5 - الإختبار الشفوي-2

الإختبار الشفوي-2






كانت تعابير العجائز متجمدة، تشكيلات الفنون السماوية عبارة عن تقنية طبية تسببت في جعل العالم ينقلب رأسا على عقب، و الكلمات التي أفرزها فم هذا الطفل كانت بمتابة صدمة كبيرة.

"أيها الطفل، كيف استطعت معرفة آخر ما توصل إليه الأطباء في عشيرة الصقر الفضي" قال العجوز القابع في الوسط و ابتسامته الساخرة انتدثرت مكونة سيلا من التساؤلات.

الشخص الوحيد الذي استطاع فهم غموض هذا الفن و هو ليانغ تي، و قذد تم تلقيبه بإله الطب و معاملته بتقديس من قبل طائفة الصقر الفضي، إلا أنه رغم قضاءه خمسين سنة من البحث و التركيز لم يستطع استوعاب التشكيل التالت و قد استنتج أن المكونات النادرة هي السبيل الوحيد لفك رموز التشكيل الأخير.

وجه هان رأسه لينظر لهؤلاء الذين تربعوا على قمة المعرفة، و قد كانوا متمرسين في فنون الدفاع عن النفس، إلا أنهم ينتظرون إجابة سحرية من طفل قد بلغ 15 سنة، لم يستطع هان أن يساعد، إلا أن ضحكته الخالية من أي فكاهة هزت قلوب العجائز.

"فنون التشاكيل السماوية، تقنية طبية إلهية، و قد اكتشفت في العصور القديمة، إلا أن التشكيل التالت لم يستطع أي بشري استدراكه، حتى لو صعدت الشمس بدون انقطاع إلى السماء، فلا مفر من توقفها في الوسط، التشكيل الأول فقط يستطيع معالجة أي سم و تنقيحه، التشكيل التاني سيجعل الجروح الخطيرة و المميتة شيئا بسيطا ككدمة عادية، أما التشكيل التالت فيستطيع تجديد الأوردة للمقاتلين و معرفة الداء بمجرد نظرة واحدة فقط بدون فحص، و الأكثر هو القدرة على إعادة الميت إلى الحياة إن أتقن الشخص التشكيل"

عندما كانوا يتأملون بتهور في هان، و قف العجائز منتصبين كجدع الخيزران، و توقفوا عن الحركة و مع نظرة باردة على وجوههم، كانت كلمات هان صحيحة بشكل مثير للشك، فقد استنتج إله الطب ليانغ تي نفس الإستنتاج، إلا أنه لم يقدر على استوعاب مزايا التشكيل التالت، و هذا الطفل أمامهم قد تجرأ على ادعاء فهمه لغموض هذا الفن الإلهي.

"أيها الطفل الوضيع، كيف تتجرأ على قول كلمات لا تدرك خطورتها، فلتدرك مكانتك الوضيعة" قال العجوز هو و هو يحدق في هان بأعين نصف مغلقة.

"ليست لدي الجرأة الكافية للكدب أمام الأسياد، إلا أن هذا الفن مجرد رموز تحتاج إلى تفكيك، و العمر ليس هو المحدد لجدارة الإنسان، بل قوة إدراكه، و أغلب الأطباء في أنحاء القارة قد استنتجوا أن التشكيل التالت يحتاج لمكونات نادرة لإتقانه، و هذا بالنسبة لي نقص في الإستيعاب، فلعاب العنقاء هو شيئ نادر الحدوث في عصرنا الحالي، فالعنقاء مخلوق سماوي قد أصبح أسطورة بين الجنس البشري، و جوهر النمر الأبيض هو مكون لا يمكن الحصول عليه، لأن الوحوش الشيطانية قد انقرضت منذ الأزل، الأمر أبسط من هذا بكثير"

بعد لحظة، هدأ العجائز، و جلسوا نصف قرفصاء مع تمديد ذراعهم، و استعدوا لطرح أسئلة أخرى لهان، فرؤيتهم لهان الذي يتمتع بقدرة إدركية كبيرة جعلتهم يرتعشون من الإثارة.

