تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل

لتحميل الكتاب الأول :

https://www.smashwords.com/books/view/1004863

برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة

وشكرا

د.أحمد خشبة مؤلف الرواية

نظر كل من بالغرفة بذهول نحو إبرو , فهذا الشاب في الثامنة عشر من عمره يجابه نائب رئيس الجهاز دون خوف بل لم يتردد أمام تهديداته و قام ردا عليه بتهديد قاسي و رد عنيف . رغم أن ذلك لم يكن غريبا على سراج الذي كان يعرف طريقة تعامل إبرو مع ممثلي الدول العظمى و دعمه لكل من يتعامل معه إلا أنه لم يتوقع أن يصل إلى هذه الدرجة لحمايته . شعر بالإمتنان نحوه , فأي شخص آخر كان ربما سيتخلى عنه و يتعامل مع من هو أعلى منه رتبة . كان أكثر المذهولين من كلمات إبرو هو محمد منصور نفسه , فكل التحريات و المعلومات المتعلقة بشأنه جعلته يدرك أن هذا الشاب الصغير محظوظ للغاية و لا يمتلك مقومات القيادة التي تجعله يقدر على الإستمرار وسط عالم المصالح و النفوذ الذي يعرفه عن ظهر قلب . لم يتخيل ولو لوهلة أن هذا الشاب لن يرضخ لإغراءاته قبل تهديداته لكنه الآن أمام عينيه قام هذا الصغير بضرب كل ذلك عرض الحائط بل و يقوم الآن بتهديد مهنته و مستقبله المبهر . شعر بالخوف يتسلل لداخله لكن قبل أن يقدر على إيجاد مخرج له وجد سراج يقوم بإرسال رسالة عبر محموله ليشعر أن حكم الإعدام قد ألقى على مسامعه للتو . هو يدرك جيدا قيمة هذه اللعبة خاصة تلك المعلومات التي نقلها الجانب الصيني إلى الرئاسة المصرية . لو كان في مكان الرئيس الآن لما تردد لثانية قبل أن يجعله كبش فداء , فمن ذا الذي يقف أمام إبرو الآن ؟ حتى أعتى دول العالم تحاول التقرب منه و نيل رضائه . لكنه لن يسقط دون معركة . إن أراد هذا الصغير العبث معه سيجعل من تلك المعركة مذبحة عنيفة يشهد لها العالم كله و التاريخ . جز على أسنانه و قال بصورة مقتضبة و هو يتحرك غاضبا خارجا من المبنى :

-ستندم كثيرا على ما فعلته اليوم سيد إبرو .

لم يكترث إبرو له , فعلى الرغم من أنه يعي تماما خطورة التهديد القادم من الداخل مقارنة بتهديدات الخارج إلا أنه كان يثق أن الرئاسة المصرية لن تتخذ قرارا خاطئا . بعدما اختفى محمد منصور من المكان قال سراج لمن حوله :

-لتواصلوا عملكم فوقتنا ضيق .

تحرك الجميع ليتابع ما كانوا يقومون به في حين قال لإبرو بنبرة خفيضة :

-لن يمكنك التخلص من محمد منصور بسهولة فله علاقات قوية و صلات عميقة بمن بالرئاسة .

-طالما لن يقدر على إيجاد مكان إختبائي الحالي فلن يتسبب بضرر كبير في الوقت الحالي .

-وماذا عن المستقبل ؟

-لا تقلق نفسك بالمستقبل , فكل لحظة تمر يدرك الجميع مدى أهمية اللعبة فيها . كلما مر وقت أطول كلما تحسن موقفنا و تعززت سلطتنا . الوقت الحالي هو أخطر اللحظات في حياتنا .

-وماذا لو أخبر عملاء الدول الأجنبية بهذا المكان الذي نحن فيه الآن ؟

نظرا لآية التي بدت خائفة للغاية من هذا الإحتمال . لم تكن متشائمة بطبيعتها لكن نظرات هذا الرجل حين اختفى كانت تنذر بسوء الطالع . لم يستخف أي منهما بما قالته , فقال سراج في سرعة :

-سأرسل أحدا لمراقبته . إن قام بأي خطوة غير منطقية فلن أتردد في قتله .

صمت إبرو قليلا محاولا تقدير حجم الخطر الذي يهدده . لم يكن محبا للعنف لكن لو حاول أحد الإقتراب منه فلن يتوانى عن تدميره . قال إبرو لسراج بصوته الهامس :

-لتقوم بإحتجازه على الفور و سنقوم بتغيير هذا المكان بعد إحتجازه . أعتقد أنك تملك عددا من الأماكن السرية الجاهزة لنقلنا في أي وقت .

-بلى , فقد استعد الجهاز بشكل تام لحمايتك .

-حسنا إذن . بعد إحتجازه سنتحرك .

