داخل مملكة الرمال، وقف صابر بين صفوف قوات المملكة كفرد متطوع من الجيش

أمضى أياما داخل الجيش يستقصي أخبار وكيفية الذهاب مع الملك

حتى عرف أن أقوى الأشخاص في الجيش الملكي من سيذهبون رفقة الملك كخدم له

يقوم الجنود الذين يرغبون بالذهاب كخدم للملك شخصيا بالتطوع من أجل ذلك، لكن بعدها يمرون على اختبارين للقبول، أحدهما بدني قتالي والآخر طاقوي دفاعي

طبعا تطوع صابر للأمر مرغما، فقد وضع الجنرال باهر نوعا من أداة تجسس في أذنه، حتى يستطيع التواصل معه وإرشاده كما يستطيع أن يعلم بكل ما يطرأ في توه

في صباح ذات يوم، نودي صابر فجرا ليمر على الاختبارين

كان الاختبار الأول في جزءه الأول عسكريا بحت

على المتقدم فيه أن يمر بمجموعة حواجز منظمة وأخرى عشوائية فجائية

بقدرة وكفاءة صابر استطاع المرور بسهولة

لكن الجزء الثاني منه، كان قتالا ضد مومياوات الصحراء

كان معروفا على مومياوات الصحراء أنها مخلوقات ناتجة من موت متدرب في المستوى الروحي، جسده يمتص من قبل الروح التي سيطر عليها، بحيث أن في بعض الحالات المعينة تمتنع الروح المسيطر عليها عن الخروج من جسد صاحبها بعد مماته، وبالتالي تسيطر عليه

فيتآكل الجسد لكن ليس كليا، فيصبح أشبه بالمومياء، إلا أن هذه الأخيرة أمكنها استخدام سحر تلك الروح، فهي أكثر كفاءة من الزومبي بكثير، ومعروف عليها أيضا أنه لا يمكن قتلها إلا بوسائل وطرق معينة غير متاحة للكثيرين

وقف صابر ضد أحد المومياوات في معبد مخصص، كانت المومياء مغلفة بالضمادات المقطعة القديمة، كما كانت ترتدي فوق رأسها قبعة مزركشة بمختلف أنواع الرسومات

بمجرد ما رأت صابر، امتدت الضمادات من يديها وهاجمت صابرا، لو أمسكت به الضمادات وأحاطت به لجففت سوائل جسمه كلها

ناورها صابر، لكنه واجه صعوبة في حرارة الضمادات، فقد كانت حرارتها لا تصدق، بحيث أنها يمكن أن تخترق اللحم إلى العظم بمجرد مسكة جيدة

لم يستطع صابر استعمال سحره قراءة العقل ضدها، فهي مخلوقات لا تفكر وإنما تهاجم بعشوائية

مع ذلك، كان من الواضح أن صابر أسرع بمراحل عديدة من تلك المومياء

لكن لم يدم الأمر سريعا، ما لبث أن خرجت مومياوان آخران من تحت الأرض، وشرعوا في الهجوم مباشرة

كان الهجوم الآن، أسرع بـ3 أضعاف، حتى أن بعض الضمادات استطاعت لفح بعض الأجزاء من جسم صابر لتحرقها بعض الشيء

اضطر صابر للإفراج عن شخصيته الثانية

تغيرت تحركاته، وناور بسرعة خاطفة الضمادات الكثيرة، واقترب من المومياء الأولى، بضربات خفيفة وغريبة قام بجعلها ركاما

تفادى ضمادة آتية من وراءه، ثم انحنى أرضا والتفت، وانطلق صوب المومياء المهاجم، بركلة لرأسه، حلق جراءها رأسه، ثم 3 ضربات بأنامل أصابعه على مناطق متفرقة من جسده انهار على إثرها جسده

ثم وقف ونظر للمومياء الثالث

هذا الأخير، قام بالصراخ، وشكل بضماداته حيوانين 2 مصنوعين منها غريبة الشكل، بأعين خضراء، كانا أشبه بالجرذين الكبيرين

فور ما تشكل الجرذان، حفرا الأرض واختفيا في نفقين من صنعهما

صابر ركض نحو المومياء الأخير لينهيه، تفادى مجموعة ضمادات قادمة نحوه، ثم بيديه بمعصميه الاثنين ضرب بطن المومياء

لكن المفاجئة أن ضمادات من المنطقة التي أصابها زحفت بحرارتها وغطت يديه لتحرقهما

حاول صابر سحب يديه، لكن بدا وكأنه عالق، في هذه الأثناء، جرذين من الثلاثة، خرجا كالسهم مخترقين رجلاه الاثنان، أمال رأسه في آخر لحظة وإلا كانا فتحا رأسه أيضا

