رواية

ريونيد VRMMORPG

تأليف : د. أحمد خشبة

رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين

لمزيد من الفصول :

www.facebook.com/rioneed

الفصل الخامس و السبعون

تحرك الجميع ليقوم بمحاولة الخروج من اللعبة ليتفاجئوا بوجود نفس الرسالة التي قالها إبرو لتوه . الحقيقة أن الفضل في إكتشافه لهذا الحل يعود لأفادا الذي منحه رتوش عامة للمكان و ما كان عليه سوى التفكير في الأماكن التي تخضع لمثل هذه الشروط . لم تكن السراديب مكانا ملائما حتى السرية منها و هو يمتلك أكثر من مفتاح لأكثر من سرداب سري , فهناك لا يمكن لأي لاعب التواصل مع آخرين في هذا العالم لكن بإمكانهم الخروج من اللعبة . حتى أكثر الأماكن سرية و خطورة مثل عوالم خاصة بمهام ترقي اللاعب تسمح للاعبين بالخروج قسرا من اللعبة بشرط وجود عواقب جسيمة عليه . كان عالم ريونيد و عالم ريلانت هما الوحيدان الذي تنطبق عليهما هذه الشروط . عالم ريونيد تردد إبرو كثيرا في إحضارهم إلى هناك , فمخاطر الوجود في هذا المكان عديدة لذا فقد حذفه من خياراته ليتبقى له فقط عالم ريلانت . أثناء تفكيره و مراقبته لمحاولة خروج من أمامه كان بقية اللاعبين حولهم قاموا بمحاولة التواصل مع آخرين خارج فريقهم الحالي باللعبة ليجدوا أنهم غير قادرين على فعل ذلك . كذلك حاولوا الخروج من اللعبة ليجدوا الرسالة ذاتها التي ظهرت لمئتي و خمسة و أويا و أفادا . أثناء محاولة الجميع إستيعاب أبعاد الموقف الذي هم فيه الآن قال مئتي و خمسة متسائلا :

-ماذا سنفعل حين نكتشف هويات من يتعرض للإبتزاز يا إبرو ؟

لم يجب إبرو مباشرة لكنه نظر إلى أفادا الذي شعر أنه يوجه له هذا السؤال . صمت أفادا قليلا قبل أن يقول :

-يمكننا أن نجد أي مبرر لتأخير عودتهم للواقع خلالها يمكن لمئتي و خمسة العودة و بدء عملية البحث في ماضيهم .

-لا يمكن فعل ذلك و إلا لن يثقوا بي بعد ذلك !

-أنت لا تريد أن ترسلهم عائدين للواقع حتى يخبروا الجميع بوجود هذا المكان !!

كانت أويا تشعر بالدهشة من رد إبرو على إقتراح أفادا الذي بدا منطقيا للغاية لكن إبرو ابتسم بهدوء مجيبا إياها :

-بلى , و ما الضير في ذلك ؟ أخبروني ماذا سيقولون لمن يهددهم ؟ لقد ذهبنا لمكان تدريبات إبرو و التي جعلته يصل للمستوى الثالث و الثلاثين في سرعة و أن هذا المكان هو مدينة اسمها رونات ؟ دعهم يبحثون عن طريقة للذهاب لرونات , فهذا المكان لن يجده أحد إلا لو قمت بأخذه بنفسي إلى هنا !

بدا رده مقنعا و منطقيا للغاية ! كيف غفلوا عن تلك الجزئية الهامة ؟ حتى أفادا صاحب الفكرة نفسه قد نساها ! حينها شعروا بالثقة في مقدرتهم على تجاوز هذه الأزمة بنجاح .

-لكن من سيذهب للعبة لن يقدر على العودة لها مجددا إلا لو منحته لفافة إنتقال إلى هنا . لو منحته لفافة إنتقال ربما يرسلها إلى حساب أحد من الأمريكان و حينها سيقدرون على المجيء إلى هنا !

-لا تقلق , فأنا سأرسلك يا مئتي و خمسة لتنتظرهم في مدينة إهناسيا . سأمنحك لفافات عودة تكفي الجميع . حينها سيكون عودتك لها سبب واضح , فأنت نائب رئيس التحالف . كذلك لن أبدأ رحلة تدريبي الوهمية هنا مبررا إنتظاري لعودتكم .

-إذن ماذا سنفعل و نحن بإنتظارهم ؟

-سنبحث في أرجاء المدينة المدمرة قدر الإمكان . هذه مدينة عظيمة كانت أكثر تقدما من مدننا الحالية . مؤكد أننا سنجد بها كنوزا دفينة لاريب . لذا سنمضي الوقت في البحث وسط الأنقاض حتى يحضر الجميع إلى هنا . بالمناسبة ابق هناك في إهناسيا يا مئتي و خمسة حتى تنتهي من حل هذه المشكلة . خلال هذا الوقت سأقوم بتضليل الجميع بحثا عن الكنوز . معلومة وجود كنوز في مكان لا يقدر على الوصول عليه أحد غيرنا ستتسبب في إغضابهم بشدة .

