في هذه اللحظة وجد منير كوخا صغيرا ، دخل إليه مسرعا كان يوجد فيه شيخ طاعن في السن جالس على كرسي يتأرجح ، علامات ذلك الشيخ توحي أنه ضعيف البنية فهو كان جلدا على عظم بأتم معنى للكلمة
نظر إليه منير قائلا " أيها الجد أرجو أن تبقينا هنا لفترة قصيرة بعدها سنغادر فورا "
أشار ذلك الجد بأصبعه نحو غرفة ، أسرع منير و دخلها حاملا معه سيليا
كانت الغرفة عادية بأرضية خشبية و سرير ذو مكان واحد وسطها ، صور عائلية معلقة في كامل جدران الغرفة ، و نافذة زجاجية بسيطة توسطت الجدار الخارجي لها ، و كان هناك موقد نار مشتعل لتدفئة المكان
وضع منير سيليا على السرير و جلس بجانبها ، لم تمضي إلا لحظات حتى شعر منير بهالة حسام تقترب
كان حسام يبحث بجنون عليه ، حتى أنه نظر إلى ذلك الكوخ و شعر بهالة خافتة لمنير
منير حاول بكل ما يملك إخفاء هالته ، لكن لم ينجح بذلك كليا فبعد كل شيء لا زال لم يتعلم استغلال هالته
في هذه اللحظة كان حسام في السماء محلقا ، بمجرد ما شعر بهالة ضعيفة لمنير توجه كالسهم إلى المنزل بنية قتل فتاكة
* بووووم *
اصطدم فجأة بحاجز أحاط المنزل بأكمله ، و جعل حسام يحلق بعيدا محطما 3 أشجار قبل أن يتوقف
مسح حسام الدم الذي بصقه جراء الاصطدام ثم اتجه نحو المنزل مجددا
قبل أن يصل بلحظات ، خرج ذلك الشيخ قائلا " من أنت يا ولدي ؟ و لماذا تريد تحطيم منزلي ؟ "
وقف حسام أمام الكوخ و هالة قتل مرعبة تشع منه " يا قطعة الخردة ، أخرج الشخص الذي لديك و إلا سأبيدكما معا وأحطم هذا المنزل على رأسيكما "
نظرات الشيخ تغيرت " بماذا دعوتني أيها الشقي ؟ " لوح بيده اتجاه حسام ، فدفع حسام إلى الوراء و حطم جذع شجرة أخرى
هالة طاغية تكاد أن تفجر الأرض انبعثت من الشيخ ، هذه الهالة جعلت التنفس صعبا في حضورها
راقب منير المشهد من النافذة بدهشة
صرخ ذلك الشيخ " أيها الشقي يبدو أنك لم تتعلم الأدب و قد غرتك قوتك ، أنا أكره الأشخاص الوقحين ، سأعيد تربيتك هنا و حالا "
كرة عملاقة نارية اندفعت صوب الشيخ لكن الشيخ بسرعة قام بضرب الأرض فخرجت صخرتين كبيرتين و صدت تلك الكرة
تفاجأ حسام " سحر الأرض ؟ لم أتوقع أن قطعة الخردة هذا يمتلك سحرا "
بغض النظر عن مدى محاولة حسام تحديد مستوى الشيخ لكن دائما يظهر له أنه في المستوى الأرضي فقط ، لكن كشخص من المستوى الأرضي استطاع صد سحر شخص في المستوى السحابي ، هذا أمر غير معقول البتة بل مستحيل تماما
في هذه اللحظة اختفى الشيخ و ظهر أمام حسام ، ألقى على جسده لكمة عادية خالية من أي طاقة فانفجر الدرع الذي كان يرتديه بعدها قام الشيخ بركله ركلة عادية جعلت حسام يحلق عاليا في السماء ، في هذه اللحظة ظهر الشيخ جنب حسام في الهواء و قام بضربه بكلتا يديه إلى ظهره ، مما جعله يسقط بسرعة مهولة نحو الأرض ، قبل أن يلمس الأرض ، اندفعت عواميد حجرية تشكل قفصا حجريا و بمجرد ما اصطدم حسام بقوة في الأرض أحاط عليه القفص و شرع بالتقلص
ضحك ذلك الشيخ " الآن فلنرى ما إذا كان بإمكانك كسر هذا القفص "
الجروح ملأت كل جسد حسام ، مع هذا نهض متثاقلا و شرع في استخدام سحره ، لكمات نارية ، سيوف نارية ، انفجارات نارية ... لا شيء نفع أمام هذا القفص و لم يتمكن من كسره
صرخ حسام " بما أني سأموت هنا سآخذكم معي جميعا "
قام حسام بعض إبهاميه و أسال دمه منهما ، ثم قام بترديد تعويذة ما فاشتعل كل جسده بالنار
بعد لحظة قصيرة ، غيم الجو ، نظر الشيخ إلى أعلى ، إنه نيزك عملاق يهم بضرب المكان
منير شعر بحرارة لا تصدق ، تكاد تخترق عظامه حتى
ابتسم ذلك الشيخ " أوه ، أنت وصلت إلى قمة سحر النار ، أن تتمكن من استدعاء نيزك ناري في مثل هذا السن ، أنت موهوب حقا ، في قتلك خسارة "
فجأة حلق الشيخ نحو النيزك ، قبل أن يصل إليه قام بلكم الفراغ قائلا " تقنية انطواء الفضاء " ، فجأة كأن الفضاء كله بدأ يتموج ، قام ذلك الشيخ بالسيطرة على تلك التموجات المشتتة و حصرها نحو النيزك فقط
