نظرت ملكة الحياة بغضب اتجاه الصوت قائلة "من أنت لتجرؤ على أن تتحداني أنا ملكة الحياة؟"


صاحب الصوت كان المعلم (ملكة الدماء) قال لها وهو يظهر نصف ابتسامة "على الرغم من أنك عشت ملايين السنوات لا زلت لا تتمتعين بالبصيرة أيتها الطفلة"


حدقت فيه ملكة الحياة بغضب أكثر وقالت "طفلة؟ أنا عشت ملايين السنين، شخص لم يعش حتى مليون سنة يدعوني طفلة؟ يا لحماقتك"


قال المعلم "منذ عرفتك وأنت تتصرفين بصبيانية، عشت لملايين السنين؟ وماذا إذا فعلت؟ الزمن لا يستطيع تغيير الملوك، منذ أن منح لك لقب ملك من طرف ملك الملوك أصبحت خالدة، وبما أنك طفلة فقد بقيتي طفلة منذ ذلك الحين، والمشكلة أن عقلك ما زال صغيرا بعد كل هذه الملايين من السنين"


صرخت ملكة الحياة "كفى كلاما" لوحت بالرمح الذي معها، فنزلت صاعقة كبيرة جدا على المعلم


رفع المعلم يده، عندما لمست الصاعقة يده اختفت فورا دون أي اثر


هذا أدهش الجميع، ملكة الحياة كانت أكثرهم اندهاشا


أن يتم صد هجوم ملك من طرف شخص خالد من العالم الفاني، كان هذا مستحيلا على كل المقاييس، فقط ما الخدعة التي فعلها هذا الشخص؟


صوت المعلم قطع اندهاشهم "أيتها الطفلة فلنلعب في مكان آخر، لندع هؤلاء وشأنهم، هيا اتبعيني"


ثم حلق المعلم بسرعة كبيرة، ملكة الحياة من الوراء كانت لا تقل سرعة عنه وتبعته وصولا للقمر الأبيض


الباقون من الملك وأربوليس والمرافقين تنفسوا الصعداء، مع ذلك علامات الحيرة لم تختفي من وجوههم، كل ما دار في أذهانهم سؤال واحد "أي نوع من الأشخاص كان معلم مملكة الرمال؟" هم بطبيعة الحال لا يعرفون أنه ملكة الدماء


في القمر الأبيض، وقف المعلم ووقفت أمامه ملكة الحياة


ملكة الحياة كانت غاضبة بشدة، لذلك استخدمت القوة الكاملة للرمح، تحول الرمح الذي في يدها لصاعقة ورمتها اتجاه المعلم


الصاعقة تحولت إلى صاعقة أكبر غطت أفق نظر المعلم، لكن رفع يده لمواجهة الصاعقة، تلك الصاعقة التي غطت الأفق اختفت تماما عندما لمست يده


صرخت ملكة الحياة من الغضب، هذه المرة استخدمت سحرها، في السماء ظهرت مجموعة كبيرة من القبور، ثم فتحت القبور، لتظهر منها جثث شخصيات قوية جدا، اللافت للذكر أنهم لم يكونوا بشرا، كانوا جنا وشياطين وحتى وحوشا أسطورية


باستخدام سحرها، طاقة بيضاء خرجت من يديها ودخلت تلك الجثث، فعادت الجثث إلى الحياة، ثم أمرتهم الهجوم على المعلم


ما حدث بعدها لم يكن متصورا لا لملكة الحياة ولا لملكة الدماء ولا حتى لمنير، درع الجن الأزرق لمع بشدة، بينما سيف الجن خرج لوحده من الحيز الفراغي لمنير وتجسد أمام ملكة الدماء، اندفع السيف نحو كل جني متواجد هناك وقام بقطع رؤوسهم بطريقة سريعة جدا، على الرغم من أنهم أقوياء، لكن أمام سلطة السيف لم يستطيعوا حتى رؤية ما الذي يقطعهم


كانت قوة كل جثة عادت للحياة تعادل روحاني مقدس، وبعضهم حتى في مستويات أعلى، فقد تواجد بينهم وحشين من رتبة مستوى أعلى مقاتل، وهناك هالة لشيطان تظهر أن صاحبة في مستوى يفوق المستويات الأعلى، لكن الشيخ الشبحي لم يخبر منير على أي مستوى أعلى من المستويات العليا