"أيها الطفل هان، هل نستنتج من كلماتك هذه أنك قد اتقنت الفن السماوي" قال العجوز ببطئ شديد.

هان شعر بالراحة في قلبه، إذا استطاع تأكيد كلامه فسيرتفع بين السحاب في السماء، و إن فشل كل ما بذله من جهد قد يضيع، و سيسقط أسفل الهاوية، بعد لحظة قصيرة، لوح هان يديه ليبدأ بتشكيل صور وهمية في الهواء، من نظرة واحدة سترى ضوء أصفر مكونا رمزا معقدا جعل فكوك العجائز تسقط، و بدأ العجوز هو بالصراخ.

"مستحيل، إنه التشكيل التاني من الفن السماوي."

بعد لحظة قصيرة، بدأوا بتقئ الدماء و هم يحدقون بدائرة غمرت الغرفة.

"هذا لا يمكن، إنه التشكيل التالت"

"يا إلاهي ...!"

في هذه اللحظة، لم يعد يستطيع العجوز في الوسط قمع صدمته.

"أيها الطفل هان، هل هذا هو التشكيل التالت؟"

"أجل، هذا هو التشكيل الأخير، إلا أنه لا يضل غير كامل، فقد استوعبت غموضه منذ فترة طويلة، إلا أن عدم توقر بية لائقة و مكونات مناسبة لترميم الأساس غير متواجدة"

العجائز يمكنهم فقط أن يبتسموا بمرارة، و بدأت أجسادهم بالإرتعاش، و كفوفهم تحتضن أدرعهم الأخرى، كانوا يحدقون بهان ككنز ثمين، لم يعودوا قادرين على تحريك إصبع واحد من الصدمة، تركيزهم العميق موجه نحو هان، بأعين ملأتها الرغبات و الجشع و التملك.

"ليس سيئا أيها الطفل، ليس سيئا''

هان و هو يشاهد هذه الأعين الحمراء، إبتسم بضعف و بضحكة جافة ساير هؤلاء العجائز، لحسن الحظ، لم يقم بكشف أوراقه، فقد شكك بذلك التوجس عندهم من هذا الفن السماوي، إلا أنه لم يطلعهم على سر إتقانه التام بهذه التقنية، فبعد النظرة الباردة التي ملأت عيونهم قد تأكدت شكوكه، على الرغم أنه لم يكن لديه خيار آخر سوى إظهار معرفة و قدرة إدراكية عالية.

"أيها الطفل هان، لقد أذهلت هؤلاء العجائز و قد قررنا إعطائك العلامة الكاملة." قالها العجوز هو يلوح بيده التي المكمشة قد لامست ذقنه و هو يحدق في عمق بهان.

مد هان كف يده و استخدم بعض القوة ليشابكها مع قبضته، الذي كان قد تعافى من ذلك الظغط الساحق خلال فترة جلوسه، و لكن في هذه اللحظة توقفت يد هان عن الإستيجابة عن إرادته، حتى أنه يفتقر للقوة للحفاظ على توازنه، هان توقف للحظة قبل أن تبدأ الدموع بالنزول، عض شفتيه ليكبح هذه المشاعر، إلا أن صور أمه و أخته في عقله جعلت أحاسيسه تضعف.

"أيها الطفل هان، المرحلة الأولى من الإختبار ليس له أهمية كبيرة في تقرير دخول الممتحن للعشيرة، إلا أن إدراكك الذي تجاوز البالغين و العباقرة قد ألهم هؤلاء العجائز، لقد قررنا أن نعهدك كتلميد رسمي بتوجيهاتنا، ما رأيك"


2017/10/02 · 279 مشاهدة · 836 كلمة
هان
نادي الروايات - 2024