في الصباح نهض منير باكرا و خرج أمام بوابة القلعة منتظرا سيليا لفترة من الوقت حتى جاءت
كانت ترتدي قميصا بنفسجيا خط أسفله بالأصفر مع تنورة بنفسجية خطت كذلك بالأصفر أسفلها ، و كان رداء شبه شفاف أبيض قد غطى منطقة بطنها و أسفل التنورة ، لو ركز الناظر جيدا لتمكن من رؤية بطنها و ما أسفل ركبتيها البيضاوين
طبعا منير لم يلقي بالا لهذا المنظر الساحر ، الذي يأخذ أخيلة أي شخص لعالم الأحلام ، أين يظن أن الفتاة التي أمامه قد امتلكت قبسا من الملائكة و جمالا أخاذا
كانت مدينة التنين الأبيض تبعد حوالي كيلومتر واحد عن القلعة البيضاء ، لذا قرر منير السير إلى المدينة
بعد مدة وصلا المدينة ، كان السوق منظما و مرتبا بشكل مدهش ، و ملونا كأنه لوحة طبيعية جمعت كل الألوان بطريقة متناسقة و مدروسة
مشى منير قليلا في السوق ، لفت انتباهه محل ملون بالأحمر مكتوب عليه " متجر النهر الأحمر "
طلب منير من سيليا أن تنتظره على مقعد مجاور للمتجر ، فالتعب قد بدى عليها جراء المشي الطويل
دخل منير المتجر ، يحوي هذا المتجر كل شيء تقريبا كأنه سوق مصغر ، جواهر ثمينة و ملابس قيمة طرزت بأرقى أنواع الأحجار الكريمة و مسارات متعددة تحوي رفوفا مليئة بالأسلحة و الدروع ، و كان هناك باب خلفي أمامه لافتة كتب عليها " للأعضاء فقط "
مشى منير قليلا في المتجر ، شاهده أحد البائعين في المحل و كان عجوزا نحيفا ذو شاربين أبيضين طويلين يرتدي طقما رسميا خاصا بالمحل " ما الذي تفعله هنا أيها الفتى ؟ فلترحل ، هذا المكان للأغنياء فقط "
استصغر البائع أمر منير و معه حق ، فالملابس الرثة التي كان يرتديها لم تفارقه طوال رحلته إلا ليغسلها أو يخيطها ثم يرجعها ، لا احد كان بإمكان أن يلوم البائع على هذا التصرف
عبس منير قليلا ثم رحل خارجا قائلا في نفسه " يجب أن أجد مكانا يمكنني فيه بيع لحم الديك الأسود "
أخذ سيليا معه و استمر في التجول
اصطدمت سيليا خطأ برجل ضخم الجثة بينما كانت تتجول و تنظر هنا و هناك في السوق
رفعت رأسها و قالت " آس ... "
نظر إليها ذلك الرجل بنظرة مخيفة ، جعلت جسدها يرتعش ، ثم بدت عليه علامات الإعجاب
كان مع ذلك الرجل شابين نحيفين قصيرين ، يرتديان رباطا أحمر على رأسيهما و ملابس تبدو غريبة ، من المؤكد أنهم ليسوا من مدينة التنين الأبيض و لا حتى من الإقطاعية الزرقاء
قال ذلك الرجل الضخم لسيليا و اللعاب يسيل من فمه " ممممم ماذا لدينا هنا ؟ فتاة جميلة جدا ؟ يا لحظي ، ما رأيك أن تأتي معي و سألعب معك قليلا "
اشمأزت سيليا من كلامه غاضبة " حثالة ، هل ترغب في أن تموت ؟ لا تعترض طريقي "
العروق بدت على وجه ذلك الضخم " بماذا دعوتني ... " مد يده لإمساك سيليا
لكنه تجمد في مكانه ، كان منير قد قبض على كتفه و ضغط عليه ، جعله هذا يشعر كما لو أن كتفه سيخلع في أي لحظة
نظر لوراءه و رأى منير قزما أمامه " أيها الوغد كيف تجرؤ "
وجه لكمة لمنير للوجه مباشرة ، لكن منير أمسك تلك اللكمة بيده و قام بإسقاطه أرضا قائلا " لو ترغب في القتال فلتقاتلني لست في حاجة أن تمد يدك على فتاة "
صرخ الرجل الضخم " ماذا تفعلان ؟ أسرعا و اقتلاه "
بسرعة خاطفة سحب تلكما الشابين النحيفين سكينين ثم اختفيا تاركين أثرا من ظلهما وراءهما و توجها صوب منير
كانت سرعتهما لا تصدق حتى منير تفاجأ ، لكنه استعاد رباطة جأشه
بالرغم من أنه لم يتمكن من متابعة تحركاتهما ، لكن إحساس الخطر كان قد صقل أكثر ، بما أن بنيته خالدة فهو يتطور بسرعة كبيرة بما فيها إحساس جسده بالخطر
توالت الضربات الخاطفة على منير ، لكن استطاع منير تجنب الضربات القاتلة أو التي تستهدف أعضاءه الحيوية ، رغم ذلك أصيب ببعض الجراح
قام منير بإنشاء قطرات ماء صغيرة و رماها في الجو ، بمجرد ما أصبحت بعيدة عنه بمقدار معين ركز و حولها إلى كرات صغيرة مسننة ، تحيط به في كل مكان
