3 - الفصل الثاني للمجلد الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الثاني للمجلد الأول بعنوان :

لم أكن أعلم!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكايتهم (1.25)


حكاية 17 (1)


الإبنة الأولى للعائلة العظيمة نيروميا,

من إمبراطورية كاران.

هذه أنا, نيروميا ريا.

لما أنا هنا؟

سبب وجودي في هذا المكان هو اشتباه المنظمة بسرقة جزء من فنون السيف الخاصة لعائلتي,

وأيضا سرقة إرث العائلة.

في العام السابق عانت عائلتي الأمرّ لاسترجاع الأجزاء المسروقة من فنون السيف خاصتنا.

ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في إرثنا المسروق.


تواجدت عائلة نيروميا بداخل الإمبرواطورية منذ نشأتها.

وبقي إرثنا الخاص بحوزتنا لمدة داهمت السبعمائة عام.


وقد علمنا بحقيقة سرقة الإرث قبل فترة ليست ببعيدة.

لمدة نصف عام, إستخدمنا إرثا مزيفا,

حتى القصر الإمبراطوري قد انخدع بهذا الإرث المزيف.

إن لم يكن بفضل تلك التعويذة الموضوعة على الإرث, لا,

إن لم يكن بفضل جدي الذي جاءنا من برج السحر قبل ثلاث سنين.

لربما كنا نستخدم إرثنا في لحظتنا هذه.


ركزت عائلتي على استخدام السحر بدلا من السيوف,

وهذا هو سبب بطئنا وحذرنا أثناء البحث عن اللصوص.


هذه المرة, تمت سرقت إرثنا.

الشيء الذي يمثّل عائلتنا قد سرق.

ولذا, تم إرسال كامل عائلتنا لإيجاد إرثنا المسروق.

وهذا هو سبب وجودي هنا.


كطفلة, لم يكن هناك الكثير لأفعله.

جلّ ما يمكنني فعله هو تقمصي لشخصية العبد,

والإنضمام للمنظمة وكأنني طفلة مباعة.


بعد انضمامي, تمّ تدريبي لمدة ثلاثة أشهر.

بدا التدريب بالنسبة لي عاديا,

ولكن يبدو بأن الأمر يختلف بالنسبة للأطفال الآخرين.

بدا وكأن الكثير من الأطفال كانوا غير مؤهلين.

والآن, تم تحويلنا جميعا لمدربين مختلفين.


أمامنا, تكلم المدرب بشكل بارد.

"أنا مدربكم, ناران"


بدا عمره قريبا من الأربعينات.

عند ملاحظة المدربين الذين يقفون خلفه,

ستستنتج بأن هذا هو رئيس المدربين.


كالمتوقع من عضو لمنظمة شريرة,

بسبب تعابير وجهه وصوته البارد,

شعرت بالقشعريرة تمر أسفل عمودي الفقري.

الأطفال حولي, وحتى أنا, توترنا بسبب صوته.

ولكن, حاولت بقصارى جهدي لمنع نفسي بالتأثر بصوته البارد.

حدقت نحوه بشراسة, وبعدها...


'م, ما هذا؟'

قبل وهلة, هل كان الرجل يراقبني منذ البداية؟

أم أنه لاحظ نظرتي الشرسة نحوه؟


أكمل رئيس المدربين حديثه بلا تغير تعابير وجهه.

"من الآن, ستلتزمون تماما بتعليمات مدربيكم.

إن انتابكم الفضول حيال أي شيء, بإمكانكم سؤال مدربكم الخاص.

ولكن بما أن إجابات المدربين ستختلف, ستكون مشاركة المعلومات مع الآخرين فكرة جيدة"


في مكان يحتمل تواجد الجواسيس فيه, يتجرأ هذا الشخص ويسمح بمشاركة المعلومات.

أعلن الرجل بشكل غير مباشر عن قدرتهم وقوتهم الحقيقية,

يمكنهم القبض على أي جاسوس مهما كان ومهما اختلفت الأوضاع.

بدا وكأنهم المتحكمون بحياتنا.


أنهى المدرب حديثه, وبعد فترة قال كلمات أصابتني بالصدمة.

"سأعتني بالأرقم 17, 46 و 102.

