تحليق الحارس واقترابه ببطء نحو الأخوان، حمل شموخا وقوة وهيبة، جعله يبدو كأحد الملوك الحقيقيين، رغم ذلك الأخوان تحولا فورا من الهجوم إلى الدفاع، تحكما في خوفهما، واستعدا


الحارس المحلق، لم يقترب منهما كثيرا، اكتفى بالوقوف محلقا في الهواء، مد يده اليسرى، وانبعثت منها طاقة سوداء دخانية، اتجهت مباشرة نحو الأخوان


في هذه اللحظة افترق الأخوان، ليخففا من أثر الهجوم، فبعد كل شيء هو شخص واحد وهما اثنان، لو ركز على أحدهما، سيتمكن الآخر من الهجوم، وهذه أكبر ثغرة في مواجهة شخصين أو أكثر


ما فاجأ الأخوان أن الدخان الأسود افترق ولحق بهما معا، يبدو أن حارس الموت وصل لتحكم قوي بسحر الموت


ما لا يعرفانه، أن سحر الموت لا يلزم التركيز على الخصمان معا، بمجرد ما يطلق يهاجم كل شيء ويحوله إلى رماد، بل بالعكس السيطرة عليه وتوجيهه نحو خصم معين، هو الإتقان أما الهجوم على مساحة واسعة وعدة خصوم فهذه طبيعة سحر الموت عندما يستخدم


في هذه اللحظة حتى ملكة الدماء اتجه نحوها سحر الموت، في هذه اللحظة، فعلت ملكة الدماء شيء لا يمكن تخيله أبدا


فتحت فمها على نطاق واسع، وقامت بابتلاع سحر الموت القادم نحوها


هذا التصرف أدهش الجميع، حتى منير، ابتلاع سحر الموت؟ أي نوع من الدفاع هذا؟


سرعان ما سأل منير ملكة الدماء "كيف ابتلعتي سحر الموت؟"


ابتسمت ملكة الدماء وقالت "أنسيت أني تدربت على "فن الدمار" ومن أحد تقنياته القوية تقنية "كسر القوانين"، باستخدام هذه التقنية تكسر كل قوانين العالم، وهذا ما فعلته بالضبط، قمت بكسر خاصية سحر الموت ألا وهي الموت، وابتلعته جاعلة إياه هواء عادي"


في داخل منير اندهش، فقط ما نوع الكيان الذي ابتكر هذا الفن، لابد أنه كيان لا يمكن مجابهته، لم يستطع منير تخيل شخص آخر، وتوقع أن مبتكره لا يمكن أن يكون إلا ملك الملوك


في الواقع منير لم يعرف أن مبتكر هذا الفن الخارق، هو عدوه اللدود المستقبلي ملك الشر، لو عرف ذلك حينها لفكر ملايين المرات في كيفية مواجهة عدو يمتلك فنا يمكنه كسر قوانين العالم


في المعركة، وجه حارس الموت كان شاحبا، بالنظر إلى الرجل العجوز الذي وقف جانبا ولم يشارك في المعركة، عرف فورا أن ذلك الشخص كيان مرعب لا يمكنه الفوز عليه، حيث أن سحر الموت لم يعمل عليه بل قام بابتلاعه، لو تواجه حارس الموت معه بالتأكيد سيخسر


في هذه اللحظة، فقد حارس الموت تركيزه، لم يتوقع في أسوأ كوابيسه أن يكون هناك شخص لا يعمل عليه سحر الموت، في اللحظة التي فقد فيها تركيزه، استغلها الأخوان


قام أربوليس باستخدام "فن الوحش الكامل" ليتحول فورا لوحش عملاق، كان الوحش غوريلا ذهبية عملاقة، حيث أن حارس الموت بحجم أصبع رجل الغوريلا الأصغر


في المقابل استخدم الملك نفس الفن "فن الوحش الكامل" ليتحول لكوبرا عملاقة، كانت سوداء ومخططة بالأحمر


