تم اصدار الكتاب الالكتروني الاول للسلسلة على موقع Smashwords و قريبا على كيندل

لتحميل الكتاب الأول :

https://www.smashwords.com/books/view/1004863

برجاء دعمكم للرواية لو عجبتكم و لو بتعليق على الصفحة

وشكرا

د.أحمد خشبة مؤلف الرواية

لم يتفاجيء إبرو بكلماتها فما حدث معه للتو قد جعله يدرك أن هناك عالما خفيا عنه و هذا العالم متعلق به بشكل مباشر . لو لم يكن هذا العالم خطرا إذن لماذا حاول هذا الحارس قتله فور رؤيته لحجر جوجناق ؟ لم يعلق إبرو و اكتفى بالتحديق إليها في حين تابعت بصوتها الهاديء :

-حين تقوم الوحوش بغزو أي عالم حينها تختفي لعبة ريونيد تماما . هذا لا يعني أننا نفقد كل مكتسباتنا في اللعبة لكن حين تظهر الوحوش لا يمكنك أن تتواصل مع اللعبة أو حتى تخرج او تدخل إليها . لا أحد يعرف السبب بالضبط لكن هذا يزيد الوضع إرباكا و خطورة خاصة أننا حين ظهور الوحوش نكون غير مدركين للسبب الذي دفعها للظهور ولا هدف تواجدها ولا مدى خطورتها . من يعرف ذلك هم قلة قليلة فقط من اللاعبين و الذين لا يملكون وقتا لإخبارنا حيث يستهدفهم الوحوش كهدف أول لهم . بعد سقوط أولئك اللاعبين نصبح كالخراف أمام الذئاب الجائعة , لذا مصير العالم يكون حتمي بالدمار خاصة مع ظهور وحش جوجناق في العالم بعد أول موجة هجوم من الوحوش . نظن أن الموجة الاولى هدفها هو تقييم الوضع في العالم و تحديد قوته , لأن هناك عدد من الأغو الذين قدموا من عوالم لم تشهد ظهور وحش جوجناق بها . كل هذا مجرد نظريات وضعناها نحن الذين تطلقون عليهم بالأغو .

قاطعها إبرو مستفسرا :

-هذا يعني أنكم جئتم من عوالم مختلفة .

-بلى , فلسنا كلنا من نفس العالم . حين نفقد جميعا الأمل لاحظنا أن بعض منا لم تقدر الوحوش على تدميره كما حدث مع البقية . هؤلاء الوحوش بحتلون جسد اللاعبين و يدمرون أجسادهم من الداخل . لكن كان الوضع مختلفا لدى بعض منا . من نجا من تلك المذبحة يقوم الوحوش بنقلهم بطريقة لا نعلمها لندخل في لعبة ريونيد ناشئة . حينها نصبح أغو و نتحكم بمقاليد إدارة المدن المختلفة .

صمت إبرو قليلا مفكرا فيما سمعه لتوه ليدرك حقيقة غريبة فقال مستفسرا :

-هل هذه ليست أول لعبة تدخلون فيها كأغو ؟

-لا , بل هي السابعة و العشرون .

ألجمه ردها عن أي تعليق من قبله , لم يتوقع قط أن يكون عدد الألعاب التي مرت بها كثير لتلك الدرجة . تخيل أن تكون لعبة أو اثنتين قبل ذلك لكن سبع و عشرين لعبة هذا رقم كبير . فهذا يعني أنها شهدت تدمير سبع و عشرين عالما من قبل . هل من السهولة على وحوش نرو تدمير عوالم ريونيد ؟ لكن كيف يقدر وحوش نرو على إدخالهم في الألعاب الجديدة ؟ هذه نقطة هامة . تابعت ديزي قائلة :

-مصير أي منا هو اثنين لا ثالث لهما , إما أن يتم تدمير العالم الذي نحن فيه فينقلنا الوحوش للعالم التالي مباشرة , و إما أن تتملكنا الوحوش و نتحول بالشكل الذي رأيته بنفسك . أما إمكانية أن يقوم بقتلنا أحد لاعبي اللعبة فهذه حادثة نادرا ما شاهدتها .

-ألا تعرفون طريقة إدخال الوحوش لكم في العوالم الجديدة ؟

-كلا , فنحن ننتقل بغتة لنجد أنفسنا في العالم الجديد دون أن ندري كيف حدث ذلك .

