نظر الجميع للخلف


كان يوجد شخص يرتدي وشاحا أسود يغطي رأسه به، ملامحه لم تكن واضحة، تنبعث منه هالة دماء هائلة


بالتأكيد هذا الشخص أعلى بكثير من مستواهم، بحيث يمكنه القضاء عليهم لو أراد ذلك


أكثر شيء أثار دهشة أربوليس أن ذلك الخبير السامي يعرفه


التفت أربوليس بسرعة، ضم يديه وانحنى احتراما "شرف لي، أن يعرفني السيد الخبير السامي، أرجو منك أن تعرف عن نفسك"


فتح المرافقون أفواههم، طبعا في الأحوال العادية حتى شخص في قوة هذا الخبير، لن ينالوا اعتراف أربوليس، ولكن هم الآن في مواجهة مباشرة معه دون أي ألقاب إمبراطورية أو حراس كثيرين، كان من الطبيعي على الإمبراطور الروحي أربوليس أن يتغاضى عن كونه إمبراطورا، وينحني للقوي في هذه الظروف


انبعثت نية قتل وهالة قارسة من ذلك الخبير قائلا "لا حاجة أن تعرف اسمي، كل من يعرفون اسمي يحتم علي قتلهم، إن كنت مصرا لا مانع من ذكر اسمي لك"


غرق أربوليس في العرق البارد "لا لا، لا حاجة، أعتذر منك"


انحسرت تلك الهالة وعادت الأمور لطبيعتها


أكمل أربوليس "إذا كان للسيد الخبير حل ما حول كيفية الخروج من وهم الزمن، الرجاء أن يتفضل ويخبرنا بذلك"


قال الخبير "سأحطم هذا الوهم، ولكن يجب عليك أن تسدي لي خدمة في المقابل"


أجاب أربوليس "طلباتك أوامر، فقط اطلب"


قال الخبير "لي ابن صغير في عالمكم، وبالضبط في المملكة الذهبية، سآمره أن يذهب إلى قصرك، فلتكرمه، وبالمقابل ستجني فوائد كثيرة، وسأمد لك يد العون إذ احتجتني"


هذا الخبر أسعد الإمبراطور أربوليس أجاب فورا "أجل، فليكن ذلك"


أكمل الخبير "إذا ما خيبت ظني وغدرت بي أو بولدي، سأدمر إمبراطوريتك وأحولها إلى رماد"


غرق الجميع في الغرق البارد


بالطبع بالنسبة للمرافقين، هذه أول مرة يرون إمبراطورهم مرتعبا هكذا، كما أنها أول مرة يقوم أحدهم بتهديد للإمبراطور أربوليس، كانوا يتمنون أن يفتكوا بهذا الخبير، لكن كانوا يفتقرون للقوة


قال الخبير "ابتعد من هناك"


حلق الجميع مبتعدون في حين تقدم الخبير


قال الخبير "هذا الختم مجرد فخ، وضع للحمقى حتى يحاولون فتحه، بمجرد فتحه سيقوم بحرق الدخيل حتى الموت، لهذا تغلب عليه سمة النار"


اندهش الجميع، كانوا للتو سيصبحوا متفحمين لولا هذا الخبير


قام الخبير بإخراج صندوق ما من حيزه الفراغي فتح ذلك الصندوق قليلا، الطاقة السماوية في كل المكان هرعت للصندوق، في غضون دقائق كان الجو صافيا


كل تلك الصواعق والسحب تم امتصاصها داخل الصندوق، هذا بالفعل جعل الحيرة تقفز لقلب أربوليس


فقط أي نوع من الكنوز هذا الصندوق الذي أمكنه حتى تحطيم وهم الزمن الخاص بأحد الملوك


وما هي الرتبة الحقيقية لهذا الخبير بما أنه أمكنه استعمال كنز كهذا؟ !


لم يستطع أي أحد من إلقاء ولو نظرة خاطفة على فحوى الصندوق


تقدم أربوليس نحو ذلك الخبير، لما شعر بذهاب وهم الزمن، لقد تحطم فعلا، بعبارات أصح لقد اختفى، هذا الصندوق امتص وهم الزمن تماما


قال أربوليس "أشكر المبجل الخبير على صنيعه هذا، وكن متأكدا سنعتني بابنك لحظة وصوله"


قال الخبير "أريد منك شيئا آخر، لو وجدت ترياق الأبدية، فلتعطيه لولدي، على الرغم من أن ابني شخص خالد أيضا، لكن يحتاجه في تقنية علمته إياها"


قال أربوليس "طبعا سنفعل، لكن للأسف لا نعلم كيف نجد ترياق الأبدية هذا"


قال الخبير "هذه ليست مشكلتي، ولكن سمعت أن ترياق الأبدية متواجد في مقبرة الأجداد، على بعد 150 كم شمالا من هنا، لذا كاختبار لصدق نواياك، اجلبه لي"


قال أربوليس "مفهوم، ولكن هل تسمح لي بالذهاب إلى شريكي ملك مملكة الرمال، وأخبره عن الأمر؟ سيكون الأمر أسهل إن تعاون إمبراطورين خالدين حول هذا الموضوع"


قال الخبير "لا، اجلبه بنفسك ووحدك، إمبراطور روحي مثلك ينبغي أن يكون يستطيع أن يفعل ذلك دون مشكلة"


أبدى ذلك الخبير نوعا من الارتباك والخوف، قال أربوليس في نفسه "من الواضح أن خائف من تواجد إمبراطورين روحيين، معه حق، حتى مع قوته، لا يزال القضاء على إمبراطورين روحيين معا وفي وقت واحد أمرا في غاية الصعوبة، إلا على الملوك"