افصلوهم عن المجموعة وأرسلوهم إلي"


لم تكن أنا فقط, ولكن من بين ثلاثة أشخاص قام باختياري!

هل هذه... مجرد صدفة؟

أم أنه قد أدرك هويتي الحقيقية؟


"..."

"..."

"..."


نظرنا نحن الثلاثة نحو بعضنا البعض.

بعد لحظات من الصمت.

102 الذي بدا منزعجا من الجو الصامت الذي يملأ الغرفة.

حدق نحو المدرب ثم تكلم.


"م... ما الذي تفعله؟"

"أعمل"


أجاب المدرب على السؤال بكل بساطة.

أجاب وكأن الذي يفعله أمر واضح جلي لمن يراه.

صمت 102 لوهلة, وبعدها,

كأنه سئم الصمت فصرخ قائلا.


"إذًا, ما الذي يفترض علينا فعله؟!"

"غرفكم تتواجد بداخل الباب الذي بجانبكم.

ضعوا كل أدواتكم المهمة هناك.

وإن احتجتم لأي شيء فأنا هنا"


تكلم المدرب بينما يشير إلى الباب الذي بالجانب.

قبل أن يبدأ 102 بالصراخ مرة أخرى,

قال المعلم شيئا جعلني, لا, بل أظن جميعنا, لقد جعلنا جميعا نتصلب أماكننا.

عبرت مئات الأفكار بداخل رأسي,

لما تم اختياري من قبل المدرب ناران من بين كل المدربين؟

ألقى المدرب لمحة سريعة نحونا ثم تكلم بصوت بارد.


"هم, فتاتي اللطيفة"


اعتقدت بأنه كان يقصدني, ولكن بعد لحظات أدركت أنني قد أخطأت فهمه.


"من... من الذي تنعته بالفتاة اللطيفة؟"

"أنت"


حدق 102 نحو المدرب بشراسة.

لقد كان جميلا بما يكفي لينادى بالفتاة.

ولكن, لما أشعر وكأنني رأيته مسبقا؟

هل شبّهته بشخص آخر؟

فكرت للحظة, بدا الصبي مألوفا لدي, ولكن لم أتذكر أي شيئا بخصوصه أبدا.


"أنا أكره الكلام, أثبت بأنك لست فتاة بالبراهين, وليس بالكلمات"


بينما كنت أفكر, ألقى ناران جملته بينما يحدق بوجهي.

بعد هذا, فحصنا ناران مرة أخرى بعينيه الباردة.

ثم انطلق ليكمل أعماله الورقية,

بدأ بالعمل على أوراقه.


"أنا لا أتحدث عن..."

"يبدأ التمرين في السابعة صباحا,

وينتهي في السادسة مساء.

يمكنكم فعل أي شيء في الأوقات الأخرى.

وهذا المبنى هو ملكي, أنا أدير المبنى بأكمله بمفردي.

لا يهمني أي شيء تفعلونه هنا, لا حاجة لإخفاء أهدافكم الإنتقامية, رغباتكم, تاريخكم, انتقموا واكرهوا من تريدون عداي أنا,

لا ترهقوا أنفسكم بإخفاء هذه الأمور"



كما توقعت... إنه يعلم؟

ألا يعلم؟

إذًا ما الذي ستعنيه كلماته؟

ألقيت نظرة عن يميني وعن شمالي.

تلاقت عيناي مع 46 و 102, إنهم يحملون نفس الملامح التي يحملها وجهي.


وكانت عيونهم تقول هذا

'أنت أيضا؟'

وفي الوقت الذي بدأ فيه الخوف والذعر يملؤون قلوبنا,

تكلم المدرب بلامبالاة بنبرة باردة تحمل في طياتها جزءا من البهجة.


"سيبدأ التمرين غدا... إستريحوا جيدا"


وبعد ذلك الوقت, شعرت بشعور لا ينسى,

لا, لم يكن مجرد شعور.

لقد كان شيئا سيغيرني تماما.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والحمد للّه رب العالمين..

إن لاحظتم أي خطأ فأشيروا إليه لأصححه.


ترجمة: GhareebGH

2018/07/24 · 1,041 مشاهدة · 799 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024