التفت منير متجها نحو سيليا ، حاول إيقاظها لكنها لم تستيقظ ، جس نبضها وجدها ما زالت على قيد الحياة، ثم انتبه إلى شيء أشبه بتراب أصفر جانب أنفها

تفاجأ منير " إنه مخدر حورية الرمال "

المخدر هو عبارة عن دم حشرة حورية الرمال ، و هي حشرة متواجدة بكثرة في مملكة الرمال فقط ، عند اصطيادها يقوم الإنسان بضغطها حتى يسيل دمها ، هذا الدم للآن ليس له خاصية التخدير ، لكن بمجرد أن يلمس قطعة قماش يلتصق بها ، و تلمس تلك القطعة جلد الإنسان فإنه سيفقد وعيه على الفور و يصبح الدم كالتراب على جلد الإنسان ، يمكن اعتباره مخدرا فعالا لكن ليس قاتلا أبدا للبشر ، تتراوح مدة فعاليته من ساعة إلى ساعتين مهما كان ذلك البشر ، إلا إذا استخدم طاقته للدفاع عن جسمه قبل أن يلمسه السم ، حينها لن يؤثر السم عليه

منير لا زال متفاجئا من رؤيته لهذا المخدر النادر في المملكة الذهبية ، فكر قليلا " إذا هؤلاء الأشخاص بالتأكيد من مملكة الرمال ، لا عجب أنهم يملكون مثل هذا المخدر النادر لدرجة أنهم استعملوه على فتاة فقط لإرضاء غايتهم "

نظر في الأرجاء ، وجد أموالا ذهبية و جواهر و العديد من الأشياء القيمة قام بلمسها جميعا فانتقلت إلى حيزه الفراغي

قام منير بحمل سيليا و توجه خارجا

لكن قبل أن يخرج شعر بقدوم شخص ما ، قام بإرجاع سيليا ثم خرج ليشتت انتباه ذلك الشخص لفترة

اختبأ وراء الجدار أولا ليهجم فجأة

* طق * * طق * * طق *

نزل ذلك الشخص سلم المدخل بروية ، كانت تنبعث منه هالة قتل مخيفة ، من الواضح أنه شخص متدرب عكس الصعاليك الذين قتلهم منير

صرخ ذلك الشخص " من فعل هذا ؟ أعلم أنك هنا ، اخرج و واجهني أيها الفأر ، أنا حسام الزعيم الثالث عشر لعصابة الدوامة الزرقاء ، مهما كنت لن تخرج من هنا على قيد الحياة ، لم أدعى بالنسيم المميت عبثا "

بدون سابق إنذار حطم ذلك الشخص الجدار الذي يختبئ خلفه منير

تدحرج منير هربا من الهجوم ، و لكنه في هذا الوقت كان مكشوفا

قال حسام " أها ، هل ظننت أني لن أجدك أيها الفأر ؟ "

في لحظة انبعثت منه هالة حمراء و سيف طاقة أحمر توجه صوب منير

تجنبه منير في تلك اللحظة ، لكن السيف ترك أثرا عميقا على الأرضية

هذا الخصم من المؤكد أنه في المستوى السحابي ، رغم أنه ما زال شابا

امتلأ منير بالعرق البارد ، فخصمه أقوى منه ، في رمشة عين شعر نفسه أنه في عالم آخر

كانت الأرضية كلها مربعات و سواد حالك غطى الأرجاء ، كأنه عالم افتراضي

ذهل منير ، لكن قطع ذهوله صوت ذلك الشخص " مرحبا بك في عالمي ، هنا أنا المتحكم ، ستتعذب ببطء حتى الموت ، وسأستمتع بذلك ، ها ها ها ها "

فكر منير أيعقل أنه سحر العالم الموازي ، إن هذا السحر يجعل أوهام صاحبه حقيقية و يقتل خصمه بمجرد أوهام ، والمشكلة أن الخصم لا يمكنه استعمال سحره داخل هذا العالم

دمية جاءت من العدم تحمل أنصالا حادة دائرة ، توجهت صوب منير لكنه استطاع تفاديها ، لتأتي دمية أخرى و أخرى وأخرى لكن منير استمر في التفادي

قال ذلك الصوت " لن تفوز هكذا ، ستستهلك طاقتك فحسب "

فجأة سلاسل حديدية خرجت من أسفل رجلي منير و قيدته ، بعدها دميتان اتجهتا نحوه لتقطعاه ، قام منير بتركيز طاقته وجعلها درعا حول كل جسمه ، ثم قام بكسر تلك السلاسل

حسام " أوه فاجأني هذا حقا ، لكن لن تفوز "

بمجرد ما انتهى ، سكينة طائرة ضربت قفا منير و خرجت من حنجرته ، سقط منير غارقا في الدماء

بعدها ألغى حسام سحره و توجه صوب منير " هههههه أيها الشقي لم ينبغي عليك أن تلعب معي ، كان يمكنك أن ترضى بموتك و حسب " ثم قام بركله عدة ركلات

بينما هو كذلك ، استل منير خنجره و قام بطعن قدم حسام و ثبتها في الأرض

تألم حسام بشدة لكنه تأقلم بسرعة ، و قام بتركيز طاقته على رقبته ، أين استطاع تحمل خنجر منير الذي توجه مباشرة نحو رقبته ، لو تأخر ثانية واحدة لذبح