في صباح ذلك اليوم، نهض الملك من نومه، توجه إلى موقع تابعيه وجدهما مستيقظين


التابع الذي فقد ذاكرته، لم يعرف شيئا، لذا تحتم على الملك جعله يبقى في المكان الآمن هذا، بينما بقي التابع الوحيد له هو صابر


تعمق الملك أكثر في الغابة، كان يلتقط الجواهر الساقطة من أشجار الجواهر، وكذلك يقطف أزهار الكرية المزدهرة، ومن حين لآخر يصطاد بعض حشرات الليل


أشجار الجواهر: كانت أشجارا تنتج جواهر ثمينة بمقدرتها سجن الأرواح الهائمة


أزهار الكرية المزدهرة: كانت قادرة على شفاء الجراح من الدرجات الخطيرة، ما لم يبتر العضو هي قادر على لأم الجرح


حشرات الليل: كانت ذات فائدة في إنارة الطريق، كما أن زيتها السائل في كل مرة يستعمل في صقل الروح


في المقابل، صابر أيضا جمع بعض الأشياء التي يحتاجها، فلتطوير الدب الأبيض العظيم، عليه أن يبتلع حبوب الشامة الزرقاء المستخلصة من الأزهار، وأن يرفع قدرة روحه بواسطة الثلج العقيم، ويقوي أسلحته التي معه في حيزه الفراغي، بواسطة إما معادن الشعلة النارية أو خشب ذا عمر يزيد عن 1000 سنة


من حسن حظه، كانت هناك بعض أزهار الشامة الزرقاء منتشرة، كما أنه يجد بسهولة خشاب أكثر من مليون سنة، لكن كان من المستحيل عليه أن يجب الثلج العقيم هنا أبدا مهما بحث في هذه الغابة


بعد عدة أيام من البحث والالتقاط، قرر الملك قرارا عجيبا


قرر الملك التوجه إلى القمر الأحمر إحدى قمري عالم الأموات، لكن قبل ذلك سيكملون استكشاف كامل الغابة


كان قرارا مفاجئا جدا وغير متوقع من الملك، لكن كتابع، سكت صابر ولحق بالملك


بعد تحليقهم لمدة طويلة، وصل أربوليس ومرافقيه مع الخبير الغامض إلى مشارف مقبرة الأجداد


قال الخبير "يجب أن تدخل لوحدك الآن، فعل حاسة الإدراك الخاصة بالإمبراطور الروحي، ستجد قنينة بيضاء تومض في حاسة إدراكك، توجه إليها لكن احذر، وتعامل معها بحذر"


كان أربوليس متعجبا جدا على إصرار ذلك الخبير على فعل كل هذا الأمر لوحده، لو كان الأمر في يد أربوليس لأمر أحد أتباعه الثلاثة أن يفعل هذا الأمر بدلا عنه


كانت المقبرة عادية جدا، لكن كان لها 5 بوابات ضخام تحيط بها من الاتجاهات الأربع


بمجرد ما دخل أربوليس المقبرة، فعل إدراكه الإمبراطوري، كانت العديد من الأشياء تومض بألوان وأشكال مختلفة


لكن على مسافة عميقة داخل المقبرة، ومضت قنينة بيضاء


توجه أربوليس مباشرة للقنينة ممتعضا في نفسه "كيف أنا إمبراطور مملكة الوحوش أكلف بمثل هذه الأعمال التافهة"


كانت القنينة فوق ضريح أحد الأجداد، بمجرد ما انحنى أربوليس لالتقاطها، خرجت يد مومياء من ذلك القبر


في لحظات، انبعث كل من في القبور، كان أغلبهم يملكون هالات أباطرة روحيين هذا غير وجه أربوليس


فجأة الشخص الذي أمسك يده أرسله محلقا في الهواء، نظر أربوليس إلى ذلك الشخص، ذهل قلبه قائلا في نفسه "هالة روحاني مقدس؟ ! "


قال ذلك الخبير الغامض "أعلمت الآن لما أصررت على دخولك أنت فقط؟"


إمبراطور روحي في حالة حرجة، فما بالك بمرافقيه الذين في مستوى حاكم روحي، لو دخلوا المقبرة لحكم عليهم بالموت


لم يتوقع أربوليس ولا في أسوأ كوابيسه، أن يكون محاصرا من خبراء أباطرة روحيين لا يحصون وبالإضافة معهم خبير روحاني مقدس


أربوليس تجمد من الخوف ولم يقم بأي حركة أبدا


صرخ ذلك الخبير الغامض "أسرع وحاول الهروب، لو استطعت أن تنفذ بجلدك وتخرج من المقبرة، لن يستطيعوا اللحاق بك، أنت حي وهم أموات، حتى لو كانوا كلهم خبراء روحانيين مقدسين لا تزال أسرع من مجموع من الزومبي بما انك إمبراطور روحي"


الكلام أسهل من الفعل، لكن لو كان الأمر هكذا، إذا هذه مجرد هالة متبقية بعد موتهم، خالية من أي تقنيات قاتلة


قاطع الخبير الغامض أفكار أربوليس قائلا "أسرع، لديك فقط 5 دقائق بعد بعث جدد الأجداد، وإلا سيتكون حاجز خاص سيجعل المقبرة برمتها تغوص في الأرض بعد 5 دقائق، حتى أنا لا يمكنني تحطيم هذا الحاجز، لذا أسرع قبل ظهور الحاجز"


الوقت الآن أصبح يعد عكسيا، أي خطأ في الحسابات يعني القضاء على أربوليس


قال أربوليس في نفسه "تبا، في أمس الحاجة، لن يكون الوقت حليفا لك"

2017/07/27 · 833 مشاهدة · 1210 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024