كانت أحجية عليه أن يسعى لحلها , لكن هناك أمور أخرى عليه أن يعرف المزيد عنها لذا أجل هذه النقطة لاحقا ثم قال متسائلا :

-هل يقدر الوحوش التي داخلكم على التواصل مع بعضها البعض أو مع وحوش أخرى خارج العالم الذي نحن فيه ؟

-يمكن للوحوش بالطبع التواصل فيما بينها لذا قمت بوضع السكلة الاولى ثم دعمتها بالثانية حتى لا أسمح لأي منهم بإكتشاف ما وجدته . أما الوحوش خارج العالم فلا يمكننا ذلك . لذا لا يقدر الوحوش في اللعبة على إنشاء أي بوابة إنتقال لوحوش نرو إليها من تلقاء انفسهم .

كانت إجابتها تحمل لغزا محيرا فقال إبرو بتفكير عميق :

-لو صح ما تقولينه إذن ما الهدف من وجود الوحوش في الألعاب الجديدة ؟

-هذا لأننا نستشعر أي لاعب يذهب لما خلف أسوار أبيدون . حينها تحاول الوحوش السيطرة علينا للهجوم على اللاعب ذاك لقتله أكثر من عشر مرات في عام واحد و حينها يمكن إنشاء البوابة .

-لهذا كل عالم شاركتم فيه إنتهى بالفناء و الخراب !

-بالطبع , فمن يقدر على الوقوف أمام أغو بمستويات عالية يتحكم بهم تماما وحوش نرو الشرسة ؟

-هذا يعني أن الوحوش قد اكتشفت وجودي بالفعل .

-بالطبع , لكن لأن اللعبة لازالت في بداياتها فلم تقدر أي وحوش على السيطرة على أي أغو بعد . لكن هذا ربما يحدث في الفترة المقبلة في أي وقت .

بدا له هذا الخطر الخفي كبيرا لكن على الرغم من ذلك لم يشعر بالخوف منه بل على العكس شعر بتحدي هائل أمامه . لو ظل جاهلا بتلك المعلومة لوقع في شرك الوحوش , لكن هو الآن يعلم بما يخطط له الوحوش ضده . تذكر أويا و من أرسله الصينيون لعالم ريونيد . عليه أن يجد حلا لمن سيأتي لاحقا من اللاعبين . ربما هذا سيكون وضعا مستقبليا لكنه يعرف مدى صعوبة السيطرة على كل هذا العدد الكبير من اللاعبين خاصة من النطق المعادية له . هل يقوم بقتلهم كما يفعل الفورازيين ؟ بدت له الفكرة مقززة للغاية فتراجع عنها على الفور . عليه أن يضع ضمن خططه المستقبلية إيجاد حل لتلك المعضلة . توصل لنقطة أخرى مهمة , فطرحها على الفور متسائلا :

-ماذا عن حقيقة قتلي لجوجناق ؟ هل سينقلها الوحوش التي في داخلكم لبقية وحوش العالم ؟ ولماذا تحول هذا الساحر ليحاول قتلي ؟ هل قتلي لجوجناق أغضب الوحش الذي في داخله ؟

-للأسف فور إزالتي لسكلاتي سينقل الوحوش على الفور تلك المعلومة . أما عن سبب غضب الوحش فهذا أمر طبيعي , فجوجناق بالنسبة لهم ليس مجرد وحشا عاديا بل أشبه بقائد روحي لهم . أنت لم تشاهد طريقة نظرتهم له حين ظهر في عالمي و في العوالم الأخرى التي دمرها . حقيقة أنك قمت بقتل جوجناق ستثير غضبهم بشكل لا تتخيله . كذلك ربما للحجر الذي معك دورا في هذا , فحين امسكته شعرت بتحرك الوحش داخلي راغبا في السيطرة علي لكنه لم ينجح بعد في ذلك .

