رواية
ريونيد VRMMORPG
تأليف : د. أحمد خشبة
رواية أونلاين تصدر يوميا بمعدل فصلين
لمزيد من الفصول :
www.facebook.com/rioneed
الفصل الثالث و الثمانون
صمتت آية كما لو فاجئها قرار إبرو ثم قالت متسائلة :
-وماذا عن كتيب دليل الإرشاد للاعبي التحالف ؟
-سأقوم بكتابته في وقت راحتي و سأنتهي منه اليوم و أرسله لكِ .
-وماذا عن مساعدتك لسالسولا و دووم و للجميع و لي بشأن المهن السرية و الترقي ؟
-الترقي لا أملك دليلا مختصرا بشأنه لكن بالنسبة للمهن كنت قد عملت على نسخة من قبل سأقوم بمراجعتها و تعديلها ثم أرسلها لكل واحد منكم . كذلك سأعمل على دليل يمتاز بكثرة تفاصيله و المعلومات و الأسرار التي به و سأرسله لكم .
-هل ستجد وقتا لكل ذلك يا إبرو ؟
كانت قلقة عليه فهذا الشاب عليه القيام بأشياء كثيرة في وقت قليل . هو لم ينل أي قسط للراحة لكنه قال :
-لا تقلقي , سأكون بخير .
نظرت له نظرة مطولة قبل أن تحضنه بمبادرة فاجئت إبرو الذي ظل متسمرا في مكانه للحظة قبل أن يحضنها بعمق . كان يعرف أن في داخلها لازالت آثار التجربة المريرة التي مرت بها عالقا مشوها نفسها لكنه يعلق آمالا كبيرة على قدرة اللعبة في تغيير كل ذلك . أمسكت بعدها بلفافة إنتقال إلى إهناسيا في حين عاد إبرو إلى السرداب من جديد ليواصل مهمة التنقيب المملة . كانت العشرة أيام المقبلة قليلة على أن يجد هذا العدد الكبير من الأحجار لكنه لم يأس بل بدأ في إستخدام عدد كبير من اللفائف في وقت قصير لتصبح أرضية السرداب مغطاة بالكامل بتلك الأحجار الزرقاء الصغيرة . بعدها بدأ رحلة إستخراج تلك الأحجار بواسطة مجرفه . كلما انتهى من إزالة مجموعة من الأحجار مخلوطين بأتربة حتى قام بعدها بالإنتقال لمنطقة أخرى ليعيد الكرة . كان الطريق الذي خلفه ورائه مليء بالأحجار الزرقاء اللامعة مختلطة بأتربة كثيفة . كلما شعر بالتعب استخدم لفافة عاصفة الريح ليتسبب في إزالة كل الأتربة عن الأحجار ليتحول المكان حوله إلى سحابة كثيفة من الغبار و تتساقط الأحجار واحدة تلو الأخرى على الأرض ليقوم بإلتقاطها في سرعة ثم يعيد الكرة من جديد في منطقة مختلفة . كانت تلك هي الخطة الي هداه إليها عقله حتى يقدر على إستخراج كم كبير من الأحجار في أسرع وقت ممكن . كان يعرف جيدا أنه بحلول اليوم العاشر لن يقدر على إيجاد وقت آخر لمثل هذه المهمة . تأجيل هذه المهمة سيكون خطيرا خاصة مع زيادة عدد اللاعبين في المدن بشكل ملحوظ . كان اليوم العاشر لحظة فارقة فهناك سيكون يوم المزاد العلني و يوم إنتهاء بناء مقر التحالف و بالتالي سيتراكم عليه كثير من المهام و الأمور التي لن يقدر أحد سواه على فعلها . لذا لم يخلد قط للراحة و واصل روتين عمله الرتيب و راحته تمثلت في إستخدامه للفافة عاصفة الريح و إلتقاط الأحجار من الأرض . حتى أي إتصال قدم إليه من قبل أويا أو مئتي و خمسة كان يستقبله بنفاد صبر و يجيب عليهم بشكل مقتضب . كانت المشاكل التي عرضوها عليه تتركز بشكل أساسي حول مشاكل اللاعبين الجدد خاصة من يشكون في أمرهم . كان دائما قرار إبرو حازما : من تشكون في أمره راقبوه و امنحوه إختبارا عبر توصيل معلومة خاطئة له . لو وجدتم المعلومة تنتشر في المنتديات قوموا على الفور بإزالته و حجبه تماما عن الإنضمام للتحالف فيما بعد . هذه الطريقة كانت متبعة كثيرا في الماضي لذا قرر إستخدامها فهي قادرة على كشف عدد كبير من العملاء في وقت قصير و مجهود بسيط . أما المشكلة الأخرى التي بدأت تؤرقه هو طلب يو شينج المتكرر للقائه . لم يكن إبرو راغبا في تضييع وقته و تفكيره و مجهوده مع يو شينج لذا اكتفى بالرد بإقتضاب رافضا مقابلته في الوقت الراهن . رغم تكرار ذلك الأمر بصورة يومية إلا أن يو شينج لم ييئس و ظل يلاحقه بشكل يومي بطلبات محادثته . خلال هذه الأيام العشر كان إبرو