4 - الإختبار الشفوي-1

الإختبار الشفوي-1







أمام الأطفال، الحامي يان يصرخ، "الجميع إستمعوا جيدا، سينقسم الإختبار إلى مرحلتين، المرحلة الأولى عبارة عن أسئلة شفوية ستحدد تقافتك العامة حول فنون القتال و مختلف الأمور، داخل جبل الثور الصخري الهائج هناك مسار صغير يمتد من غابة السماء إلى منحدر صخري غادر، المسار يتكون من سلسلة تتألف من جروف متوسطة الحجم، فقط أولائك الذين حصلوا على أكثر من 70 بالمئة من المرحلة الأولى، و تمكنوا من تجاوز عوائق المرحلة التانية بحلول الغروب سيتمكنون من الإنضمام إلى طائفة النسور الذهبية، حتى إن لم تحقق النتائج المنشودة و أظهرت مستوى لائق، لازال بإمكانك أن تصبح تلميد خارجي."

هان بطبيعة الحال، يدرك جيدا إختلاف التلميد الداخلي عن الخارجي، قد يكون الإختلاف في كلمة واحدة، إلا أن الفرق كان كالسماء و الأرض، لذلك كان يعرف فقط أنه سيظهر كل إمكانته المعرفية لأنها حليفه الحالي، إن حقق نتيجة عالية في المرحلة الأولى فهذا سيزيد من فعالية نجاحه.

هان تأمل ببطئ في الأطفال الآخرين، كل ما يشاهده هو التوتر السائد على الجو المحيط، كان له هاجس وحشي بتحقيق فوز كاسح، كان هان غير راغب بالخسارة أمام أطفال يصغرونه سنا فقط لإيجادهم لفنون الدفاع عن النفس.

الحامي يان، حدق في الأطفال بحزم، "حسنا، المرحلة الأولى على وشك البدأ، كل طفل سيحصل على رقم محدد يتبت وجوده."

بعد مدة قصيرة، كان هان يحدق بعمق في أشخاص بالعشرينات يرتدون رداء أسود له جوانب ذهبية، لم يكن يعرف هان هويتهم بالظبط، إلا أنه خمن أنهم تلاميذ كبار للطائفة.

كانت أعدادهم تقارب التلاثين، و هذا نفس عدد الأطفال الذين تواجدوا في الساحة، كل واحد منهم حرك إصبعه الأوسط ليضهر توهج شفاف ضعيف قبل أن يختفي، تاركا عددا في قميص كل طفل.

هان لايمكن أن يساعد و لكن يفكر، "هل هذه الطاقة الداخلية، كم سيكون رائعا إمتلاك طاقة داخلية"

عندما كان يحملق بالعدد الموجود على توبه، لم يستطع هان تملك حماسه المفرط و تلهفه للقوة، فبعد رؤيته لتحركات التلاميذ الكبار بدأ هان يتخيل صورا وهمية لنفسه و هو يقاتل مجموعة من الأثرياء، و لكن بفنونه الساحقة لم يستطيعوا مجابهته.

بينما كان هان يتأمل بقلة حذر، صوت الحامي يان إجتاح الساحة ليبدأ بالصراخ بأعداد مختلفة، و كلما تقدم طفل إلى البوابة الضخمة، خرج و رأسه محني و خيبة الأمل استحودت على تعابيره و الدم يقطر من ملابسه.

لم يستطع أن يساعد، إلا أن هان شعر بتخدر قوي في دراعه و لم يقدر على كبح توتره العنيف، حتى لو كانت معرفته تتجاوز أغلبية الأطفال و البالغين، إلا أن تفكيره بنوعية الأسئلة جعله يرتجف خوفا، ليعض على شفتيه محاولا قمع ذلك الرعب عديم النفع.

بعد خروج نحو نصف الأطفال، صرخ الحامي يان برقم مميز قليلا مقارنة بأقرانه، "صاحب الرقم 333، فليتقدم."

كان ممددا على صخرة في جانب الساحة، عندما تناقل إلى مسامعه نفس الرقم الموجود في ثوبه، توقف عن الحركة، كان هان قلقا جدا، لكنه لم يجرء على جعل خوفه يحرمه من خوض غمار مصيره، كان مرعوبا قليلا، كانت نظرته باردة، خفض جسده و أراح كتفيه ليسرع في الخطا نحو البوابة.

بعد أن مشى هان لمسافة، وقف منتصبا أمام البوابة الخشبية، وجد أن الظغط قد جعل خطواته تصبح أثقل، لم يعد يستطيع المضي قدما، بعد وقوفه لعشرة أنفاس إجتاحت هان موجة من الإرادة لدفعه للأمام.

داخل البوابة، كان المكان مخيف قليلا، بطريق مكون من الشمع الأبيض يمتد إلى باب رمادي اللون، و إيضائة من طاقة الحياة، جعل هان يسحر من هذا المنظر الجميل، الذي لا يمكن مصادفته في العالم الخارجي.