ضحك إبرو متخيلا تأثير تلك المعلومة على الأمريكان في حين شعر فيه من حوله أنه يريد الصدام جديا مع الأمريكان . تردد أفادا قبل أن يقول محذرا :

-أليس من الحكمة عدم زيادة غضب أعدائنا نحونا ؟ دعهم يركزون على شخص آخر غيرنا فهذا سيكون أفضل .

كان يعرف إبرو أن منطق أفادا كان حكيما لكنه كان جاهلا بأبعاد مؤامرة الأمريكان مع الإسرائيليين ضد مصر . حتى لو لم يحرك إبرو إصبعه نحوهم فسيتحركون محاولين قتله و قتل من معه و تدمير كل شيء يبنيه . بحث إبرو عن إجابة مختلفة عن الحقيقة ثم قال بهدوء :

-للأسف لا يمكن ذلك , فهم قد وضعوني تحت المجهر و حتى إن لم أقم بفعل أي شيء ضدهم يكفيهم ما قمت به و المستوى الحالي الذي وصلت إليه ليجعلهم يحاولون التخلص مني .

صمت أفادا رغم شعوره أن إبرو كان يكذب عليه , فمن خلال تعامله البسيط معه أدرك أن هذا الشاب لا يقوم بشيء بدون سبب . لم يكن بمفرده من فطن لكذب إبرو لكن لم يتحدث أي منهم بأي شيء . وسط هذا الجو الغريب بينهم جميعا ظهر أمامهم دووم و هاجيكابو و روكا كلا منهم يتحرك بمفرده في تردد واضح بإتجاههم . ماإن لاحظهم إبرو حتى توقف عما كاد أن يقوله . رؤيته لروكا أسرته للغاية , فوجودها بشارة على نجاحهم في درء تلك المؤامرة . لكن ملامحه لم تتبدل و هو يستمر بالتحديق نحوهم حتى وصلوا إليه . نظر الثلاثة إلى بعضهم البعض في دهشة و أعينهم تحمل شكوكا لا حصر لها قبل أن يتحدث إبرو بهدوء :

-هل تريدون العودة للواقع و الخروج من اللعبة الآن ؟

-بلى , كيف يمكننا الخروج من هنا يا إبرو ؟

أجاب إبرو على سؤال هاجيكابو مخرجا ثلاث لفائف إنتقال لإهناسيا و هو يقول :

-الأمر بسيط . عليكم فقط استخدام لفافات العودة لأي مدينة في اللعبة و ستخرجون من هنا . هذه هي لفائف ثلاث للإنتقال لإهناسيا . ليستخدم كل منكم لفافة . لكن للعودة إلى هنا يجب أن تستخدموا لفافات إنتقال إلى رونات لذا سيكون مئتي و خمسة بإنتظاركم في إهناسيا .

نظر الثلاثة له ثم لبعضهم البعض في تردد قبل أن يمسكوا باللفافات من يديه . مزقوا لفافاتهم و أعينهم تشع شكا و عدم ثقة و غضب . كان إبرو متفهما لكل ما يمرون به لكنه لا يقدر بعد على أن يخبرهم بكل شيء . نظر إبرو نحو مئتي و خمسة الذي اكتفى بهز رأسه و قام بتمزيق لفافته هو الآخر ليختفي عن أنظارهم جميعا . انتظر إبرو نصف ساعة لم يأتيه أحد ليطلب منه الرحيل عن هنا فتذكر أمر موري . قام من مكانه و توجه صوب موري الذي كان يجلس بمفرده ليجلس إلى جواره و هو يقول :

-لماذا لا تخرج من اللعبة و تقوم بإخبارهم بما رأيت ؟

-لا حاجة لي لفعل ذلك .

-وماذا عمن يهددونك به ؟ هل ستتخلى عنه ؟

توقف موري عن اللعب ببعض الحصى بيديه لوهلة قبل أن يتابع ما يقوم به دون أي رد . تنهد إبرو في ضيق شاعرا بمدى صعوبة الوضع الذي فيه موري الآن ثم قام بإخباره بتفاصيل ما يخططون لفعله . بعدها وضع في يديه لفافة إنتقال إلى مدينة إهناسيا ليحدق نحوها موري بثبات كما لو كان يتخذ قرارا مصيريا داخله . كان غير راغب في مساعدة من يضمرون شرا له خاصة انه لم يحاول أذيتهم من قبل . لكنه تذكر أخيه الصغير ليقرر المشاركة في خطة إبرو آملا لها بالنجاح . مزق لفافته و اختفى من المكان في الوقت الذي قال إبرو فيه بصوت عال :

-الآن هناك بعض منا قد غادر اللعبة لذا لن نقدر على الترقي الآن . لذا لنفترق و نقوم بالبحث في هذه الأنقاض فهناك الكثير من الكنوز المدفونة فيها .

