كنت قد جهزت الفصول لكن نمت دون قصد. استيقظت الآن.

لكن فصول جيمس تكون حلوة بليل.

الي حاب ينضم معانا لسيرفر ديسكورد:https://discord.gg/93v6rYhnpV(راح تلاقون بتعليقات كمان تعال انضم ناقش افكارك قدم اقتراحاتك هناك وايضا عشان تعرف كل اشي جديد عن الرواية وكمان صورة جيمس الجديدة هناك)

....

الفصل 51: القوة النجمية

في غرفته الهادئة، كان جيمس يستلقي على سريره الفاخر، واضعا يديه خلف رأسه باسترخاء تام.

أمامه، كانت شاشة النظام الزرقاء الشفافة تطفو في الهواء، تعرض بثا حيا ومباشرا لما يدور في طبقات الجو العليا.

كان يراقب لوريال والقديسين الآخرين وهم يخططون لإبادته، وارتسمت على شفتيه تلك الابتسامة الباردة والمستفزة، ابتسامة من ينظر إلى نمل يخطط لإسقاط فيل.

في السماء، كان القديس غريان يتحدث بثقة، وقد زال عنه التوتر بعد أن أقنع نفسه بأن التخلص من هذا "السيد" سيبعد عنهم شبح العوالم الدينية:

"أمرك يا سيدي لوريال.. سيتم تصفيته ومحو أثره قبل أن..."

لم يكمل جملته. تجمدت الكلمات في حلقه.

"تصفية من يا هذا؟"

جاء الصوت هادئا، عميقا، ومن مسافة صفر.

شعر غريان بيد باردة وثقيلة توضع على كتفه برفق مميت.

انتفض لوريال وعشرة من القديسين الواقفين خلفه بفزع، وتراجعوا للخلف غريزيا مسافة عشرات الأمتار.

جحظت عيونهم بذهول غير مسبوق.

لم يشعروا بأي تموج في الطاقة، لم يروا أي شق في الفراغ، لم يكن هناك صوت للرياح

. كأن هذا الشخص كان واقفا بينهم منذ الأزل، جزءا من الهواء نفسه.

التفت لوريال لينظر إلى الدخيل، وما إن التقت عيناه بتلك العينين السوداوين اللتين تشعان بالظلام المطلق، حتى سرت قشعريرة باردة جمدت نخاعه الشوكي.

"من أنت..." حاول لوريال أن يسأل، وصوته يرتجف.

لكن جيمس لم يمنحه شرف الإجابة.

رفع يده ببطء نحو السماء، ونطق بكلمتين هزتا أركان الغلاف الجوي:

"السيف النجمي."

بمجرد نطق الكلمات، انشق الفضاء خلف ظهر جيمس.

لم يكن شقا عاديا، بل كان جرحا في نسيج الواقع.

بزغ من العدم سيف طاقي هائل الحجم، شاهق كالبرج، يشق عنان السماء. لكنه لم يكن مصنوعا من الحديد أو النار.

كان السيف قطعة من الكون.

نصله يتشكل من سديم كوني يدور ببطء، مرصع بآلاف النجوم اللامعة، وكواكب صغيرة تدور في مدارات دقيقة داخل حد السيف، وثقوب سوداء صغيرة تمتص الضوء حولها. كان فضاء كونيا مصغرا تم ضغطه وتشكيله على هيئة سلاح دمار شامل.

نظر الجميع إلى ذلك السيف برعب ألجم ألسنتهم.

استشعر لوريال الطاقة المنبعثة منه؛ طاقة لا تنتمي لهذا العالم، طاقة تتجاوز حدود "القديس" بمراحل ضوئية.

"تراجعوا!!" صرخ لوريال برعب هستيري، واندفع إلى الوراء بكامل قوته، وتبعه القديسون بوجوه شاحبة كالأموات، يطيرون مبتعدين لمسافة ألف ميل في ثوان معدودة، وعيونهم لا تزال معلقة بذلك المشهد المستحيل.

"تقنية سماوية؟.. لا، لا.. هذا شيء أعلى.. هذا.. لا يمكن!" تمتم لوريال وهو يلهث، يراقب من بعيد بعينيه المعززتين بالطاقة.

أما القديس غريان، الذي كانت يد جيمس لا تزال على كتفه، فقد كان مصيره مختلفا.

تجمد في مكانه تحت ضغط هالة جيمس المرعبة.

حاول أن يلتفت لينظر إلى جيمس، لكنه لم يكمل نظرته.