قام سراج بعدها بعدد من المكالمات في ركن قصي من الصالة . في نفس الوقت قام الرجال من حوله بتفكيك كل شيء بنظام مثير للإعجاب لتصبح الصالة خالية من أي شيء . كانت المعدات التي يتم فصلها تنقل على الفور للأسفل . نظرت آية بتوتر نحو إبرو و هي تقول خائفة عليه :

-لماذا لا نقوم بالعودة للفندق ؟ يمكنك متابعة أحداث المزاد من هاتفك المحمول .

-لا تقلقي , فأنا بحاجة لمعرفة تأثير هذا المزاد على الحاضرين . لن يمكنني ذلك و أنا بعيد عنهم .

-ما الفارق بين وجودك على مسافة عدة مباني عنهم و مئات الكيلومترات ؟ أنت ستراقبهم من بث مباشر في كلتا الحالتين .

لمس إبرو برفق وجهها و هو يقول :

-لا تقلقي . كل شيء تحت سيطرتي .

راقبته و هو يتحرك نحو سراج لتشاهده يقوم بالهمس في أذنه بشيء ما ثم قالت متمتمة لنفسها :

-أتمنى أن تكون محقا .

بعدها عاد إبرو لها و ظل إلى جوارها صامتا محدقا صوب الرجال و هم ينتهون من تفكيك و نقل آخر شيء بالصالة . بعدها تحرك سراج نحوه و قال بهدوء :

-نحن مستعدون للتحرك .

-هيا بنا .

تحركوا هابطين المبنى في سرعة ليجدوا أسطول من السيارات في إنتظارهم أسفل المبنى . توجه سراج برفقة إبرو و آية صوب سيارة منهم ثم تحرك الركب في سرعة مغادرين المنطقة . ظلت آية على أعصابها متوترة للغاية حتى توقفت السيارة بعد نصف ساعة لتهبط منها لتشعر بالذهول التام . نظرت نحو إبرو في شك فقال مبتسما بصوت خفيض :

-أئمن مكان هو أكثر مكان خطورة .

-هل تعتقد أن ..

-بالطبع , لو كنت مكانه و أردت الإنتقام مني لفعلت كما خمنتي . كنتِ مصيبة في تخمينك .

-وماذا عن بقية الأماكن الآمنة ؟

-تلك الأماكن أعدها الجهاز لنا لذا فهو على علم بها كذلك . سيخبرهم بها و لن يكون بالإمكان التواجد فيها قط .

-لماذا كل هذه المجازفة يا إبرو ؟ لنعد أدراجنا فحسب !

-ونترك المتعة في اللعب مع أولئك الدول ؟ لا , فنحن لسنا بذلك الضعف يا آية .

صمتت آية و حدقت إليه . كل يوم تشعر فيه أنها تكتشفه لأول مرة . لم يكن شابا صغيرا بل بدا لها رجلا ضخما يمكنه سد العالم كله عنها و حمايتها منه . تحركت بصمت لتدخل المبنى العملاق من باب خلفي صغير بعيد عن الأعين . صعدا عبر السلالم الصغيرة المخصصة للهرب في حالة الطواريء ليصلوا بعد ربع ساعة تقريبا لقمة المبنى التي تصل إلى عشرين طابقا إرتفاعا . دخلوا بعدها لطرقة طويلة تمتد بلا نهاية ليتحرك سراج كما لو كان يحفظ المكان عن ظهر قلب عابرا عددا من الأبواب الموصدة قبل أن يصل إلى باب لا يختلف عن غيره ثم قام بوضع بصمته عليه ليفتح على الفور . كان الداخل عبارة عن حجرة صغيرة في نهايتها حائط من الزجاج المقوى و العاكس . تحرك آية صوبه لتجد نفسها تنظر نحو مسرحا بالأسفل أمامه عدد كبير من المقاعد المملوءة عن آخرها بالناس . كانوا الآن في جناح خاص بالطبقة العليا من قاعة المزاد . حين أدرك إبرو مدى خطورة محمد منصور لذا لم يأمن جانبه . فمن يدري طرقه الخاصة في إيصال المعلومة لممثلي الدول العظمى . لذا فكل مخبأ آمن تحول لموطن خطر . المثير أن عدد تلك الأماكن كان كبيرا للغاية فهو يتجاوز الخمسين . على ما يبدو أن الجهاز كان يأخذ مهمة تأمينه على محمل الجد . مثلت تلك الأماكن الكثيرة عقبات أمام ممثلي الدول , فوقت معرفتهم بوجوده في أي منها لا يسمح لهم بتفتيشها في سرعة لذا ربما ينتهى نصف النهار بأكمله و لن يقدروا على الإنتهاء من تفتيش كل الأماكن . لذا لو كان إبرو في مكانهم لقرر تدمير كل الأماكن على الفور . ربما لن يعرفوا أي الأماكن كان يختبيء بها لكن بتلك الطريقة سيتخلصون منه . لن يخطر ببالهم أن إبرو الذي يبحثون عنه كان على مسافة بسيطة منهم . أحيانا حين يجد المرء حلا لمشاكله يتناسى بقية الحلول الاخرى و يركز كل إهتمامه على هذا الحل فقط . هذه هي الطبيعة البشرية التي يفهمها إبرو جيدا . نظر سراج إليه شاعرا بالإعجاب من فكرته , فعلى الرغم من أنهم قد تحفظوا على محمد منصور في مكان آمن إلا أنه لا يمكنه ضمان ألا تصل معلومة وجوده في أي من تلك الأماكن الآمنة لمسامع خارجية . ما أدهشه أيضا هو طريقة رد فعل إبرو التي بدت مباغتة له شخصيا . لم يخبر أحدا غيره بوجودهم في هذا المكان حماية للسر , لكنه خاف على رجاله من أن يلقوا حتفهم لذا أخبرهم بضرورة البقاء حول المبنى الذي وجههم إليه و عدم دخوله قط حتى يحمونهم من الخارج كما ادعى . لا يعرف إن كانوا سيثقون بكلامه أم ربما بعض من رجال محمد منصور المنتشرين في الجهاز سيحاولون التيقن من وجودهم بالمبنى , لكنه على أي حال قام بواجبه و حذرهم . أغلق سراج الباب و جلس على المقاعد الوثيرة بجوار إبرو و آية ثم قال :

