13 - امبراطورية  الرياح البنفسجية، قدوم طفلي الأول

"أي شخص لديه اقتراحات للرواية أتمنى يشاركها معي على سيرفر الديسكورد ستجدون الرابط في التعليقات.

أو ببساطة اكتبوا اقتراحاتكم هنا في التعليقات لتحسين الرواية.

استمتعوا بالفصل… وتحياتي للأخ Rokan.

____________

الفصل 13: امبراطورية الرياح البنفسجية، قدوم طفلي الأول

"إذا حصلتُ على مساعدة هذه العائلة… أعتقد أن الوصول إلى العرش لن يكون صعبًا. بل يبدو أنّ وقت الانتقام منهم قد اقترب." قال هوا هذا في نفسه وهو يمشي يمينًا ويسارًا، خطواته متوترة وأفكاره تغلي في رأسه.

وفجأة دوّى من صدره ضحكٌ مشوه، مجنون… ضحكٌ لا يشبه البشر:

"هاهاهاها… يا لروعة هذا الشعور… تشيون… سأمزقك قطعةً بعد قطعة… أسمع صراخك يتلاشى… أشويك حتى يتصاعد دخان لحمك… وأقدّمك هديةً لأبي. لا… لا… الأفضل… أن أعيدك للحياة كل مرة… كي أراك تموت ألف مرة!"

توقّف لحظة… وانحنت زاوية فمه بابتسامة مظلمة ملتوية، قبل أن يهمس بصوتٍ يقطر جنونًا:

"سأمزقه… ثم أستدعي كاهنًا ليعيد له صحته… ثم أمزقه من جديد… وسأكرر ذلك لألف عام. أريد أن يتعلم كيف يبدو الألم حين يصبح حياة كاملة."

توقف هوا مرة أخرى وبدأ يضحك عاليًا، ضحكة مجنونة تملؤها اللذة المظلمة، ثم عاد يمشي، ثم توقف، ثم ابتسم كمن فقد شيئًا مهمًا في عقله.

"هل فقد عقله أخيرًا…؟" قال وانغ في نفسه وهو يراقبه بصمت.

ثم هزّ هوا رأسه بعصبية، وبدأ يتمتم: "لكن… كيف سأحصل على ثقتهم؟ كيف أحصل على ثقة سيد هذه العائلة؟ فكر… فكر… فكر…"

راح يجهد عقله بشدة، يكاد يحفر أفكاره من كثرة التفكير.

لكن في النهاية… لم يجد شيئًا. وظهر على وجهه حزن ثقيل، إحباط أسود يكاد يسقطه أرضًا.

وفجأة، لمعت الفكرة في رأسه: "دقيقة… الحقيقة! الحقيقة هي أفضل طريقة!"

قالها بسرعة، ثم توقف مكانه وجلس على الأرض بلا مبالاة، مما أثار استغراب لييان ووانغ اللذين تبادلا نظرات حائرة.

"أجل… سأخبره بالحقيقة… وأتمنى أن يساعدني. لكن… كيف أصل إليه؟"

ثم ضرب جبهته بخفة وقال ساخرًا من نفسه: "يالِي من غبي… تبا! سأتبِعهم فقط! هاهاها!"

"هيّا بنا… لدينا مهمة مصيرية." قال هوا وهو ينهض، ينفض الغبار عن ثيابه، ثم يرمق لييان ووانغ بنظرة جانبية قبل أن يتجه نحو الطريق الذي سلكه كايزر.

… مقر عائلة نينغ

كانت نينغ إير جالسة أمام رجل مسن، في أواخر السبعينات من عمره، يجلس في مقدّمة الطاولة.

إلى جانبها امرأة عجوز تمسك يدها بحنان، وبجانب العجوز شاب في العشرينات… هذه كانت عائلتها: والدها، والدتها، وأخوها.

"يا ابنتي… هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين حقًا أن تصبحي تلميذة لذلك السيد؟" قال والدها بصوت ضعيف، واضح عليه المرض والوهن.

ابتسمت نينغ إير، ابتسامة حاولت أن تجعلها مطمئنة، لكنها لم تُخفِ الحزن الذي يملأ عينيها.

