المعركة أمام منير، معركة بين عظماء عالم البشر أو العالم الفاني، كانت معركة تحبس الأنفاس


عندما أطلق الأخوان أرواحهما، أصبحا يبدوان في هيئة سامية


أربوليس وروحه التنين المعدني، كان أربوليس مغطى بمعدن التنين، كما أن جمجمة التنين المعدني غطت رأسه وكذلك أصبح يملك مخلبين وذيلا معدنيا


الملك وروحه سيد الأرواح، نمت لحيته وابيضت، وظهر سيفان عظيمان على ظهره، وأصبح جسده مملوء بالوشوم


روح الحارس التي أمامهما، مع الجسد العضلي والقرنان البنيان الصادران من رأسه، وكمية الحديد التي تغطي أطرافه، والخطوط الأربعة البرتقالية في وجهه الذي يبدو كوجه كلب، بدا ككائن لا يمكن قياس قوته


استلم أربوليس العنقاء الملتهبة، وهاجم الملك الحارس


العنقاء الملتهبة لم تكن خصما سهلا أيضا، كانت وحشا أسطوريا بدورها، جروحها تشفى بسرعة وحتى لو تم قطعها يعاد الطرف المقطوع، يجب أن تتلقى ضربة قاتلة لتموت، ودون ذلك لا فائدة ترجى من المحاولة


بمجرد اقتراب أربوليس من العنقاء الملتهبة، زادت فجأة من حرارتها، ثم أطلقت من فمها كرات نارية متتابعة، كل كرة كانت ضعف حجم أربوليس، لكن هذا الأخير لم يتفاداها، استخدم معدن التنين الذي لا يعرف مما يتكون، واصطدم مباشرة بالكرات، كل كرة تصطدم به تتشتت بعيدا، لم يستخدم أربوليس حتى جزء صغيرا من طاقته، بل اكتفى باستخدام الميزة الطبيعية لروحه التنين المعدني


العنقاء الملتهبة أصدرت صوتا مزعجا، لقد كان يحمل صوتها شرارات نارية انفجارية، جعلت المسافة بينها وبين أربوليس تمتلئ بالإنفجارات، عندما وصلت الانفجارات لجسده، لم تضره لكن أرسلته بعيدا حتى أنه ضرب الجليد في الأرضية


عرف أربوليس أن الاقتراب من العنقاء الملتهبة ليس أمرا يسيرا


في الجانب الآخر، استل الملك أحد السيفين، لقد كان سيفا أخضر غريبا، رأسه لم يكن حادا، بل كان السيف ينتهي بكرة خضراء بدورها، يبدو أن الهدف من هذا السيف التقطيع وشيء آخر


برؤية السيف، عرف الحارس فورا أنه ليس سيفا عاديا، قام بالتركيز قليلا فانبعثت منه طاقة صفراء، وتحولت تلك الطاقة لسلسلتين ملتصقتان بسواريه الحديديان


السلسلة الطويلة مدى هجومها أكبر من السيف، لذلك عندما توالت السلسلتين على الملك، لم يستطع الاقتراب، اكتفى فقط بصد السلسلتين بسيفه


فجأة، توهجت تلكما السلسلتان بالأسود، لقد استعمل سحر الموت مع السلسلتين، أي شيء يلمسه سحر الموت سيتحول لرماد


لكن هذا لا ينطبق على هذا السيف الغريب، حيث أن الملك ابتسم، ثم شغل خاصية مميزة للسيف، توهجت تلك الكرة في رأس السيف، فتغطى السيف بطاقة خضراء


عندما لمست السلسلة السيف، تم امتصاص سحر الموت وعادت السلسلة عادية


قبل أن يستوعب الحارس ما جرى، شغل الملك خاصية أخرى للسيف، انطلق سحر الموت من الكرية وتوجه نحو الحارس


قال الحارس ساخرا "أتحاربني بالسحر الذي أتقنه، يا لك من أحمق؟"


