بالتعمق في داخل ذلك الخبير ظهرت صورة ضبابية قالت "أجل، الحل بسيط، إنه الذكاء"


سرعان ما بدأت تلك الصورة بالاتضاح أكثر، إنها حقا صورة منير


تنهد الخبير وقال "يبدو أنك تفوقني ذكاء، مع أنني عشت أطول منك يا تلميذي ! "


قطعا، كانت تلك ملكة الدماء


يبدو أن معلم ملك مملكة الشمس، كان أحد ضحايا ملكة الدماء في وقت ما، لذلك استطاعت التحول لشكله آخذة هالته وكل تقنياته


في الواقع عندما تتحول لشخص آخر، تأخذ نفس الهالة ونفس التقنيات بنفس القوة، يمكنها حتى أن تطور التقنيات السابقة وتزيد من قوتها، لكن يمكنها استخدامها فقط عند التحول لذلك الشخص


مثلا، استخدمت في وقت سابق سحر الضوء، ملكة الدماء في الأصل لم تتدرب على سحر الضوء، لكن عندما تتحول لشخص يستطيع استخدامه يمكنها استخدام ذلك السحر، لأن جسدها كله يتغير، وكونها ملكة يعني أنها تجاوزت البشر بمراحل عديدة، فكما يعلم الجميع، الملوك كائنات غير بشرية، ولم يسبق لبشر أن صار ملكا، البشري الوحيد الذي حاول ذلك وفشل هو ما يسمى الآن بملك الشر، لكنه في الحقيقة لم يصل لدرجة ملك، كان تلميذا بشريا عبقريا تجاوزت عبقريته الملوك، بهذا تمكن من فهم نقاط الضعف في بعض تقنياتهم، ولولا تلك النقاط ما تمكن من هزيمة أي ملك


للأسف الملوك يولدون بموهبة فطرية، ولا يولدون بالكمال، عليهم تطوير قوتهم، وحينما يفعلون ذلك يقعون في بعض الأخطاء، طبعا هذه الأخطاء في العادة لا تشكل خطرا عليهم، فالقتال بين الملوك كان محرما، لذلك لا يوجد شخص يمكنه اكتشاف الأخطاء في تقنياتهم، هذا لا ينطبق على تلميذ ملك الشر، الذي عاش مع الملوك لفترة طويلة حتى تمكن من تمييز طباعهم وأخطائهم


بدأ الحوار بين ملكة الدماء ومنير في داخلها يرجع بنا إلى ما حدث بعد أن هدد منير جاسر


طبعا منير لم يهدد جاسر عبثا، كان ضامنا أنه لن يقتل، ولكن لكي يردع جاسر ويتحكم به، استخدم ورقته الرابحة ألا وهي ملكة الدماء في هيئة معلم ملك مملكة الرمال


فبعد أن نسج خطته العبقرية وضع أهدفا لخطته، قرر منير عدم ترتيب الأهداف والسير مع تيار الأحداث، لأن ترتيب الأهداف سيخلق ضغطا عليه، وهذا سيشوش تدريبه في المستوى الانفجاري والذي لم يبدأه حقيقة حتى الآن


كانت أهداف منير:


- القضاء على قبيلة الجلمود: ولفعل ذلك يجب عليه التخلص من خطر المخلوق الذي لا يقهر الذي تحاول قبيلة الجلمود صنعه، في أسوأ الحالات عليه مواجهته لذا وضع خطة احتياطية لذلك


-مساعدة جاسر على السيطرة على الحكم: وبعد أن استفسر عن بعض المعلومات اللازمة، جاسر أخبر منير حول الأرض السفلية وحول ترياق الأبدية، لذا قرر منير كخطوة أولى الذهاب إلى الأرض السفلية وأن يملك ترياق الأبدية هذا، يجب أن لا يتم السماح للملك بادر أن يستعيد قوته


-الخطة الداعمة: وهي أنه يحصل على دعم قوى أكبر من الجنرال جاسر، ولفعل ذلك، تراءت له فرصة ذهبية وهي اجتماع ملك مملكة الرمال مع إمبراطور إمبراطورية الوحوش، وكلامهما عملاقان قويان، لو استطاع أن يحصل على دعمهما أو دعم أحدهما على الأقل، سيكون في مأمن من غدر الجنرال جاسر


طبعا جاسر يشكل خطرا عليه الآن، لذلك في سبيل قمعه، أظهر ملكة الدماء على شكل معلم ملك مملكة الرمال