لقد رأت ضعف والدها… رأت كيف أصبح جسده هشا، وهذا وحده كان كافيًا ليُنهك قلبها.

ومع ذلك… كان هناك بصيص أمل.

ربما… ربما يستطيع السيد أن يعطيه دواءً، أو شيئًا يساعده.

"أبي… لا تقلق. السيد شخص جيد." قالت بلطف، تضغط على يد والدها بخفة.

تقدّمت والدتها قليلًا، تمسك يدها بقلق شديد: "ابنتي… هل أنتِ متأكدة؟ هل أجبركِ أحد على هذا؟"

هزّت نينغ إير رأسها بسرعة، ثم احتضنت يد والدتها بين يديها: "لا يا أمي… لم يجبرني أحد. لكن السيد قوي، وسأتعلم منه أشياء كثيرة… هذا سيساعد عائلتنا كثيرًا."

ثم نهضت ببطء، ومسحت دموعها بظاهر يدها، قبل أن تخطو نحو أخيها ليان بقلب يزداد رجفة مع كل خطوة.

"ليان… أختك تحبك." قالت بصوت مرتجف، والدموع تنهمر على خديها وهي تحتضنه بقوة.

بادلها ليان العناق، يلف ذراعيه حولها بقوة أكبر، كأنهما يخشيان أن يكون هذا الحضن الأخير.

اجتمع كلّ من نينغ إير وكايزر وفيليب، ثم توجّهوا معًا إلى داخل مدينة تشين يا وهم يمتطون خيولهم، فنينغ إير لم تكن قادرة بعدُ على التحليق في السماء.

وبعد رحلة قصيرة عبر طرق المدينة، وصلوا أخيرًا إلى سفح الجبل. الجبل الذي كان يُدعى قديمًا تشينغماو… لكنه لم يعد كذلك.

فالسكّان لم يعودوا ينادونه إلا باسم جبل روهان، واحترامهم للعائلة التي تقيم عليه كان كافيًا ليجعل الاسم ينتشر كالنار في الهشيم.

بل إنّ الاسم أصبح مُعتمدًا رسميًا الآن بفضل كاو، الذي كاد يموت قهرًا وتعبًا خلال الأيام الماضية وهو يحاول تغيير السجلات.

فالأمر ليس بالبساطة التي يظنها البعض.

تغيير اسمٍ في سجلات مدينة واحدة سهل، لأن حاكم تشين يا هو كاو نفسه.

لكن المصيبة الحقيقية تبدأ عند الوصول إلى المراكز العليا:

المدينة المركزية يوانغينغ: وهي المسؤولة عن تجميع سجلات كل مدن المنطقة الشمالية.

المدينة الإمبراطورية: المركز الأعلى، حيث تجمع سجلات المناطق الأربعة الشمالية، والجنوبية، والشرقية، والغربية.

وبعد جهدٍ ووساطاتٍ ورشاوى كثيييييرة، وأبوابٍ طُرقت، وتوسّلاتٍ لا تُعد… استطاع كاو بصعوبة أن يثبت اسم "روهان" في سجلات المنطقة الشمالية فقط.

أما المدينة الإمبراطورية… فكانت خارج سلطته بمسافةٍ لا يمكن بلوغها لا بالمال ولا بالنفوذ.

فلم يستطع المساس بسجلاتها مهما حاول.

…..

داخل قاعة غامضة غارقة في الظلال، وقف رجل يرتدي رداءً أسود بالكامل، وتنبعث منه هالة خانقة لا تقلّ شراسة عن هالة فيليب… بل ربما تفوقها.

قال بغضب وهو يضرب قدمه بالأرض: "تبا لك يا كايروس! هل ننتظر آلاف السنين أيها الأحمق؟ ممّ تخاف؟ لدينا ثلاثة أباطرة في صفّنا، وهم يملكون واحدًا فقط!"

رفع رجل آخر رأسه بهدوء وهو يجلس في النهاية البعيدة من الطاولة، ثم نهض بقوة وقال: "اهدأ يا ويليام. نحن هنا سواسية، ولنا أخلاق. لا تنسَ احترام الطرف الآخر."