لم يتكلم الملك أبدا، وظل مركزا في المعركة


قام الحارس بالسيطرة على سحر الموت المندفع إليه، وأعاد تحويله نحو الملك


سحر الموت اصطدم مباشرة بالملك، في هذه اللحظة ضحك الحارس بهستيرية "لقد انتهيت، أيها الأحمق" لم تدم ضحكته طويلا، حتى رأى أن سحر الموت اصطدم بالملك ثم بقي يدور حوله ولم يؤثر عليه إطلاقا


فتح الحارس فمه على مصراعيه، في هذه اللحظة الدهشة أفقدته تركيزه، استل الملك السيف الآخر، بدا السيف عاديا، ما عدا قبضته الذهبية، توجه السيف مباشرة نحو الروح، ضرب الحديد ما بين كعبه إلى ركبته، فشق الحديد، ثم قطع رجل الروح اليسرى


لم يستطع الحارس تصديق ما حدث، أصلا لم يستيقظ حتى من صدمته الأولى حتى أتته صدمة أخرى


على صعيد آخر، ملكة الدماء قالت لمنير "هل تريد روح حارس سحر الموت لك؟"


قال منير "لا، هو ضعيف، لا يتقن حتى سحره، فقد فلتجدي لي اللفيفة، ودعي البافي لي"


كادت الملكة أن تستشيط غضبا، كيف لشخص لم يدخل المستويات الروحية حتى، أن يقول على روح قوية كحارس سحر الموت أنها ضعيفة؟، ملكة الدماء تحكمت في نفسها


هي تعرف حقا، أن حارس سحر الموت ضعيف، فهو يعتمد على سحره وعلى أرضه، لو تقاتل مع شخص آخر خارج أرضه، لرأيت تعبيرات القوة هذه التي على وجهه الآن، تتحول لتعبيرات متسول جبان


أربوليس في هذا الوقت، بقي على الأرض الجليدية، قام باستخدام خصائص التنين المعدني فقط


وقف هناك، مد ذراعيه فامتدتا، وهاجم بمخلبيه العنقاء الملتهبة من بعيد، هذه الأخيرة أطلقت مرة أخرى الكرات النارية من فمها، لتفجر الأرضية، لأنها اعتقدت أن طبقة الجليد هذه، مجرد طبقة تغطي الحمم تحتها، لم تتخيل إطلاقا أن كل حمم الجبل تحولت إلى جليد


دوت إنفجارات متتابعة على أرضية الجليد، رغم ذلك، بقي أربوليس في مكانه، عندما انفجرت الأرض من تحته، حلق وبقي في نفس المكان، الكرات لن تسبب لم أي أذى، إلا أن الكرات عندما تقترب منه هذه المرة يقوم بضربها بذيله المعدني، فتبتعد، حتى أنه أعاد بضع كرات نحو العنقاء الملتهبة، لكن الكرات عندما تصطدم بها، تنصهر مع نارها الملتهبة مباشرة


بدأت العنقاء الملتهبة تشعر بالضجر من هذا القتال، صرخت ثم توهجت بالنار، بعدها انطلقت منها آلاف الإبر النارية في كل مكان، كان هجوما عشوائيا


الملك الذي كان على وشك استهداف رأس الحارس بينما ما زال مندهشا، تراجع على الفور واضطر إلى الدفاع عن نفسه ضد الإبر النارية


ملكة الدماء استخدمت غطاء مائيا فقط، قام بتبخير كل إبرة تصل إليه


الحارس أصيب بالإبر النارية، واشتعلت النار فيه


أربوليس، أرجع يديه بسرعة وحمى نفسه بهما، رغم ذلك اخترقت بعض الإبر يديه، بمعرفته أن دفاعه ضد العدد الكبير من الهجمات يمكنه أن يحطم معدن التنين


استخدم تقنية "فن الوحوش-السرعة الخاطفة" بسرعة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، توجه مباشرة نحو العنقاء الملتهبة، التي كانت مفتوحة تماما، بينما تقوم بهجوم على نطاق واسع


وصل فورا أمامها، رفع يديه، واستخدم "فن الوحوش-التضخم" يداه أصبحتا أكبر، ثم أمسك رأسها بمخلبيه، واقتله من فورها، لم تسقط منها قطرة دم واحدة، بدل هذا سقطت نيران سائلة، ثم تحولت إلى رماد