تحرك السيف النجمي ببطء، ومال نصله الكونى ليلامس جسد غريان.

لم يقطعه السيف.

بل ابتلعه.

في تلك اللحظة، عاش غريان جحيما لا يمكن للعقل البشري استيعابه.

شعر وكأن جاذبية ثقب أسود تسحب كل ذرة في جسده.

غاص جسده داخل نصل السيف، وكأنه يغرق في فضاء سحيق.

رأى النجوم تقترب منه وتحرقه بحرارة ملايين الدرجات، وفي نفس الوقت، شعر ببرودة الفراغ المطلق تجمد عظامه وتفتتها.

تمزق جلده وتطاير كغبار كوني، وتفككت عضلاته ذرة ذرة، وهو يصرخ صرخة صامتة لا يسمعها أحد في الفراغ.

كان يشعر بجسده يتمدد ويتمزق عبر مسافات ضوئية داخل السيف، وكأن الكون بأكمله يطبق عليه ليحوله إلى عدم.

اختفى غريان بالكامل داخل السيف النجمي، ولم يبق منه أثر، لا دماء ولا رماد.

لقد أصبح جزءا من الغبار الكوني الذي يدور داخل نصل جيمس.

نظر جيمس إلى مكان غريان الفارغ ببرود، ثم رفع بصره نحو لوريال البعيد، وابتسم تلك الابتسامة الشيطانية التي تعد بالمزيد.

تلاشى السيف النجمي فجأة وكأنه ابتلع من قبل الفراغ الكوني عائدا إلى حيث أتى، تاركا جيمس معلقا في السماء.

لم يتحرك جسده، لكن عينيه السوداوين تسمرتا على مكان لوريال البعيد بتركيز مطلق.

"الخطوات النجمية"

نطق جيمس بالكلمات بهمس، وفي جزء من الثانية، انفجر مكانه طاقة سوداء كثيفة، مخلفة وراءها سديما صغيرا وكأن نجما قد مات وانفجر للتو.

لم يقطع المسافة، بل طوى الفضاء طيا.

"أريد أن أعرف ماذا تريدون أيها السادة الكرام.. هاهاها"

دوى صوت ضحكته المجنونة خلف أحد القديسين العشرة مباشرة.

وقبل أن يدرك القديس وجوده، أرسل جيمس ركلة جانبية خاطفة، مشبعة بطاقة الفراغ، استهدفت عنق القديس بدقة جراحية.

انطلق القديس في الهواء كقذيفة مدفع، يخرق طبقات الصوت من شدة الدفع.

لم يمت، فجسد القديس صلب كالألماس، لكن الضربة كانت كافية لتمزيق أنسجته المقدسة.

انفتح اللحم عند عنقه، وتناثرت دماء ذهبية اللون، دماء لم تخرج من جسده منذ عشرات آلاف السنين، لترسم خطا في السماء وسط ذهول رفاقه.

"همم.."

تنهد لوريال بملل مصطنع، وفي حركة فاقت سرعة الضوء، اختفى من مكانه وظهر خلف جيمس مباشرة، مستغلا لحظة هجومه.

رفع يده اليمنى، وحول ذراعه وكفه إلى نصل طاقي حاد يقطع الأبعاد، وهوى به نحو عنق جيمس بنية الفصل الفوري.

استشعر جيمس الخطر بمسامه.

لوى جسده في الهواء بطريقة مستحيلة، متجنبا النصل المميت بفارق مليمترات.

شعر بحرارة القطع تلفح رقبته، وتصبب العرق البارد منه.

تراجع للخلف بسرعة الضوء، ونظر إلى المكان الذي كان يقف فيه.

كان الهواء هناك قد انفجر حرفيا.

ظهر شق أحمر طويل في نسيج الواقع، ينضح ببريق أبيض حارق، دليل على القوة المدمرة التي وضعها لوريال في تلك الضربة.

"هه.. على بعد سنتيمترات" قال جيمس وهو يرفع رأسه ببرود، ماسحا العرق عن جبينه، ناظرا إلى لوريال الذي كان يحدق في الفراغ الذي أفلت منه جيمس بمزيج من الغضب المكتوم والصدمة من سرعة رد فعله.

"من أنت أيها السيد؟" سأل لوريال وهو يقبض على يديه بقوة، وعيناه تقدحان شررا.