تنفّس ويليام بعمق، ثم انحنى قليلًا: "أعتذر يا كايروس… لكن ثلاث إمبراطوريات عاجزة عن سحق إمبراطورية واحدة لِعقود؟ هذا عارٌ لن أتحمله."

وتقدّم بخطوات ثقيلة نحو كايروس.

ردّ كايروس وهو يحدّق فيه بثبات: "أتفق معك… ولكننا لا نعرف قوتهم الحقيقية بعد. ربما يملكون إمبراطورًا آخر. أساس الفوز يبدأ بمعرفة قوة الخصم."

"ها نحن ذا نعود إلى نفس الثرثرة مجددًا… تبا لك وللكلام الفارغ الذي تردده!"صرخ ويليام بغضبٍ يفور في صوته، وكأن شرارة واحدة كانت كافية لإشعال المكان كله.

قبل أن يكمل، تقدّم شاب طويل الشعر، بلون بنفسجي، عيناه تشعّان بلمعان مخيف، وملابسه فاخرة، وعلى خصره سيف طويل يحمل نقوشًا معقدة.

جلس بلا مبالاة، ووضع قدمه فوق الأخرى.

"لا… لا أتفق معك يا كايروس." قالها وهو ينظر إليهم بنبرة ساخرة.

انحنى قليلًا للأمام وأضاف: "ماذا لو أكّدتُ لكم أن لديهم إمبراطورًا واحدًا فقط، ضعيف المستوى، ومعه مجموعة من ملوكٍ بالكاد تجاوزوا المراحل المتقدمة؟"

حدّق ويليام وكايروس فيه بدهشة: "هل… أنت متأكد يا نيكولاس؟!"

ضحك نيكولاس بخفّة ونفض يديه قائلًا: "تبا، هذه النظرات المقزّزة! ألا تعرفون شيئًا عن إمبراطورية الرياح البنفسجية؟"

ثم همس بنبرة متعجرفة: "الاستخبارات…"

كانت إمبراطورية الرياح البنفسجية تُعَدّ أحدَ أضخم مراكز الاستخبارات في قارة أساريلان…

بل إن الكثيرين كانوا يقولون إنها تملك آذانًا تمتد عبر العالم كله.

فقد امتلكت تقنيات لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها:

تقنية تغيّر الوجه والهالة قدرة تسمح لعملائهم باختراق أي حصن أو إمبراطورية دون أن يشكّ أحد في هويتهم.

وتقنية سرقة الذاكرة فنّ مرعب لا يمكن تفعيله إلا بعد قتل الهدف، لكنه يكشف أسراره كما لو كانوا يقرأون عقله كتابًا مفتوحًا.

أضف إلى ذلك سرعتهم الفائقة، التي سمحت لناقلي المعلومات بالسفر بين إمبراطوريات القارة كلّها خلال ثلاثة أيام فقط سرعة لا يمكن لأي قوة أخرى مجاراتها.

لهذا السبب… كانت الممالك، العائلات العظمى، الطوائف، وحتى الإمبراطوريات نفسها تحسب لهم ألف حساب.

فمجرد علمك بأن عيون الرياح البنفسجية قد تراقبك… يكفي لزرع القشعريرة في عمودك الفقري.

صرخ الاثنان معًا بدهشة: "الاستخبارات؟!"

أومأ نيكولاس بثقة: "أجل. حققت بنفسي… مع زاكستر. وتأكدنا أن مينغ ضعيفة بشكل مخجل. إمبراطورية اللهب وحدها تستطيع سحقها."

ثم وقف فجأة وفتح ذراعيه: "إذن يا سادة… هل تريدون قطعة من مينغ؟ هل ترغبون في موارد الشرق؟"

وأشار بإصبعه إليهم: "إن تحركتُ ولم ينضمّ أحد في الوقت المناسب… أقسم لن تحصلوا على فلس واحد. وإن تجرأتم على اعتراض طريقي… أنتم تعرفون النتيجة. فكّروا جيدًا، واغتنموا الفرصة. إلى اللقاء."