نظر الجميع لبعضه البعض في صمت في حين تسائلت سالسولا :

-وماذا سنفعل بالكنوز التي سنجدها ؟

ابتسم إبرو إبتسامة واسعة و هو يقول بحماس :

-كل من يجد كنزا فهو ملكا له !

لم تمر دقيقة حتى اختفى الجميع من امامه عدا ميلا جاردنر التي تحركت صوب إبرو في ثبات قبل أن تنظر نحو عينيه و هي تقول :

-أين ذهبت روكا ؟

-خرجت من اللعبة .

-لم تخبرني بشيء و ذهبت لك مباشرة كي تخرج من اللعبة . هناك شيء ما يحدث لا أعرفه !

اكتفى إبرو بهز كتفيه مبديا جهله عما تتحدث عنه ثم قال :

-لا أدري , حين تعود يمكنكِ سؤالها بنفسك .

أطالت التحديق إليه و هو يتحرك مبتعدا عنها برفقة أويا و أفادا الذي قرر أن يتحرك دوما إلى جواره . كان أفادا منغمسا في التفكير في المعلومات التي أخبره بها إبرو , ما بين عدم تصديق و خوف و فضول و ترقب كانت مشاعره مضطربة للغاية تتأرجح بينهم جميعا دون توقف . لذا سار في صمت إلى جوار إبرو دون أن يتحدث ببنت شفة . أما أويا فاكتفت بإلقاء نظرة على ميلا لتجدها لازالت واقفة في مكانها دون حراك لتقول هامسة :

-إنها ستبقى منتظرة صديقتها حتى تعود !

-لتنتظرها كما تشاء , فلا يمكنني قول شيء لها قط . حين تعود روكا ستخبرها لاريب طواعية أم مجبرة بكل شيء .

نظرت له أويا في دهشة و هي تقول مستفسرة بصوتها الخفيض :

-لماذا أنت متيقن بهذا الشكل ؟!

ابتسم إبرو و لم يجبها , فعلاقة الصداقة الوطيدة التي شك بسببها الجميع أنهما أختين من شدتها ستصبح معروفة للكل آجلا أم عاجلا . طيبة قلب روكا و قوة شخصية ميلا تكملان بعضهما البعض بشكل مثالي للغاية . تحرك إبرو متجها نحو تل عظيم من الحطام ليبدأ في رحلة البحث عن أي كنوز مطمورة بالأسفل و عقله مشغول بما يفعله مئتي و خمسة الآن . هل سيقدر بالفعل على مساعدة الجميع و إنقاذهم من براثن الأمريكان أم سيفشل في حمايتهم كلهم و سيتعرض عدد منهم للضرر ؟

مر يوم كامل عليهم و هم ينقبون في تلك الأطلال المترامية الأطراف . كثيرا ما كان يظهر عدد من لاعبي مدينة شونتي لكن إبرو كان يظهر في الصورة على الفور ليقوم بشرح الوضع بإقتضاب لهم . بعدما تكرر الموقف أكثر من مرة اعتاده كل أفراد تحالف أنوبيس لذا حين يظهر عدد من الأفراد الغريبين في المدينة كانوا لا يأبهون بهم و يواصلون رحلة بحثهم . لاحظ إبرو من حماستهم العالية التي لم تفتر حتى بعد مرور يوم كامل أنهم قد وجدوا أشياءا مثيرة بين الأنقاض . هو نفسه قد وجد عدد من اللفائف موضوعة بعناية وسط كتاب ثقيل لم يقم بفتحه مخافة أن يتعرض ما فيه للتلف . حينها تذكر أنه لم يخبر أعضاء تحالفه بمدى قدم هذا المكان لذا قام بعمل مجموعة و أسماها " قادة ست " و ضاف إليها اللاعبين الثمانية و أخبرهم بأنهم إن وجدوا شيئا فيستحب أن يتم التعامل معه بحرص بالغ فهذه المدينة قديمة للغاية و ربما يتعرف ما وجدوه للتلف . أخبرهم كذلك عن وجود محال في المدينة تقوم بتصليح تلك الكنوز مهما بلغ مستواها أو قدمها . بعدها واصل إبرو برفقة أويا و أفادا رحلة بحثهم الدؤوبة . لم يكن الوحيد صاحب الحظ الجيد بل في غضون الأيام الخمس التالية كانوا جميعا قد حصلوا على كنوزهم الخاصة .

2020/02/11 · 494 مشاهدة · 1714 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024