تصببت جبهة إبرو عرقا , فالآن هو مهدد في أي وقت لإنتقام الوحوش منه . هل يعود أدراجه صوب مدينة شونتي و يستمع لنصيحة روليف بالبقاء بها حتى يصير قويا ؟ تذكر المستوى الذي ذكره روليف , هل يعرف روليف شيئا أم من أخبره يعرف عن تلك المكيدة بعض المعلومات ؟ لا دخان بدون نار , هناك شخص يعرف بعض الحقائق في عالم ريونيد . ما الحقائق الأخرى التي يعرفها ؟ و هل لازال هذا الشخص على قيد الحياة ؟ شعر إبرو أمام هذا التهديد العظيم ان كل تخطيطه و إجتهاده لتأسيس تحالفه و تطوير لاعبي النطاق المصري قد باءت بالفشل , فما فائدة الخطط أمام القوة الغاشمة ؟ شعر بالندم لدخوله في جدال مع ديزي , فهذا ما دفعه لموقفه السيء الحالي . شعر بوخزة في رأسه آلمته , ليمسك برأسه في بطء و عينا ديزي مثبتتين عليه لتقول في قلق :

-هل أنت بخير يا إبرو ؟

-بلى , لكن أشعر بألم غريب . أشعر أنني نسيت امرا ما مهما .

-أمر مهم ؟ ما هو ذاك ؟

لم يجبها إبرو و بدأ عقله يعمل بأقصى طاقته . تذكر درسه المؤلم القديم , حينما تسيطر عليه مشاعره يبدأ عقله في العمل ببطء و ينسى أمورا مهمة للغاية . حاول تهدئة روعه و طمأنة نفسه و محاولة مساعدة عقله على التفكير في بيئة مريحة قدر الإمكان . بدأ عقله يسترجع ببطء كلمات ديزي و ما دار بينه و بينها من البداية للنهاية أكثر من مرة . شعر أن هناك شيء ما مفقود . ظل يعيد الكرة مرات و مرات حتى لمعت عيناه بغتة بصورة غريبة . نظر لديزي في صمت و ملامح وجهه تشير لتردد شديد يمر به فقالت في هدوء مشوب بالفضول :

-لماذا تتردد ؟ أخبرني بما تفكر فيه .

-هل يمكنني لمس رأسك ؟

اتسعت عيناها لوهلة مندهشة من طلبه الغريب قبل ان تعود لطبيعتها الهادئة قائلة :

-هل سيفيدك ذلك ؟

-لن يفيدني فحسب بل سيفيدك أنتِ أيضا .

فكرت في كلماته و على غضاضة قامت بهز رأسها مؤيدة ليقف إبرو وسط نظرات الحراس الغريبة تجاهه . لم يكترث إبرو برأيهم فيه ولا نظراتهم له حتى وصل بالقرب من ديزي . كانت شابة في العشرينيات من عمرها كما يوحي منظرها لكن إبرو كان يعرف أن عمرها كان أكبر بكثير من ذلك , رغم ذلك فإنه شعر أنها تمتلك قدرا عظيما من الجمال . لم يطل التحديق نحوها سوى للحظات مترددا قبل أن يضع يمناه فوق رأسها ثم قال بصوت عال :

-هل يمكنك إمتصاص طاقة الوحش داخلها ؟

نظر الجميع له بريبة في حين شعرت ديزي نفسها بالتوتر . كانت عبارته مباغتة لها و غير متوقعة . داخل رأس إبرو سمع صوت بونيل يقول :

-يقوم بونيل بإستشعار طاقة الوحش داخل الجسد الذي تلمسه . يمكن لبونيل إمتصاص تلك الطاقة و قتل الوحش . لأن الوحش على قيد الحياة فستتعرض لرد فعل عنيفة من قبل روحه . هل أنت متيقن من رغبتك في ذلك ؟

نظر إبرو لمن حوله من الحراس ثم قال بلهجة جادة :

-لتبتعدوا قليلا فربما يحدث ما يثير الوحوش داخلكم .

نظر الحراس له بريبة , فمن هو حتى يأمرهم ؟ لم تتردد ديزي لتقول بلهجة آمرة ملوحة بعصاها :

-سأقوم بتوسيع نطاق السكلتين حتى تشملان المكتب و الممر بالخارج . انتظروا بالممر و أغلقوا الباب و من يمتلك منكم سكلة تعزل الجميع عما سيحدث حوله فليستخدمها على الفور .

نظر الحراس إليها بغرابة فواصلت حديثها بجدية :

-لا تقفوا هكذا . هيا نفذوا اوامري .

2020/02/20 · 481 مشاهدة · 1534 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024