أكمل المعلم وأربوليس والملك بعد فترة قصيرة ليتعمقوا أكثر في الطابق الأخير


كان الطابق مليئا بالفخاخ، أسهم طائرة، فتحات فجائية نحو الحمم التي أصبحت كلها جليد بفعل سحر ملكة الدماء، حقول سحب طاقة متناثرة بكثرة...


في الحقيقة الطابق الأرضي الأخير كان أوسع طابق، شمل أسفل الجبل بأكمله، كما كان يحوي على متاهتين


ولأن صبر الملك بدأ ينفذ، قام تحطيم جدران المتاهتين، وجعلهما فتاتا، حتى يتبين المخرج هناك


عندما دخلوا، وجدوا كما لا يحصى من الجثث ولمختلف الكائنات، هناك حتى كائنات مجهولة


عندما نظر المعلم لأحد الجثث العملاقة، قال عرضيا "شياطين؟ حتى الشياطين أتت هنا في محاولة للسيطرة على سحر الموت؟ لكن كيف تجاوزوا ذلك الحارس المغفل وصولا إلى هنا؟"


بعد فترة من تقليب الذكريات، تنهدت ملكة الدماء، تذكرت أن ذلك الحارس كان يخشى من الشياطين من صغره، يبدو أنه لم يتخلص من خوفه هذا حتى بعدما أصبح أقوى منهم


تماما مثل من يخاف من صوت الرعد، صوت الرعد بعيد كل البعد عن ذلك الشخص، لكن عندما يسمع الصوت ترتعد فرائسه ويقشعر بدنه، حتى ذلك الحارس الأحمق بالرغم من قوته عندما يرى شيطانا يشعر بالخوف


مع ذلك لم تكن تتوقع أن الشياطين قد تمكنوا من النجاة من حقبة الدمار العظيم، أين أعلن ملك الشر الأول غضبه على البشرية فكاد أن يبيدها، ويقال أنه حتى الشياطين تمت إبادتها من طرف في ذات الحقبة، أن تتمكن الشياطين من النجاة هذا خارج توقع ملكة الدماء


جثة الشيطان التي أمامها تدل على أن مركزه عال، هو على الأقل أحد أمراء الشياطين، لكن لم تستطع معرفة أصله بالضبط من بين كل عشائر الشياطين


بوضع هذا الموضوع جانبا إلى حين، نظر المعلم أمامه على بعد مسافة، كانت هناك 4 عواميد سوداء، فوق كل عامود شعلة نارية، وتلك العواميد متصلة بأختام، وتلك الشعلات متصلة بعواميد نارية أفقية فيما بينها


في الوسط يقبع صندوق غامض، ختم أيضا بالأختام


بالنظر إلى كمية الأختام، عبست ملكة الدماء قائلة "هذا سيأخذ وقتا"


تقدم الثلاثة إلى ذلك المكان، جدران الأختام الأربعة كانت صفتها هوائية، لكن لم تكن تفك بالسحر أبدا، بل كانت تفك يدويا عبر عكس الأختام أو كتابة أختام إبطال فوق الجدران


برؤية هذا ابتسمت ملكة الدماء قائلة لمنير "سوف أريك بعضا من مهارتي في الأختام"


تقدمت نحو الجدران، بسرعة رهيبة، اقترضت بعضا من دمها عبر فتح جرح في يدها، ثم باستخدام أصبع سبابتها اليمنى، كتبت أنماط نقوش مشكلة أختاما، في أقل من ساعة كتبت 32 ختما معقدا جدا على 4 جدران، توهجت تلك الجدران ثم اختفت


تقدموا نحو الصندوق الذي ختم أيضا، برؤيته عن قرب أمرت الأخوان بالخروج من المكان والابتعاد قدر الإمكان


طبعا، لم يستطيعا رفض أي أمر، وأسرعا بالابتعاد حتى أنهما عادا مرة أخرى لأرض المعركة التي جمعتهما بحارس سحر الموت


