3 - جبل الثور الصخري الهائج

جبل الثور الصخري الهائج








كانت الرائحة داخل العربة جميلة للغاية، لكن هذا لم يكن غريبا، إنها لشخص يمتلك رتبة حامي، و كانت مساحتها فائضة قد تكفي لعشرين شخصا، فور صعود إبن شياو هي للعربة، كان قلب هان مضغوط، حتى إذا كان ذلك الطفل قد ولد بملعقة فضية في فمه إلا أن اليأس داخل هان كان لا يطاق.

و كان هان فطن، لم يكلف نفسه عناء سؤال المارة عن موقع الإختبار، عوض ذلك قام بتتبع العربة التي كانت متوجهة للبيت القصيد.

بعد خروج العربة من الساحة الرئيسية، إتجهت غربا بعدة طرق وعرة، قد لاحض هان في تقدمه سربا من قطاع الطرق، إلا أن إلتفافات العربة كانت ناجحة لتتفادهم، و قد أدرك هان أن قراره في تتبعها كان صحيحا، سائق العربة كان له دراية واسعة بجغرافية الجبل.

بعد تلات ساعات، تمكن هان من الوصول إلى وجهته، "جبل الثور الصخري الهائج"، كان المنظر ساحرا، لقد تم افتتان هان بجمالية هذا المشهد أمامه، إلا أنه عندما واصلت العربة التقدم، استيقظ من حالة الذهول و تابع المشي.

كان جبل الثور الصخري الهائج، في الأصل عبارة عن ساحل طيني إمتد لآلاف الأميال، و تقول الكتب القديمة أن في العصور الأزلية، استولى وحش شيطاني آثري على هيئة ثور على هذه المنطقة، و قام بتحويله إلى جبل، و بعد سطوع شمس هذا المكان للجنس البشري، إكتشفوا روعة هذا الجبل البني الذي جعل غروب الشمس و شروقها يبدوا ساحرا، و الأهم و هو الشكل الخارجي للجبل، كان على صورة وهمية لثور هائج، فقرر البشر تسميته "جبل الثور الصخري الهائج".

كان جبل الثور الصخري الهائج تالث أكبر جبل في القارة، خارجيا قيد يبدوا كجبل كبير عادي، إلا أنه امتلك سلسلة متنوعة ما بين الهضاب و القمم في أساسه، و قد كان كل منها خطيرا للغاية، و تحت سيطرة طائفة النسور الذهبية، فلن يتجرأ أي بشري بالخطو على هذا الجبل، وقد سمي بقمة النجمة البعدية، نضرا لكون مساراته غادرة و أراضيه وعرة، و قد أسست طائفة النسور الذهبية نقاط تفتيش دفاعية للحد من أي هجوم متسلل.

كما يتبع هان العربة داخل الغابة، كان أنظاره مصبوة حول بوابة كبيرة قد تصل للعشرة أمتار، و عرضها السميك الذي تجاوز فخض إنسن بالغ، كان يعاين المناطق القريبة، و فجأة سمع صوت خطوات تقترب، إلا أنها كانت متوجهة للعربة، بصوت حازم مليئ بنية القتل.

"حامي لانغ، لماذا هذا التأخر الغير مبرر؟"

بعد مدة قصيرة، جسد نحيل خرج من العربة مقتصدا صاحب الصوت، و هذا لم يكن سوى الحامي لانغ.

"الأخ الصغير يان، لما كل هذا الغضب" خرجت موجة من الضحك الضعيف من الحامي لانغ و هو يفرك لحيته البيضاء.

كان يان شابا في بداية العشرينات، و لكن شعره الأشيب ووجه الأحمر قد جعله أكبر من عمره بقليل.

"حامي لانغ، أنت تدرك جيدا وزن رتبتك، لن أسمح بأي تقصير"

"بأمر من الشيوخ، توجهت إلى ساحة المدينة الرئيسية لتقوية الدفاعات من هجمات عصابة إصبع الدم في الآونة الأخيرة"

وجه يان قد أصبح بشعا، و لم يجد أي ثغرة للضغط على الحامي لانغ، شرارات تطفوا بين علاقتهم.

عاد الحامي لانغ إلى العربة، و بعد تخطي الغابة، كان هان متحمسا، و لكن لم يخفض حذره على الإطلاق، إنه يدرك أكثر من غيره أن هذا المكان سيحدد مصيره.

بعد أن أصبح على مقربة من البوابة الضخمة، حشد من الأطفال قد غمر الساحة، جلس هان على صخرة في الجانب ليحدق في بقية الأطفال خلسة.

الأطفال من ملابسهم و تصرفاتهم فقد أظهروا اختلافا بينيا واضح، هناك طفل يرتدي ثوبا حريريا و في خصره هناك خنجر فضي اللون و قد نقشت بعض الحروف عليه بالذهب الحقيقي، كان يجلس في الوسط و قد تم إيحاطته بأغلبية الأطفال.

و كان هذا الطفل يدعى ليان تان، و قد بلغ 14 عاما و قد كان أصغر من الفئة المتوسطة من الأطفال، والده هو أحد شيوخ الطائفة و لو لم تكن التقاليد القديمة الذي تحتم على الجيل الشاب إجراء الإختبار لإتبات موهبته لتم التغاضي عن أمر خوضه للإختبار، كإبن لأحد شيوخ الطائفة التي تحكم المدن الإتنا عشر، فكمية الثروة التي يحصدها قد فاقت مخيلات هان بكثير، في سن زهيرة، لم يمتنع عن ممارسة فنون القتال، و لقد شيع أن موهبته متوسطة، إلا أن مقارنته مع شخص كهان الذي لم يمارس فنون القتال من قبل، كسحق نملة لا نفع لها.

و كان هناك بعض الأطفال ينحدرون من عوائل غنية و هم مثل ليان تان، كانوا يمارسون فنون القتال منذ الصغر و هم الصفوة المنشودة في هذا الحشد الغفير.

لقد تعلموا من شيوخهم الإبتعاد عن الخطر و مراقبة من حولهم، و الإستعداد لتقبيل مؤخرة الأقوى للعيش، لقد كانوا مجموعة من المتملقين الذين يفضلون إشباع الشخص الآخر لضمان حياة رغيدة، لذلك قد كانوا يحومون حول ليان تان، ي ونادونه بشتى الألقاب، لأنه يدركون سلطة والده الساحقة

و الأغلبية الساحقة قد كانت أطفالا مثل هان، الذين قدموا من قرى ريفية و إعتمدت حياتهم على الزراعية و إمساك الدجاج و مطاردة الكلاب لتمضية الوقت، إنهم يتأملون وقوف آلهة الحظ بجانبهم و الدخول لطائفة النسور الذهبية لإعالة عائلتهم و تغير أقدارهم، كان مظهرهم رثا و قد كان سلوكهم يضهر القمعية التي عانوها منذ الصغر، مقارنة بصخب الأطفال الأغنياء فكل ما يمكنك سماعه و هو صوت تنفسهم.





القصة سيساورها تمطيط نسبي في أوائل الفصول، لكن أؤكد من خلق الحماس المناسب في ذروة القصة.
شكرا لدعمكم.


2017/09/30 · 282 مشاهدة · 820 كلمة
هان
نادي الروايات - 2024