71 - برج القمر الأحمر

فقد الجميع قدرتهم على الكلام، للتو أمامهم تم قهر ملاك وختمه، لقد كان الختم في سيف أبيض كبياض السحاب غير الممطر، قبضته زمردية منقوشة باحتراف


أمسك الخبير السيف وتوجه إلى الملك، سلمه السيف وقال "لقد حققت ما قلته لي، الآن حان دورك لتفي بوعدك"


الفرحة ملأت الملك وكذلك أربوليس، في يد الملك الآن قوة يمكنها مواجهة ملاك النهاية الخاص ببهار، قوة يمكنها تدمير المدن بسهولة


قال الخبير "هذا السيف مميز، بتلويحة واحدة به يمكنك تدمير دولة وليس مدينة، ولكن رغم ذلك يستعمل مرة كل 100 سنة، لذلك كن حكيما في استعماله"


بالرغم من أنه يستعمل مرة واحدة، ولكن قوته أذهلت الحاضرين، سرعان ما قال الملك "تدمير دولة؟ هل تعني أن ملاك السيف أقوى بمراحل من ملاك النهاية؟"


ابتسم الخبير وقال "ملاك السيف في حد ذاته قوتها مماثلة لقوة ملاك النهاية وربما أضعف منه، لكن سيف ملاك السيف يمكن اعتباره أقوى سيف في حيز الوجود، السيف مصقول من مواد سماوية نادرة جدا، هذا السيف صنع لقتل الملوك، قوته أسطورية جدا، رغم ذلك لاستعماله يجب أن تكون روحاني مقدس، يجب أن تشحذ نفسك أكثر يا فتى"


كان السيف باختصار قادرا على قتل الملوك، لذلك من الطبيعي أن يتمكن من تدمير دولة، أن يستخدمه مجرد روحاني مقدس يعتبر شيئا بسيطا مقارنة بقوته


تنهد الملك بهدوء، على الرغم من أنه لا يمكنه استعماله حاليا، لكن السيف كان كنزا أسطوريا بحق، لذلك نجحت هذه الرحلة بالتأكيد، تبقى عليهم الخروج من هذا العالم أحياء فقط


في وسط فوضى الأفكار العارمة في رأس الملك، قاطعه الخبير قائلا "هيا، الآن فلنتوجه للقمر الأحمر، هناك شيء أريده بشدة، من المرجح أن يكون هناك"


قال أربوليس "سحر الموت؟"


أجاب "أجل، لفيفة سحر الموت، وأيضا لفيفة سحر النار الخاصة بملك النار"


فتح الجميع أعينهم، حتى سحر ملك النار متواجد هناك؟ الأرض السفلية هذه مكان غني بالكنوز حقا، لكنه مكان مخادع قطعا


بسرعة توجهوا جميعا محلقين نحو القمر الأحمر، عند وصولهم دهش الجميع، لقد كان القمر الأحمر مكان جحيم مصغر، مليء بالحمم، لو لم يستخدموا طاقاتهم لما استطاعوا الصمود


صابر تقطعت أنفاسه في محاولة منه أن يجمعها، فجأة، اقترب منه ذلك الخبير، قام بضرب صدره فأرسله محلقا عائدا من حيث أتى


قال الملك مدهوشا "تبا، لماذا فعلت ذلك؟"


قال الخبير "الضغط هنا عال، وسيكون أعلى كلما تقدمنا، غصن طري مثله سينكسر حتما، لقد رحمته وأرسلته إلى مكان آمن"


قال الملك "لماذا إذا تركته يتبعنا منذ البداية؟ كان يمكنك أن تمنعه من ذلك"


قال الخبير "أنت تعرفني جيدا، لا أحد يسألني عن أفعالي ! " ثم أعطاه لمحة مرعبة، جعلت الملك يغرق في عرقه


تقدم الخبير المجموعة وقال "لنذهب، احذروا أين تخطو أقدامكم"