يعمل كالمحموم , فبغض النظر عن المسئوليات التي وكلها لأويا فإن مستواه كان لا يزيد بل ينقص ! في غضون الثلاثين يوما منذ عودته من ريلانت بلعنة جوجناق فقد حتى الآن خمس مستويات كاملة ! اثنين استطاع عبر ترقيه السابق في تعويضهما لكن ثلاثة لم يستطع أن يعوضها بعد لذا هبط مستواه للمستوى السابع و الثلاثون . رغم أن ذلك المستوى كان عاليا لجميع اللاعبين في اللعبة لكن أثناء تضييعه للوقت في هذا السرداب كان مستوى اللاعبين في العالم و في مصر قد صار في المستوى العشرين . لو استمر الحال هكذا لفقد ميزة ترقيه السريع . أما اللاعبين المميزين في الدول الأربعة من حلفائه فقد صاروا جميعا في المستوى الخامس و الثلاثون . كان قد أرسل لهم كما وعدهم بطريقة الترقي في الجبل البركاني أثناء ترحاله صوب صدع إهناسيا . في المقابل كان قد حولوا له المبلغ الضخم الذي اتفقوا معه بشأنه ليصبح في حسابه ما يزيد عن المليوني عملة ذهبية . كان إبرو يعرف أن ذلك المبلغ سيطير فور تأسيسه لمدينة ضاد حين يحصل على حجر تأسيسها من قبل سالير . حينما وصل ليومه التاسع اكتشف أن بحوذته ما يزيد عن الخمسة عشر ألفا من أحجار زيم . نظر لكل هذا العدد الضخم في مخزنه الشخصي ليشعر بحجم الإنجاز الذي قام به . رغم أنه قام أكثر من مرة بالعودة لإهناسيا لشراء عدد من لفافات عاصفة الريح إلا أنه حين وصل لهذا الرقم شعر بسعادة غامرة . أخذ نفسا عميقا و معها شعر بالتعب يجتاح عقله . لقد تعرض لضغط نفسي كبير في هذه الأيام و لم يرتاح لوهلة واحدة خلالها لكن الآن لم يكن وقتا للراحة بل وقت حصاده لمجهوده . تحرك في سرعة خارجا من الكهف ليقابل سالير الذي قال مبتسما :
-هل استطعت تجميع الأحجار أيها المغامر ؟
-بلى سيد سالير . تفضل هذه هي الأحجار كلها .
-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس نقطة مراقبة .
-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس بوابة إنتقال .
-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس مدينة تجارية .
-تنبيه : لقد بادلت مجموعة من ألف حجر زيم . مبروك عليك حصولك على حجر تأسيس مدينة صناعية .
.
.
.
توالت التنبيهات حين قام إبرو بمبادلة أحجار زيم على دفعات كل دفعة مكونة من ألف حجر . كان مسرورا للغاية بحصوله على كل هذه الأحجار المميزة و التي لن يجدها قط بسهولة فيما بعد . حين نظر للأحجار العشرين القابعة في مخزنه ابتسم إبتسامة كبيرة لكن جائزته الكبرى تمثلت في الحجر الأخير بيد سالير الذي صدر عن جسده ضوء باهر و عاصفة من الهواء ليظهر بشكل مختلف تماما عن الهيئة المتردية التي كان عليها من قبل . هذه المرة كانت كافة معداته تلمع بشكل مشابه لأداتي إبرو الأسطورتين . هل يمتلك هذا الأغو ترسانة كاملة من الأسلحة الأسطورية ؟
-شكرا لك أيها المغامر , لولا مساعدتك لي لما استطعت إصلاح معداتي . خذ هذا الحجر فهو مكافأتك .
أمسك إبرو بالحجر ذي الأوجه الثمانية و قلبه بين راحتي بديه غير مصدق حصوله عليه . ليس هذا حجر تأسيس مدينة ضاد واحدة بل ثلاث ! كاد يصرخ من فرط الفرحة لولا تمالكه لنفسه خاصة أنه أمام أغو قدير . نظر له الأغو بإمتنان قبل أن يختفي من مكانه كما لو لم يكن موجودا من قبل . لم يندهش إبرو فأغو مثل سالير مؤكد أنه ساحر قدير لذا سكلة الإنتقال اللحظي مقدر له أن يكون عالما بها . عاد إبرو لينظر نحو الحجر الذي وضعه بعناية في خزانته الشخصية و قرر أن يعود على الفور للمدينة حتى يحفظه بأمان في مخزنه هناك . أما عن كيفية تأسيس مدينة فهذا سيحتاج لتأجيله قليلا , فهو بحاجة لإراحة عقله قليلا قبل أن يستعد لما هو آت بالغد , أو في غضون ساعات على الأحرى بالتوقيت الواقعي . لم يتردد و قام على الفور بالإنتقال إلى مدينة شونتي ليقوم بعدها بالخروج من اللعبة في سلاسة .