"أنا الذي يسأل.. ماذا تريدون من عائلتي يا أصدقاء؟" رد جيمس وابتسامة مجنونة وواسعة تكتسي وجهه، ابتسامة جعلت القديسين العشرة يرتعشون في أماكنهم، لكن لوريال ظل ثابتا كالجبل.

اعتدل لوريال في وقفته، وقرر تغيير التكتيك.

أدرك أن القوة وحدها قد تكون مكلفة، فقرر ضرب العقل.

"آه.. أنت السيد الذي قتل عشرة مليارات إنسان.. السيد الذي أباد إمبراطورية بسبب بعض النساء." قال لوريال بنبرة هادئة ومستفزة، وهو يرسم ابتسامة خبيثة على شفتيه:

"سيدي ملك الموت.. أقسم أنني كنت أحترمك عندما سمعت الخبر لأول مرة. شخص استطاع قتل هذا العدد الهائل؟ سرى في نفسي شعور بالفرح والخوف والرعب والاحترام لقوتك الطاغية."

بدأ لوريال يطوف حول جيمس من بعيد، ويكمل حديثه النفسي السام:

"كان الاتحاد القاري يريد إرسال أحد أصحاب القمم الثلاث الأولى لإبادتك فورا، لكنني تقدمت وتطوعت. أنا لوريال، صاحب القمة الرابعة. كنت أريد مقابلتك يا سيدي ملك الموت، كنت أتوق لرؤية الرجل الذي تجرأ على فعل ذلك، كنت أريد معرفة الدافع العظيم، الطموح، الرغبة في حكم العالم.."

توقف لوريال ونظر إلى عيني جيمس السوداوين بازدراء واضح ومصطنع:

"ولكن عندما عرفت السبب.. لم أغضب، بل حزنت. شعرت بالشفقة. فأنت كان سبب قتلك هو.. الحب."

نطق كلمة "الحب" وكأنها شتيمة، أو مرض معدٍ:

"ليس المتعة، ولا السيطرة، ولا الهيمنة المطلقة. أمثالك يا سيد ملك الموت، لو قيل لهم اقتل الآن لأننا سنقتل أهلك غدا، سيختارون التردد، سيختارون الأخلاق، سيختارون ألا يقتلوا.. ولكن، بعد أن يتم أخذ ما يملكون، بعد أن تذبح نساؤهم أمام أعينهم، يبدأون بالصراخ والبكاء كالفتاة الصغيرة."

راقب لوريال وجه جيمس البارد، وهو يصرخ في داخله: "اغضب.. اغضب يا ملك الموت.. افقد صوابك لأجد..."

أمسك لوريال بطنه وتظاهر بالغثيان، مقلدا صراخا وهميا:

"يصرخون: آاه.. زوجتي.. لا لا أرجوكي لا تموتي.. أنا أحبك.. تبا، سأتقيأ من هذه العاطفة المقرفة. أنت لست ملكا، أنت مجرد طفل يملك قوة لا يستحقها، تحركه مشاعر الفانين."

ساد صمت ثقيل.

نظر الجميع إلى جيمس، متوقعين انفجاره غضبا.

لكن جيمس ظل واقفا، هادئا، وعيناه السوداوان تزدادان عتمة.

"أنت.." نطق جيمس ببرود، وكأن كلمات لوريال لم تخدشه:

"أريد أن أعرف شيئا واحدا الآن."

أمال جيمس رأسه إلى اليسار ببطء شديد، حتى طقطقت رقبته، ونظر إلى لوريال بنظرة جعلت ابتسامة القديس تتلاشى تدريجيا:

"قبل دقيقة واحدة.. كنت تهرب مني كالكلب المذعور خوفا من سيفي.. والآن؟ تقف هنا وتستفزني وتلقي خطابات فلسفية عن الحب والقوة؟ هل تعتقد حقا أنك بمجرد أن جعلتني أتفادى ضربتك الواحدة، أصبحت قادرا على قتلي؟"

اتسعت ابتسامة جيمس لتصبح مرعبة، شقت وجهه من الأذن للأذن، وبدأت عيناه السوداوان تشعان بطاقة مظلمة كثيفة، وكأن وحشا استيقظ للتو من سباته:

"يبدو أنك أسأت فهم اللعبة.. أنا لم أتفاد ضربتك خوفا.. أنا تفاديتها لأنني أريد أن أستمتع بتمزيقك قطعة قطعة."

2025/12/21 · 55 مشاهدة · 1322 كلمة
Moncef_
نادي الروايات - 2025