تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل
لتحميل الكتاب الأول :
https://www.smashwords.com/books/view/1004863
برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة
وشكرا
د.أحمد خشبة مؤلف الرواية
نظر الحراس لبعضهم البعض قبل أن يتحركوا ببطء مترددين خارجين من المكتب ثم أغلقوا بابه . انتظر إبرو لدقيقة حتى يسمح لهم بإستخدام سكلاتهم الخاصة ثم قال لديزي :
-ما سأقوم بفعله لا أعرف إن كان سيؤلمك لكن سأحاول قتل هذا الوحش الذي بداخلكِ . سيقوم الوحش بالهجوم علي لكن لا أضمن ألا يحاول أذيتكِ لذا كوني دوما مستعدة للدفاع عن نفسك فور حدوث خطب ما .
رفعت رأسها لتنظر في عينيه و تقول بنبرة شعر فيها إبرو بالدفء الغريب قائلة :
-وماذا عنك ؟
-لا تقلقي بشأني . أي شيء يحدث لي سأكون قادرا على التغلب عليه فلا تتدخلي قط .
-لكن مستواك ضئيل مقارنة بمستواي . يمكنني ..
قاطعها بحدة قائلا بجدية تامة :
-تدخلك ربما سيفيدني لكن على الأغلب سيتسبب في تعقيد الوضع اكثر مما هو معقد . لا تتدخلي و ثقي بي رجاءا . فتلك هي الطريقة التي استخدمتها لقتل جوجناق . هل سيكون وحشك أكثر ضراوة منه ؟
صمتت و لم تقل شيئا لكن خفضت رأسها و جلست في مكانها متوترة للغاية . ساحرة كبيرة مثلها تشعر بالتوتر و الخوف . جعلها ذلك تشعر بشعور فقدته منذ أمد بعيد .. شعور بالأمل . حتى لو كانت نهاية تجربة إبرو هو موتها فلا مشكلة إذن , فالموت لديها أفضل بكثير من حياتها الأسيرة الخطرة الحالية . على الأقل ستموت و هي تقاتل هذا الوحش لا مسلوبة الإرادة لا تقدر على فعل شيء تجاهه . هذا كان يكفي لها . جاء صوت إبرو القوي ليخرجها من أفكارها قائلا بجدية :
-لتبدأ .
تردد صوت بونيل في رأسه قائلا بثرثرته المعتادة :
-بونيل يبدأ عملية امتصاص طاقة الوحش . بدأت عملية الإمتصاص . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة خمسة بالمئة . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة عشرة بالمئة . بونيل استشعر إدراك الوحش لفقدانه طاقته . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة خمسة عشر بالمئة . بونيل استشعر إدراك الوحش لوجودك و إمتصاصك لطاقته . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة عشرين بالمئة . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة خمسة و عشرين بالمئة . بونيل استشعر بدء الوحش بالهجوم عليك . احذر الوحش سيقوم بالهجوم العقلي عليك . استعد الوحش سيقوم بالهجوم العقلي عليك في غضون خمس ثواني .. أربع ثواني .. بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة أربعين بالمئة . الوحش يبدأ هجومه عليك . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة خمسين بالمئة .
فور سماعه لتحذير بونيل و ثرثرته التي اعتادها منه شعر بغتة أن رأسه تؤلمه . نظر للأعلى ليجد وحشا عظيما يبلغ من الضخامة مقدار إرتفاع برج أنوبيس في مقر تحالفه . نظر إبرو للوحش و عيناه تلمعان ليقول في شراسة مماثلة لشراسة الوحش الذي أمامه :
-لن تقدر على فعل شيء . أقوى منك و فشل في ذلك . ماذا ستقدر أن تفعل أيها الضعيف ؟
-أنت تريد تدميري ؟ من أنت حتى تمتص طاقتي ؟ أنت شخص تافه . مستواك سبع وثلاثين ؟ هذا مستوى نملة مقارنة بي . ضربة إصبع واحدة مني تكفي لتدميرك . استعد لموتك أيها التعس الضعيف البائس !