بمجرد ما التقى الجنرال جاسر ومرافقيه الأخوان الأصلعان مروان و صفوان بمعلم ملك مملكة الرمال (ملكة الدماء في هيئته) ارتعبوا جميعا، كان من الواضح أنه أقوى حتى من الإمبراطور أربوليس، لذلك لم يجرآ على إهمال الأمر


نظر الجنرال جاسر لمنير مرتعبا لأول مرة، فقط لو علم أن شخصا كمعلم ملك مملكة الرمال يدعمه، لما أراد قتله من قبل


منير ألقى التحية على معلم ملك مملكة الرمال قائلا "مرحبا، بالشيخ حازم، لم أرك منذ مدة"


ابتسم المعلم قائلا "أوه، إنه أنت منير، كيف حالك، هل تقدمت في تدريباتك؟"


بعدما ألقى المعلم نظرة فاحصة قال مشيدا "ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق لقد تمكنت فعلا من دخول المستوى الانفجاري أحد المستويات الخفية، أنت موهوب يا فتى"


بعد أن تبادل منير والمعلم المزيف التحايا والمدح، عرف الجنرال جاسر أن منير مقرب جدا من المعلم، لو حقا قام بإيذاء منير، كان سيواجه غضب شخص قوي يمكنه حتى قتل الإمبراطور أربوليس لو أراد


التفت منير للجنرال جاسر وقال "لأعرفكم على بعض"


أطلق منير بسمة ماكرة وقال "أيها الشيخ حازم، هذا هنا الجنرال جاسر، أحد أقوياء المملكة الذهبية هو الآن صديقي والاثنان الأصلعان مرافقبه"


الجنرال جاسر ابتلع ريقه كاتما غضبه، صديق؟ منير صديقه؟ يا لها من مزحة، لولا تواجد المعلم هنا، لقام بقتل منير بمجرد نطقه لهذه الكلمات، كانت مزحة أن يدعو أحدهم لم يدخل للمستويات الروحية بعد جنرالا روحيا صديقا له، وخاصة بالنسبة لجاسر الذي يعترف فقط بالقوي


أكمل منير بعدها قائلا "أيها الجنرال جاسر، هذا الشيخ حازم معلم ملك مملكة الرمال"


الدهشة ازدادت في قلب جاسر ومرافقيه، إذا كان هذا حقا معلم ملك مملكة الرمال، هذا يعني أنه يملك مكانة عالية عند ذاك الملك، لا بل يعني انه حتى أقوى من الملك نفسه، تقول الشائعات أن ملك مملكة الرمال تدرب على يدي شخص قوته تهز السماوات وتدمر الأراضي، كان لا يستطيع أحد في عالم البشر إغضابه


طبعا الشائعات مبالغ فيها، شخص كهذا غير موجود في عالم البشر، لأن القوى العظيمة متقاربة


هناك شيء واحد لم يحسبه منير حقا، هو أن الحاكم بهتان المجرم الرئيسي في قتل عائلته، جزء رئيسيا من هذه المؤامرة، بما أن جاسر حذر من منير لم يطلعه على كل المعلومات حول الانقلاب، فقط أطلعه على المعلومات الأساسية


علم منير أن المستشار يعقوب يقوم بدور رئيسي في المؤامرة، فالدواء الذي يعطيه للملك بادر كان يساهم في تفخيخ طاقته المتبقية، بحيث أنه لو أطلقها دفعة واحدة سينفجر جسده، وكانت هذه خطة مضمونة لقتل الملك بادر، لكن تلك الخطة ستبوء بالفشل لو امتلك الملك ترياق الأبدية، فحتى لو انفجر جسده سيعود كما كان


في السابق، جاسر كان محتارا جدا بخصوص كيفية منع الملك من أن يشرب ترياق الأبدية، بما أن المستشار يعقوب كان مضطرا على إخبار الملك حول الأرض السفلية، لأن الملك لو علم بطريقة غير مباشرة عن موضوع اجتماع الإمبراطور أربوليس بملك مملكة الرمال داخل مملكة الرمال في الوقت الذي كان فيه المستشار يعقوب هناك ولم يخبره، سيعاقب يعقوب بشدة وربما يعدمه حتى


طبعا، منير لم يكن غبيا، عرف أن جاسر لم يكن ليطلعه على كافة المعلومات، لذلك وضع خططا أخرى من الممكن أن يستعملها عند الحاجة


لاحقا، قام منير بإخبار الجنرال جاسر، بأن من أجل نجاح خطتهم عليهم طلب المساعدة من المعلم، والدخول إلى عالم الأموات من أجل ضمان الاستيلاء على ترياق الأبدية


