هرب أربوليس مستخدما تقنية هروب ما، فأصبح يظهر ويختفي، حتى وصل إلى المدخل الذي دخل منه سابقا، رأى أن حاجزا بدأ يصعد من الأرض، فأسرع وقفز خارجا


لم يعتقد أربوليس إطلاقا أنه سيخرج من كم الخبراء هذا بكل هذه السهولة، لولا تواجد الخبير الغامض لربما قرر قتالهم وبالتالي سيضيع فرصة الـ 5 دقائق وستكون مقبرة الأجداد مكان دفنه، بالتأكيد في المقام الأول لربما لن يجد أربوليس المقبرة حتى


سلم أربوليس القنينة البيضاء إلى الخبير الغامض، مباشرة خزنها الخبير في حيزه الفراغي


عندما هم الخبير بالذهاب، أوقفه أربوليس وقال "ليت يتفضل السيد ويبقى معنا في رحلتنا هذه، سنكون مقدرين لذلك حقا"


ظهرت بسمة خفيفة على وجه الخبير وكأنه ينتظر من أربوليس قول هذا، قال الخبير "اممممممم، لا أعرف، لكن ربما سأضيع بعض الوقت معكم بما أني انتهيت من قتال أحد الملوك للتو"


بتلفظه لهذه الكلمات، الدهشة ملأت الجميع، حتى أربوليس، فقط ما نوع الخبراء الذين باستطاعتهم قتال الملوك والعودة أحياء، بلع أربوليس ريقه 3 مرات من الخوف


من الواضح أن الخبير الذي أمامهم أقوى بمراحل مما يتخيل أربوليس، لكن أن يكون يستطيع مجاراة الملوك، هذا لم يسبق وأن فعله إنسان، على حد علم أربوليس


في الغابة، وصل الملك وصابر معبدا مشيدا وسط الغابة تماما


كتب على باب المعبد "الوقت سيمضي لكن لن يمضي"، كانت العبارة مبهمة، ولكن بالنسبة لشخص ذكي كملك مملكة الرمال، كانت سهلة


لمس الباب الحجري، وكون مجموعة من الأختام، ثم قام بضرب الباب في ثلاثة مناطق


هالة انفجرت من الباب، جعلت صابر يطرد للوراء لمترين، بينما ثبت الملك ولم تؤثر فيه الهالة


اقترب صابر بهدوء من الملك وقال "جلالة الملك ماذا حدث؟"


أجاب الملك "هذا المكان مختوم بختم الزمن، أي شخص يدخله دون كسر الحاجز لن يستطيع الخروج مهما كان قويا، لأنه تم دمج عالم فراغي وراء الباب، من يدخل للمعبد في الحقيقة لن يدخله ولكن سيتوجه مباشرة للعالم الفراغي المختوم وبالتالي سيضيع هناك وسيمضي وقته دون أن يدرك، من الواضح أن في ذلك العام الفراغي الوقت أبطأ بكثير من وقتنا، بحيث قضاء دقيقة هناك يعادل سنة هنا، إذا بعد مرور ساعة في العالم الفراغي حتى لو استطاع العودة سيموت مباشرة من فرط الكبر في السن"


قال صابر "إذا عرفت ما هو هذا العالم يا جلالة الملك؟"


قال الملك مبتسما طبعا "إنه عالم الجفاف"


كان صابر لم يسمع إطلاقا بعالم مثل هذا، وبرؤية تعابير صابر قال الملك "من الطبيعي أن لا تسمع به، لأنه ليس عالما فرعيا خاصا بعالمنا، بل هو عالم فرعي خاص بعالم آخر..." تنهد الملك ثم أشار بيديه وقال "لا حاجة لك لأن تعرف شيئا عن العوالم الخاصة بالعوالم الأخرى، لأنه في مستواك من المستحيل أصلا تجاوز أي ختم متواجد في عالمنا يؤدي للعوالم الفرعية للعوالم الأخرى"


قبل أن يشرع الملك دخول المعبد بلحظات، مجموعة من الرجال نزلوا خلف صابر، لقد كان الإمبراطور أربوليس ومرافقيه والخبير الغامض


برؤية الخبير الغامض قال الملك لأخيه "أربوليس من هذا؟"