الفضاء حول النيزك بدأ يتموج ، بمجرد ما فتح الشيخ يده اختفى ذلك النيزك بالكامل
فتح حسام فمه " ما الذي حدث ؟ ماذا فعلت يا هذا ؟ "
نزل الشيخ على الأرض قائلا " بالرغم من أني لا أريد أن أبلغك ، لكن لا ضرر في إعلام شخص سيموت على أية حال ، لقد قمت باستعمال " تقنية انطواء الفضاء " و هي واحدة من تقنيات "فن قبضة الدمار" ، تسمح لي هذه التقنية بكسر تدفق الطاقة التي تجري طبيعيا في الفضاء و بالتالي التحكم في اتجاهها و حجمها و قوتها و كل شيء تقريبا ، لذا هذا هو نيزكك"
قطعة حمراء صغيرة تطفو بين أصبعي الإبهام و السبابة ، بتدقيق النظر إنه ذلك النيزك الضخم ، قد تم تصغيره إلى حجم قطرة ماء
دهش حسام ، لم يعرف من أين يبدأ إطلاقا ، شخص في المستوى الأرضي استطاع صد سحر شخص في المستوى السحابي، و استطاع ضربه بل حتى و القبض عليه و استعمل عليه سحرا لم يتمكن الشخص في المستوى السحابي من تحطيمه ، و الأكثر من هذا أن التقنية النهائية قد تم صدها ببساطة ... من هو هذا الشيخ ؟ هل هو حقا في المستوى الأرضي ؟
فجأة انفتح ذلك القفص و تحطمت الأحجار ، بعد أن كانت على بعد نصف متر من سحق حسام
ابتسم الشيخ : " قررت عدم قتلك ، لأن موهبتك أعجبتني ، لذا فلترحل من هنا قبل أن أغير رأيي ، لكن لو رأيتك مجددا في الأنحاء سأقتلك "
قال حسام متغطرسا " كان من الأفضل أن تقتلني ، ستندم على هذا لاحقا " ثم حلق مبتعدا
تمتم الشيخ " حقا ! أنت و أي جيش ؟ "
عاد الشيخ إلى الكوخ و جلس في كرسيه المتأرجح دون أن يقول أي كلمة لمنير
منير شعر أن هذا الشيخ قوته غير عادية بالتأكيد
بعد فترة ، فتحت سيليا عينيها و كانت في حالة دوار ، نظرت في الأرجاء فوجدت نفسها في كوخ غريب ، ثم نظرت إلى جانب السرير وجدت منير ينظر إليها
قالت " ماذا حدث ؟ أين أنا ؟ "
قال منير " أنا من يسألك ماذا حدث معك ؟ "
أجابت سيليا " آخر مرة كنت أراقب بقلق قتالك مع الشابين ، خفضت من حذري و لم انتبه إلا و ذلك الضخم قد وضع شيئا ما على أنفي ، بعدها لا اذكر ماذا حدث "
ضرب منير جبهته بيده " مرة أخرى ؟ خفضت حذرك ؟ ! متى ستتعلمين أن تنتبهين في كل الأوقات ، هل تظنين أن العالم مكان سهل تمشين فيه باستهتار ، كان من الممكن أن تموتين أو ... " ثم صمت منير و لم يكمل
عتاب منير لها جعلها غاضبة ، لكن في داخلها علمت أنه محق ، على العموم كانت ملتفتة عكس جهة منير غاضبة منه
بعد وهلة قال منير بعلامات البلاهة " آه ، كنت قلقة علي ؟ هل يعقل ... " ثم وضع يده على فمه و ضحك ضحكة شريرة
احمر وجه سيليا قائلة " أيها الأخرق " ثم غطت رأسها و استلقت على السرير خجلة
ضحك منير قائلا " حسنا ارتاحي الآن لفترة قصيرة ، يجب علينا أن نخرج بعد قليل "
خرج منير من الغرفة و انحنى أمام الشيخ " شكرا لك جدي على إنقاذك لنا ، لولاك لما كنا ننعم بالحياة ، فضلك كبير جدا سأتأكد من رده يوما ما "
ضحك ذلك الشيخ " هههههه يعجبني الأطفال المهذبون ، أنا لم أكن أنقذكم كنت فقط اطرد حشرة أزعجتني و حاولت تدمير شيء أملكه "
ابتسم منير ثم استدار عائدا للغرفة ، لكن الشيخ وقف و أمسك كتفه و همس في أذنه " أيضا لا تبالغ ، فأنت خالد بعد كل شيء و يكتنفك بعض الغموض "
تفاجأ منير بشدة " كيف عرفت ؟ "
ضحك الشيخ " ههههه لا عليك من هذا ، لكن خذ نصيحتي حاول أن لا تسرع في رفع مستواك ، فلترسي قاعدة راسخة أولا لتدريبك ، إذا كان تدريبك ذو قاعدة راسخة ، فحتى فتى أحمق من مستوى أعلى لم يتدرب جيدا سيخسر أمامك ، لا تتسرع أبدا "
نظر الشيخ إلى هيئة منير مرة أخرى و قال " لا يلهيك التدريب على الاعتناء بنفسك ، ثيابك هذه أكل عليها الدهر و شرب ، تبدو مثل خروف يرتدي أقمشة إسطبل ، في هذا العالم يا ولدي المظهر قد يجنبك المشاكل ، لا تنسى هذا أبدا "
جلس الشيخ مرة أخرى في كرسيه المتأرجح ، و بعد فترة قصيرة خرج كل من منير و سيليا من الكوخ ، ودعا الشيخ وشكراه مرة أخرى ثم غادرا