بعد قتل كل الجن المتواجدين، طاقة الحياة سحبت من أجسادهم ودخلت إلى المعلم ثم إلى منير وصولا إلى درع الجن، بعدما استوعبها الدرع، بدأ ينبض، ثم سرعان ما شعر منير أن الدرع تغير، لم يعد كالسابق، بعدها عاد السيف إلى منير فأمسكه، شعر أيضا أن السيف تغير كذلك، لكن هذا الوقت لم يكن مناسبا للتفكير، لذلك خزن السيف بسرعة


ملكة الحياة أمامهم تكاد تجن، ظنت أن المعلم الواقف أمامها يمكنه سحب طاقة الحياة، لكن لم تعرف لماذا استهدف الجن خصوصا، هي رأت السيف لكن لم تعرف المغزى


في المقابل استغل المعلم هذه الفرصة "إذا كنت تنوين الاستمرار في مهاجمتي، فلن أكبح نفسي وسأقوم بضرب مؤخرتك"


بسماع هذا، وصلت ملكة الحياة حدها، قامت بإلغاء كل الجثث، ثم صدر بريق ملكي من عينيها قائلة "كفى" صدى الكلمة دوى في كل الأرض السفلية، حتى أن الآخرون ارتعبوا


أطلقت ملكة الحياة هالة ملكية لا نهائية، فجأة ظهر كرسي من السماء، كتب عليه "ملكة الحياة"، عندما جلست عليه، بدى وكأن السماوات والأرض تركع لها، تحت وجود ملكة حتى السماوات لا يمكن أن ترفض سلطتها


كانت هذه السلطة ممنوحة من ملك الملوك، لكل الملوك، بمجرد أن يظهر كرسي عرشهم الذي يسودون به كل الوجود، لا يوجد شخص يمكنه مقاومة حكمهم


قالت ملكة الحياة بصوت أصبح فخما وله صدى قوي "أنت أسأت لأحد الملوك، وبموجب قوتي الممنوحة من ملك الملوك، أحكم عليك بالموت"


فجأة، أضاءت السماء ونزل منها ملكان هائلان، كان الملكان مسؤولان على تنفيذ أحكام الملوك، كل واحد من الملكان يحمل رمحا هائلا، كان لديهما 4 أجنحة بيضاء، كما أن وجهيهما مغطيان، كانت عضلاتهما بارزة جدا


عندما أتيا للوجود، كل جبال الأرض السفلية حطمت، وأصبحت الأرض السفلية مكانا مستويا فجأة


الملك وأربوليس والمرافقين، شهدوا الهيئة العظيمة والضخمة للملكان وهما ينزلان من السماء، وكما شهدوا طاقتهما النقية والمرعبة التي حطمت الجبال، برفرفة واحدة من أجنحتهم، فقد الجميع ألوانهم، وانتظروا موتهم فقط فاقدين الأمل، بالرغم من أنهم لا يستطيعون رؤية المعلم والملكة من مكانهم هذا


منير داخل ملكة الدماء، امتلأ رعبا، كان هذا أقوى وجود يراه في حياته فعليا، ملكة الدماء والشيخ الشبحي لم يظهرا قوتهما الحقيقية أبدا، لكن هذين الملكين كانا وجودا طاغيا للغاية


نظرا الملكين لملكة الحياة الجالسة على عرشها وقالا بصوت أشبه بهزيم الرعد "نحن طوع أمرك سيدتي"


قالت ملكة الحياة "حكمت على هذا الشخص بالموت، أسرعا ونفذا الحكم"


أدارا وجههما ورأيا ذلك الشخص، ثم أعاد النظر لملكة الحياة وقالا "لا نستطيع فعل ذلك سيدتي، فهذا يعارض أمر ملك الملوك"


هنا الدهشة ملأت ملكة الحياة، قائلة في نفسها "ما علاقة هذا الشخص بملك الملوك؟!"