تحت هذا التحول المفاجيء، استعاد حارس الموت وعيه، قام بإطلاق كميات أكبر من سحر الموت


سحر الموت اندفع بجنون من حارس الموت، لكن هذه المرة تحكم به حارس الموت ولم يوجهه لذلك الرجل العجوز، فبعد كل شيء لم يرد استفزازه حتى لا يتدخل في المعركة


بدل ذلك صنع من دخان سحر الموت سيفان سوداوان دخانيان عملاقان


فجأة تراجع الغوريلا العملاقة مخلفا وراءه حفرة ضخمة، ثم تقدم الكوبرا العملاقة للهجوم


ولأن الثعبان طريقة تنفسه مختلفة جدا عن باقي الحيوانات، هو الأكثر مناعة ضد أي هجوم هوائي وإن كان سحر الموت، لكن أمام سحر الموت لن تدوم المناعة طويلا


انهال سيف دخاني عملاق على الكوبرا، لكن الكوبرا نفثت سما كالحمض يقوم بتذويب أي شيء يلمسه، كانت سرعة السم سريعة جدا، لدرجة أذهلت الحارس، سرعان ما قطع الحارس هجوم السيف بسرعة قبل أن يصل للكوبرا وقفز للوراء


في لحظة قفزه، لكمة غوريلا عملاقة توجهت نحوه جعلته يضرب جدار الطابق السفلي ويغوص عميقا فيه


كلا الأخوان علما أن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة


بعد برهة اندفع سحر الموت من الثقب كله، هذه المرة استخدم الغوريلا حجمه العملاق، فتح فمه وأطلق زفيره، بالنظر إلى حجمه العملاق كان الزفير بمثابة عاصفة رياح أبعدت سحر الموت كله


في هذا الوقت استخدم الملك المتحول لكوبرا تقنية من "فن الوحش الكامل" تدعى "التكاثر" حيث خرجت منه أفاعي صغيرة توجهت مباشرة نحو الثقب


لم تمضي فترة طويلة على دخولها الثقب، إلا وخرجت محلقة في الجو لأن أحدهم ضرب كل الأفاعي الصغيرة


خرج أخيرا الحارس من الثقب وعلى فمه أثر الدم، كان يطلق هالته كروحاني مقدس


قال "حسنا، انتهى وقت اللعب"


حلق ورفع يديه، فانفتحت أرضية الطابق كله، كانت الحمم في الأسفل مباشرة


الكوبرا والغوريلا لا يستطيعان الطيران، هذا ما جعل الأخوان يلغيان بسرعة "فن الوحش الكامل" ويعودان لهيئتهما البشرية حتى لا يسقطان في الحمم


قال الحارس مبتسما "الآن لن تستطيعا استخدام تحولكما هذا، فلتتقدما ولتقاتلاني"


ميدان المعركة بعد كل شيء يعطي الأفضلية لحارس الموت، فهو أرضه، من الطبيعي أن يكون القتال تحت شروطه الخاصة


صر الأخوان على أسنانهما، للتو استخدما ورقتهما الرابحة التي تعتبر أقوى ورقة لهما


هنا قال المعلم "لا تخافا، إذا أراد الحمم فليكن ذلك"


بعد برهة، تقدم نحوهما الحارس بسرعة صاروخية، قام على الفور بركل الملك بعيدا في الجدار، ثم ألقى ركلته بكل قوة على أربوليس، لكن الركلة اصطدمت بشيء أشبه بالاسفنج


لقد استخدم أخيرا "قفاز تعديل المصير" الأداة التي يمكنها صد هجوم روحاني مقدس وتحطيم دفاعاته حتى، برؤية هذه الأداة تغير تعبير حارس الموت


هذه الأداة اعتبرها كشخص ثالث، وهذا الشخص يكافؤه في القوة


سلسلة نارية ارتفعت من الحمم وأمسكت الحارس، اندهش الحارس قائلا "ما هذا؟"


