شعرت ملكة الدماء بقدوم شخص ما فدخلت عقل منير مرة أخرى بسرعة

لقد كانت القادمة زعيمة قبيلة السحاب، هبطت من السماء أمام منير وقالت" لقد دبرت لك لقاء مع الجنرال جاسر في القلعة الحمراء غدا، فلتحضر نفسك ستدخل هناك كابن لي"

أومأ منير بالموافقة

صباح الغد، ركب رفقة فاتن سحابة وحلقا معا حتى القلعة الحمراء أين كان في انتظارهما مروان أحد الأخوان الأصلعان

انحنى مروان لزعيمة قبيلة السحاب قائلا "شرف كبير من السيدة القديرة زعيمة قبيلة السحاب أن تشرف قلعتنا"

ابتسمت فاتن وقالت "أنا من أتشرف بالحضور هنا، وأخذ بعض الوقت الثمين للجنرال جاسر"

رفع مروان رأسه مبتسما وقال "تضلي سيدتي بالدخول، قاعة الضيوف بعد الباب الثالث على اليمين، سيطلبكما الجنرال جاسر بعد قليل"

كانت أبواب القلعة الثلاث التي عبرها منير وفاتن ضخمة جدا ومزودة بأختام سرية دفاعية يبدو وكأنها لا تقهر، كل المتواجدون هنا من أصحاب البنيات الجسدية القوية والعضلات الظاهرة وكلهم في المستويات الروحية

كان مروان يسير خلف فاتن ومنير، وكان ينظر بغرابة لمنير، كان يبدو منير له كشخص في المستوى الأوسط، لكن طاقته أكثف بكثير وكأنه يكبح نفسه على التقدم أكثر

جلسا في غرفة واسعة في أرائك حمراء بلون الدم، تتدلى من السقف مصابيح ذهبية متألقة، في كل مصباح جنية مضيئة

لقد كانت جنيات نور القمر، يعرف عن أن هؤلاء الجنيات يتغذين من الظلام، طالما وجد ظلام يمكنهم العيش، غير وحشيون ولا يأكلون غيرهم، مسالمين بدرجة مبالغ فيها

يبدو أن القلعة الحمراء، تسجن بعضهم في مصابيح حتى يضيئوا المكان

ابتسم منير، فقد عرف أن تواجد الجنيات هنا ليس من أجل الإضاءة فقط

بحسب ما قرأ عنهم، هم أيضا يملكون رذاذا بين أجنحتهم، إذا جمعت كمية كافية منه يمكنك صنع مصدر سحر لا نهائي للأختام، بحيث تتجدد الأختام بسرعة ولا يفسدها مرور الزمن

لم تمضي إلا بضع دقائق، حتى ناداهم مروان مرة أخرى "الجنرال جاسر جاهز لاستقبالكما، أرجو أن تتفضلا معي"

مشيا هذه المرة خلف مروان الذي قاد الطريق، مسيرة 10 خطوات أو ما يقرب حتى دخلوا ساحة شاسعة مزينة بعواميد ذهبية وأحجارا كريمة نشرت بعشوائية على سقف الساحة

كانت الأرضية من زجاج سحري، مصممة خصيصا لسحب القليل من طاقة المتواجدون عليها، وكأن هناك شيئا آخر مخفيا تصب فيه كل تلك الطاقة التي تسحب كل يوم

كانت هذه أول مرة يتلاقى فيها الجنرال جاسر مع منير وجها لوجه

ارتدى الجنرال جاسر درعا يلمع بالطاقة، وراء أحمر مميز، فقد كان الأمر كما لو أن للرداء وعيه الخاص

نظر جاسر بعينيه العميقتين إلى منير بدا وكأنه يستطيع رؤية كل شيء من خلاله، ابتسم جاسر قائلا "كم عمرك يا فتى؟"

قال منير "أظن أني في 14 من عمري"