لمع جسد الوحش الهائل بضوء ناري مخيف مصحوب بصوت فرقعة هائل . رغم تفاجيء إبرو إلا أنه تمالك نفسه في سرعة , على ما يبدو أن مواجهته لجوجناق لم تكن بمثل الصعوبة التي يمثلها هذا الوحش له . شعر بمدى تأثير تضحية نرو في سبيل إضعاف قوة جوجناق مقارنة بالوحش الذي يمتلك كل طاقته امامه . لكن جاء صوت بونيل ليصدح في عقله معيدا له الأمل في التغلب على الوحش قائلا :
-بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة خمس و سبعين بالمئة . بونيل يمتص طاقة الوحش بنسبة ثمانين بالمئة .
-أيها اللعين . توقف ! أنا موميد الوحشي , من أنت حتى تقوم بمص طاقتي هكذا ؟ أيها اللعين لو سنحت لي فرصة التحكم بجسد هذه الساحرة الضعيفة لقتلتك على الفور . أيها التافه الضعيف توقف فورا .
-وإلا ماذا ؟!
جاء رد إبرو جازا على أسنانه . كانت ملامحه شرسة للغاية و عيناه تحملان جنونا مطبقا . إن كان هذا الوحش قوي فهو ليس بالضعيف ! لن يرضخ لأي تهديد له مهما قال أو فعل !
-بونيل امتص طاقة الوحش كاملة . الوحش سيتعرض للموت على الفور . انتبه , بونيل يستشعر إستعداد الوحش للعنك !
قبل ان يتسنى لإبرو إستيعاب ما قاله بونيل جاء صوت الوحش صارخا :
-أيها الملعون سألعنك .. سألعنك لعنة أبدية تفقد فيها على الدوام مزاياك حين ترتقي . لن تهنأ بيوم راحة أبدا و كل يوم تحاول الترقي فيه ستتذكرني . ألعنك لعنة أبدية !
شعر إبرو بإختفاء جسد الوحش أمامه تدريجيا و معها انطلقت دفقة من الضوء الأسود تجاهه . حاول تجنبها لكن سرعته كانت أقل بكثير من سرعة هذا الضوء ليخترق جسده بالكامل متسببا في إحاطته بهالة سوداء . جاء صوت بونيل ليصدح في رأسه قائلا :
-استشعر بونيل تعرضك للعنة . بعد تحليل بونيل للعنة وجد أنها لعنة أبدية لا يمكن إزالتها . يقوم بونيل بإضعاف اللعنة . نجح بونيل في إضعاف تأثير اللعنة بنسبة ثمانين بالمئة . كلما ترتقي في المستوى ستفقد ما مقداره خمس نقاط شخصية مما تكتسبه .
اختفى الضوء الأسود حول إبرو كما ظهر ليجد أنفاسه متلاحقة بصورة مخيفة و عرقه الغزير يكاد يغرق ملابسه . نظر إبرو لديزي ليجد وجهها شاحبا للغاية . فهم أنها كانت ترى الوحش كما كان يراه و ربما قد شاهدت كل المعركة التي حدثت بينه و بين الوحش . ابتلعت ديزي ريقها و بدأ وجهها في إستعادة حيويته ببطء و هي تقول متسائلة :
-هل أنت بخير ؟
-بلى , لم أصب بأي أذى .
-لكن ماذا عن هذا الضوء الأسود و ما قاله عن لعنته الأبدية ؟
ابتسم إبرو في مرارة و هو يقول :
-هذه ليست اللعنة الأولى التي أتعرض لها , فجوجناق نفسه قد لعنني من قبل .
-هل هذا عاقبة قتلك لهم ؟
-أعتقد ذلك . فعلى ما يبدو أن تلك الوحوش قادرة على إستخدام لعنات مختلفة .