صرخ صابر من الألم، رغم ذلك، قام بضرب المومياء العالق فيه برأسه فسقط رأسه أرضا

لاحظ أن ضوء أحمر انبعث من داخله رقبته

أرجع صابر ظهره للوراء، ثم قام بالدخول رأسيا في بطن المومياء وسحب رأسه بسرعة

رغم أن قشرة رأسه احترقت لكنه تمكن من التحرر من قيد الضمادات الساخنة

قام بإدخال يده في الرقبة، وسحب جوهرة حمراء

بمجرد ما سحبها تحول المومياء لغبار

يبدو أن تلك الجوهرة هي روحه، وهي أساسه

في هذا الوقت، كان المومياوان الآخران، قد ركبا نفسهما رويدا رويدا

وكذلك الجروح في جسم صابر بدأت تتماثل بالشفاء بطريقة بطيئة

فور ما استقام المومياوان، أرادا بدورهما صنع حيوانات غريبة، لكن قرر صابر منعهما

تدحرج أرضا وقام بإرسال سكينين طائرين إلى حيث الجوهرتين، حاولت ضمادات التصدي للسكينين، لكن كان ثابر قد زودهما بطاقته، اخترقا كل الضمادات في طريقهما، واستأصلا الجوهرتين ليتحول المومياوان لغبار

نجح صابر في الاختبار الأول

انفتحت له بوابة تحت الأرض، تقوده للاختبار الثاني

نزل السلالم، كان أمامه 3 مرايا وأمام كل منها بلورة سحرية

قام صابر بلمس المرايا الثلاث، تبدو فعلا وكأنها مرايا عادية جدا

مشى ولمس أحد البلورات، ضوء انبعث من تلك البلورة، وتحولت المرآة لبوابة من ذات الضوء

فلمس الثانية، نفس الشيء، وكذلك الأمر للبلورة الثالثة

كانت الألوان بالترتيب من اليمين إلى اليسار: أحمر، أزرق، أخضر

دخل البوابة الحمراء، فكان عالما أشبه بالجحيم، تقطنه كائنات مرعبة، خرج فورا منه

دخل البوابة الزرقاء، كانت عبارة عن بحر شاسع لا نهاية له، أسرع كذلك في الخروج

دخل العالم الثالث، كان عبارة عن مرج أخضر بلا نهاية، لا شيء غير الأعشاب، خرج منه أيضا

إلتف في المكان يمينا يسارا، جلس يفكر لساعات، دون جدوى

استلقى على الأرض من فرط كثرة التفكير

لاحظ شيئا يلمع في السقف، قام بالقفز نحوه، يبدو وكأنه زجاج مدبب

بمجرد الاقتراب منه، بدأ ذلك الشيء في سحب سحره، ثم ينزل رويدا

بعد مدة، فهم صابر أن عليه أن يملك القدر الكافي من الطاقة لإنزال ذلك الشيء

فقام بإخراج طاقته والسماح بامتصاصها

بعد فترة، توضح أن ذلك الشيء موشور زجاجي، بمجرد ما توسط البوابات، حتى انبعث من كل منها اللون الموافق لها نحو الموشور، لتفتح بوابة بيضاء في الجهة المقابلة منه

دخلها صابر، بمجرد ما فعل اختفت تلك البوابة، لا رجوع الآن

كانت هناك في السماء مجموعة من الدبابير، هاجمت فورا صابرا بأشواكها

تجنبها صابر وقفز متشقلبا إلى الخلف، نظر للأعلى ورأى الدبابير

ركض في الأنحاء، وهجمات الأشواك من وراءه ترسم طريقا على مسار ركوضه

ألقى بعض السكاكين في السماء نحو الدبابير لكن لم يصبهم

كانت الأشواك الموجهة إليه، كبيرة للغاية، بحيث لا يمكن وقفها بسكين أو باليدين

شغل طاقته كدرع، لكن هذا مكنه فقط من الصمود ضد بضعت أشواك، في حين أن أخرى جعلته يحلق للوراء متألما

في هذا الوقت كانت كل جراحه التأمت بفعل خلوده المؤقت

ضاق صابر ذرعا، فتحول إلى الدب الأبيض العظيم، وفي هذه الحالة استطاع القضاء على الدبابير بتلويحات بسيطة، في حين أن الأشواك التي أصابته لم تخلف خدشا واحدا

بمجرد ما انتهى منهم، اختفى ذلك العالم

بدأت عيون صابر تصبح ضبابية من التعب، لم يرى إلا ظل أحدهم يقترب منه ويحمله، ثم رأى مرة أخرى بضبابية أنه محمول على نقالة في مستشفى، بعدها فقد الوعي ولم يستفق إلا غدا

كان أمامه، شخص يحمل دفترا صغيرا، بمجرد ما رأى أن صابر فتح عينيه تقدم إليه قائلا "أهنؤك لقد نجحت في الإختبار، بالرغم أنك في الرتبة 11 من ضمن 52 شخصا نجحوا، إلا أن الملك قرر شخصيا أخذك مع الـ 5 الذين سيرافقونه"

ابتسم صابر على مضض، بعدها نام مرة أخرى

استيقظ بعد ساعات، كان ذلك الشخص لا يزال متواجدا هناك

قال صابر "أنت ! لماذا ما تزال هنا؟"

قال "أنسيت أني المشرف عليك، إن لم أكن أنا هنا فمن سيعتني بك غيري؟" ثم أعطاه ابتسامة مرحة

كان ذلك الشخص المسؤول عن صابر في الجيش، فقد دخل عن طريقه كأحد معارفه، لذا توجب عليه مراقبته والاعتناء به

2017/07/22 · 885 مشاهدة · 1104 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024