من فرط سرعتهما لم يتمكنا من الرجوع في الوقت المناسب ، كانت تلك الكرات الصغيرة قد أصابت أجسادهم و تخللت حتى داخلها عن طريق فمهم و أنفهم و أذنهم ، امتزجت حتى مع دموع أعينهم
في تلك اللحظة قال منير " لو استمررتما بالهجوم علي ، سأقوم بتضخيمها و أفتك بكم "
اصفر وجهاهما و سجدا له ليصفح عنهما
نظر حوله لكنه لم يجد سيليا و لا الرجل الضخم
صرخ عليهما بسرعة " أين ذهب صديقكم ؟ أخبروني بسرعة "
قال أحدهما " ليس صديقنا إنما زعيمنا ، في الحقيقة هو ابن زعيمنا ، نحن عصابة الدوامة الزرقاء ، أرجو أن لا تحاول إنقاذ تلك الفتاة و إلا ستموت ، من المؤكد أنه أخذها لمخبئنا في جنوب هذه المدينة "
عيني منير اتقدت بنية قتل " دلاني على المخبأ و إلا قتلتكما فورا "
قال نفس الشخص " لا نستطيع ، سنقتل إن فعلنا ، نفضل أن نموت هنا على أن نموت على يدي الزعيم "
بدون تردد قام منير بتضخيم بعض الكريات المسننة و على الفور انفجر الشخص الذي لم يتكلم إلى أشلاء و خرجت أشواك مائية من كل صوب منه
قال منير بلهجة باردة " سأحقق أمنيتك بسرور ، ليس لدي وقت لأضيعه معك "
انهالت الدموع من الشاب قائلا " لا لا لا لا انتظر ، سأخبرك لكن لا يمكنني أن آتي معك "
أخبره الشاب بمكان المخبأ ، فانطلق منير فورا نحو المكان
قال الشاب في نفسه بعد أن غادر منير " غبي هل تظنني سأخبرك بالمكان الحقيقي "
نهض الشاب ليغادر ، لكن فجأة فقاعة ماء أحاطت به ، كان فيها فراغ من الهواء ، حلقت تلك الفقاعة في الاتجاه الذي ذهب فيه منير
أخذه منير رغم إرادته معه ، وصل للمكان المقصود لكنه لم يجد شيئا
أنزل تلك الفقاعة أمامه و ألغاها ثم أمسك الشاب " أتتجرأ على الكذب علي ، ستموت الآن "
و بدون أدنى تردد قام منير بتفجير ذراعيه بالكرات المسننة التي دخلت دمه
صرخ الشاب بطريقة مزرية ثم استجمع أنفاسه " حسنا حسنا سأدلك ، خذ الطريق الجنوبي من المدينة ، ثم ادخل الغابة من مدخلها الرئيسي ، امشي 50 خطوة بطريق مستقيم ، بعدها ستجد شجرة كبيرة أمامك ، هناك فرع فيها مميز الشكل قم بتحريكه للأسفل و سيفتح لك باب سري من خلال الشجرة إلى الأرض "
توجه منير للمكان و أخذ معه الشاب و فعل مثل ما قال له ، لكن قبل أن يدخل أرسل الفقاعة عاليا ثم قام بإلغائها ، ليسقط الشاب على الأرض و يتحول إلى قطع لحم و بركة دماء متناثرة
دخل منير بحذر ، وجد قطعة قماش كانت ترتديه سيليا عالقا في أحد المسامير التي كانت تملأ الجدران
لم يمضي وقت طويل حتى وجد مدخلا يحرسه حارسان و هناك بضع رجال كانوا يمشون داخل المدخل
قام منير برمي حجر في مكان مغاير عن مكانه ، ذهب أحد الحارسان لتفقد الأمر ، قام منير بالهجوم فورا على الحارس الواقف بـ " مخلب التنين " و دمر رأسه إلى أشلاء ، قبل أن يلتفت الشخص الذي ذهب يتفقد لصديقه كان منير قد قطع رأسه بالحجر السابق الذي رماه ، فقد زود الحجر بسحر مياه و بمجرد ما اقترب فعل السحر و التف حول الحجر ماء كالشفرة الحادة و حلق نحو رقبة الحارس قاطعا رأسه
بسرعة قام منير بتعويم المكان بالماء ، ما إن ضمن أن أرجل الجميع قد ابتلت ، أخرج من الماء أشواكا حادة عملاقة اخترقت أجسادهم ، لم يجدوا حتى الفرصة لإصدار أي صوت
بعد قتلهم جميعا ، مشى منير بين جثثهم و فتح بابا كان هناك ، ليجد غرفة صغيرة ، ربطت فيها سيليا فاقدة للوعي وأمامها الرجل الضخم من المرة السابقة
برؤيته لمنير صعق الرجل الضخم " أنت ! كيف دخلت إلى هنا ، يا رجال أقتلوه "
بعد مدة لم يلبي أحد نداؤه " يا رجال ؟ يا رجال ؟ ... أين أنتم ما الذي تفعلونه ؟ "
ابتسم منير ببرود " هم يرتاحون راحة أبدية "
دهش الضخم و في الوقت نفسه غضب ، استل سيفه و توجه صوب منير " فلتمت "
قام منير بتجنب ضربة السيف ، ثم قام بإمساك كتفه مرة أخرى و خلع ذراعه بأكملها و رماها بعيدا
صراخ الضخم كان مزري ، نظر منير له و قال " ها ، ما الأمر ؟ أيؤلمك هذا ؟ لا تقلق لن يدوم ألمك طويلا "
قام منير بإمساك رأسه و خلعه مع عموده الفقري ثم رماه بجانب الذراع