قال أربوليس "هذا الشخص أنقذنا من وهم الزمن كما أنه أنقذني من مقبرة الأجداد"


عندما دقق الملك في هذا الشخص، عرف أنه قوي جدا، لكنه ابتسم وقال "أوه، إنه أنت ! "


تفاجأ الجميع من معرفة الملك للخبير الغامض


ضم الخبير الغامض يديه وانحنى مبتسما "نعم، إنه أنا مرة أخرى أيها الملك"


في الواقع في المرة السابقة عندما رجع صابر ولم يجد الملك فانتظره، كان الملك قد ذهب للالتقاء بهذا الخبير الغامض، لا يعلم أحد السبب، لكن يبدو أن الملك يعرف هذا الخبير


قال الملك متعجبا "لماذا أخفيت وجهك؟"


نزع الخبير الغامض القلنسوة من على وجهه وقال "إنها عادة سيئة اتجاه الغرباء"


لقد كان الخبير شيخا يبدو أنه في 500 من عمره، كان قويا للغاية، قوته لا توصف، عندما نزع القلنسوة، أطلق لا إراديا هالة قوية خنقت الجميع حتى الملك


قال الملك مبتسما "كما عهدتك دائما، قوي بشكل لا يصدق، يجب أن تخفض هالتك على الأقل"


قال الخبير "أتصدق إن قلت لك أني أستعمل 1/10 من قوتي، وختمت الباقي؟"


فتح الجميع أفواههم، لم يستطيعوا تصديق ذلك حتى لو رأوه بأم أعينهم، شخص يستعمل عشر قوته ومع ذلك يستطيع الضغط على الأباطرة الروحيين ويسبب لهم الرعب والخوف وربما يحطمهم لو أراد وكل ذلك باستعمال عشر قوته؟ ! هذا غير معقول


لكن لم يستطيعوا قول شيء في حضور شخصية قوية للغاية مثله أمامهم


صابر شعر بشعور غريب عند رؤية هذا الخبير، وكأن جزء من هالته يعرفه، لكن كذب نفسه فأنى له معرفة خبير أسطوري مثل هذا


بعد أن دردش الجميع لوقت قصير، دخلوا المعبد


كان المعبد مظلما، كانت على جدرانه مشاعل منطفئة، قام الملك بالاستعانة بورقة فيها تقنية سرية، باستخدام سحر النار وأشعل كل المشاعل في المعبد


مشوا جميعا، كان طريق واحد أساسي، لم يكن هناك طرق أخرى، باستعمال أربوليس لشعوره قام بإبطال كل الفخاخ


أمامهم، غرفة عظيمة جدا، في آخرها تمثال ضخم لسياف عظيم، وتحته قدر فارغة وجدران الغرفة ملأت بكل أنواع النقوش والأختام السحرية، كان يبدو وكأن الأختام تحاول منع شيء ما من الخروج، لقد كان بالتأكيد شيئا مروعا


برؤية ذلك تجهم الملك وقال "يبدو أن ما جئنا لأجله مختوم هنا، يجب علينا السعي بحذر لإخراجه والسيطرة عليه"


قال أربوليس بفرحة تملؤه "هل تقصد أن ملاك السيف موجود هنا؟"


قال الملك "طبعا، لكن هو قوي جدا"


ابتسم الخبير سرا، وذهب إلى زاوية الغرفة هناك وبقي ينظر لهم


قال الملك "أمهلوني لحظات حتى أعاين نوعية الأختام هنا وأعرف الوقت الذي يلزمني لكسرها"


عندها نطق الخبير "يلزمك 1000 سنة حتى تحطمها"


دهش الجميع من ذلك، لكن الملك لم يفعل، بدل ذلك توجه للخبير وقال "صديقي القديم أعني على تحطيم الأختام والسيطرة على ملاك السيف"


قال الخبير "سيكون الثمن باهضا، هل أنت مستعد لتلبية مطالبي"


قال الملك "أطلب ما شئت"


قال الخبير "لقاء تحطيم الأختام ستساعدني على البحث عن سحر الموت، ولقاء السيطرة على ملاك السيف ستساعدني على إيجاد ملاك الحياة"