وقفت من مكانها لتترنح للحظة قبل أن تتمالك نفسها ثم أمسكت بيده و قالت في بطء :
-هل يمكنني مساعدتك في إزالة تلك اللعنات ؟
رغم شعوره بالامتنان من كلماتها كان يدرك أن شاهد بونيل نفسه لم يكن قادرا بعد على إزالة اللعنات . فهو يضعف تأثيرها فقط . على الرغم من أن نسبة إضعافه للعنات تلك قد زادت بنسبة خمس بالمئة إلا أنه كان يتعرض للعنة رغما عن أنف بونيل . لذا لن تقدر ديزي على مساعدته .. بل لن يقدر أي شخص قط على مساعدته . ابتسم لها بهدوء و ربت على رأسها قائلا :
-للأسف لا يمكن لأحد إزالتها . هذه اللعنات تصيب السمات المميزة للعبة ريونيد كما لو كان الوحوش هم الأعداء الطبيعيون للعبة .
أطالت النظر له و بدا على ملامحها التردد قبل أن تحزم أمرها ليجدها إبرو تنحني أمامه قائلة بصوت جاد :
-لن أنسى لك جميلك الذي فعلته معي اليوم طيلة حياتي . لا تعرف مقدار ما فعلته و تأثيره في نفسي , لذا انا أهب لك حياتي بأسرها رهن إشارتك . سأظل دوما تابعتك الوفية و خادمتك المخلصة . لن أحنث لك أمرا و لن أفشل في مهمة لك حتى لو كان ثمنها حياتي . من الآن فصاعدا أنت سيدي و لن أسمع أوامر شخص سواك .
باغته ذلك للغاية حتى أنه تسمر في مكانه لا يدري ماذا يقول ! على الرغم من وجود أغو أو لاعبة سابقة ذي خبرة باللعبة و بخباياها و بمستواها العالي الحالي يجعله يشعر بالإغراء تجاهها لكنه لا يحب فكرة إمتلاك شخص لحرية شخص آخر لذا قال ملوحا بيده في سرعة :
-لا تقولي ذلك , فأنا لست بسيدك . إن كنتِ تريدين رد الجميل لي فلتكوني مساعدتي و شريكتي في رحلتي الطويلة المقبلة .
-لا , فأنا لن أرضى سوى بكونك سيد لي .
-لكني لن أقبل بكِ بتلك الطريقة . إما أن تكوني شريكة لي و إما لا تساعديني على الإطلاق !
ظلت ديزي في مكانها لدقائق طويلة صامتة حانية رأسها و جسدها في سكون دون حراك . رغم ذلك لم يعدل إبرو عن قراره , فهذا ليس قرار بل إيمان راسخ لديه . كانت ديزي نموذجا مثاليا لما كان عليه الوضع حينها في حياته الماضية . لهذا لم يرد لأي شخص مهما كان قريبا منه أو غريبا عنه أن يتعرض لمثل تلك المعاملة الغير آدمية . حين شعرت ديزي بإصرار إبرو اعتدلت و نظرت إليه في حنان غريب و هي تقول :
-حسنا سأكون شريكتك لكن سأظل أناديك بسيدي و كل ما قلته من قبل سيظل دوما هو نظرتي لك .
تنهد إبرو في ضيق ليأخذ نفسا عميقا ثم يخرجه . قرر تغيير الموضوع قائلا :
-الآن بعد نجاحي معكِ يمكنني تحرير بقية حراسكِ من وحوشهم .
نظرت له بقلق و هي تقول :
-لكن سيدي كل وحش تقوم بالقضاء عليه تصيبك لعنة منه . عدد حراسي بالخارج هو عشرة حراس لذا ستتعرض لعشرة لعنات إضافية . هذا عبء كبير عليك سيدي .
رغم تأففه من طريقة مخاطبته إلا أنه لم يعلق عليها و اكتفى بالتحديق صوب الباب وهو يقول :
-لتناديهم , فحمدا لله لا يوجد سوى عشرة فقط .
-لكن سيدي ..
-أخبرتكِ أن تناديهم فناديهم , لا تقلقي بشأني فعشرة لعنات لن تحدث فارقا كبيرا لي .