و هو يتقدم، قام هان بفتح الباب الرمادي ليرمق تلات أشخاص في آواخر العمر، بوجوه تغلبت عليهم الحياة، و بأياد مكمشة و مليئة بالتجاعيد، و لكنهم أطلقوا مع كل نفس هائلة جعلت هان ينحني قليلا، و في نقطة معينة، أصبح مرهقا للغاية، لذلك لم يكن لديه خيار سوى التشبت بسرداب أسود قريب منه لتحمل ذلك الجو الخانق.

بعد أن أخد استراحة، و بدأت أنفاسه تعود تلقائيا لنظامها الطبيعي، تشكلت على وجه هان كمية مشبعة من الخوف و هو يحدق في ذلك العجوز الذي قبع في الوسط، كانت نظراته باردة و ابتسامته الساخرة كأفعى تتربص بفريستها.

كان هان طفل قد بلغ 15 سنة، و كأي فتى قروي فهو كان بعيد كل البعد عن حياة القتال و الحروب، إلا أنه بنظرة واحدة لهذا العجوز، جعل شعر رأسه يقف.

لقد كانت نية قتل قوية، تسبب في جعل نفس هان يدفع بسهولة مرة أخرى و قد كان يغادر، دقات قلبه تسارعت بشكل مهول.

هان حول رأسه للخلف، و بدأت الهالة الساحقة في الغرفة تختفي تدريجيا، للوح أحد العجائج بدراعه بثقل شديد و هو يحدق بعمق في هان.

"أيها الطفل، ما هو إسمك؟"

"هان.'' كانت إيجابة هان سريعة للغاية تسببت في تغير طفيف في ملامح الحاضرين.

"إرادتك قوية أيها الطفل هان، ليس فقط أنك تحملت ظغط قوتنا، بل مازال وعيك حاضرا، هذا نادر في شباب اليوم"، بلحية سوداء وصلت لخصره النحيل، و بنظرة تاقبة تظهر سنوات من الخبرة الدامغة في الحياة، لقد كان هالته ملكية.

"أيها الطفل هان، كل من هؤلاء العجائز سيقوم بطرح سؤال عليك، لتحديد مدى معرفتك بمختلف الأمور، هل أنت مستعد؟"

"أجل، سيدي" أعين هان بدأت تتوسع أكتر فأكثر.

"سأفتتح الإختبار الشفوي بنفسي، ماهي الدائرة القطبية؟"

"الدائرة القطبية هي تعويذة من صنف الشامان، تساعد الساحر على امتصاص الوحوش الشيطانية التي تمتلك جوهر الروح، و قد تم إنشائها من ليان تو أكبر ساحر عرفته قارة جيانغ فو، و بهذه التعويدة إستطاع قمع استبدادية الوحوش الشيطانية في شمال القارة، و في العصور القديمة قيل أن الدائرة القطبية بدورها تستطيع إستدعاء تعلب البرق"

لقد كانت معرفة هان بالتاريخ القديم للسحرة أمرا يدعوا للتعجب، فقد آتارته العصور القديمة التي حملت معها تقنيات غريبة ووحوش شيطانية التي تعتبر شيئا منقرضا و أسطوريا في كامل قارة جيانغ فو.

صدمة إعترت وجوه العجائز، فهان لم يكتفي بشرح التعويذة إلا أنه كشف عن مؤسسها، و عن معلومات جانبية لن يهتم أغلب الأشخاص بها.

"أحسنت أيها الطفل هان، أيها العجوز هو، قم بطرح سؤالك"

كان العجوز هو صاحب نظرات باردة، و قد كان حضوره منعدما تقريبا مقارنة بباقي الحاضرين، قام بوضع أصبعه على ذقنه.

"ما هو التشكيل التالت لفنون السماء."

"التشكيل التالت لفنون السماء عبارة عن مزج طبيعي بالفن الأول و الثاني، و في العصور القديمة قد استكشف البشر هذه الفنون الإلاهية بعد بحث طويل دام لمئات السنوات، إلا أن طائفة الصقر الفضي المبجلة، إستطاعت بقوتها المطلقة، الإستحواد على هذه الفنون و تطويرها رغم المعطيات المفقودة و الأهم كونها غير كاملة، التشكيل التالت بالأحرى لايمكن تشكيله، فحتى لو توفر جوهر روح النمر الأبيض و لعاب عنقاء إلا أنه يظل فنا غير كامل."

هدوء حل على الغرفة.




ملاحظة.



بالنسبة لجدول محدد لطرح الفصول، فللأسف أنا شخص عشوائي و قد أطرح الفصل في الفجر أو في العشاء أو أي وقت، فأرجوا المعذرة منكم أعزائي.


2017/10/01 · 264 مشاهدة · 1049 كلمة
هان
نادي الروايات - 2024