الجميع كانوا مدهوشين، قال أربوليس بسرعة "هل سحر الموت متواجد حقا هنا؟"


رد الخبير "أجل، وأنا لم أجده، لكن لم يتبقى الكثير من الأماكن التي لم أبحث فيها"


فكر الملك قليلا وقال "تم، سأساعدك"


ابتسم الخبير وقال "أنت تعرف أني لا أحب من لا يفي بوعده، إن كنت تتجرأ على خيانتي سأعتبرك أحد أعدائي، وأنت تعرف ماذا أفعل بأعدائي... أيها الملك؟"


هذه المرة الملك ملأ رعبا، كان من الواضح أنه يخشى هذا الخبير لكن لم يظهر سابقا خوفه ذاك


قال الملك "وهل سأتجرأ على خيانتي معلمي؟"


صعق الجميع من الخبر، هذا الخبير معلم ملك مملكة الرمال؟ كان هذا شيئا لا يصدق


قال صابر متعجبا "إذا كنت يا جلالة الملك عشت لأزيد من 1000 سنة، فلماذا يبدو معلمك في 500 من عمره"


قال الملك بعد أن ضحك "لأن المعلم جعلني إمبراطورا روحيا في 100 سنة، كنت قابلت المعلم وعمري 200 وكان عمر المعلم 400 ولكن المعلم كان مصابا وقتها، لذلك بعد أن علمني انعزل ودخل في سبات، لذلك عمره الآن 500 سنة، فيبدو أنه استيقظ قبل 100 سنة من الآن"


بلع الجميع ريقهم، أن يجعل الشخص تلميذه إمبراطورا روحيا في 100 سنة كان هذا معجزة حقا، ولكن ليس غريبا على الملك هذا، فبعد كل شيء يحمل دماء الوحوش وكان من صغره موهوبا وذكيا، الوصول لهذه النتائج قد يكون معجزة للآخرين ، لكن له شيء عادي


حلق معلم الملك في السماء إلى وسط الغرفة قام باستخدام سحر الضوء ودمجه مع سحر آخر، أطلق العنان لهالة مرعبة، ووجهها نحو كل النقوش والأختام، تحطمت تلك الأختام فورا، لكن النقوش حلقت في السماء


ابتسم الخبير وقال" أيها الملك، إليك اختبارا آخر، حاول أن تجد لما تطفو هذه النقوش، وكيف نفعل معها؟"


قال الملك مبتسما "بما أن المقيد هنا ملاك السيف، من الواضح أن هذه النقوش تكون سيف ملاك السيف، يجب أن نرتبها على شكل السيف حتى نستطيع تحطيم الختم"


ابتسم الخبير وقال "فتى جيد، ما زلت لامعا في الذكاء كما عهدتك"


بسرعة كون الخبير سيفا، فجأة بدأ التمثال بالتشقق، بعد أن انكسر ظهرت منه هيئة ملاك


لقد كان امرأة جميلة لحد بعيد، ذات جناحين زرقاوين، كما أنها ضخمة جدا


بمجرد ظهورها للوجود، ارتعد عالم الأموات بأكمله


قالت الملاك "أيها الفانون، كيف تتجرؤون على محاولة السيطرة على كيان مثلي"


استقامت وخفقت بجناحيها فأرسلت ريحا، طردت الجميع للوراء وسببت ضغطا كاد يفجر المعبد بأكمله، لكن الخبير ظل كالجبل، أسرع الخبير وقام بالتحكم بالسيف، وغرسه في قلب ملاك السيف


تأوهت من الألم، ثم بسرعة حرك مقبض السيف، فظهرت سلاسل قيدت ملاك السيف كلها


قالت ملاك السيف وهي تضغط على أسنانها "أيها الوغد"


ابتسم الخبير وقال "ألم تعرفيني؟"


دققت الملاك النظر في الخبير ودهشت قائلة "أنـ...."


قبل أن تكمل، تحرك الخبير بسرعة وصل لجبهتها، وضغط عليها، استخدم تقنية سحب ما، وقام بسحب وعيها، بعدها امتصه


قال الخبير "لن أدعك تكشفين أمري"

2017/07/28 · 914 مشاهدة · 1341 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024