أمام الصندوق، قالت ملكة الدماء لمنير "إن هذا الصندوق سيفجر أي شخص في مستوى روحي يحاول فتحه، بغض النظر عما إذا كان خالدا أو لا سيموت، لأن انفجاره مزود بجزء من أداة تسمى "صاعقة الإبادة الفورية"، هو مصمم فقط ليفتح عن طريق أشخاص لم يدخلوا المستويات الروحية"


قال منير متعجبا "أعرفتي هذا من قراءتك لأنماط النقوش في الأختام؟ أيمكن وضع كتابة سرية لا يستطيع الآخرين قراءتها إلا إذا عرفوا كيفية صنع الأختام؟"


ردت ملكة الدماء "طبعا، علم الأختام واسع وشاسع، رغم معرفتي الكبيرة لكن التقيت في حياتي من يتقنونه أكثر مني وبكثير"


على الفور خرج منير من ملكة الدماء، نظر إلى الصندوق بتمعن، بعدها اقترب ببطء ولمسه، بعدما تأكد من أن لمسه آمن، قام بفتحه، بمجرد ما فعل، انبعث ضوء من ذلك المكان، اخترق كل الأرض السفلية


العملاق الذي يرى من مدخل عالم الأموات، انتبه للضوء وتوجه نحو الجبل


في الداخل، التقط منير لفيفة سحر الموت، وكانت هناك قنينة دماء معها


سأل منير "ما فائدة هذه القنينة؟"


قالت ملكة الدماء "إنها تستخدم في إنشاء عقد بينك وبين الوحوش القوية، ويدخل فيها سحر الموت، بحيث إذا أخل أحد الطرفان بالعقد، سيفعل سحر الموت ويقتله على الفور"


أضاءت عينا منير بشدة، ثم سحب من حيزه الفراغي صندوقا، كان نفس الصندوق الذي استخدمته ملكة الدماء سابقا في تحطيم وهم الزمن وإنقاذ أربوليس، لقد كان الصندوق يحوي بيضتين


تلكما البيضتان هما ذاتهما اللذان أعطاهما ملك الشموس إلى منير، كانا طائر السماء وحارس السماء، الوحشان المخلصان لملك السماء


فرح منير بشدة، هذا يعني أنه يمكنه السيطرة تماما على الوحشين عندما يفقسان


سبب وضع البيضتان في الصندوق، حتى لا يثير الشبهات، فالبيضتان تمتصان باستمرار طاقة السماء، وبدون شك شخص في مستوى إمبراطور روحي سيلاحظ هذا الامتصاص المتواصل غير المنتهي، وسيثير هذا شكه


بعد أخذ القنينة واللفيفة وضعهما في حيزه الفراغي ودخل مرة أخرى جسد ملكة الدماء باستخدام "خطوات السلام"


في هذه اللحظة، شعر الجميع باهتزازات ارتدادية، لكنها كانت منظمة بشكل غريب، قال منير متسائلا "ما الذي يحدث؟"


في الخارج، العملاق الذي لا يرى رأسه حتى من فرط ضخامته، تقدم بشكل ثابت نحو القمر الأحمر، كل خطوة يخطوها تسبب زلزالا في المنطقة، فجأة قفز قفزة واحدة فوصل للقمر الأحمر


عندما وصل إلى الجبل، قام فورا باقتلاع الجبل كاشفا عن مرافقي أربوليس الثلاثة في مستوى حاكم روحي، كما حطم نصف البرج الفوقي


رمى الجبل الذي انتزعه بعيدا كأنه صخرة صغيرة، ثم هدر بصوت عال "لن يخرج أي احد من هنا، سلموني لفيفة سحر الموت، فأنا ملك عالم الأموات"


هذا الصوت ملأ الأرجاء، حتى أن ملكة الحياة البعيدة من المكان سمعته، تغيرت تعابيرها وأسرعت محلقة نحو مكان العملاق