وافق الجنرال جاسر، لكن لم يكن لديه طريقة لضمان مساعدة المعلم


حينها تدخل منير، وطلب من جاسر أن يثق به، سيذهب ويخبر المعلم، لكن لقاء ذلك قد يأخذ المعلم منير كضمانة


من ناحية أخرى، عندما أخبر منير ملكة الدماء عن الأرض السفلية، اتسعت عيون ملكة الدماء قائلة "يجب أن التقي بصديقتي القديمة ملكة الحياة، لقد كانت من آخر الأشخاص الذين رأوا أخي ملك القتال، يجب أن تملك بعض المعلومات" بعدها أخبرت منير حول سحر الموت وسحر ملك النار وتوفر الكنوز في عالم الأموات


من كلامها عرف منير أن ملكة الدماء تعرف الأرض السفلية أو ما يدعى بعالم الأموات جيدا، كانت أكثر شخص مناسب لرحلة خطيرة كهذه


كانت خطة منير تحوي أهدافا متعددة، لكن بسيطة بعد كل شيء، السير مع التيار عامل أساسي وواقعي في خطة منير، وضع خطط احتياطية أمر لابد منه في مثل خطة يجهل فيها بعض الأطراف المشاركة


كان يعلم منير أن فكرة الانقلاب من المستحيل أن تكون من تدبير الجنرال جاسر وحده، كان يعلم أن هناك أطرافا أخرى لا يعلمها، لكن رغم ذلك عرف شيئا رئيسيا، وهو أن الإمبراطور أربوليس الداعم الرئيسي للانقلاب، وقد سرع من ذلك بعد ظهور خطر ملاك النهاية


في الواقع، كان القضاء على بلدة الأقحوان، لم يحتج لسلاح أسطوري كملاك النهاية، ولكن الجنرال جاسر فعل ذلك عمدا


أولا، لينبه أربوليس عن وجود خطر كملاك النهاية، ثانيا، ليتخلص من ملاك النهاية لمدة 20 سنة، فجرس النهاية الذي يحوي ملاك النهاية يستعمل مرة واحدة كل 20 سنة، ثالثا، الانقلاب كان مخططا له لكن كان التفيذ راكدا لرغبة أربوليس باللعب قليلا مع المملكة الذهبية، ولكن هذا الخطر حفزه أن يصبح جديا أكثر ولذلك أسرع في وتيرة تنفيذ الانقلاب


أيضا، أخبر الجنرال جاسر منير عن خطة أخيه ساهر أذكى شخص في المملكة الذهبية بخصوص كيفية استيلاء صابر على ترياق الأبدية، لقد أعطى الجنرال ساهر أخوه الجنرال باهر أداة خضراء بحجم حبة فاصوليا، هذه الأداة قادرة على النسخ


كان من المفترض عندما يرى صابر ترياق الأبدية، يحاول جهده أن يلمسه لمرة واحدة فقط بهذه الأداة، تدريجيا مع مرور الوقت، ستتحول هذه الأداة لذلك الشيء الذي لمسته، سيكون الأصلي عند صابر والمزيف عند من كان يحمل الأداة الأصلية، بهذا لن يشعر حتى ولو كان أربوليس أن ما يحمله مزيف وأن الأصلي انتقل إلى صابر


أثنى منير في داخله على ذكاء ساهر، لكن لسوء حظه أنه واجه منير، الذي وضع خطة أبسط بكثير، وهي التخلص أصلا من صابر، وهو ما فعلته ملكة الدماء عند وصولهما للقمر الأحمر


بعد استذكار ما حدث، تبادل منير وملكة الدماء الضحكات السرية


حاليا، سيطر منير على كنوز كثيرة جدا ستساعده في تدريبه، كما أن رصيده من الأموال ارتفع


اللفيفة التي كان حل لغزها الذكاء، لم تكن لفيفة سحر الموت لقد كانت لفيفة تقنية قتالية دفاعية تدعى "جلد التنين" كان يمكنها تقسية الجسد وجعله أصلب بكثير حتى أنه يكون أصلب من التنين بحد ذاته في أقصى مستوى لها


أخذ المعلم حازم اللفيفة وخزنها، ثم نزل السلالم ليتوجه إلى السلم السفلي أين لم يدخلوا بعد

في الطريق وجد أن الإمبراطور والملك قد عملا بعقلهما


إذا لم يستطيعا تدمير الحارسان بالقوة، يكفي ختمهما، وهذا ما فعلاه


توجه الثلاثة للطابق الأرضي الذي دخلوا منه، ليتوجهوا مرة أخرى للسلالم السفلية

2017/07/30 · 937 مشاهدة · 1494 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024