ونظرت بحدة إلى المعلم


ضحك المعلم بجنون وقال "سلطتك لن تنفعك، فبعد كل شيء قتال الملوك فيما بينهم محرم بفعل قرار ملك الملوك، فما بالك بأن يحكم ملك على ملك"


اندهشت ملكة الحياة بشدة قائلة "أنت! أنت ملك؟"


فجأة تحول المعلم لملكة الدماء من جديد وقالت "هل عرفتني الآن يا شقية؟"


قالت ملكة الحياة وهي تبكي فرحا بينما تحلق بسعادة اتجاه ملكة الدماء "أختي الكبرى، لم أتوقع رؤيتك هنا؟"


منير في الداخل "أختي الكبرى؟ أأنت أخت ملكة الحياة؟"


قالت ملكة الدماء "إنها قصة طويلة"


احتضنت ملكة الحياة ملكة الدماء بشدة، فلم ترها منذ عقود مضت


بأمر من ملكة الحياة، عاد الملكان إلى السماء، وذهب كل ذلك الوجود العظيم


احتضنت ملكة الدماء ملكة الحياة بشدة هي الأخرى وقالت "مضى وقت طويل منذ وداعنا، لقد اشتقت لك بشدة"


قالت ملكة الحياة وهي تذرف دموع الفرح "شقيقتي الكبرى، أنا أيضا اشتقت لك بشدة، هذه المرة لن أتركك أبدا، سأرحل معك أينما ترحلين"


قالت ملكة الدماء"معلمي كلفني بعمل وأنا أؤديه، وشاءت الأقدار أن ألتقي بك صدفة، ولولا ذلك لرجعت إلى قصري وأكملت عملي كملكة الدماء"


بعدما تبادلا أطراف الحديث، أخيرا خرج منير من ملكة الدماء وألقى التحية على ملكة الحياة، ملكة الدماء أفهمت ملكة الحياة أن منير هو المختار وأنها هي تساعده في ذلك بأمر من معلمها


ألقت ملكة الحياة، نظرة فاحصة على منير، والتفت حوله ثم أمسكت خديه وقالت بطفولية "آه، يا له من طفل جميل، لقد كبر ليصبح مختارا ليرث كل العوالم ويصبح سيدها، إنه أكثر الناس حظا على مر الوجود" كانت تمسك خديه وتداعبها هبوطا ونزولا يمينا ويسرا، ومنير معطيا نظرة البلاهة لها


بعدها أوقفتها ملكة الدماء وقالت "لقد كنت أبحث عنك لأسألك، أنت آخر شخص كان مع أخي ملك القتال، فهل تعرفين ماذا حدث له؟"


قالت ملكة الحياة وقد استبدلت تعابير السعادة بالحزن "أجل، لقد قتل من طرف ملك الشر اليافع، وأنا أعرف أين جثته"


تغيرت تعابير ملكة الدماء "ذلك الوغد الحقير، قتل أخي؟ ولكن كيف؟"


قالت ملكة الحياة "لقد هاجمه هنا في هذا العالم ذات ليلة، وبعد أن تفوق عليه أخي وكاد يقتله، أسرع ملك الشر اليافع وأمسك بي واستعملني رهينة، بعدها اضطر أخي إلى إلغاء هالته، فغدر به ملك الشر اليافع وقتله، ولكن قبل أن يموت بلحظات، قام بضرب نقاط حيوية لي، فدخلت في سبات لعقود، وبما أني ملكة الحياة، عندما أنام تقوم الحياة بحمايتي، بغض النظر عن محاولات ملك الشر تحطيم غشاء الحياة الذي يحميني، فهم لم يستطع لذلك تركني هنا، لاحقا ملك الموت، وضع حاجزا حولي لإتاحة الفرصة لأحدهم أن يوقظني"


احمرت عينا ملكة الدماء وصرخت "ذلك الوغد، سأقتله، سأقوم بتحطيمه، أنا أعرف أنه لم يمت من سمي، لكن عندما أجده، أقسم أني سأمزقه لأشلاء"


بينما هي غاضبة، ارتفعت الدماء من الأرض، فبعد كل شيء مات عدد لا يحصى من الناس هنا، كل الدماء اتجهت نحو ملكة الدماء


برؤية المنظر، أخذت ملكة الحياة منير وحلقت به بعيدا قائلة "ليس جيدا، ليس جيدا، أختي بالفعل غاضبة، يجب أن نبتعد من هنا"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الأول

2017/08/05 · 948 مشاهدة · 1329 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024