قال جاسر "أنت موهوب حقا، أن تكون في 14 من عمرك واكتشفت طريقة الدخول للمستوى الانفجاري أحد المستويات الخفية ! هذا انجاز عظيم حقا"

ذهل كل من زعيمة قبيلة السحاب ومروان وصفوان الذي كان متواجدا جنب جاسر

فتى في الـ 14 في المستوى الانفجاري ! لابد أن هذه مزحة

المستويات الخفية لا يمكن أن يعرفها إلا من كان في مستوى حاكم روحي أو أكثر، كما أيضا تعتبر أصعب طرق التدريب، تقريبا حتى لو اكتشف الفرد طريقة دخولها، إذا لم يكون موهوبا فجسده سيتدمر ولن يحتمل التغير المفاجئ والكثيف الذي يحدث لطاقته

مع ذلك، كان هذا الفتى الذي أمامهم في الـ 14 من عمره وفي المستوى الانفجاري ! من في هذا العالم سيصدق هذا

من ردة فعل المتواجدين، عرف منير أن المستويات الخفية شيء عظيم، إذا لم يكن خالدا ربما لم يكن سيحتمل آلام المستوى الانفجاري وانفجاري جسده وقتها

فكر منير في نفسه "مؤنس ودنيا أيضا في المستويات الخفية، فقط كيف استطاعوا تجاوز جحيم الألم ذاك، يبدو أنهما أكثر موهبة مني"

هرع صفوان، وتحسس جسم منير والتف حوله قائلا "سيدي، هل أنت متأكد؟ صحيح أني أشعر بطاقة أكثف من شخص في المستوى الأوسط، ولكن أن يكون في المستوى الانفجاري في هذه السن المبكرة، هذا أقرب للخيال ! "

حتى زعيمة قبيلة السحاب فاتن، لم تكن تعرف هذا، الأمر صدمها تماما مثل ما صدم الأخوان الأصلعان

قال منير "صحيح، فعلا لا يمكن إخفاء شيء على الجنرال المعظم، لكن ليس هذا موضوعنا، لقد جئت إليك في موضوع أخطر بكثير"

في الحقيقة، كانت النار تشتعل داخل قلب منير، كان أن ينفجر غضبا

من قتل عائلته ودمر قريته أمامه، إلا أنه لا يستطيع فعل شيء، رغم ذلك كتم غضبه في نفسه

وضع جاسر يده على ذقنه، واعتدل في جلوسه على كرسيه وقال "موضوع أخطر؟ فقط ما هو هذا الموضوع، تكلم"

قال منير "أريد أن أحدثك به لوحدنا لو تكرم الجنرال المعظم"

قال جاسر "أنا لا أخفي شيئا عن مساعدي، إذا أردت قول شيء فلتقله"

قال منير"بما أن الأمر كذلك والجنرال القدير يثق ثقة عمياء في مساعديه، فلا مانع لدي"

"جئتك بخصوص قبيلة الجلمود..."

نهض الجنرال جاسر من كرسيه قائلا "ماذا عنها؟" حتى الأخوان اعتدلا في وضعية وقوفهما

قال منير "على حسب ما عرفت، سيدي الجنرال يدعم القبيلة، ولكن ما لا تعرفه أن قبيلة الجلمود تخطط لصنع وحش لا يقهر لتدمير المملكة"

تغيرت تعبيرات الجنرال جاسر وأطلق هالته "ماذا تقول؟ كيف علمت بهذا؟"

كان الهواء الناتج عن هالته ساخنا جدا، والضغط رهيب

قال منير بسرعة "لا تنفعل سيادة الجنرال، كما يعلم حضرتكم فقد كان هناك قتال في المسابقة بين شخصين، فتى الصاعقة والوحش الأخضر من قبيلة الجلمود، لقد كنت أنا فتى الصاعقة"