في مكان العملاق، خرج أخيرا أربوليس والملك ثم تبعهم المعلم بعدهما


برؤية هذا قال المعلم "آفيان، أنت مجرد خادم هنا، أن يعطيك ملك الموت رتبة ملك عالم الأموات، لا يعني أنك أصبحت ضمن الملوك فعليا"


صوت مدوي بدا "أنت ! كيف تعرف اسمي الحقيقي؟ من أنت؟"


قال المعلم "لا يهم من أنا، المهم لا تغتر كثيرا"


في هذه اللحظة، رفع آفيان رجله وحطم بها مكان وجود الجميع، لكن طبعا كان بطيئا جدا، الآخرون تفادوا تلك الضربة الهائلة البطيئة بسهولة، فحلقوا في الأرجاء


الآن، تم تدمير برج القمر الأحمر تماما، وخلفت قدمه ثقبا غائرا جدا


حلق المعلم أمام صدر آفيان الضخم قائلا "آفيان، هذا آخر تحذير لك، لا تلمني بعدها إن آذيتك"


الباقون من أربوليس ومرافقيه والملك، كانوا مندهشين، أعينهم تكاد تخرج من محاجرها


قال آفيان "لا يهمني ماذا تفعل، ستموتون جميعا هنا"


ثم لكمة ضخمة بيده اليمين نحو المعلم، تنهد هذا الأخير، حلق لأعلى متفاديا اللكمة


قال المعلم "أيها الفتى، أنت وأخوك وأولئك المرافقين تولوا أمره"


بسرعة، تحول أربوليس إلى غوريلا والملك إلى كوبرا، وفعل المرافقون طاقتهما كحكام روحانيين لأقصى حد واستعدوا للاشتباك


رغم ضخامة الغوريلا والكوبرا، إلا أنه مقارنة بآفيان، لم يصلا حتى كعب رجله


قفز الغوريلا إلى أعلى نحو ركبة آفيان "فن الوحوش-القبضة الذهبية" تحولت قبضتاه لذهبيتان وضرب بهما ركبة آفيان أكثر من 10 مرات، لكن يبدو أنه لم يؤثر إطلاقا فيه


المرافقون، استدعوا سيوفهم الحادة جدا، وانهالوا محاولين قطع أصبع رجل آفيان الصغير، لكنه كان أقسى من السيوف، حتى أن بعض سيوفهم تكسرت، لم يصدقوا مدى قساوة جلد هذا العملاق


الملك المتحول على شكل كوبرا، قام برمي سمه الذي أشبه بالحمض على قدم آفيان اليسرى، آفيان شعر بهذا وبدأ يصرخ "إنه يحرق، يحرق"


بعد هذا، صدر صوت حاد "توقفوا، ما الذي تفعلوه لصغيري؟"


لقد كانت هذه ملكة الحياة أتت إلى المكان


قال الملك "صغيرك؟"، طبعا عاد الملك وأخيه لشكلهما وخفض المرافقون من هالتهما، هم لا يريدون أن تسيء ملكة الحياة الفهم وتعتبرهم تهديدا


قالت ملكة الحياة "أجل، آفيان حيواني المدلل، لن أسمح أبدا بأذيته"


بعد مدة، قطرة عملاقة نزلت على الأرض، ثم انفجرت مخلفة تدفقا هائلا للماء منها، ثم توالت قطرات أخرى، لقد كان آفيان يبكي


برؤيته كذلك، غضبت ملكة الحياة وقالت "كلكم موتى الآن، لن أترك أي أحد منكم حيا"


هالة ملكية انفجرت منها، واستدعت رمحا ملكيا، كان الرمح يصاحبه صواعق وكان وجوده وحده يستطيع قسم السماء لشطرين


برؤية هذا، تحول تعبير الجميع إلى أسود، ركعوا ليحاولوا الاعتذار


فقط بعد هذا، صوت بدا "هل تظنين أنه يمكنك أن تهزمينني أيتها الطفلة الرضيعة الخرقاء؟"

2017/08/03 · 1,009 مشاهدة · 1228 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024