخروج من اللعبة عليه أن يخبرني فحسب .

حينها ظهرت هالة من الضوء مصحوبة بظهور آية من جديد امامهم . لم يكترث إبرو بإختفائها فقد خمن ما فعلته . تحرك هابطا تل الأحجار و الدمار الذي ظهر عليه لينتهي به الحال في شارع رئيسي محطم تماما بالمدينة . جلس فوق كومة من الحطام و إلى جواره آية ليلحق بهما مئتي و خمسة و أفادا حيث كانا في خضم حديث طويل . كان مئتي و خمسة يقوم بتعريف فكرته لأفادا الذي أبدى إهتمامه و تقديره للفكرة المبتكرة كذلك أضاف بعض من الإقتراحات التي بدأ هو و مئتي و خمسة يعملان عليها . لم تنشغل أويا بهما فهي كانت متوترة مراقبة لتحركات الجميع من حولها منتظرة أن تمسك السمكة بالطعم . ما إن إنتهيا مئتي و خمسة و أفادا من حوارهما الهامس حتى قال أفادا متسائلا و هو يتلفت في المكان من حوله :

-ما هذا المكان يا إبرو ؟ هل المكان بالفعل هنا آمن ؟

-هذا المكان موجود في عالم منفصل يا أفادا . عالم منفصل يعني أنه عالم مماثل تماما لعالم الأرض .

بدت الدهشة على ملامح أفادا و هو يقول متسائلا :

-هل يوجد كوكب آخر خلاف الأرض ؟

ابتسم إبرو و قرر أن يزيد من عمق معلومات أفادا عن اللعبة حيث قال موضحا :

-ليس كوكب آخر بل كواكب كثيرة . كل كوكب منها قد سبقنا بكثير في اللعبة و هناك من تعرض للدمار مثل عالم لعبة الكوكب الذي نحن فيه الآن .

بدا على أفادا عدم التصديق فقال إبرو محاولا تخفيف وطأة الصدمة عنه :

-إن ريونيد ليست مجرد لعبة يا أفادا , لا أبالغ إن قلت أنها تحدد مصير كل من بكوكب الأرض .

ابتلع أفادا ريقه و عقله يحاول على مهل إستيعاب كل الحقائق الغريبة التي يذكرها إبرو . لم يكترث إبرو بمنحه أي وقت للتفكير فهو يرغب في إستغلال تلك الفرصة لإخباره بأكبر قدر ممكن من المعلومات قائلا :

-هذا ليس سوى عالم صغير مفتت من عوالم كثيرة للغاية تملأ اللعبة . وسط كل هذه العوالم يقبع عالم واحد يُدعى بريونيد و هو على نفس اسم اللعبة متفردا بسمة خاصة به . في وقت لاحق سأخبرك بالمزيد عنه لكن الآن عليك أن تعرف أن سبب دمار عوالم عدة مثل العالم الذي نحن فيه الآن كان بسبب أخطاء من ذهبوا لعالم ريونيد . لذا حين أشعر أنك و أي شخص غيرك قادر على حمل أعباء تلك المجازفة فسأقوم بالتحدث عن هذا العالم بشكل مستفيض .

صمت أفادا في حين تسائل مئتي و خمسة مستفسرا :

-هل هذا هو العالم الذي ذكرته للصينيين في الصفقة ؟

-بلى إنه هو .

ابتسم مئتي و خمسة و هو يقول :

-كم ستكون نظرتهم و إنطباعهم حين يأتون إلى هذا المكان .

ضحك إبرو و من معه على كلمات مئتي و خمسة و التي أتبعها متسائلا :

-لكن هل هذا المكان يمنع أي شخص فيه من التواصل مع أي شخص باللعبة ؟ ولن يقدر أي شخص على الخروج من اللعبة بمفرده ؟

-بالطبع , فهذا عالم منفصل تماما يا مئتي وخمسة . لن يقدر أي شخص هنا أن يتواصل مع أي لاعب في اللعبة ولن يقدر على الخروج منها إلا حين يعود أدراجه مجددا لأي مدينة من مدن الأرض .

تدخلت أويا قائلة بإستنكار و شك :

-لكن جميعنا يمتلك لفافات عودة لمدينة إهناسيا على أقل تقدير , ناهيك عن المدينة التي دخلها اللاعب أول مرة حين وصل للمستوى العاشر .

-بلى , لكن لا أحد منهم يعرف أن بمقدوره الخروج من اللعبة عبر إستخدام تلك اللفائف . حتى لو حاولوا الخروج من اللعبة ستخبرهم اللعبة برسالة مقتضبة بعدم إمكانية الخروج من اللعبة في هذا المكان . جربوا و سترون بأنفسكم .

2020/02/11 · 499 مشاهدة · 1640 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024