بدا صوت من الثقب في الجدار أمامه "هذه سلسلة الجحيم، إنها أداة أسطورية أيضا تقوم بختم الشخص في الحمم، شرط تنفيذها تواجد الحمم فقط"


لقد كان الصوت صوت الملك، عندما أخبره المعلم بالكلمات السابقة، تذكر أن معلمه أعطاه هذه الأداة في وقت سابق، كان قد نسي أمرها تماما


ابتسم حارس الموت وقال "هل تظنان أن هذا كاف لختمي؟"


صرخ وأطلق طاقته عبر السلسلة، عندما وصلت الطاقة إلى الحمم، انكسرت السلسلة ثم تلا ذلك زلزال رج الجبل بأكمله، ثم انفجار فقاعات من الحمم، بعدها شيء عملاق خرج من الحمم


بالنظر إليه، لقد كان "العنقاء الملتهبة"


تغير تعبير الأخوان، العنقاء الملتهبة وحش لا يمكن قتله، حتى لو قتل سيعاد بعثه ما دام هناك مصدر ناري متواجد هنا، وبالنظر للمكان، الحمم متواجدة على مرمى البصر، حتى لو تمكنا من قتله مئات المرات سيعيد بعث نفسه


ضحك حارس الموت بهستيرية "إن هذا المكان أرضي، أتظنان أنكما يمكنكما هزيمتي في أرضي؟ يا لسخرية تفكيركما أيها الإمبراطوران الروحانيان"


شعر حارس الموت بعدها بموجة صقيع باردة خارقة، التفت فوجدها تصدر من ذلك الشيخ على جانبه الأيمن


أصدرت ملكة الدماء سحر الجليد، الذي أتقنته لدرجة تفوق الوصف، في لمحة صدرت موجة جليدية حولت تلك الحمم لجليد فورا


كان هذا مدهشا بحق، حتى الملك اندهش، لم يكن يعلم أن معلمه يستخدم سحر الجليد


قال المعلم "الآن، فليتصرف أحدكما مع العنقاء الملتهبة، ويقاتل الآخر حارس الموت، كفى ألعابا، استخدما سحركما، لا داعي لمحاول ادخار طاقتكما هذه"


لقد كان الأخوان يستخدمان أدوات، وحتى فن تحول، فقط للحفاظ على طاقتهما، هما لا يعرفان عدوهما لذلك كانا حذرين جدا


بعد إنهاء المعلم كلامه مباشرة، استخدم حارس الموت "التعدد" صنع نسختين منه، صحيح أن النسختين أضعف من الأصلي، لكن كلا النسختين في مستوى إمبراطور روحي


لكن في هذه اللحظة استخدم الملك سحره، لقد ألغى فورا النسختين، هذا أدهش الحارس جاعله يفكر أي نوع من السحر هذا


استخدم أربوليس سحره أيضا، لقد كان سحر الأرواح، في غفلة عن حارس الموت، وعدم استعداده لهذا النوع من الهجوم، تم سحبه خارج جسد ديدون، سقط الجسد فوق طبقة الجليد، وتجسد حارس الموت أخيرا على شكل الحقيقي


لقد كان روحا، ولكن روحا شامخة، كان ذو بنية عضلية قوية وقرنان بنيان كما أن في وجهه 4 خطوط برتقالية ووجهه أشبه برأس الكلب، في معصميه سواران حديديان كبيران، ومن كعبه إلى ركبته مغطى بالحديد، هيأته تحمل رهبة قوية حقا


في هذه اللحظة، استدعى أربوليس روحه لقد كانت روح "التنين المعدني"


واستدعى الملك روحه، "سيد الأرواح"


في مواجهة روح، يجب عليها استخدام أرواحهما أيضا


جلس منير داخل ملكة الدماء، وهو مندهش مما يراه، لولا حماية ملكة الدماء، ضغط المعركة لوحده كاف لقتله

2017/08/01 · 941 مشاهدة · 1246 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024