غادر نيكولاس القاعة بخطوات واثقة تاركًا صمتًا ثقيلًا خلفه.

"كنت أظن أن بإمكاني غزو مينغ بإمبراطوريتي وحدها… ولو أردت الحقيقة، ما زلت قادرًا على ذلك. لكني لا أريد خسائر لا داعي لها. كل ما رغبت به هو انضمام إمبراطوريتين أخريين؛ صحيح أن المكافأة ستنخفض… لكن خسارة قوّتي أثمن من أي موارد." قال نيكولاس في نفسه وهو يبتسم بخفة.

"هؤلاء الثعالب… لو كشفت لهم ضعفا واحدا لالتفوا حولي فورًا. لكن لا بأس… فهم سينضمون، مئة بالمئة."

ثم انحنى بفكره قليلا، قبل أن يواصل بابتسامة جشعة:

"حقًا… هل رأيت يوما أسدا يرفض غزالة تعرج؟"

ضحك ويليام بقوة وهو يخرج وراء نيكولاس: "هاهاها… أنا قادم يا مينغ!"

أما كايروس، فقد مرّر يده على سيفه وقال بحماس مشتعل: "يبدو أنني كنت أفكر كثيرًا. جزء من الشرق سيكون من نصيبي… اللعنة! يا له من شعور!"

لكنهم لم يعرفوا شيئًا…

لم يعرفوا أن مخابرات إمبراطورية الرياح البنفسجية فشلت لأول مرة.

لم يعرفوا أن خلف جبال الشرق… وحشًا نائمًا يستطيع استدعاء أباطرة بنقرة إصبع واحدة.

……….

سنة 298 وفق التقويم القمري العظيم لقارة شينيا…

كان جيمس يقف خارج غرفته، يمشي بتوتر ذهابًا وإيابًا. يتوقّف لثوانٍ، ثم يعود للحركة كأن الأرض تحت قدميه لا تهدأ.

العرق يتصبّب من جبينه، ويداه ترتجفان بلا إرادة.

كانت كلٌّ من يو نينغ وياو يانغ تراقبانه باستغراب؛ فهذه لم تكن المرة الأولى التي تلد فيها إحدى زوجاته طفلًا…

لكن بالنسبة لجيمس، كانت هذه أول مرة في حياته في هذا العالم وحتى في حياته السابقة يصبح فيها أبًا.

لم يعرف يومًا معنى الأبوة، ولم يختبر هذا الشعور من قبل، لذلك كان الخوف يلتهمه من الداخل.

ورغم معرفته بأن لا شيء سيصيب مي لينغ فهي امرأة في قمة مرحلة الفارس، وكانت تتغذى على موارد وأدوية وأعشاب طبية عالية المستوى اشتراها جيمس من النظام إلا أن قلبه لم يهدأ.

وفجأة—

"نيــــياااااااااهغ!"

تجمد جيمس في مكانه. أزال أصابعه من فمه ببطء، ورأسه يلتفت بحدّة نحو باب الغرفة التي خرج منها صوت بكاء طفل صغير.

ثم انطلق كالمجنون، يركض وهو يضحك بلا تحكم:

"طفل! إنه… إنه طفلي!"

**********************

شكرا لكل من: Tuivf، وRokan، وBlack_lord، وMsab، وMohammed، وكل شخص ترك تعليقا… والله إنكم أنتم السبب الحقيقي الذي يدفعني لكتابة هذا الفصل.

وبالنسبة لك يا Rokan، فهذا الفصل تجاوز 1500 كلمة يعني تقريبا فصلين صغيرين لدى اوفيت بوعدي لك ههه.

"شكرا مرة أخرى لكل من دعم وعلق… يبدو أن الرواية لاقت إعجاب فئة من القراء وهذا ما يجعلني أستمر في الكتابة حتى تصل لعدد أكبر من الناس."

اي شخص لديه اقتراحات للرواية سيرفر ديسكورد بالتعليقات صراحة احتاج اقتراحات كثييرة.

MONCEF الفرزدق

2025/11/26 · 110 مشاهدة · 1577 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025