ذهب الجميع بسرعة خاطفة، سرعتهم هذه ساعدتهم على تجنب الخطى وإن كانت خاطئة


في المكان كله تدفقت الحمم، وكانت البراكين مستعرة، حتى أن بعضها يبعث دخانا أسود كثيف، أكثر شيء عجيب، أن المكان مليء بغولم الجحيم وسحلية النار المتوهجة، لم يكن أحد يعتقد أن أنواع مثل هذه قد تتواجد في مكان كالأرض السفلية


بقيادة الخبير، وصل ما يشبه مدخل كهف تحت بركان خامد، لكنه منظم بشكل غير طبيعي يوحي أنه من فعل شخص ما وليس من فعل الطبيعة


قال الخبير بنظرة جدية "خذوا حذركم، لا تخفضوا دفاعاتكم إطلاقا"


دخلوا يمشون رويدا رويدا، وهم كذلك إذ قال الخبير "لا تلمسوا جدران الكهف مهما حدث، إنها مطلية بسم الأفعى الحمراء العظيمة"


كان معروف أن الأفعى الحمراء العظيمة هي أحد حيوانات عالم الوحوش العشرة، كانت قوية بشكل لا يصدق، حيث أنها تقتل خصومها بالسم، إذا كان حتى إمبراطور روحي غافل وأصيب بكمية معتبرة من سمها، فسيموت لا محالة


الجميع ارتعبوا، وابتعدوا عن الجدران، في الحقيقة أصبحوا يسيرون في خط مستقيم، يتقدمهم الخبير وبعده الملك ثم أربوليس ومرافقيه الثلاثة


وصولوا لمساحة دائرية يتوسطها برج مبني، تحيط ذلك البرج بركة من الحمم


كان البرج أسودا وشاهقا، كانت تنبعث منه هالة موت مرعبة، بحيث أنها خنقت حتى الملك وأربوليس ومرافقيهما، حتى المرافقين ذوي رتبة حاكم روحي لم يستطيعوا الدخول، فبقوا يحرسون خارجا


دخل الخبير مع الملك وأربوليس، لم يكن الدخول عاديا، لقد كان المدخل محمي بضغط هائل، لم يتمكن حتى الملك من عبوره، لكن في هذه اللحظة، أطلق الخبير ضغطه الخاص محطما ذلك الضغط، لقد كان الضغط الذي أطلقه في مستوى مختلف تماما


أربوليس تمتم مرتعبا لأخيه الملك "من الجيد أن هذا الشخص معلمك، لو كان عدوا لنا لما تمكنا من العيش حتى الآن" نظر له الملك وابتسم


كان في البرج طريقين حلزونيين، أحدهما للأعلى والآخر للأسفل، كان يحوي على أزيد من 120 طابقا في الأعلى، في الأسفل لا يعلم أصلا كم عدد الطوابق


قال الخبير "سنصعد أولا، وبعدها سننزل"


وصولا إلى الطابق 35 لم يكن هناك ما يثير الاهتمام، مجرد كنوز عادية تفيد متدربين لم يدخلوا النطاق الروحي بعد، ما أثار دهشة الأخوين، أن الخبير أخذ جميع الكنوز إلى حيزه الفراغي، لكنهما لم يعقبا على ذلك


وصلوا إلى الطابق 36، كانت الطوابق التي بعدها مختومة، لا يمكن عبورها


تقدم الملك ودرس الأختام لفترة، بعدها ابتسم وقال "أربوليس تعال وحاول أن تحطم الأختام"


نظر أربوليس إلى الأختام بعدها قام بجمع طاقة في لكمته وأصاب بها الأختام، هذه الأخيرة لم تتحطم لكن انبعث منها ضوء رافقه صدور صاعقة كهربت أربوليس


نظر أربوليس لأخيه وقال "أيها الوغد، فعلت ذلك عمدا ! "


ضحك الملك وقال "ما المانع من أن أضايق أخي بين الحين والآخر"