هدأ الجنرال جاسر من روعه وقال "أوه، إنه أنت ثاني أقوى مشارك في المسابقة، إذا؟ ماذا يعني هذا؟"

قال منير "في أثناء قتالي، أخذت بضع قشرة من جلد الوحش الأخضر"

أخرج منير القطعة ثم رماها أرضا، أسال فوقها قطرة من دمائه، فعادت تلك القشرة للحياة، امتصت الدم بجنون وحلقت صوب منير، لكن منير أمسك بها قبل أن تصل للثقب الذي أحدثه في أصبعه

قال الجنرال جاسر "ماذا يعني هذا؟"

قال منير "ببساطة من حسن حظنا أن التجارب لم تكتمل بعد، بل لم تتطور أصلا لتلك المرحلة الخطيرة، الوحش الذي سيصنعونه حتى قطعته لمئات القطع سيتمكن من أن يعيد نفسه طالما جرح خصمه أو كان هناك دماء، كما يمكن للجزء الذي قطع أن يحصل على وعيه الخاص ويتصرف بمفرده، وحش مثل هذا خطير ومن الصعب التحكم به"

قال جاسر "إذا؟ أنت تقول لي أن أذهب وأدمر قبيلة الجلمود؟ يا لهذا الهراء الطفولي ! "

قال منير"أنا أضع أمام سيادة الجنرال خيارين:

- في حالة عدم علم الجنرال جاسر بهذه التجارب، أقترح أن تدمر طموح قبيلة الجلمود قبل فوات الأوان، وإلا أصبحوا أعظم خطر يهدد المملكة الذهبية في المستقبل البعيد

- في حالة علم الجنرال جاسر بهذه التجارب كونه الداعم الرئيسي لهم، فإني أجزم لك أنهم لن يصلوا لتكوين ذلك المخلوق قبل ملايين السنين الأخرى، في حين أني أعرف طريقة تكوينه وطريقة القضاء عليه

فماذا عن هذا العرض، أيها الجنرال القدير إما أن تمحي قبيلة الجلمود نهائيا من الوجود وتضمني لقوات الكتيبة الحمراء حتى أبقى تحت رعايتك ولا أخرج عن سيطرتك، وإما أن تدعمني فأعطيك هذا المخلوق الذي لا يقهر في 3 سنوات لا أكثر"

تفاجأ الجنرال جاسر بشدة، لكن لم يبدو عليه ذلك، كان الأخوان أكثر تفاجئا من الجنرال نفسه

كان الجنرال جاسر يضع رجلا على رجل على كرسيه بعد جلوسه، فكر قليلا وقال "ماذا عن أن أقتلك هنا والآن ثم أدمر قبيلة الجلمود مع قبيلة السحاب؟"

تجهمت فاتن قليلا من العبارة الأخيرة للجنرال

ابتسم منير وقال "يمكنك فعل ذلك أيضا، لكن في هذه الحالة، سيعلم الملك بادر بأمر الانقلاب الذي تخططه ضده"

غضب الجنرال جاسر، حلق من مكانه وأمسك برقبة منير على جدار في الساحة وقال "شقي أحمق جاهل مثلك يهددني؟ ستكون هذه آخر كلماتك"

فعل طاقته في يده الأخرى وهم باستخراج قلب منير

أسرع الأخوان الأصلعان وأمسكا بيد الجنرال جاسر

قال مروان "سيدي الجنرال، هدئ من روعك قليلا"

قال صفوان "سيدي الجنرال، لو قتلته ستضيع خطط استيلاءك على العرش وإنهاء الحرب مع إمبراطورية الوحوش"

قام جاسر برمي منير بعيدا، ثم صرخ عاليا

نهض منير ومسح الدم الظاهر على فمه وقال مبتسما بخبث "خيار حكيم أيها الجنرال جاسر، والآن فلتجلس ولتستمع لي بروية"

2017/07/22 · 784 مشاهدة · 1236 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024