برغم عدم معرفته بما حدث ، قام حسام بالاختفاء من أمام منير

وجه عدة ضربات و هو مختفي لمنير " رغم مقاومتك لكنني لا أزال في المستوى السحابي ، و كوني كذلك فالاختفاء مهارة أساسية و لن تشعر بوجودي حتى "

منير تلقى تلك الضربات بتحمل شديد ، لو لم يكن جسده خالدا لما تمكن من الصمود أمام ضربات خصم من المستوى السحابي

حاول منير ضربه بخنجره ، لكن في كل مرة كان يضرب الهواء

لم يملك منير خيارا آخر ، قام بإحاطة نفسه بفقاعة ماء ، و بمجرد ما ضرب حسام الفقاعة ، تتبع الماء يد حسام و قام منير بالضغط عليها حتى كادت تنكسر

لكن حسام أسرع و أشعل ذراعه بحرارة حارقة ، إنه سحر النار

كان هذا مفاجئا لمنير ، شخص شاب في المستوى السحابي و يستخدم سحرين سحر العالم الموازي و سحر النار ، بالتأكيد هو موهوب

استخدم حسام سحر النار لتبخير فقاعة منير ، و لكن رغم ذلك توجب عليه إلغاء إخفاؤه ، يبدو أن حسام لم يصل لذروة المستوى السحابي و إلا لأمكنه استخدام السحر و هو خفي ، و لو تمكن من إيجاد كيفية الدخول للمستوى الضبابي لتمكن من الاختفاء كليا و الهجوم بالوصول لذروته ، حتى هجمات العدو ستعبر من خلاله

ضد عدو بمثل هذه القوة و هذه الموهبة لم يجد منير ماذا يفعل

فجأة فكر بشيء ، قام منير مستجمعا أغلب طاقته بإطلاق موجات كالبحر ملأت المكان و صنع فراغا له في كل هذا

حاول حسام استخدام سحر النار لكنه لم يستطع تبخير كل هذا الماء ، في الحقيقة كان متفاجئا من قدرة منير على التحكم بسحر الماء ، لكن هذا الأمر ليس غريبا فهو قد تدرب على أساس الماء و على يد معلم لا يشق له غبار

في هذه اللحظة لاحظ حسام أن منير يأكل شيئا ، كان منير قد أخرج قطعة من لحم الديك الأسود و أكلها

قوته تضاعفت و تحكمه أصبح أقوى و أسرع ، مع ذلك أدرك أنه ليس لديه فرصة أمام خصم بهذه الموهبة

قام منير بإخراج أشواك من الماء صوب حسام ، لكن حسام في هذه اللحظة صرخ " البنية الحديدية "

أصبح جسده أسودا بالكامل ، لم تؤثر عليه تلك الأشواك البتة

شعر حسام بالغرور و قال " قلت أنك ستموت ، يعني أنك ستموت " أخرج سيفا من حيزه الفراغي ، إنه سيف سيد الماء

يقال أن هذا السيف قد استخدمته حارسة جوهر الماء ، لكنها هزمت على يد جنرال روحي و أخذ سيفها ، لم يتوقع منير أبدا أن حسام قد يمتلك هذا السيف

بأرجحة واحدة اختفى ذلك الماء ، فطبعا سيف سيد الماء صقل من جوهر الماء لذلك لن يفيد أي سحر ماء أمامه

عرف منير أنه كلما طال القتال أكثر كلما تزايدت فرص هزيمته

قام منير بالوقوف دون حراك

قال حسام " اووووه أخيرا قررت الاستسلام و الموت ، إذا مت " انهال ذلك السيف على رأس منير

تحرك منير قليلا إلى الجانب و شغل تقنية " مخلب التنين " و أمسك بالسيف

لكن السيف لم يتوقف ، تمكن من قطع أصابع منير وصولا إلى كتفه الأيمن حتى أنه قطع ذراعه اليمنى كاملة من الكتف

في هذه اللحظة ، توجهت قبضة منير اليسرى بمخلب التنين نحو وجه حسام

لم يتمكن حسام من إبداء ردة فعل سريعة في الوقت المناسب ، رغم ذلك نجى ب5 خدوش على الجانب الأيمن من وجهه فقط

قبل أن يقول حسام شيئا ، بسرعة خاطفة ضرب منير بمخلب التنين بيده اليسرى بطن حسام ، أرسله محلقا و حطم الجدار لكنه لم يخترقه ، ليفقد حسام الوعي بعد برهة ، أسرع منير إليه فرأى أنه كان يرتدي درعا فولاذيا أسفل ثيابه حماه من مخلب التنين

أراد منير أن يقتله ، لكن فجأة سيف سيد الماء حلق للدفاع عن سيده ، تجنب منير السيف و تراجع ، شاهد أن السيف بقي حول سيده ليحميه و لم يهاجم ، منير بدوره امتنع عن المهاجمة ، فسحر الماء لا ينفع أمام هذا السيف و لا يمكنه حتى تحطيمه بمخلب التنين

لذا قرر اغتنام الفرصة لأخذ سيليا و الهرب ، و فعلا أخذها و هرب بسرعة خاطفة

لم تمضي إلا لحظات قصيرة استفاق حسام منزعجا ، نظر إلى درعه فوجده معوجا و علامة كف مطبوعة عليه ، من حسن حظه أنه كان يرتدي هذا الدرع و إلا لقتل ... أسرع حسام و خرج ليطارد ذلك الفتى

2017/07/22 · 1,072 مشاهدة · 1346 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2025