شخص ما، ظهر أمام ذلك الرماد، لم يكن الأخوان ولا الحارس، وإنما ملكة الدماء


استدعت قنينة فارغة وأدخلت ذلك الرماد إليها، ثم خزنتها في حيزها الفراغي


تم القضاء على العنقاء الملتهبة، لكن تحمل أربوليس أضرارا كثيرة لحقت بجسده، فقد كانت ذراعاه مثقوبتان بالإبر، في حين أنه أسرع وألغى تفعيل روحه، وجلس يلتقط أنفاسه


بينما جلس يتعافى، شغل تقنية "فن الوحوش-الشفاء" بدأ جسمه يصدر هالة بيضاء، في حين بدأت تلك الثقوب تلتئم


بعد ضياع فرصة الهجمة القاتلة التي استهدف فيها الملك رأس الحارس، استفاق الحارس من دهشته، تغيرت تعبيراته


كان يتمنى فقط لو أنه على قيد الحياة، كان يستطيع امتلاك حيز فراغي، وكان يستطيع أن يخرج بعض الأدوات التي تساعدها، لكن الروح لا تمتلك حيزا فراغيا، لذا لم يسع استخدام أي أدوات


حلق الحارس بعيدا في محاولا الهرب، لكن الملك لم يكن خصما سهلا، قام بإلقاء السيف الثاني في الهواء قائلا "اقتل"، تحرك ذلك السيف وكأن له وعيه الخاص وتوجه بسرعة نحو روح الحارس


هذا أدهش منير، فقد رأى سابقا سيف سيد الماء يدافع عن حسام الزعيم الثالث عشر لعصابة الدوامة الزرقاء


عرف منير بمشاهدة سيف الملك، أنه يجهل كثيرا حول الأسلحة، يجب عليه أن يتعلم أكثر


في المقابل السيف حلق مباشرة نحو الحارس، عبثا يحاول الهروب، السيف سريع جدا، استخدم الحارس السلسلتين للقبض على السيف، لكن السيف قطع السلسلتين، وتوجه فورا إلى صدر الحارس


صرخ الحارس بجنون متألما، كونه روح يعني لا دم له ومن المفترض أن لا يتألم أيضا، لكن كان هذا السيف الذي يبدو عاديا غريبا بشكل غير متوقع


هنا، نطق الملك كلمة "اختم" توهج السيف، وشعرت روح الحارس أنها تمتص، بعد إصداره لصرخات مزرية، اختفت روح الحارس داخل السيف، وبتلويحة من الملك، عاد السيف إلى يده


وضع الملك السيفان على ظهره، ثم ألغى تفعيل روحه


برؤية هذا المنظر، حبس منير أنفاسه، المعركة التي أمامه استخدمت فيها فنون وأرواح عالية المستوى، حتى الأدوات كانت أسطورية وليست عادية


عرف منير من هذا القتال أن القوة دون موارد لا تنفع، قد تكون الموارد أحيانا الفاصل بين الحياة والموت، وقد تكون لها اليد العليا


منير الذي كان يعتمد على سحره، استوعب أهمية الموارد، لذا قرر أن لا يمضي وقته كله في تعلم السحر، عليه تعلم بعض الفنون القتالية الكاملة وليس مجرد تقنيات وأن يحصل على أدوات أكثر تفيده في المعركة الفعلية


في الحقيقة، لولا وجود ملكة الدماء في المكان، لما تمكن الأخوان من الفوز، لأن الأرض أعدت خصيصا لتنحاز لحارس الموت، وكانت ورقته الرابحة العنقاء الملتهبة، بظهورها من المستحيل أن يخسر بوجود كل تلك الحمم


مع ذلك، لم يتوقع أن هناك شخص يملك سحرا يستطيع تجميد كل الحمم، لولا تدخل ملكة الدماء لقتل الأخوان هنا، ولكن ملكة الدماء تحتاجها في خطة منير لذا كيف تسمح لهما بالموت؟ ! اضطرت للتدخل وقتها


أخذ منير خبرة كبيرة من هذا القتال، والآن عليهم التعمق أكثر لإيجاد لفيفة سحر الموت

2017/08/02 · 933 مشاهدة · 1316 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024