ثم تقدم ولمس بسبابته اليمنى ختم الحماية على شكل S ، توهج الختم بعدها انكسر، بمجرد ما انكسر ظهر ختم آخر


قال الخبير مبتسما "لو انتظرتكما حتى تحطمان كل الأختام سأموت هنا مللا، ابتعدا"


شحذ الخبير سحر الضوء، وقام بإطلاقه كالمدفع، مخرقا كل الأختام محطما إياها


فرح الجميع بتحطيم الأختام، لكن الفرحة لن تدم طويلا، نزل من السلالم حارسان يرتديان دروعا حديدية، كانا قويان، من نظرة واحدة عرف أن كل واحد منهما قوته مساوية لقوة جنرال روحي


قال الخبير مبتسما "عملكما الآن، حطماهما، لا تظنان أني سأفعل كل شيء بنفسي"


اشتبك الأخوان مع الحارسان، من الطبيعي أن يُهزم الحارسان أمام إمبراطوريين روحيين، لكن هذا لم يحدث، كل ضربة تحطمهما، تزيدهما قوة


كان الحارسان، يستخدمان سيفيهما الطويلين في الهجوم، كانت كل ضربة سيف يتفاداها الأخوان تترك شرخا في الأرض


كانت هجمات الأخوين لا فائدة لها، حتى لو حطما عظام الحارسين، كانت العظام تتجدد


في هذا الوقت الخبير استغفل الحارسان وصعد للسلالم وقال للأخوان "يجب أن تفكرا جيدا، لا تهجما بعشوائية، عندما تهزمانهما الحقا بي" ثم صعد واختفى


وصل الخبير إلى الطابق 100، وفي طريقه كان يأخذ كل الكنوز والأسلحة وما يجده، في الطابق 100 وجد في ثقب في الجدار لفيفة، لكن على اللفيفة لغز ما يجب أن يحله


اللغز يقول "حمراء، زرقاء، صفراء، لا تستطيع لمسها طويلا، وإن حاولت العناد لن تجد لنفسك معيلا، أولها نخوة وأوسطها حار وآخرها انهيار"


ابتسم الخبير وقال "نار" توهجت اللفيفة وظهر مكان اللغز عبارة "شرح"


قال الخبير "حمراء، زرقاء، صفراء هي ألوان النار الطبيعية، وفعلا لا نستطيع لمسها طويلا وإن عاندنا وحاولنا نحرق فنضطر أن نجد لأنفسنا شخصا يعيلنا حتى يداوي حروقنا، وأولها نخوة حرف النون، وأوسطها حار حرف الألف، وآخرها انهيار حرف الراء، وبهذا يكون حل اللغز نار"


توهجت اللفيفة مرة أخرى ثم حلقت إلى يدي الخبير، فتحها، فأظهر ابتسامة قائلا "إنها لفيفة سحر النار حقا، يا لي من محظوظ"


استمر في الصعود، رغم العقبات التي أصبحت أكثر، مثل مواجهة ضغط شديد وأختام أكثر تعقيدا، وحتى تماثيل متحركة، استطاع ذلك الخبير أن يمر من خلالها بكل سهولة


وصل للطابق 120، وجد هناك لفيفة أخرى بلغز آخر "أنا قاهر القوة، وأنا سلطان البشر، أنا من يوهب ولا يتعلم، أنا من ينمى ولا يسلب، أنا اللامع بين البشر، بقدرتي أستطيع دحر جيوش مجتمعة، بقوتي أستطيع المرور من كل الصعاب، أنا الوحيد والفريد الذي إذا تمتع بي بشر فهنيئا له بي"


تجهم ذلك الخبير، اللغز صعب عليه، لم يجد له حل، كان يقلب ذات اليمين وذات الشمال في عقله


جلس القرفصاء، وتأمل قليلا بعدها قال "أيها الفتى هل عرفت الحل"


صوت صدر من داخله "أجل، الحل بسيط، إنه..."

2017/07/29 · 1,041 مشاهدة · 1237 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024