-هذه مجازفة كبيرة .

-لا تقلق , فلن يكتشفوا وجودنا .

-وماذا عن الكبسولات ؟

لم يجبها سراج مباشرة بل أمسك بهاتفه و ضغط على زر فيه لتجد حائط من حوائط القاعة الصغيرة تختفي تدريجيا عن الأنظار . كشف ذلك الحائط عن أربع كبسولات موضوعة بعناية إلى جوار بعضهم البعض . نظرت لها في دهشة ثم قالت :

-لماذا أربعة كبسولات ؟ هل سينضم أحد إلينا ؟

-لا , لكن لو ظهرت حجرة بثلاث كبسولات فحسب في المكان أنوبيسثير الريبة لا شك . لقد راجعت السجلات و وجدت أغلب الحاضرين قد حجزوا كبسولات أربع في حجراتهم . قلة فقط من حجز خمس كبسولات لذا وجود حجرة بها كبسولات أربع لن تثير أي شبهة قط .

-فكرة جيدة يا سراج .

تجاوز عبارة مدح إبرو فكان هناك الكثير من الأمور المعلقة و التي عليه الإنتهاء منها معه حيث قال :

-هل انتهيت من تحضير قائمة ما سنعرضه في المزاد ؟ لا يتبقى سوى ساعة واحدة على بدئه .

-سأرسل لك القائمة حالا .

قام على الفور بإرسال رسالة إلى سراج الذي قام بفحصها في سرعة . تفاجيء من عدد ما سيتم بيعه في المزاد فقد تخيل أن المزاد سيكون فقط خاصا بأحجار تأسيس التحالفات . نظر لإبرو في دهشة و قال متسائلا :

-كيف حصلت على كل تلك المعدات ؟

-مجرد حظ مبتدئين .

-مبتدئين ؟! أنت تملك عددا كبيرا من المعدات يفوق المئتي معدة و أداة سحرية في المستوى العشرين . على حد معلوماتي فإن المستوى العام للاعبين المتميزين في الدول الكبرى قد تخطى العشرين بمستوى أو اثنين أما مستوى بقية اللاعبين العاديين فهو لازال في الخامسة عشر . هذه المعدات ستتسبب في ضجة كبيرة !

-هذا ما أريده بالضبط . أمام كل معدة ثمنها و طريقة عرضها . كل ما عليك فعله هو إرسال تلك القائمة بالصور الخاصة بها و التفاصيل المتعلقة لكل معدة منهم إلى من سيتولون إدارة المزاد . هم سيفهمون ما عليهم فعله .

-لقد أرسلته بالفعل . أخبرني كم تتوقع من وراء هذا المزاد ؟

-لا أدري , ربما خمس ملايين و ربما أكثر .

صمت سراج قليلا فالقائمة التي بيديه كانت تجني أرباحا أكثر من ذلك في تقديره . ربما يحسب إبرو الثمن الأساسي لكل قطعة في القائمة . قام بمنح القائمة لآية التي كانت تختلس النظر نحوها فعلى ما يبدو أن إبرو لم يخبرها بتلك القائمة بعد ثم قال مستفسرا :

-وماذا عن آلية الحصول على ما يتم شرائه ؟ هل ستقوم بمنحها لكل فائز بنفسك ؟

2020/02/17 · 520 مشاهدة · 1778 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024